اعراض التوحد (Symptoms of autism) تظهر على بعض الأشخاص، حيث إن مرض التوحد يطلق عليه اسم الذاتوية أو اضطراب طيف التوحد، كما أنه عبارة عن اضطراب عصبي يتسم بوجود مشاكل في عملية التواصل والسلوك وفي المعتاد أن تظهر اعراض التوحد قبل عمر 3 اعوام، المصابون بهذا المرض يعانون من مشاكل في النمو العصبي وذلك بشكل يعمل على التأثير في عملية معالجة البيانات داخل الدماغ وينتج عن ذلك حدوث ضعف في التفاعل الاجتماعي والتواصل غير اللفظي واللفظي كذلك.
ما هي درجات مرض التوحد عند الأطفال؟
عملية تشخيص التوحد في بداية الأمر كان من المعروف أنها تعود إلى 4 أنواع فرعية تتمثل في الآتي:
- اضطراب التوحد.
- متلازمة أسبرجر.
- الاضطراب النمائي الشامل.
- اضطراب الطفولة التحللي.
مؤخرا تم العمل على دمج تلك الأنواع لتندرج تحت اسم اضطراب طيف التوحد وهي عبارة عن فئة واحدة فقط ولكنها تضم 3 مستويات متعددة، وفيما يلي سنوضح كل مستوى:
- المستوى الأول: يعرف باسم التوحد الخفيف ويكون الطفل فيه قادر على التحدث باستخدام العبارات الكاملة ولكنه قد يواجه بعض من المشاكل في المقدرة على تبادل الحديث بطلاقة مع الأشخاص الآخرين، ويجد الطفل صعوبة في تفهم الإشارات إضافة إلى لغة الجسد في هذا المستوى وبناء عليه يحتاج إلى رعاية.
- المستوى الثاني: يواجه فيه الطفل صعوبة أكبر في عملية التواصل مع الآخرين، وذلك يتضح في استخدام عبارات بسيطة فقط إضافة إلى الانخراط في سلوكيات متكررة ويكون بحاجة إلى رعاية جيدة ودعم كبير.
- المستوى الثالث : يعتبر ضمن أشد درجات التوحد ويحتاج الطفل فيه إلى رعاية بشكل كامل فهو يجد صعوبة كبيرة في التواصل ولا يستطيع التحدث بشكل واضح، ومن النادر أن يتفاعل الطفل مع الآخرين إضافة إلى ظهور عليه بعض من الأعراض السلوكية بشكل أكثر حدة.
اعراض التوحد
في المعتاد تظهر اعراض التوحد على الطفل بشكل واضح طيلة مرحلة الطفولة المبكرة وذلك بين عمر يتراوح بين 12 إلى 24 شهر، ولكن من الممكن ظهورها قبل ذلك العمر أو بعده، ومن الجدير بالذكر أن اعراض التوحد تختلف من طفل إلى طفل آخر، وتتراوح تلك الأعراض بين اعراض خفيفة إلى أعراض شديدة كذلك، وتتمثل في الآتي:
أعراض التوحد المرتبطة بالتواصل الاجتماعي
- حدوث انخفاض في عملية التواصل البصري.
- مقاومة الحضن أو حمله إضافة إلى تفضيل اللعب بشكل منفرد.
- عدم استجابة الطفل عندما يتم مناداته باسمه.
- افتقاد مريض التوحد قدرته على التعبير باستخدام الوجه أو في فهم المشاعر التي تخص الآخرين.
- التحدث بنبرة غير طبيعية أو بطريقة تكون شبيهة للإنسان الآلي.
- التأخر في الكلام إضافة إلى عدم الاستطاعة في عملية نطق الكلمات أو العمل على تكوين جمل.
- تكرار بعض الكلمات أو العبارات بدرجة كبيرة.
- عدم المقدرة في بدء محادثة أو الاستمرار فيها.
أعراض التوحد السلوكية
- القيام ببعض من الأنشطة التي قد ينتج عنها إيذاء نفسه على سبيل المثال ضرب الرأس أو العض.
- القيام بحركات متكررة من بينها الدوران أو التأرجح أو الرفرفة باليدين.
- الانزعاج من عملية تغيير الروتين المعتاد.
- نمط حركي غريب بعض الشيء قد يتمثل في المشي على أصابع القدمين.
- فرط الحساسية ضد الصوت أو اللمس أو الضوء.
- الاهتمام ببعض التفاصيل الغريبة على سبيل المثال التركيز في عجلات السيارة دون الاهتمام بالسيارة بالكامل.
- رفض أطعمة لها قوام معين.
- تفضيل مجموعة محددة من الطعام فقط.
أقرأ أيضا…اعراض التوحد عند الاطفال
أسباب التوحد
لم يتم التعرف على أسباب دقيقة حتى وقتنا الحالي، ولكنه قد ينتج عن مشاكل في جزء من الدماغ تكون مسؤولة عن عملية معالجة المدخلات الحسية، على الرغم من عدم وجود سبب مباشر للإصابة بمرض التوحد إلا أنه يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بذلك المرض ومن بينها ما يلي:
- الذكور يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بذلك المرض وذلك بمعدل يصل إلى ٤ مرات عن الإناث.
