كيفية أداء العمرة للنساء وما هي مبطلاتها

كيفية أداء العمرة للنساء (How to perform Umrah for women)؛ التي تعتبر من أهم الشعائر الدينية في الدين الإسلامي، ومن خطواتها القيام بالتعبد لله بالإحرام من أرض الميقات ثم الطواف بالكعبة المشرفة سبعة أشواط وأخيراً السعي بين جبلي الصفا والمروة. حيث يقوم المسلمون جميعاً رجالاً ونساءً ومن جميع أنحاء العالم بقصد مكة المكرمة في الوقت المحدد من كل عام لأداء مناسك العمرة، وذلك تلبية لأوامر الله تعالى وتنفيذاً لتعاليمه وتكفيراً للذنوب، تعرف معنا في هذا المقال على كيفية أداء العمرة للنساء.

كيفية أداء العمرة للنساء في الإسلام؟

العمرة هي إحدى الشعائر المهمة في دين الإسلام والتي تتمتع بمكانة مميزة في نفوس المسلمين، حيث يطمح العديد من المسلمين رجالاً ونساءً إلى أداء مناسك العمرة في كل عام، ولا تختلف خطوات أداء العمرة للنساء عن الرجال إلا في بعض الأمور البسيطة جداً، ومن خلال هذه الفقرة سنوضح بالتفصيل كيفية أداء العمرة للنساء:

الإحرام

من أولى خطوات تعلم كيفية أداء العمرة للنساء يكون الإحرام، فإذا وصلت المرأة المعتمرة إلى المِيقات يستحب لها القيام بعدَّة أمور أهمها تَقليم الأظافر كما يُستحبّ أن تَغتسل غُسل الإحرام، وهذا الغسل هو سنَّة عند كلٍّ من الرِّجال والنِّساء، ويشمل أيضاً النَّفساء والحائض لأنَّ النَّبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم أمر أسماء بنت عميس بعد أن ولدت بذي الحليفة أن تغتسل وتُحرم، وكذلك أمر عائشة رضي الله عنها أيضاً لما حاضت أن تَغتسل وتُحرم بالحجِ، وأن تفعل كل ما يفعله الحاجُّ باستثناء الطَّواف.

ارتداء لباس الإحرام

فيما يلي توضيح لأهم الأمور التي تتعلق بلباس الإحرام الذي يجب أن ترتديه المرأة المسلمة:

• تُحرِم المرأة بما تشاء من الملابس المُباحة لها، مع ضرورة الحذر من ارتداء ثياب فيها تشبُّه بالرِّجال.
• يجب ألَّا تكون ملابس الإحرام مُلفتة، وهذا لقول عائشة رضي الله عنها: (المُحرمةُ تلبسُ من الثيابِ ما شاءت إلا ثوبًا مسَّه ورسٌ أو زعفرانٌ ولا تتبرقعُ ولا تتلثَّمُ وتسدلُ الثوبَ على وجهِها إن شاءتْ).
• يجوز للمرأة المسلمة إرتداء الخُفَّين والجَوربين، كما ورد عن في حديث عن الرسول لعائشة رضي الله عنها: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يُرَخِّصُ للنساءِ في الخُفَّيْنِ).
• يُستحب للمُعتمرة أن تضع الحنّاء عند إحرامها، أمَّا الرَّجل فهو منهيٌّ عن ذلك.
• يكون طِيب المرأة بكلّ ما ليس لونٌ ولا رائحة، مع ضرورة أن يكون ذلك قبل قبل أن تَنوي الإحرام عند المَيقات، أما بعد ذلك فهو يَحرم عليها.

