أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة Causes of frequent light dizziness؛ تتنوع بسبب كونها من المشاكل الشائعة بين البالغين والصغار، كما أنها تتراوح بين أسباب بسيطة وأخرى أكثر خطورة، وعلى الرغم من كونها إحدى الأمور المزعجة التي تتسبب في التأثير بشكل كبير على سير حياتنا اليومية، إلا أن معرفة أسبابها وتحديدها بصورة دقيقة يمكن أن يساهم في التعامل بشكل أفضل معها، وإختيار طرق علاج فعالة لها سواء من خلال الرجوع للطبيب أو اتباع بعض العادات الصحية.
ما هي الدوخة المتكررة
تمثل الدوخة المتكررة ظاهرة غامضة قد تلقي بظلالها على حياة الفرد، مسببة شعورًا مزعجًا بفقدان توازن الجسم وعدم اتزان أعضائه بشكل متكرر، خاصة في العينين التي قد تفقد الرؤية بوضوح أو ترى أشياء غير حقيقية، وكذلك الدماغ مما قد يسبب الشعور بالدوار أو الدوران، بالإضافة لعدم إتزان الأذن الداخلية المسؤولة عن توازن الجسم وأيضا أعصاب القدمين والعمود الفقري.
أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة
تتعدد أسباب الدوخة المتكررة وتختلف من شخص لآخر، وذلك حسب الحالة الصحية والسن والإصابة بأمراض مزمنة أم لا، بالإضافة لمدى خطورتها، والذي يساعد بشكل كبير في تقييم الحالة وتشخيصها بدقة ومن أبرز أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة ما يلي:
انخفاض سكر الدم
يعتبر الجلوكوز (السكر) مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ، وعندما ينخفض مستوى السكر في الدم، يضطر الدماغ إلى البحث عن مصادر أخرى للطاقة، ولكن، لا يمكن للدماغ استخدام مخازن الطاقة الاحتياطية بسهولة، مما يؤدي إلى نقص في إمداد الدماغ بالطاقة، حيث يؤدي هذا النقص إلى حدوث ضعف في وظائف الدماغ مثل الشعور بالدوخة والدوار والتشويش وعدم القدرة على التركيز، بالإضافة للتعب والضعف وكذلك الرعاش، كما أنه في بعض الحالات، قد يفقد الشخص الوعي.
الآثار الجانبية لبعض الأدوية
تعتبر الآثار الجانبية الشائعة لبعض الأدوية، خاصة تلك التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والاكتئاب والقلق والحساسية وأيضًا الغثيان والقيء، أحد أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة، حيث تؤثر بعض هذه الأدوية على الجهاز العصبي المركزي، مما قد يسبب الدوخة والدوار، فضلًا عن أنه من الممكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى انخفاض ضغط الدم، وبالتالي نقص تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسبب أيضًا الدوخة.
الجفاف
يعتبر الجفاف أحد أهم أسباب الدوخة الخفيفة، وذلك لعدة عوامل أبرزها انخفاض حجم الدم بشكل ملحوظ، وكذلك انخفاض ضغط الدم الذي يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما ينتج عنه نقص الأكسجين وبالتالي الشعور بالدوخة والدوار، لذا يفضل شرب الكثير من الماء والإكثار من تناول الفواكه والخضروات مع تجنب الكافيين والكحول لأن هذه المشروبات تؤدي إلى زيادة إدرار البول، مما يسبب الجفاف.
أمراض ومشاكل الأذن الداخلية
تعتبر مشكلات الأذن الداخلية أحد أهم أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة خاصة مع تحريك الرأس، والتي تتمثل في تراكم السوائل في قنوات الأذن الداخلية، والتي تساعد في الحفاظ على توازن الجسم، بينما إذا تراكمت هذه السوائل بشكل مفرط، وينتج عنها العديد من المشاكل مثل الالتهابات والعدوى الفيروسية والضغط على الأعصاب والشعور بالدوخة والدوار، بالإضافة لأمراض الأذن الداخلية مثل دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV)، والتهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuritis)، والتهاب المتاهة
انخفاض ضغط الدم الانتصابي
تبدأ وظائف الجسم بالتراجع مع تقدم العمر، بما في ذلك الجهاز العصبي اللاإرادي، المسؤول عن تنظيم ضغط الدم، ففي حالة انخفاض ضغط الدم الانتصابي، يصبح الجسم غير قادر على التكيف السريع مع تغيرات وضعية الجسم، مثل الانتقال من الجلوس إلى الوقوف، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم بشكل مؤقت، مما يسبب الشعور بالدوخة والدوار، لذا تتوفر العديد من العقاقير لمعالجة انخفاض ضغط الدم الانتصابي، منها تغيير نمط الحياة مثل شرب المزيد من السوائل، وتناول وجبات صغيرة متكررة، وتجنب الكافيين والكحول، وكذلك الأدوية مثل فلودروكورتيزون (Fludrocortisone) وميدودرين (Midodrine) لرفع ضغط الدم.
شاهد أيضًا: ما هو العصب السابع اسباب الصداع وإلتهاب الأذن
أسباب أخرى للدوخة الخفيفة
في ظل تنوع واختلاف أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة ما بين الخطيرة والغير خطيرة هناك مجموعة من أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة الغير خطيرة والتي من أبرزها:
- فقدان الدم.
- اضطراب الأكل.
- داء المرتفعات.
- الحساسية، وفرط التنفس.
- نزلات البرد أو الإنفلونزا.
- التوتر والإجهاد أو القلق.
- تعاطي المخدرات وتناول المشروبات الكحولية والتبغ
- التعرض لمدة طويلة للجو الحار.
