اسباب التعرق الزائد وأنواعه وطريقة تشخيصه وعلاجه

اسباب التعرق الزائد Causes of excessive sweating؛ هي متعددة وغير مرتبطة بسن محدد فقد تظهر على المريض منذ ولادته، أو أثناء فترة الطفولة وخلال باقي المراحل العمرية، ولكن بشكل عام تظهر أعراض التعرق الزائد عادًة في سن المراهقة، وبناء على تلك الأسباب يتم تحديد نوع العلاج المناسب لنوع التعرق وحالة المريض، ورأي الطبيب وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات.

ما هو التعرق الزائد وما أنواعه؟

يعرف التعرق المفرط أو التعرق الزائد (Hyperhidrosis) بأنه إفراز كميات زائدة من العرق من منطقة محددة أو من كامل الجسم، دون وجود سبب واضح مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو ممارسة الرياضة، كما يلاحظ هذا النوع من التعرق بشكل خاص في اليدين والقدمين، لكنه قد يصيب مناطق أخرى من الجسم أيضًا.

قبل معرفة اسباب التعرق الزائد يجب معرفة أنواعه أولًا، ثم معرفة الأسباب بشكل تفصيلي، حيث ينقسم التعرق الزائد إلى نوعين رئيسيين بجانب مجموعة من الأنواع الفرعية العارضة وهي كالتالي:-

• التعرق الزائد الأولي (Primary hyperhidrosis): هو النوع الأكثر شيوعًا من التعرق الزائد ويعتقد أنه ناتج عن خلل وراثي، علاوة على ذلك يصيب مناطق محددة من الجسم، مثل اليدين والقدمين والإبطين والوجه، حيث يبدأ عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ولا يوجد سبب محدد لحدوثه.
• التعرق الزائد الثانوي (Secondary hyperhidrosis): هو نوع أقل شيوعًا من التعرق الزائد، ينتج بسبب حالات طبية أخرى، مثل السمنة أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو انقطاع الطمث أو بعض أنواع السرطان، ويصيب الجسم بأكمله عادة، كما أن له سبب محدد يمكن علاجه.
• التعرق الليلي: هو التعرق المفرط الذي يحدث أثناء النوم.
• التعرق البارد: هو التعرق الذي يحدث مع الشعور بالبرد.
• التعرق المستحث بالأدوية: هو التعرق الذي يحدث كأثر جانبي لبعض الأدوية.

شاهد أيضًا: أسباب الغثيان المفاجئ عند النساء وأعراضه وطرق علاجه

اسباب التعرق الزائد

تنقسم أسباب فرط التعرق إلى مجموعتين من الأسباب، كلًا منهما يندرج تحت نوع من أنواع التعرق الزائد الرئيسية، ومن ضمن اسباب التعرق الزائد ما يلي:

اسباب التعرق الزائد الأولي أو العام

• خلل في الجهاز العصبي المستقل: يرسل الجهاز العصبي المستقل إشارات إلى الغدد المفرزة للعرق، مما قد يؤدي إلى إفراز زائد من العرق.
• تناول بعض الأدوية: مثل حاصرات مستقبلات بيتا  (Beta- blocker)، ومضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants) .
• أمراض أيضية: مثل ارتفاع إفراز الغدة الدرقية، ومرض السكري، ومرض النقرس، وسن اليأس عند النساء.
• الحمى: يحفز ارتفاع حرارة الجسم الغدد المفرزة للعرق على العمل بشكل أسرع.
• تناول المشروبات الكحولية: يحفز الكحول الجهاز العصبي المركزي، مما قد يؤدي إلى زيادة إفراز العرق.
• أمراض ورمية: مثل مرض لمفومة هودجكين (Hodgkin’s lymphoma)، أو ورم القواتم (Pheochromocytoma).