البدء بالإحرام

في الإجابة عن سؤال كيفية أداء العمرة للنساء، نعرض فيما يلي أهم التفاصيل حول كيفية بدء المرأة بالإحرام:

• يُستحب للمرأة المُعتمرة أن تبدأ الإحرام بعد صلاة الفريضة وذلك باستثناء الحَائض والنَّفساء إن كان في وقت الفريضة. ولكن إن لم يَكن في وقت الفريضة يستحب أن تُصلّي ركعتين تنوي بهما سنَّة الوضوء.
• فور الانتهاء من الصَّلاة يجب أن تنوي المرأة بقلبها الدُّخول في النُّسك الذي تريده، سواءً كان ذلك عمرةً أو حجّ، لقول النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
• إذا نوت المرأة الجمع بين أداء العمرة والحج معاً تقول “لبَّيك عُمرةً وحجاً” أو “اللَّهم لبَّيك عمرةً وحجاً”.
• إن كانت المرأة مُعتمرةً أو حاجَّةً عن غيرها، تَنوي ذلك الأمر في قلبها ثم تَقول “لبَّيك عن فلان، أو لبَّيك عن أم فلان، أو عن بنت فلان”، الأفضل أن تقوم ذلك بعد أن تركب في السَّيارة أو إحدى وسائل النَّقل، ثمَّ تُلبِّي بعدها بتَلبية النَّبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وهي: “لبَّيك اللَّهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنِّعمة لك والمُلك، لا شريك لك لبَّيك”.
• يُستحبّ بعد ذلك أن تُصلِّي المرأة على النَّبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وأن تسأل الله سبحانه وتعالى رِضوانه وجنته، وتَستعيذ به من النَّار، ثمَّ تدعو لها ولمن تُحب.
• يُستحبّ المرأة أن تُكثر من التلبية بكافة أحوالها وهي قائمةً، أو جالسةً، أو راكبةً، أو ماشيةً، وفي كلِّ صعودٍ أو نزول، حتى وإن كانت حائض أو نَفساء.

الإكثار من التلبية

في الحديث عن كيفية أداء العمرة للنساء، إليك أهم التفاصيل التي تتعلق بتلبية المرأة:

• تُستحب التَّلبية في الأماكن الآتية (المسجد الحَرام، مسجد الخيف بمنى، مسجد إبراهيم بعرفات) لأنَّها مواضع نُسُك.
• لا يجب أن تلبّي المعتمرة عند الطواف أو السَّعي لأنَّ لهما أذكاراً خاصَّةً.
• لا يجب أن تَرفع المرأة صَوتها في التَّلبية مثل الرَّجل بل يُكره لها ذلك، بل تَقتصر على إسماع نفسها فقط.
• يُستحبّ أن تكرِّر المرأة التَّلبية في كلِّ مرَّة ثلاث مرَّات بشكل متواصل وبدون أن تقطعها بالكلام.
• إن سلَّم عليها أحد الناس تردُّ السَّلام باللَّفظ.
• تَشرع التَّلبية في العُمرة وذلك منذ بداية وقت الإحرام إلى أن تبتدئ الطَّواف.

الاشتراط عند الإحرام

يشرع للمرأة المعتمرة الاشتراط عند الإحرام ويكون ذلك وفق ما يلي:

• إذا خافت المرأة المعتنرة من أي عائقٍ يُعيقُها عن إتمام نُسكها، فيجوز لها أن تَشترط وذلك بأن تقول عند إحرَامها: “فإن حبسني حابس فمحلِّي حيث حَبستني”؛ لأنَّ النَّبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم سمح لضباعة بنت الزبير أن تَشترط عندما أحرَمت وكانت مريضة.
• إن اشترطَت المرأة المعتمرة عند الإحرام ثمَّ حدث أي شيء يُعيقها عن إتمام النُّسك، جاز لها التَّحلل ولا شيء عليها.

“تعرف المزيد: دعاء يوم عرفة مستجاب وافضل وقت للدعاء“

الطواف

لتعلم كيفية أداء العمرة للنساء لا بد من التعرف على شروط الطواف، التي لا بد من ذكرها لكي يصح الطواف ويقبل من المعتمرة، كما أن له العديد من الآداب والسنن التي يجب على المعتمرة أن تقوم بها ليكون أجرها أكبر.

