علامات الشفاء من الوسواس القهري(Signs of recovery from obsessive-compulsive disorder)، يعتبر الوسواس القهري أحد أشهر الأمراض النفسية المنتشرة في العالم، وهي في تزايد مستمر بسبب حالات الضغط والقلق والتوتر التي يعيشها العديد من الأشخاص في عصرنا الحالي، ويتجلى هذا المرض على صورة سلوكيات غريبة يقوم المريض بفعلها وتسمى أفعال قهرية، أو يمكن أن يتمثل بأفكار وتهيؤات على شكل خوف دائم ومستمر من أشياء غير موجودة وهي تسمى أفكار وسواسية، تابع القراءة لتتعرف أكثر على هذا المرض وأعراضه، مع أبرز علامات الشفاء من الوسواس القهري.
نبذة عن مرض الوسواس القهري
الوسواس القهري اضطراب نفسي يتمثل في تكرار سلوكيات وأفعال غير مرغوب بها، وعادة يظهر هذا المرض في سن المراهقة ويدفع الشخص للقيام بأفعال روتينية دون التفكير بها أحياناً، مثل غسل اليدين بشكل مفرط عند لمس أي شئ متسخ، هو سلوك طبيعي لدى الأشخاص العاديين لكنه قد يستغرق أكثر من نصف ساعة لدى مريض الوسواس وهو لا يستطيع التوقف عن القيام به مهما حاول، بل يجد نفسه مجبراً على القيام به نتيجة أفكاره حوله.
أسباب مرض الوسواس القهري
قبل الحديث عن علامات الشفاء من الوسواس القهري، يجب معرفة أسباب هذا المرض ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابه به، حيث لم يتوصل الأطباء النفسيين حتى وقتنا هذا إلى معرفة الفئة المعرضة لهذا الاضطراب أو تحديد أسباب واضحة له، لكن يمكن حصر بعض الأسباب التي قد تؤدي إليه مثل:
- عوامل وراثية في الأسرة، فتعرض أحد أفراد الأسرة للإصابة بهذا المرض قد يكون أحد أسباب الإصابة به.
- الاختلافات الجسدية في أجزاء المخ.
- بعض الصدمات في مراحل مختلفة من العمر.
- التعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي.
- عدم استجابة مناطق معينة من الدماغ لمادة السيروتونين التي تحفز الخلايا العصبية للتواصل فيما بينها.
علامات تدل على الإصابة بالوسواس القهري
هناك عدة علامات تظهر على الشخص المصاب، ويمكن من خلالها تأكيد إصابته بالوسواس القهري ومن أهم هذه العلامات:
- الخوف من الجراثيم والملوثات.
- الترتيب المفرط وعدم قبول الفوضى.
- أفكار عدوانية تجاه الآخرين الذين ينتمون إلى دين أو جنس مختلف.
- التنظيف المفرط وتكرار غسل اليدين عدة مرات يومياً.
- الفحص المتكرر للأشياء كالتأكد من إقفال الباب وإغلاق مفاتيح الغاز عدة مرات يومياً.
- الإفراط في الطقوس الدينية والمثالية الزائدة وامتلاك قيم أخلاقية.
- تكرار كلمات معينة.
- الخوف من قول أو فعل شئ غير مناسب.
- القلق الدائم من فقدان أشخاص أو أشياء.
أنواع الوسواس القهري
قبل تحديد علامات الشفاء من الوسواس القهري، يجب أن نعلم أن لهذا النوع من الاضطرابات النفسية عدة أقسام جميعها تندرج تحت مسمى وسواس قهري ومن أشهر الأنواع المعروفة نذكر:
- الفحص والتحقق الدائم
ويشمل الأشخاص الذين يتحققون بشكل متكرر من أغراضهم وأشيائهم الخاصة، ولديهم سلوكيات متكررة مثل إغلاق الأبواب ومفاتيح الإنذار والإضاءة، والرجوع إليها عدة مرات، وقد تتجلى مخاوفه بشكل قلق على نفسه فيلجأ إلى الفحوصات والتحاليل للتأكد من سلامته.
- وسواس النظام
وهم أشخاص يميلون إلى ترتيب كل ما هو موجود حولهم وجعله في صورة مثالية، حيث يرتبون الأشياء والألوان في نسق معين، ولا يستطيعون رؤية خزائن مفتوحة أو شئ ليس في مكانه ويسعون إلى تنظيم جميع الأشياء المبعثرة، غالباً هي أحد أنواع الوسواس القهري المتعلقة بالنظام.
- وسواس النظافة
ويكون لدى هؤلاء المرضى إحساس دائم بأن كل ما يوجد حولهم غير نظيف، ويتجهون دوماً إلى الغسيل والتعقيم بصورة مزعجة ومبالغ فيها، كما يترددون في لمس الأشياء الموجودة في الأماكن العامة خوفاً من أي بكتيريا عالقة بها.