- حالة هناك تاريخ عائلي يخص الإصابة بمرض التوحد.
- كبر عمر الأب والأم، فخطر إصابة الطفل بالتوحد يزيد كلما كان العمر الخاص بكل من الأبوين كبير وقت الإنجاب.
- استخدام مجموعة من الأدوية خلال فترة الحمل.
- التعرض إلى بعض المواد الكيميائية.
- إصابة الأم أو المرأة الحامل ببعض من الأمراض منها السمنة أو مرض السكري أو عدوى فيروسية.
- حدوث انخفاض في وزن الطفل وقت الولادة.
- حدوث بعض الطفرات الجينية.
- إصابة الأم بمتلازمة كروموسوم إكس الهش.
- التعرض للمعادن الثقيلة أو السموم البيئية.
أقرأ أيضا…اعراض التوحد عند الرضع
كيف يتم تشخيص التوحد؟
يعتمد تشخيص التوحد على معرفة التاريخ الطبي ثم العمل على إجراء فحص بدني بشكل شامل للطفل واختبار جميع المهارات الأساسية الخاصة به من بينها القدرة على التعلم، التحدث إضافة إلى سلوكيات الطفل الحركية، ومن الجدير بالذكر أن فحوصات مرض التوحد في المعتاد يتم عملها بشكل روتيني لأي طفل يتراوح العمر الخاص به بين 18 إلى 24 شهر، وفي حالة إظهار تلك الفحوصات أي مشاكل فسوف يطلب الطبيب فحوصات أخرى تتمثل في الآتي:
- فحص قائمة المراجعة المعدلة للتوحد لدى الطفل، وهو عبارة عن فحص يتكون من 23 سؤال يجب على الآباء الإجابة عليه ومن خلاله يتمكن الطبيب من معرفة إذا كان الطفل معرض إلى خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد أم لا.
- التقييم السلوكي الذي يخص الطفل.
- الاختبارات السمعية والأخرى البصرية وذلك من أجل التأكد من أنه ليس هناك أي مشاكل في الرؤية أو السمع.
- اختبار الحمض النووي وذلك من أجل أن يكشف الطبيب عن الأمراض الوراثية المختلفة.
- جدول مراقبة تشخيص التوحد وهو عبارة عن استبيان تطويري يتم العمل على إجرائه من جانب فريق مختص.
علاج التوحد
ليس هناك علاج يخص مرض التوحد بشكل نهائي ولكن العلاج يهدف إلى تحسين القدرة التي تخص الطفل على التواصل وتعديل السلوكيات الخاصة به إضافة إلى تعزيز القدرة على التعلم والمهارات الحياتية، العلاج قد يختلف من طفل إلى طفل آخر وفي السطور التالية سوف نتعرف على بعض من الأمثلة التي تخص علاج التوحد لدى الأطفال:
- تحليل السلوك التطبيقي: ذلك العلاج يفيد في عملية تعزيز السلوك الإيجابي إضافة إلى التغلب على السلوكيات السيئة أو غير الصحية والمساعدة في تحسين المهارات التي تخص الطفل والقدرات الفكرية له.
- نموذج دنفر: ذلك العلاج يعتمد بشكل أساسي على اللعب مع الطفل وذلك بهدف تعزيز المهارات الخاصة بالتواصل لديه، كما أنه يعطي نتائج بشكل جيد في الأطفال بين عمر 1 إلى 4 أعوام.
- العلاج المهني: هذا العلاج يساعد الطفل المصاب بالتوحد على تطوير المهارات الخاصة بالحياة اليومية لديه على سبيل المثال الاعتناء بالنظافة الشخصية وارتداء الملابس.
- تدخل تطوير العلاقات: ومن أهداف ذلك العلاج هو العمل على تعزيز المهارات الاجتماعية إضافة إلى تعلم الانخراط داخل المجتمع وتكوين علاقات.
- علاج النطق: ويتمكن هذا العلاج من مساعدة الطفل في تحسين عملية التواصل اللفظي وغير اللفظي إضافة إلى تعلم كيفية فهم لغة الجسد.
- برنامج تيتش: وهو عبارة عن برنامج تعليمي تربوي يتم تطبيقه في المدارس من أجل المساهمة في علاج الطفل المصاب بالتوحد بعد تقييمه بصورة فردية.
- الأدوية: من الممكن أن يعمل الطبيب على وصف بعض من الأدوية من أجل تقليل نوبات الصرع أو معالجة الاكتئاب أو اضطرابات النوم.
اعراض التوحد من الممكن علاجها باستخدام برنامج تيتش، حيث يهدف البرنامج إلى تعزيز المهارات التي تخص التواصل الاجتماعي إضافة إلى الاندماج في المجتمع وتحسين التواصل اللفظي ويكون هناك استعانة بالتعليمات المرئية والتدريب على عملية المشاركة في الأنشطة الطلابية فضلا عن تعزيز استقلالية الطفل ويصبح معتمد على ذاته.
