السلمندر وأهم المواصفات التي يمتلكها ووسائل دفاعه عن نفسه

السلمندر Salamander؛ وهو نوع من البرمائيات يعرف بالاسم العلمي Caudata بينما الاسم الشائع له هو السلمندر أو السمندل، ينتمي إلى عائلة السلاماندرويد من فئة الفقاريات وهي الكائنات التي تمتلك هيكلاً عظمياً، كما أنه يشبه السحلية بشكله الخارجي لكنه مختلف عنها تماماً، ويطلق عليه العديد من الأسماء أهمها جرو الطين، كلب الماء، تريتون، سحلية الربيع، تعرف معنا في هذا المقال على كائن السلمندر وأهم المواصفات التي يمتلكها ووسائل دفاعه عن نفسه.

تعريف السلمندر (السمندل)

السلمندر بشكل عام هي حيوانات صغيرة الجسم، لها أربعة أرجل ذات بشرة رطبة، يبلغ طول أجسامها من 2.5 إلى 20 سم ( أي من أربع إلى ست بوصات)، يأتي العديد من أنواعها بشكل مموه، في حين أن البعض الآخر يكون منقوش بشكل جريء أو ذو ألوان زاهية، حيث يصنف العلماء حوالي 550 نوع موجود من البرمائيات تحت خانة الاسم الشائع “السلمندر”، من خلال تجميع الأنواع المنقرضة تحت فئة Caudata، أما الأنواع الموجودة يتم تجميعها تحت اسم Urodela.

تتمتع جميع أنواع السلمندر الموجودة بمظهر جسدي متشابه بشكل تقريبي، وتفضل بيئات متشابهة للعيش بالإضافة إلى العديد من العادات المشتركة. ومن الجدير بالذكر أنه تم إدراج اسم السلمندر في الأساطير والخرافات القديمة من جميع أنحاء العالم، حيث يمكن العثور على شخصية السمندل العملاق في القصص اليابانية بلا شك، وذلك بسبب حجمه الكبير ومظهره الذي يشبه التنين، كما تعد الكثير من الثقافات السمندل كأحد المخلوقات التي تسكن النار وتدعي أن جلدها مقاوم للحريق.

مواصفات السلمندر

• الجسم

تكون في العادة أجسام السمندل أسطوانية الشكل بالإضافة إلى جوانب سفلية مسطحة بعض الشيء، حيث يبدأ الجسم مباشرةً بعد الرأس ولايفصله الرقبة، ويتميز الجسم بذيل ممدود.

• الجلد

الجلد عند السلمندر كما هو الحال مع البرمائيات الأخرى يتميز بأنه رقيق، نفاذ للماء، يعمل كغشاء تنفسي، كما أنه مزود جيدًا بالغدد التي تفرز مادة مخاطية باستمرار للحفاظ على رطوبة الجلد.

• الرأس

يمتلك السلمندر رؤوس مثلثة الشكل مع فم واسع وعينان على جانبي الرؤوس، كما لديهم أسنان حادة وصغيرة على حدود الفك، ولا يوجد في الرؤوس آذان خارجية على الرغم من وجود آذان وسطى.

• الأطراف

يمتلك هذ النوع من البرمائيات أربعة أطراف وتمتلك معظم الأنواع التابعة لهذا الجنس خمسة أصابع في الأطراف الخلفية مع أربعة أصابع في الأطراف الأمامية بدون مخالب، كما أن بعضهم لديه أطراف خلفية صغيرة جدًا والبعض ليس لديه أطراف خلفية على الإطلاق.

• الحجم

يختلف حجم السلمندر باختلاف نوعه، لكن في المجمل يتراوح من 2.5 سم إلى 20 سم. لكن يمكن أن يصل طول السمندل الصيني العملاق إلى 5.9 قدم.

• الوزن

يتراوح متوسط ​​وزن حيوان السلمندر بين 120 جرام و200 جرام، لكن يصل وزن السلمندر العملاق إلى حوالي 63 كجم.

• اللون

تمتلك الأنواع المختلفة والأنواع الفرعية من السلمندر ألوان مختلفة، تتراوح تدرجات ألوان أجسامها من الأحمر والأسود والأزرق والأصفر والبرتقالي إلى العديد من الظلال الأخرى، كما أن لديهم بقع ملونة بدرجات مختلفة عن لون أجسادهم.