- الأفكار الاقتحامية
هي أفكار تأتي لمرضى الوسواس بشكل متكرر تكون مزعجة لهم ولمن حولهم، مثل أفكار على هيئة مواقف سابقة حدثت لهم ولا يستطيعون نسيانها، أو وساوس ومخاوف حول المستقبل أو أشياء متعلقة بالدين، وبعض المرضى تأتيهم أفكار إجرامية كالميل إلى الانتحار أو إيذاء أنفسهم أو الآخرين.
هل يمكن الشفاء من مرض الوسواس القهري؟
يتساءل العديد من الأشخاص حول علامات الشفاء من الوسواس القهري، وهل الشفاء من هذا المرض ممكن؟ أو أنه من الأمراض التي تستمر مدى الحياة؟ والحقيقة أن العلاجات المتبعة قد لا تكون شافية بشكل تام لكنها بالطبع تخفف الأعراض اليومية وتحد منها بشكل كبير، والعلاج السلوكي مهمته تعديل سلوك المريض وتحويله للأفضل، لذا من الضروري استشارة الطبيب النفسي في حال الشك بوجود أعراض الوسواس القهري وهو بدوره سيتبع أساليب العلاج المناسبة للحالة ومن هذه الأساليب:
- العلاج الدوائي بالعقاقير الطبية ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، التي تهدف إلى السيطرة على كيمياء الدماغ وتخفيف من حدة الاكتئاب والقلق، وبالتالي ملاحظة علامات الشفاء من الوسواس القهري والتخفيف منه.
- العلاج النفسي أو العلاج بالكلام الذي يساعد في تنظيم أفكار الشخص والسيطرة عليها، وهو من أكثر الأساليب شيوعاً في العلاج، حيث تعتمد على تغيير سلوكيات الشخص غير المرغوبة وتكون على شكل جلسات عند الطبيب المختص.
- العلاج السلوكي وهو يعمد إلى تغيير السلوك لدى الشخص المريض من خلال كبح الأفكار الضارة أو السلبية، وتجريب استبدالها بعادات أخرى صحية وغير روتينية للوصول إلى التعديل المناسب للسلوك.
- التحفيز المغناطيسي ويتم اللجوء إليه في حال عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي والسلوكي، حيث يتم تحفيز الخلايا العصبية في الجمجمة من خلال أقطاب مزروعة في الرأس، ومن خلالها يتم تحفيز الخلايا العصبية وبالتالي تخفيف أعراض الوسواس.
- التعرض ومنع الاستجابة وهي وسيلة يتم تعريض مريض الوسواس القهري فيها إلى محرضات تحثه على القيام بالسلوك، مثل عرض أشياء متسخة وصور لشيا غير نظيفه ومنع المريض من استخدام أي من إجراءات الغسل والتعقيم حتى يتخلص من السلوك نهائياً، وتعريفه أن هذه السلوكيات ما هي إلا أفكاره التي تسبب له القلق الدائم.
- تقنيات اليقظة الذهنية وهي تعلم الشخص التأمل والاسترخاء وبالتالي التخلص من كل الضغوطات التي يسببها له القلق والخوف والوصول إلى تعديل السلوك.
علامات الشفاء من الوسواس القهري
تبدأ علامات الشفاء من الوسواس القهري بالظهور بعد فترة ليست طويلة من العلاج الدوائي والسلوكي، ومن أهم العلامات هو اختفاء الأعراض التي كانت تظهر على المريض وتلازمه وتشكل جزءاً من حياته اليومية مثل تقليل هواجس النظافة وعدم التأكد من إقفال الأبواب وإغلاق مفاتيح الغاز مئة مرة في اليوم، ويصل المريض إلى الشفاء التام في حال:
- إدراك الأسباب التي تزيد من حدة الأعراض والابتعاد عنها.
- مقاومة الأفكار الوسواسية ومعرفة أنها ليست صحيحة وأنها عبارة عن أوهام.
- التخفيف من الأشياء التي كانت تزعجك من قبل ومواصلة الحياة بشكل طبيعي.
- مراقبة وضعك بشكل دائم والرجوع إلى الطبيب في حال عودة الأعراض.
- خوض التجارب التي كان يمنعك منها الوسواس مثل مصافحة الآخرين واللعب في أماكن تعرض ملابس للاتساخ.
- اختفاء الأفعال القهرية كأن يكبح المريض رغبته في الغسل أو في الذهاب للتأكد من قفل الباب.
بعد الحديث عن علامات الشفاء من الوسواس القهري وأهم 5 طرق علاجية، يمكن القول أن معالجة أغلب الأمراض النفسية تكون بمحاولة فهم الدوافع والأسباب التي أدت إلى السلوك ومن ثم محاولة تعديله من قبل شخص مختص، بالإضافة إلى تناول العلاج الدوائي الذي يقلل من حدة الأعراض، ومساعدة المريض بشكل دائم على الخروج من حالته النفسية حتى ظهور علامات الشفاء من الوسواس القهري بشكل تام.