- فقر الدم، مثل في حالة تدني معدلات الحديد في الدم.
- الإصابة بالسكتة الدماغية.
- حدوث النوبة القلبية، وعدم انتظام ضربات القلب.
- حدوث اضطرابات الأذن الداخلية.
- النزيف الداخلي، والتعرض لصدمة، مما ينتج عنه انخفاض في ضغط الدم، وإصابات الرأس.
- داء السكري، وأيضًا خلل الوظائف المستقلة.
- الأمراض المؤثرة على تدفق الدم، وأيضًا مرض الغدة الدرقية.
- الاضطرابات العصبية، مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون.
أعراض الدوخة الخفيفة المتكررة
بعد معرفة أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة يجب الإلمام بجميع أعراض الدوخة المتكررة الشائعة والتي قد تختلف من شخص لآخر، وأن وجود أي من هذه الأعراض لا يؤكد بالضرورة وجود الدوخة، ولكن للمساعدة على تحديد طريقة العلاج المناسبة ومن أبرز تلك الأعراض:
- ألم الصدر.
- فقدان السمع
- نوبات تشنج.
- تيبس الرقبة.
- فقدان التركيز.
- إصابة الرأس.
- ارتفاع الحرارة.
- الشعور بالصداع.
- عدم اتزان الجسم
- ضعف أو تنميل الوجه.
- الشعور بالقلق أو التوتر.
- الشعور بالدوار والدوران
- الشعور بالتعب والضعف.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الشعور بالضيق في الصدر.
- ضعف في الأطراف العلوية أو السفلية.
شاهد أيضًا: اسباب الرعاف ومن الأكثر عرضة له وكيفية علاجه
كيفية تشخيص الإصابة بالدوخة المتكررة
من خلال معرفة أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة وأهم أعراضها يمكن تشخيصها بشكل سهل، وذلك بمساعدة الطبيب المختص عن طريق مجموعة من الأمور تتمثل في:
- زيارة الطبيب: وهي الخطوة الأولى حيث سيقوم بسؤالك عن تاريخك الطبي وأعراضك، مثل متى بدأت الدوخة؟ وكم مرة تحدث؟ وما هي مدة كل نوبة؟ وهل تصاحبها أعراض أخرى مثل الغثيان أو القيء أو طنين الأذن؟ وهل هناك أي أدوية تتناولها؟ وهل لديك أي أمراض مزمنة؟
- الفحص البدني: سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للتحقق من أي علامات تدل على وجود مشاكل طبية قد تسبب الدوخة، مثل قياس ضغط الدم وإجراء فحص السمع والأذن والأعصاب.
- الاختبارات التشخيصية: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات التشخيصية، مثل تحاليل الدم واختبارات التصوير واختبارات التوازن.
أساليب علاج الدوخة المتكررة
يعتمد العلاج على تحديد أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة الكامنة وراءها، وإليك بعض الخيارات العلاجية:
- العلاج الطبيعي: يمكن الإعتماد على العلاج الطبيعي لتحسين حالة المريض في بعض أنواع الدوار، حيث يعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام حركات محددة للرأس تساعد على إعادة ضبط توازن الجسم.
- الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي تستخدم لعلاج الدوخة المتكررة، منها الميكليزين (Meclizine)، بالإضافة للأدوية المهدئة مثل الديازيبام.
- تغيير نمط الحياة: تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة على تقليل الدوخة، مثل تجنب الكافيين والكحول علاوة على ضرورة الإقلاع عن التدخين والحصول على قسط كاف من النوم، وأيضا ممارسة الرياضة بانتظام.
- شرب السوائل: قد تكون الدوخة ناتجة عن الجفاف في بعض الحالات، وعندها ينصح بشرب الكثير من السوائل للمساعدة على إعادة ترطيب الجسم.
- المضادات الحيوية: إذا كانت الدوخة ناتجة عن التهاب الأذن الوسطى، فقد يصف الطبيب مضادات حيوية لعلاج العدوى.
شاهد أيضًا: اسباب الصداع المستمر وكيفية علاجه والتخلص منه
نصائح للوقاية من الدوخة المتكررة
يمكن إتباع هذه النصائح وذلك بعد معرفة أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة، والتي تساعد على الوقاية من الإصابة بالدوخة المتكررة، بالإضافة لسهولة التعايش والتعامل معها في حال حدوثها، وتشمل هذه النصائح ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي: بتناول الفواكه والخضروات الطازجة بانتظام وشرب الكثير من الماء، بالإضافة لتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول، وتقليل تناول الكافيين والكحول.
- ممارسة الرياضة بانتظام: لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، والحرص على اختيار تمارين تناسب مستوى اللياقة البدنية.
- الحصول على قسط كاف من النوم: وذلك عن طريق النوم من 7 إلى 8 ساعات كل ليلة، مع الحفاظ على روتين منتظم للنوم.
- التحكم في التوتر: بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، وممارسة الهوايات المفضلة.
- استشارة الطبيب: إذا كانت الدوخة شديدة أو متكررة لكونها أفضل طريقة لتحديد سبب الدوخة والحصول على العلاج المناسب.
- التعامل مع الدوخة: وذلك من خلال الجلوس أو الاستلقاء في مكان هادئ وأخذ نفس عميق وببطء والاستلقاء على سطح مستوِ.
- ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة: بالإضافة لتجنب بعض الأمور مثل التعرض لفترات طويلة للجو الحار، والتدخين.
أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة يجب على الفرد أن يأخذها بجدية ولا يتجاهلها، لأنها قد تكون إشارة إلى مشكلة صحية أخرى خطيرة.