• التشريح

يعتبر السلمندر من ذوات الدم البارد حيث تتغير درجة حرارة أجسامها بتغير موطنها، تتنفس الأنواع المختلفة التابعة لهذا الجنس من خلال أعضاء مختلفة، فبعض الأنواع تتنفس من خلال الخياشيم الموجودة على جانبي الرأس، في حين أن البعض الآخر له خياشيم خارجية وبعضها له خياشيم داخلية تكون مخفية تحت الشقوق، أما الأنواع الأخرى تتنفس عن طريق الرئتين وهناك  العديد من الأنواع تمتلك خياشيم ورئتين معاً.

أين يعيش السلمندر؟

يعيش السلمندر في جميع قارات العالم، بما في ذلك قارة أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، لكن يتواجد في الولايات المتحدة أكبر عدد من السلمندر. تعيش بعض حيوانات السلمندر على الأرض لجزء من الوقت بينما يبقى الوقت الآخر في الماء. ويبني العديد من السلمندر بيوتهم تحت الصخور التي توجد بالقرب من الجداول أوالبرك أوالبحيرات، ويعيش القسم الآخر منهم في الأشجار أو الغابات المطيرة مثل تلك الموجودة في حوض الأمازون ويذهبون لزيارة المسطحات المائية القريبة.

تحت الماء

من الأمثلة على السلمندر الذي يعيش تحت الماء في الأنهار سريعة الحركة هو السمندل الصيني العملاق، الذي يمتلك لون رمادي مائل إلى البني والمرقش مما يساعده على التمويه والاندماج مع الصخور القريبة من قاع النهر. وعلى الرغم من أن هذا النوع من السمندل يعيش تحت الماء، إلا أنه لا يمتلك أي خياشيم مثل باقي الأسماك، وعوضاً عن ذلك، يتم امتصاص غاز الأكسجين الذي يحتاجه للتنفس عن طريق جلده.

في الكهوف

يوجد عدد قليل من أنواع السمندل مثل “الأولم”  تعيش في الكهوف وتكون حياتها في برك المياه الجوفية، فقد تكيفت عيون حيوان السمندل على الرؤية في تلك الظروف مما سمح له بالبقاء حياً في مثل هذه البيئات المظلمة، وأيضاً تعيش معظم أنواع السمندل بالقرب من الماء لأنه المكان الملائم الذي يضع فيه بيضه في أول فصل الربيع، كما يهاجر العديد من السمندل من بيوتهم في الأشجار نزولاً إلى أراضي الغابات للتمكن من التواجد في أقرب مسطح مائي للتكاثر.

بماذا يتغذى السلمندر؟

السلمندر يعتبر حيوان ليلي، لذلك فهو يصطاد فريسته ليلاً وقد يأكل فقط عدة مرات في الأسبوع وذلك حسب حجمه. حيث تمتلك أغلب أنواع السمندل أسنان صغيرة في الفكين العلوي والسفلي وذلك على عكس الضفادع، حتى يرقات السمندل الصغيرة تمتلك هذه الأسنان، فعلى الرغم من أن الأسنان عند اليرقات تشبه المخاريط المدببة، إلا أن البالغين لديهم أسنان تتكيف لتمكينها من اصطياد الفريسة بسهولة، حيث يقوم السمندل الأرضي باصطياد فريسته عن طريق نقر لسانه اللزج خارجاً في حركة تستغرق أقل من نصف ثانية.

التكاثر عند السلمندر

يتنافس ذكور حيوان السمندل على جذب انتباه الإناث من خلال إطلاق رائحة معينة جذابة، وبمجرد أن يجد الذكر الأنثى المناسبة فإنه يقوم بالتزاوج وينتج عن ذلك بيض مخصب، وبعد ذلك تبدأ مراحل التكاثر الآتية:

• تضع الأنثى بيضها الذي يشبه الهلام بدون قشرة في موطن مائي، يفقس بعد ذلك الصغار خلال حوالي ثلاث أو أربعة أسابيع. ويبلغ متوسط ​​عدد البيض الذي تضعه أنثى السمندل حوالي 300 بيضة على الرغم من أن هناك بعض الأنواع التي تضع 450 بيضة أو أكثر.
• تتكاثر بعض أنواع السلمندر بالولادة بدلًا من وضع البيض، مثال على ذلك: سمندل جبال الألب الأسود والسمندل الناري. حيث يمكن لأنثى سمندل جبال الألب أن تصبح حامل من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات ولكن تنجب طفلين فقط.
• تبقى أنثى السمندل لتحمي البيض أو ربما تغادر بعد وضعه، وبمجرد أن يفقس البيض يصبح صغار السمندل لوحدهم.
• تسمى اليرقات في هذه المرحلة حوريات السمندل، تبدو متشابهة كثيرًا مع شراغف الضفادع، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى تتنفس حوريات السمندل باستخدام الخياشيم، ثم تتطور بعد ذلك الرئتان ببطء، ويأكلون في هذه المرحلة الحشرات الصغيرة التي تطفو في الماء، وخلال مدة ثلاثة أشهر يتخذ الصغار منزلًا على أرض بجانب المياه.
• يتراوح عمر حيوان السمندل من خمس إلى عشرين سنة. ومن المرجح أن يكون عمر السمندل الصغير الذي يعتبر فريسة بالنسبة إلى العديد من الحيوانات المفترسة أقصر من عمر السمندل الكبير الذي يتمتع بمزايا دفاعية مثل القدرة على إطلاق السم من غدده.

آليات الدفاع عن النفس عند السلمندر

رائحة نفاذة

يفرز جلد سمندل النمر الذي يعتبر غذاءً للفئران بعض الروائح التي تؤدي إلى النفور من النكهة،  أما السمندل الناري يمتاك سلسلة من الغدد الحبيبية الكبيرة التي توجد أسفل عموده الفقري والتي تعمل على ضخ بعض السوائل السامة على الحيوانات المفترسة، ومن خلال حركة خاصة وتوجيه جسمه بزاوية مناسبة يستطيع توجيه هذا الرذاذ بدقة لمسافة تصل إلى 80 سم أو (30 بوصة).

الأشواك

السمندل الأيبيري المضلع يمتلك وسيلة أخرى لردع المعتدين غير إفراز جلده سائل لزج سام ففي نفس الوقت، يقوم سمندل الماء بتدوير أضلاعه المدببة بشكل حاد بزاوية تتراوح بين 27 و92 درجة ليتخذ وضعية منتفخة، حيث يؤدي هذا الإجراء إلى ثقب الأضلاع في جدار الجسم، عندها يبرز كل ضلع منها من خلال ثؤلول لون برتقالي مرتب في صف جانبي مما يجعل الأشواك أكثر وضوحًا. وعندما يزول الخطر عن السمندل تتراجع الأضلاع ويتعافى الجلد.

التمويه والتقليد

تمتلك العديد من حيوانات السمندل ألوان غامضة بحيث لا يمكن ملاحظتها، إلا أن البعض الآخر يشير إلى سميته وتأكل الثعابين، بينما يحتوي سمندل كاليفورنيا على العديد من الغدد السامة الكبيرة في جلده، وهو كائن نهاري تتجنبه الثعابين، وتستخدم معظم الأنواع من حيوان السمندل ميزة التمويه، وهي وسيلة دفاعية تستخدمها بعض الحيوانات للاختباء والتخفي من العدو المفترس عن طريق تغيير لون الجلد، ليكون اللون مشابه للون البيئة التي يوجد فيها، حيث يعتبر الأصفر والبرتقالي والأحمر هي الألوان المستخدمة بشكل عام، غالبًا مع الأسود للحصول على مزيد من التباين.

التشريح الذاتي (سقوط الذيل)

تستخدم بعض أنواع السمندل وسيلة دفاعية خاصة وهي تشريح الذيل الذاتي وذلك للهروب من الحيوانات المفترسة، حيث يسقط الذيل ويتلوى لفترة من الوقت بعد الهجوم الذي يتعرض له السمندل من قبل الحيوان المفترس، ويهرب السمندل إلى مكان بعيد أو حتى يمكن أن يبقى ثابتًا بدرجة كافية بحيث لا تتم ملاحظته أثناء تشتيت انتباه المفترس، أما الذيل فإنه ينمو مرة أخرى مع مرور الوقت، ويقوم حيوان السمندل بشكل روتيني بتجديد الأنسجة المعقدة الأخرى، بما في ذلك العدسة أو شبكية العين، وفي غضون أسابيع قليلة فقط من فقدان قطعة من أحد الأطراف، يقوم السمندل بإصلاح البنية المفقودة بشكل مثالي.

