ما هو مرض ثنائي القطب What is bipolar disease وما هي أعراضه؟ حيث تتعدد الأمراض النفسية والعصبية التي يتعرض لها العديد من الأشخاص نتيجة مرورهم بصدمات نفسية أو مواقف لم يمكنهم تحملها وتفوق طاقتهم على التحمل، ففي الكثير من الأحيان يكون المرض النفسي أشد خطورة من المرض العضوي، ولعل ثنائي القطب واحد من هذه الأمراض النفسية التي تنتج عن صدمات حياتية، وغيرها من الأسباب التي سنوضحها اليوم، فتابعوا معنا التفاصيل وطرق العلاج المتاحة.
ما هو مرض ثنائي القطب
ثنائي القطب من الأمراض العقلية المعروفة باسم الهوس الاكتئابي أو بايبولار، وهو من أنواع الاضطرابات العقلية الخطيرة التي يصحبها تقلبات وذبذبات شديدة في المزاج وميول الشخص المريض، حيث ينتقل بشكل مفاجئ من مشاعر الفرح إلى مشاعر الحزن والغضب الشديد دون سابق إنذار، ومن الضحك إلى البكاء الشديد والدخول في نوبة اكتئاب دون وجود سبب واضح.
أنواع اضطرابات المزاج ثنائي القطب
في إطار التعرف على ما هو مرض ثنائي القطب، نجد أنه يصيب من لديهم تاريخ عائلي، وخاصة الأقارب من الدرجة الأولى، كما تتعدد أنواع هذا الاضطراب النفسي وتختلف أعراضها وهذا ما نوضحه من خلال ما يلي:
- النوع الأول: في هذا النوع تستمر معاناة المريض لمدة 7 أيام على الأقل من نوبة هوسية شديدة، وقد يعاني من نوبات اكتئاب حادة تستمر لمدة 14 يوم على الأقل، وقد يعاني من النوعين في الوقت ذاته مما يتطلب توجه إلى المستشفى على الفور.
- النوع الثاني: يمر المريض في النوع الثاني من مرض ثنائي القطب بأعراض الاكتئاب والهوس الخفيف، ولا تعرض لأعراض الهوس من النوع الأول.
- النوع الثالث: يعاني المريض من اضطرابات دورية المزاج وهي من أنواع الهوس الخفيف، والاكتئاب الذي يستمر معه لفترات طويلة قد تمتد إلى سنتين بالنسبة للبالغين، أو سنة بالنسبة للأطفال والمراهقين.
أسباب الإصابة بمرض ثنائي القطب
هناك مجموعة من العوامل التي تسبب الإصابة بمرض ثنائي القطب، وتتمثل فيما يلي:
1- العوامل الوراثية
توصلت الدراسات الطبية إلى أن الجينات من أبرز أسباب الإصابة بالمرض، وقد صرحت الجمعية الأمريكية للطب النفسي أن نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين بالمرض حوالي 90% لديهم أقارب مصابين من الدرجة الأولى، حيث تتضمن هذه العوامل الوراثية ما يلي:
- إصابة أفراد من العائلة بنوبات الاكتئاب، أو الهوس.
- تاريخ عائلي للإصابة بمرض الفصام، وذلك لوجود تدخلات جينية بين الإصابة بالفصام وثنائي القطب.
- درجة القرابة بين المريض وبين الأشخاص المصابة في عائلته.
- عدد الأشخاص المصابين في الأسرة الواحدة باضطرابات السلوك، وغيرها من الأمراض النفسية.
2- العوامل البيلوجية
إن التغيرات البيولوجية التي تحدث قد يكون لها تأثير مباشر على المخ، وتعد من أسباب الإصابة بمرض ثنائي القطب، ولها صور عديدة منها:
- تلف خلايا المخ: يوجد بالمخ جزء يُسمى الحُصين وهو مسؤول عن الذاكرة، وعند حدوث تلف في الخلايا الخاصة به يتعرض الشخص إلى اضطرابات نفسية وتقلبات مزاجية.
- اضطرابات النواقل العصبية: تلك الناقلات عبارة عن مواد كيميائية تساعد على تنظيم الحالة المزاجية وخلايا المخ على التواصل، وعند وجود خلل بها تكون سببًا في الإصابة بالمرض.
- مشاكل الميتوكوندريا: تلعب هذه المشاكل الميتوكوندريا دوراً في حدوث الاضطرابات العقلية، وتعد من أسباب اضطراب ثنائي القطب، حيث إن الميتوكوندريا هي مركز الطاقة في الخلية؛ وأي اضطراب في عمل الميتوكوندريا يؤدي إلى تغيير أنماط إنتاج الطاقة وبالتالي حدوث السلوكيات من قبل مرضى اضطرابات نفسية.
