الم اسفل الظهر وكيفية التخفيف منه

ما هو الم اسفل الظهر؟

يمكن أن ينجم ألم أسفل الظهر عن العديد من الإصابات أو الحالات أو الأمراض المختلفة وفي أغلب الأحيان تكون إصابة العضلات أو الأوتار في الظهر هي السبب، يمكن أن يتراوح الألم من خفيف إلى شديد، وفي بعض الحالات قد يؤدي الألم إلى صعوبة أو استحالة المشي أو النوم أو العمل أو القيام بالأنشطة اليومية.

عادةً ما تتحسن آلام أسفل الظهر مع الراحة ومسكنات الألم والعلاج الطبيعي، كما يمكن لحقن الكورتيزون والعلاجات العملية مثل العلاج العظمي أو العلاج بتقويم العمود الفقري أن تخفف الألم وتساعد في عملية الشفاء، تتطلب بعض إصابات وحالات الظهر تدخلاً جراحياً.

من المعرضون لألم أسفل الظهر؟

يعاني حوالي أربعة من كل خمسة أشخاص من آلام أسفل الظهر في مرحلة ما من حياتهم. إنه أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لزيارة الأشخاص للطبيب، بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر من غيرهم، وتشمل عوامل الخطر لآلام أسفل الظهر ما يلي:

• العمر: يعاني الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا من آلام الظهر أكثر، حيث تتآكل الأقراص التي تحمي العظام في العمود الفقري مع تقدم العمر فيؤدي ذلك إلى الألم والتصلب.
• الوزن: الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، أو الذين يحملون وزناً زائداً هم أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر فالوزن الزائد يضغط على المفاصل والأقراص.
• الصحة العامة: لا تستطيع عضلات البطن الضعيفة دعم العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى إجهاد الظهر والالتواء، كما أن الأشخاص الذين يدخنون أو يشربون الكحول بشكل مفرط أو يعيشون نمط حياة خامل يكونون أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر.
• المهنة ونمط الحياة: الوظائف والأنشطة التي تتطلب رفع أشياء ثقيلة أو الانحناء يمكن أن تزيد من خطر إصابة الظهر.
• المشاكل الهيكلية: يمكن أن تنتج آلام الظهر الشديدة عن حالات، مثل الجنف، التي تغير محاذاة العمود الفقري.
• المرض: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بهشاشة العظام ، وأنواع معينة من السرطان وأمراض أخرى، يكونون أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر.
• الصحة النفسية: يمكن أن تنتج آلام الظهر من الاكتئاب والقلق .

ما هي أعراض آلام أسفل الظهر؟

يمكن أن تظهر أعراض الم اسفل الظهر فجأة أو تظهر تدريجياً، كما أنه قد يحدث الألم بعد حدث معين، مثل الانحناء لالتقاط شيء ما، وفي حالات أخرى يكون الألم مجهول السبب.

كما يكون الألم حاداً أو خفيفاً ومؤلماً، وقد ينتشر إلى المؤخرة أو إلى أسفل الساقين ويدعى عرق النسا إذا تم التعرض للاجهاد أثناء أحد الأنشطة، وغالباً ما يكون الألم أسوأ في أوضاع معينة كالانحناء ويتحسن عند الاستلقاء.

تشمل الأعراض الأخرى لآلام أسفل الظهر ما يلي:

• التيبس: قد يكون من الصعب تحريك الظهر أو تقويمه، وقد يستغرق النهوض من وضعية الجلوس بعض الوقت، ويمكن الشعور بالحاجة إلى المشي أو التمدد للاسترخاء، كما يتم ملاحظة انخفاض في نطاق الحركة.
• مشاكل في وضعية الجسم: يجد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر صعوبة في الوقوف بشكل مستقيم، حيث يمكن الوقوف بشكل مائل أو منحني والجذع مائل إلى الجانب بدلاً من محاذاة العمود الفقري، فيبدو الجزء السفلي من ظهرك مسطحًا بدلاً من منحنياً.
• تشنجات العضلات: بعد الإجهاد، يمكن أن تتشنج العضلات الموجودة في أسفل الظهر أو تنقبض بشكل لا يمكن السيطرة عليه. يمكن أن تسبب تشنجات العضلات ألماً شديداً وتجعل من الصعب أو المستحيل الوقوف أو المشي أو الحركة.