أشهر أنواع السلمندر

السلمندر هي كائنات حية تشبه السحالي وتتصرف مثل الضفادع، ويمكن القول أن السمندل مخلوقات خاصة تقوم بأدوار فريدة في أنظمتها البيئية التي توجد فيها، إليك أشهر أنواع السمندل:

السلمندر العملاق الصيني

السلمندر الناري

يعتبر السمندل الناري أحد أشهر أنواع السمندل في العالم، حيث يتواجد هذا السلمندر في جميع غابات أوروبا الوسطى، ويتميز بلون جلده الأسود والأصفر كما يصل طوله إلى 12 بوصة (0.3 متر). تم تسمية السمندل الناري بهذا الاسم نسبةً إلى بعض الأساطير الأوروبية القديمة حول السمندل، يتميز هذا النوع بأنه يدخل في حالة سبات داخل جذوع الأشجار الجافة كما شوهد بشكل دائم وهو يزحف هارباً من الحرائق عندما تم حرق بيوته في النيران خلال أشهر الشتاء.

سلمندر جرو الطين

يعرف أيضًا هذا النوع باسم كلاب الماء، وهي من أنواع السمندل الوحيدة التي تصدر الأصوات، وتمت تسميتهم بهذا الاسم من مقارنة أصواتهم الحادة التي يطلقونها بصوت نباح الكلب، يمتلك السمندل البالغ من هذا النوع خياشيم خارجية، ويتراوح طول أجسامهت بين 8 و13 بوصة (0.2 – 0.4 متر)، كما يمكنها أن تعيش في البرية أحد عشر عامًا. وموطنها الأساسي هو الطين في قاع المسطحات المائية في قارة أمريكا الشمالية وتكون مائية بشكل كامل طوال دورة حياتها.

السمندلر الرخامي

يعيش السمندل الرخامي بشكل خاص في الغابات الرطبة الموجودة شرق الولايات المتحدة الأمريكية. ويصل طول جسم السمندل الرخامي البالغ إلى حوالي أربع بوصات (0.1 متر)، أما عن  لونه فيكون أسود أو بني داكن مع وجود بعض الأشرطة البيضاء الفضية على ظهره، لكنه يختلف عن الأنواع الأخرى في عائلة “Ambystomatidae” فبدلاً من أن يتكاثر في مصادر المياه الدائمة في فصل الربيع، يتكاثر بالكامل على الأرض في فصل الخريف، حيث تقوم الأنثى بدفن البيض المخصب في منخفضات صغيرة وترافق البيض وتبقيه رطباً.

السمندل المضلع الاسباني

يأخذ سمندل الماء المضلع الإسباني طرق الدفاع عن النفس إلى مستوى آخر، لأنه يمتلك جلدًا سامًا، بالإضافة إلى وجود بعض الأشواك على جانبي جسمه تعمل على حمايته من الحيوانات المفترسة، فهذه الأشواك في الواقع هي أضلاع يمكن دفعها عبر جلد سمندل الماء عند تعرضه التهديد. أما اللون فهو يتراوح من اللون الرمادي الداكن إلى الرمادي الفاتح وغالبًا ما يحتوي على بعض البقع البنية الداكنة، ويصل طول جسمه إلى 12 بوصة (0.3 متر). ويتم العثور عليه في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية وكذلك المغرب. أما بيئة سمندل الماء الإسباني المضلع تكون تحت الصخور أو في الشقوق ليحافظ على جسمه رطب خلال موسم الجفاف.

السمندلر الجبلي الفارسي

يمتلك السلمندر الفارسي نطاق متخصص جداً، فهو لا يوجد إلا في جبال تاليش وإلبورز في إيران، مع إمكانية تواجده في دولة أذربيجان، حيث يتميز هذا النوع من السلمندر بإمكانية العيش على سفوح الجداول الجبلية التي لا تحتوي على أسماك وفي الغابات العريضة الأوراق وأيضاً في الكهوف بالمنطقة، ولا يُعرف سوى القليل من المعلومات عن السمندل الجبلي الفارسي لأن النطاق الذي يعيش فيه صغير جدًا.

يعتبر السلمندر Salamander حيوان برمائي فقاري، له العديد من الوسائل الدفاعية التي يستخدمها للدفاع عن نفسه عندما يتعرض للخطر وأهمها التمويه.