3- العوامل البيئية
استكمالًا للتعرف على ما هو مرض ثنائي القطب، نجد أن هناك العديد من العوامل البيئية التي تحفز نوبات الاكتئاب والهوس عند المريض والتي نذكرها من خلال ما يلي:
أولًا: محفزات نوبات الاكتئاب
المصابون باضطراب ثنائي القطب يكونوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة اكتئاب بمجرد تعرضهم للضغوط النفسية والإجهاد حتى لو كان بسيطًا، ومثال على ذلك:
- اضطراب في النوم والأرق لعدة أيام.
- التعرض لأحداث صادمة، مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين.
- التعرض للاعتداء. الجسماني أو النفسي
- ضغوطات الحياة اليومية، مثل ضغط العمل، وصعوبة المعيشة.
- الإصابة بمرض خطير.
- فترات الحيض عند النساء.
- التعرض لإصابة جسدية.
- نمط الحياة الممل، وعدم ممارسة الرياضة، أو أي نشاط آخر.
ثانيًا: محفزات نوبات الهوس
محفزات نوبات الاكتئاب قد تؤدي إلى تحفيز نوبات الهوس، ولكن في ظل التعرف على ما هو مرض ثنائي القطب ننوه على وجود بعض المثيرات التي تحفز نوبات الهوس بدرجاته، وهي كما يلي:
- بعض أنواع مضادات الاكتئاب قد تؤدي إلى تحفيز نوبة الهوس.
- الوقوع في الحب.
- حضور السهرات والحفلات الساهرة.
- الاعتياد على استماع نوع موسيقى صاخبة.
- تعاطي المخدرات أو الإفراط في تناول بعض الأدوية.
- فترة ما بعد الولادة تعد من محفزات نوبات الهوس، وكذلك من أسباب مرض ثنائي القطب عند النساء.
ما هو مرض ثنائي القطب وأعراضه
لن تكتمل الإجابة عن سؤال ما هو مرض ثنائي القطب، إلا بذكر أبرز أعراض هذا المرض، والتي تتمثل فيما يلي:
- الدخول في نوبات اكتئاب قد تطول مدتها.
- فقدان النشاط والحيوية، والشعور الدائم بالإرهاق.
- عدم تقدير الذات والشعور بالذنب دون سبب واضح.
- ضعف الذاكرة، وسوء التحصيل العلمي.
- تقلبات واضحة في نمط الأكل، مثل الأكل بشراهة، أو فقدان الشهية تمامًا.
- الميول إلى الأفكار السلبية والتفكير بالانتحار.
- حدوث ارتفاع في مستوى الطاقة الجسدي بشكل غير طبيعي.
- تراود العديد من الأفكار المتناقضة في وقت واحد.
- افتقار الصبر والتصرف بعداونية وحدية شديدة.
- الشعور بالتفاؤل بشكل مبالغ فيه، وأحيانًا الشعور بالنقيض التام وسيطرة الخذل والتشاؤم.
التشخيص الطبي لمرض ثنائي القطب
يتبع الطبيب المعالج مجموعة من الأجراءات الأساسية حتى يتمكن من تشخيص هذا المرض، وتتضح كما يلي:
- التعرف على التاريخ الطبي للمريض، وجمع كافة المعلومات الخاصة به والتعرف على الأدوية التي يتناولها، وإذا كان يعاني من أي أمراض أخرى.
- الفحص البدني والتأكد من عدم إصابته بأي مرض بدني يكون سببًا في حدوث أعراض المرض النفسي.
- خضوع المريض للتقييم النفسي من أجل التعرف على التقلبات التي يمر بها، ومدى تكرارها والمدة التي تستمر معه.
ما هو مرض ثنائي القطب ونسبة الشفاء الفعلية
مع تقدم العلم وإجراء العديد من الأبحاث الطبية في الصحة النفسية، تم الكشف الكامل عن الإجابة الخاصة بسؤال ما هو مرض ثنائي القطب، كما أوضحت الدراسات أن نسبة الشفاء من هذا المرض تتوقف على حسب مدى تطور الحالة، وكذلك سلوك المريض ومدى التزامه بالبرنامج العلاجي الموصوف له، وما يحصل عليه من دعم خارجي ممن يحيطون به، ولهذا نجد أن الشفاء من هذا المرض يختلف من مريض لآخر.
ما هو مرض ثنائي القطب، وأبرز أعراضه، فهو حالة نفسية يجب التعامل معها بحذر شديد، والالتزام التام بتعليمات الطبيب المتخصص، لتخطي هذا المرض بنجاح.