اسباب التعرق الزائد الثانوي أو الموضعي

• رد فعل نفسي: يعد القلق والتوتر من أكثر العوامل المسببة لفرط التعرق الموضعي، خاصة في مناطق مثل اليدين والقدمين والإبطين.
• تشويشات في الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system): يعد هذا الجهاز مسؤولًا عن إفراز العرق استجابة للمواقف المجهدة أو المقلقة.
• تشويشات في عدد أو في جزء من غدد التعرق: قد تسبب هذه التشويشات إفرازًا زائدًا من العرق في منطقة محددة من الجسم.
• أوعية دموية غير سليمة: قد تؤدي بعض الأمراض إلى ضعف تدفق الدم إلى غدد التعرق، مما قد يؤدي إلى إفراز زائد من العرق.

أعراض التعرق الزائد

قبل الخوض في تشخيص التعرق الزائد لابد من معرفة اسباب التعرق الزائد وأعراضه، والتي تختلف حسب نوعه وموقعه، ولكنها بشكل عام تشمل ثلاثة أنواع من الأعراض وهي:-

أعراض عامة

هناك بعض الأعراض العامة للتعرق الزائد والتي منها ما يلي:

• إفراز مفرط للعرق، خاصة في مناطق مثل اليدين والقدمين والإبطين، حتى في درجات الحرارة المعتدلة أو أثناء الراحة.
• رطوبة مستمرة في الجلد، مما قد يسبب بلل الملابس وتجعلها رطبة.
• الشعور بالبرد، على الرغم من إفراز كميات كبيرة من العرق.
• رائحة كريهة للعرق، خاصة إذا لم يتم علاج الحالة.
• احمرارًا في الجلد، خاصة في مناطق التعرق الشديد.
• تهيجًا في الجلد، مما قد يؤدي إلى ظهور تقرحات أو التهابات جلدية.

أعراض نفسية واجتماعية

هناك أيضًا بعض الأعراض النفسية والاجتماعية والتي منها ما يلي:

• الشعور بالحرج أو القلق، خاصة في المواقف الاجتماعية.
• تجنب المواقف التي قد تسبب التعرق، مثل التحدث أمام الجمهور أو ممارسة الرياضة.
• الانعزال الاجتماعي، خشية التعرض للسخرية أو الإحراج.
• قلة الثقة بالنفس، الشعور بالدونية بسبب التعرق الزائد.
• اضطرابات النوم، الشعور بعدم الراحة بسبب التعرق أثناء الليل.
• التعب والإرهاق، بسبب فقدان السوائل والمعادن من خلال العرق.
• صداع الرأس، بسبب الجفاف.
• الدوخة، بسبب انخفاض ضغط الدم.
• تسارع ضربات القلب، بسبب التوتر أو القلق.

شاهد أيضًا: الفرق بين التهابات الغدد الليمفاوية والسرطان وأسباب الإصابة بهما

مضاعفات التعرق الزائد

تساهم اسباب التعرق الزائد في تعرض بعض الحالات لمجموعة من المضاعفات، والتي قد لا تحدث مع كل الأشخاص مثل:

• الاضطرابات الجلدية مثل الطفح الجلدي والأكزيما.
• ظهور الثآليل الجلدية.
• القلق الدائم بسبب رائحة الجسم الكريهة.
• الإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة مثل الإكتئاب.
• العدوى الفطرية والبكتيرية للأظافر والجلد.
• القلق المستمر نتيجة ابتلال الملابس بسبب التعرق الزائد.

كيفية تشخيص مرض التعرق الزائد

بعد معرفة اسباب التعرق الزائد يمكن تشخيصه من خلال إجراء بعض الفحوصات، لتحديد السبب الكامن وراء هذه الحالة، حيث تشمل هذه الفحوصات ما يلي:-