ما أسباب الألم في أسفل الظهر؟

العديد من الإصابات والحالات والأمراض يمكن أن تسبب آلام أسفل الظهر، وتشمل هذه الحالات:

• الإجهاد والالتواء: إجهاد الظهر والالتواء هو السبب الأكثر شيوعًا لآلام الظهر، يمكن إصابة العضلات أو الأوتار أو الأربطة عن طريق رفع شيء ثقيل جدًا أو عدم رفعه بأمان، يجهد بعض الأشخاص ظهورهم عن طريق العطس أو السعال أو الالتواء أو الانحناء.
• الكسور: يمكن أن تنكسر عظام العمود الفقري أثناء وقوع حادث، مثل حادث سيارة أو سقوط، تزيد حالات معينة كهشاشة العظام من خطر الإصابة بالكسور.
• مشاكل القرص: يمكن أن تنتفخ الأقراص من موضعها في العمود الفقري وتضغط على العصب، يمكن أيضاً تمزق القرص المنفتق مع تقدم العمر، يمكن أن تصبح الأقراص مسطحة وتوفر حماية أقل والإصابة بمرض القرص التنكسي.
• المشاكل الهيكلية: تحدث حالة تسمى تضيق العمود الفقري عندما يكون العمود الفقري ضيقاً جداً بالنسبة للحبل الشوكي، ومن الممكن أن يسبب آلام شديدة في العصب الوركي وآلام أسفل الظهر يمكن أن يؤدي الجنف انحناء العمود الفقري إلى الألم والتصلب وصعوبة الحركة.
• التهاب المفاصل: هشاشة العظام هو النوع الأكثر شيوعاً من التهاب المفاصل الذي يسبب آلام أسفل الظهر، ويسبب التهاب الفقار اللاصق آلاماً في أسفل الظهر والتهاباً وتيبساً في العمود الفقري.
• المرض: مثل أورام العمود الفقري والالتهابات وأنواع عديدة من السرطان يمكن أن تسبب آلام الظهر، وتشمل هذه الأمراض حصوات الكلى وتمدد الأوعية الدموية في الأبهر البطني .
• انزلاق الفقرات: تؤدي هذه الحالة إلى انزلاق الفقرات في العمود الفقري من مكانها، كما يؤدي انزلاق الفقار إلى آلام أسفل الظهر، وغالباً ما يؤدي إلى آلام في الساق أيضاً.

كيف يتم تشخيص الم اسفل الظهر؟

سوف يسأل الطبيب عن الأعراض وسيقوم بإجراء فحص بدني للتحقق من وجود كسور في العظام أو غيرها من الأضرار، قد يطلب منك دراسات التصوير التي تساعد على رؤية صور واضحة للفقرات والأقراص والعضلات والأربطة والأوتار، ولتشخيص المرض قد يطلب منك ما يلي:

• الأشعة السينية للعمود الفقري ، والتي تستخدم الإشعاع لإنتاج صور للعظام.
• التصوير بالرنين المغناطيسي ، ويستخدم المغناطيس وموجات الراديو لإنشاء صور للعظام والعضلات والأوتار والأنسجة الرخوة الأخرى.
• التصوير المقطعي ، بواسطة الأشعة السينية والكمبيوتر لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للعظام والأنسجة الرخوة.
• تخطيط كهربية العضل (EMG) لاختبار الأعصاب والعضلات والتحقق من الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)، والذي يمكن أن يسبب وخز أو تنميل في الساقين.
• اعتماداً على سبب الألم، قد يطلب الطبيب أيضاً اختبارات الدم أو اختبارات البول. يمكن لاختبارات الدم الكشف عن العلامات الجينية لبعض الحالات التي تسبب آلام الظهر (مثل التهاب الفقار اللاصق)، أما اختبارات البول فهي تتحقق من وجود حصوات الكلى، والتي تسبب الألم في الخاصرة (جوانب أسفل الظهر).