شروط الطواف

يُشترط لصحَّة الطَّواف ما يلي:

• نيَّة الطَّواف.
• الطَّهارة من الحَدث الأكبر حيث يشمل ذلك الجَنابة، الحَيض، والنَّفاس لحديث عائشة رضي الله عنها:

(دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَرِفَ وأَنَا أبْكِي، فَقالَ: ما لَكِ أنَفِسْتِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: هذا أمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ علَى بَنَاتِ آدَمَ، اقْضِي ما يَقْضِي الحَاجُّ غيرَ أنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ).

• سَتر العَورة، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه:

(لا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ).

• الطَّواف حول الكعبة كلِّها، فإن الطَّواف من داخل الحِجر لا يَصح وهذا لأنَّ الحِجر من البيت.
• جعل البيت عن يَسارها وهذا بسبب فعل النَّبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.
• بدء الطَّواف من الحجر الأسود، والانتهاء به أيضاً.
• الطَّواف سبعة أشواطٍ كاملة فإذا نَقصت لا يصح وهذا لأنَّ عدد الأشواط عدد مُحدَّدٌ كعدد الرَّكعات في الصَّلاة، ولا يَكون صحيحاً إلّا إن كان كاملاً.
• عدم التفرقة بين الأشواط وهذا يعني ألا تُفرِّق بين الشَّوط والآخر إلا لسبب مثل الاستراحة من التَّعب أو لقضاء حاجة، أو للصَّلاة على جنازة فيَصحُّ عندها، أمَّا إذا تفرَّقت الأشواط بغير سبب أو عذر بَطل الطَّواف.

سنن الطواف

يُسنُّ للمرأة المعتمرة أثناء الطَّواف عدَّة أمورٍ إليك أهمها:

• الابتعاد عن الرِّجال وعدم مزاحمتهم ما أمكنها، سواءً أكان ذلك في الطَّواف، أو عند الحجر الأسود، أو عند الرُّكن اليَماني.
• الدعاء بين الرُّكن اليَماني والحَجَر الأسود بقول الدُّعاء المَأثور عن الرَّسول الكريم محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وهو(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
• الدعاء أثناء الطَّواف باستخدام الأدعية الشَّرعيَّة الواردة في القرآن والسنَّة.
• التوجه إلى مقام إبراهيم وذلك بعد الانتهاء من الطَّواف مع تلاوة الآية: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).
• تقبيل الحجر الأسود أثناء الطواف وهو سُنَّة مؤكَّدة ولكنَّه مَشروطٌ بعدم المُزاحمة أو الإيذاء أثناء القيام به.
• الصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم بعد الانتهاء من الطواف، وتقرأ فيهما سورتيِّ الكافرون والإخلاص، ثم الذهاب بعدها إلى زَمزَم والشرب منها، ثم العودة بعد ذلك إلى الحجر الأسود واستلامه إن تيسَّر ذلك.

“اقرأ أيضاً: دعاء السعي بين الصفا والمروة لإتمام الحج أو العمرة“

السعي بين الصفا والمروة

في الخطوة الأخيرة من كيفية أداء العمرة للنساء يكون سعي المرأة المعتمرة بين الصفا والمروة كما يلي:

• بعد انتهاء المرأة المعتمرة من طَوافها تتَّوجه إلى الصَّفا لتبدأ السَّعي بعد استقبال الكعبة المُشرَّفة وتُوحِيد الله تعالى وتُكبِيره، مع قراءة الآية الآتية (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ)، مع قول: “أبدأ بما بدأ الله به”، فتبدأ بالصَّفا، وعند رؤية الكعبة  تقول: “لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له المُلك وله الحَمد وهو على كل شيءٍ قدير، أنجَز وعده، ونَصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”.
• السير باتِّجاه المَروة وعدم الاسراع بين العلمين الأخضرين كما يفعل الرِّجال بل يجب أن تمشي بحسب مَشيتها دون إسراعٍ، وعند الوصول إلى المَروة يتم الصعود عليها والتكبير والتهليل والدعاء بما تَشاء، لتكون بذلك أتمَّت شوطاً واحداً.
• العودة بعد ذلك إلى الصَّفا مرَّة أخرى ليكون هذا شوطاً ثانياً، وإكمال ذلك على هذا الحال سبعةَ أشواطٍ، بحيث يحتسب الذَّهاب شوطاً والعودة شوطاً.
• يُستحبّ للمرأة المعتمرة أثناء السَّعي بين الصَّفا والمروة أن تكون طاهرة من الأحداث والخَبائث، كما أن السَّعي بغير طهارةٍ يَكون صحيح أيضاً، حتى لو كانت المرأةُ حائضاً أجزأها ذلك، لأنَّ الطَّهارة في السَّعي بين الصفا والمروة ليست شرطاً من شروط الصَّحة كما في الطَّواف.
• التحلل من الإحرام فبعد أن تنتهي المرأة المعتمرة من أشواط السَّعي كاملةً، تَتحلَّل من الإحرام ويعني ذلك أنها تقوم بتَقصير شعرها، على خلاف الرَّجل الذي يُخيَّر بين الحَلق أو التَّقصير والحَلق أفضل له، ثم يَحلُّ لها بعد ذلك كلُّ الأمور التي كانت محرمة عليها مثل الجِماع ودواعيه، التَّطيُّب، قصِّ الأظافر وتقليمها، تغطية الوجه، لبس القفَّازين وغيرها.

ما هي مبطلات العمرة للنساء؟

بعد الإجابة عن سؤال كيفية أداء العمرة للنساء، يمكننا القول أن العمرة هي عبادة عظيمة تُطهّر النفوس وتُقرّب المسلم من الله تعالى، لكن هناك بعض الأمور والأفعال التي تُبطل العمرة وتستوجب على المرأة القضاء وهي كالآتي:

• عدم الطهارة الكاملة: فلا يجوز على المرأة أداء العمرة وهي في حالة حيض أو نفاس فإذا قامت بالعمرة فعمرتها قد بطلت.
• الجماع: فإذا قام الرجل بمجامعة زوجته وهي محرمة تعتبر عمرتها باطلة لذلك يجب على الزوجين التوقف عن الجماع نهائياً حتى يتم التحلل من الإحرام.
• إزالة الشعر من الرأس: تُمنع المرأة من إزالة أي شعر من رأسها سواء عن طريق الحلق أو القص وذلك خلال فترة الإحرام فإذا أزالت المرأة أي من شعرها عن قصد تبطل عمرتها.
• تغطية الوجه: يُمنع على المرأة تغطية وجهها بالكامل بما في ذلك ارتداء النقاب ولكن يُسمح بارتداء خمار يغطي رأسها مع إظهار وجهها فإذا غطّت المرأة وجهها تبطل عمرتها.
• لبس المخيط: فلا يجب على المرأة المعتمرة لبس الملابس المخيطة في فترة الإحرام وإذا قامت المرأة بلبس الملابس المخيطة فإن عمرتها قد بطلت.
• التطيب واستخدام العطور: يمنع على المرأة وضع العطور بجميع أنواعها لأن استخدامها للعطور يبطل عمرتها.
• ارتكاب المعاصي: يُمنع على المرأة ارتكاب أي نوع من المعاصي بل يجب عليها التوبة النصوح من أي معصية ترتكبها.
• ترك واجبات العمرة: فإن ترك أي خطوة أو واجب من واجبات العمرة للمرأة يُبطل عمرتها.

كيفية أداء العمرة للنساء والتي تعتبر من الشعائر الدينية المهمة في الدين الإسلامي، والتي يسعى للقيام بها جميع المسلمين من كافة دول العالم فهي تطهر النفوس وتمحو الذنوب.