• فحص وظائف الغدة الدرقية لكونها مسؤولة عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وخلل وظيفتها قد يؤدي إلى فرط التعرق، وتشمل هذه الفحوصات قياس نسبة هرمون T4 و T3 في الدم.
• فحص مستوى السكر في الدم بعد الصوم لمدة 8 ساعات.
• الكشف عن نواتج التحلل الناجمة عن تفعيل الجهاز العصبي الودي في البول مثل الأدرينالين والنورأدرينالين، والتي تؤدي إلى زيادة إفراز العرق.
• فحص درجة حموضة البول فقد يؤدي خلل توازن معدل الحموضة إلى فرط التعرق.
• إجراء اختبار توبركولين للكشف عن تعرض سابق لمرض السل (Tuberculosis)، الذي من أحد أعراضه التعرق الزائد.
• تصوير بالأشعة لمنطقة القفص الصدري حيث تؤدي بعض أمراض الرئة، مثل سرطان الرئة، إلى فرط التعرق.

شاهد أيضًا: علاج الشخير أثناء النوم ب 3 خطوات مضمونة ومجربة

علاج مرض التعرق الزائد

بعد تحديد اسباب التعرق الزائد ومعرفة أنواعه والوقوف على أعراض كل نوع منها وكيفية تشخيصه بدقة يمكن علاجه بطرق متنوعة، حيث يعتمد اختيار نوع العلاج المناسب على العديد من العوامل، مثل شدة فرط التعرق، والموقع المصاب، بالإضافة لرأي الطبيب وتشمل هذه الطرق:-

علاج التعرق الزائد الغير جراحي

• أدوية مضادة للأستيل كولين: تتوفر هذه الأدوية على شكل بخاخات أو مراهم أو أدوية تؤخذ عن طريق الفم، وتعمل على منع إفراز العرق من خلال منع تحفيز غدد العرق.
• أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم: تستخدم هذه الأدوية لمعالجة فرط التعرق في اليدين والقدمين، وتعمل على تقليل تدفق الدم إلى غدد العرق، مما يقلل من إفراز العرق.
• الحقن الموضعي: يتم حقن مادة البوتوكس (Botulinum toxin) في المناطق المصابة بفرط التعرق، وتساهم في شل الأعصاب المتحكمة في غدد العرق، مما يقلل من إفراز العرق.
• العلاج بواسطة الكهرباء: يستخدم هذا العلاج لمعالجة فرط التعرق في اليدين والقدمين، حيث يتم تعريض هذه المناطق لتيار كهربائي خفيف، مما يساعد على تقليل إفراز العرق.

علاج التعرق الزائد الجراحي

• استئصال الأعصاب الودية: يتم إجراء هذه الجراحة في الحالات الشديدة من فرط التعرق، حيث يتم قص الأعصاب الودية التي تتحكم في غدد العرق في المناطق المصابة.
• استئصال الغدد العرقية: يتم إجراء هذه الجراحة في الحالات الشديدة من فرط التعرق، من خلال إزالة الغدد العرقية من المناطق المصابة.
• شفط الدهون: يتم إجراء هذه العملية في بعض الحالات من فرط التعرق، بواسطة شفط الدهون الموجودة تحت الجلد في المناطق المصابة، مما يقلل من عدد غدد العرق.

نصائح للوقاية من مرض التعرق الزائد

يمكن من خلال تحديد اسباب التعرق الزائد وطرق علاجه إتباع بعض النصائح، التي قد تساعد على تقليل الأعراض والوقاية من تفاقم الحالة، ومن أبرز تلك النصائح:-

• الحفاظ على برودة الجسم
• استخدم مضاد التعرق.
• تقليل التوتر والقلق
• وضع الأدوية القابضة.
• الحفاظ على نظافة البشرة
• اختيار الجوارب والأحذية المصنوعة من خامات طبيعية.
• اتباع نظام غذائي صحي
• تغيير الجوارب بشكل منتظم.
• تهوية القدمين.
• اختيار الملابس الملائمة.

اسباب التعرق الزائد يمكن للأفراد تحديدها من خلال الاستفادة من استشارة الطبيب، بجانب اتباع النصائح الوقائية التي تساهم في تقليل الأعراض والوقاية من تفاقم الحالة.