عادة ما تتحسن آلام أسفل الظهر مع الراحة والثلج ومسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، بعد بضعة أيام من الراحة، يمكنك البدء في العودة إلى أنشطتك العادية. يؤدي البقاء نشيطًا إلى زيادة تدفق الدم إلى المنطقة ويساعدك على الشفاء، وتعتمد العلاجات الأخرى لآلام أسفل الظهر على السبب وهي تشمل:

• الأدوية: قد يوصي مزود الخدمة الخاص بك بالأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) أو الأدوية الموصوفة لتخفيف الألم، وأدوية أخرى تعمل على استرخاء العضلات ومنع تشنجات الظهر.
• العلاج الطبيعي : يمكن أن يقوي العلاج الطبيعي العضلات حتى تتمكن من دعم عمودك الفقري، كما يعمل على تحسين المرونة ويساعدك على تجنب إصابة أخرى.
• التلاعب العملي: يمكن للعديد من العلاجات العملية إرخاء العضلات المشدودة وتقليل الألم وتحسين الوضعية والمحاذاة، اعتمادًا على سبب الألم، قد تحتاج إلى معالجة تقويمية أو تعديلات لتقويم العمود الفقري، ويمكن أن يساعد العلاج بالتدليك أيضًا في تخفيف آلام الظهر واستعادة الوظيفة.
• الحقن: يستخدم الطبيب الخاص بك إبرة لحقن الدواء في المنطقة التي تسبب الألم. تعمل حقن الستيرويد على تخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
• الجراحة: بعض الإصابات والحالات تحتاج إلى إصلاح جراحي، وهناك عدة أنواع من العمليات الجراحية لآلام أسفل الظهر، بما في ذلك العديد من التقنيات طفيفة التوغل .

هل يمكن الوقاية من الم اسفل الظهر؟

لا يمكنك منع آلام أسفل الظهر الناتجة عن مرض أو مشاكل هيكلية في العمود الفقري، ولكن يمكنك تجنب الإصابات التي تسبب آلام الظهر، ولتقليل خطر تعرضك لإصابة في الظهر، يجب عليك:

• الحفاظ على وزن صحي لأن الوزن الزائد يضغط على الفقرات والأقراص.
• تقوية عضلات البطن حيث تعمل تمارين البيلاتس وبرامج التمارين الأخرى على تقوية العضلات الأساسية التي تدعم العمود الفقري.
• رفع الأشياء بالطريقة الصحيحة لتجنب الإصابات، مثل رفع برجليك وليس الظهر، ومسك الأشياء الثقيلة بالقرب من الجسم مع عدم لوي الجذع أثناء الرفع.

التوقعات تعتمد على سبب الألم، حيث يتعافى معظم الأشخاص الذين يعانون من إجهاد الظهر والالتواء ولا يعانون من مشاكل صحية طويلة الأمد، لكن العديد منهم قد يعود له الالم في غضون عام.

تصيب بعض الأشخاص آلام الظهر المزمنة التي لا تتحسن بعد عدة أسابيع، كما يعاني كبار السن من حالات تنكسية مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام  وأعراض تزداد سوءًا بمرور الوقت، لذا تعتبر الجراحة والعلاجات الأخرى فعالة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من الإصابات والحالات على العيش بدون ألم.

عادةً ما تتحسن آلام أسفل الظهر مع الراحة ومسكنات الألم، قد يكون ألم الظهر الذي لا يختفي علامة على حالة أكثر خطورة، راجع الطبيب الخاص بك إذا كان لديك:

• ألم لا يتحسن بعد حوالي أسبوع من الرعاية المنزلية.
• وخز، تنميل، ضعف أو ألم في الأرداف أو الساقين.
• ألم شديد أو تشنجات عضلية تؤثر على الأنشطة الطبيعية.
• الحمى، فقدان الوزن، مشاكل في الأمعاء أو المثانة أو أعراض أخرى غير مفسرة.

الم اسفل الظهر ليس خطيراً وقد يتعايش معه الكثير من الناس، ويمكن أن يكون للتصلب والألم والحركة المحدودة تأثير كبير على نوعية الحياة، ولكن يتم تجنب آلام أسفل الظهر عن طريق الحفاظ على وزن صحي والبقاء نشيطًا، كما يمكن التحدث إلى الطبيب إذا لم تختفي آلام الظهر أو في حال عدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية ليقدم العلاج المناسب.