عندما تتوجه إلى مكة المكرمة، تبدأ رحلة روحية فريدة من نوعها تمتزج فيها السكينة والتأمل، وتشتاق الروح إلى رؤية الكعبة وينطق اللسان بما جاء في دعاء رؤية الكعبة (Supplication of seeing the Kaaba) فعند رؤية الكعبة يشعر القلب بالسكينة، وراحة تعجز الكلمات عن وصفها، فهي تجسد اللحظة العظيمة التي ينعم فيها المؤمن بالقرب من ربه والشعور بالسكينة والإيمان، لذلك يتمنى الجميع الذهاب إلى مكة حيث تعتبر هي قلب الإسلام، ومركزه الروحي، حيث يتوافد المسلمون من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج أو العمرة، حيث يشعر الإنسان بالتواصل الحقيقي مع الله ويستنشق السلام والأمان في كل زاوية من زوايا هذه المدينة المقدسة.
دعاء رؤية الكعبة
هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يقولها عند رؤيته للكعبة وقد وردت هذه الأدعية في السنة النبوية ووصى بها النبي صلوات ربي وسلامه عليه عند زيارة الكعبة ورؤيتها حيث تشمل بعض هذه الأدعية الدعاء بتقدير هذا المنظر العظيم والباهر الذي أمر الله تعالى ببنائه، حيث يطوف المسلمون حوله طالبين من الله الرحمة والمغفرة وقبول هذا العبادة العظيمة، ومن بين هذه الأدعية:
(اللَّهمَّ زِدْ هذا البيتَ تشريفًا، وتعظيمًا، وتكريمًا، ومَهابةً، وزِدْ مَن شرَّفه وكرَّمه ممَّن حجَّه أو اعتَمَره تشريفًا، وتكريمًا، وتعظيمًا، وبِرًّا)
وعندما يرى المسلم الكعبة المشرفة، يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، حينا ربنا بالسلام) ثم يدعو ويسأل الله تعالى ما يريد وما يحب.
يمكن للشخص المسلم أن يدعو الله عند رؤيته للكعبة من خلال قوله: (يا الله، هذا حرمك وأمنك، فاجعلني من أوليائك وأهل طاعتك واحمني من عذابك يوم تبعث عبادك) يمكنه أن يدعو بما يريد ويحب.
كذلك من الأدعية التي تقال عند الطواف بالكعبة (بِسمِ اللَّهِ، واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَانًا بِكَ وَتَصدِيقًا بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَاتِّباعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ ﷺ).
آداب زيارة الحرم المكي
تتميز المساجد بقدسيتها؛ حيث تُعتبر مكاناً مخصصاً لعبادة الله والطاعة له، ويحتل المسجد الحرام الصدارة في قائمة الأماكن المقدسة في الإسلام؛ بسبب كونه أول مكان تم تخصيصه للعبادة على وجه الأرض. ويعتبر أيضاً قبلة الصلاة ومكان الحج، ولذلك يجب على المسلم الالتزام بمجموعة من الآداب عند دخوله المساجد بشكل عام، وعند دخوله الحرم المكي بشكل خاص نظراً لقدسيته ومكانته.
عند الدخول، يكون الذكر مع تقديم القدم اليمنى هو قول: “أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”.
زيادة في أداء العبادات حيث يجب على المسلم أن يزيد من أداء الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، ويجب عليه أيضًا تجنب إضاعة الوقت في أمور لا تجلب النفع أو الفائدة.
تجنب ارتكاب الذنوب لأن المسجد هو مكان العبادة وزيادة الحسنات، لذا يجب على المسلم تجنب الذنوب والاكثار من الطاعات.
تجنب رفع الأصوات والخصومة وذلك لأن المسجد الحرام هو مكان للطاعة وليس للجدال والخصام والتجارة وما شابه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم شخصًا يبيع أو يشتري في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم شخصًا يطلب شيئًا ضالًا في المسجد، فقولوا: لا يعيده الله عليك”.
تنظيف المكان المقدس من الروائح الكريهة مثل روائح الثوم والبصل والدخان وما شابه ذلك، كما جاء في الحديث النبوي: “من تناول الثوم أو البصل فليبتعد عنا، أو ليبتعد عن مسجدنا”.
عندما يخرج الرجل ويمد يده اليسرى، يمكنه قول ما ذكر في الحديث: “باسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك”.
اقرأ أيضًا:
منزلة الكعبة في الإسلام
الكعبة هي جزء لا يتجزأ من الحرم، بل هي أعظم أماكنه، فليكن إكرامها في قلبك، ويمكنك ذلك من خلال تذكّر فضائلها ومزاياها، فهي من شعائر الله التي أمرنا الله تعالى بتعظيمها.
الكعبة لا تُوجَّب التعظيم بسبب حجارتها فقط، بل بسبب المناقب العظيمة التي تميزت بها، إذ هي أول بيت وُضِع للناس، وقد أعطى الله أهمية كبيرة للصلاة فيها، وجعل مكانها حرماً مُقَدَّساً. وقد دلت السنة على أن الحجر الأسود، هو جزء منها.
دعاء الطواف بالكعبة
عند الطواف بالكعبة يمكنك الدعاء ببعض الأدعية الواردة عن النبي صلوات ربي وسلامه عليه وهي:
(اللهمَّ اجعلْهُ حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا).
كان رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يقولُ في ابتِداءِ الطَّوافِ: (باسمِ اللهِ، واللهُ أكبَرُ، اللَّهُمَّ إيمانًا بك، وتَصديقًا بكِتابِك، ووفاءً بعَهدِك، واتِّباعًا بسُنَّةِ نَبيِّك مُحمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-).
اللهم اغفر وارحم، واعفُ عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللَّهُمَّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكِ أتَيْتُكَ بِذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ وأعْمالٍ سَيِّئَةٍ وَهَذَا مَقَامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ فاغْفِرْ لي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
أركان وواجبات ومستحبات العمرة
العمرة من الشعائر التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى ولابد أن تتم كما أمرنا الله تعالى بفعل نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، وذلك بالحفاظ على أركانها وواجباتها ومستحباتها والتي يمكن بيانها كالتالي:
- هناك ثلاث أركان للعمرة وهي الإحرام، والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة.
- أما واجباتها فهي الإحرام من الميقات في حالة كان الميقات بين مكان عيش المعتمر وبين مكة، وفي حال كان يعيش في الحرم فيتم الحل.
- وكذلك من واجباتها التجرد من أي ملابس بها مخيط وهذا بالنسبة للرجال.
- من واجباتها كذلك الحلق أو التقصير، وفي حال عدم الإتيان بأي واجب من هذه الواجبات يكون على المعتمر دم.
- أما مستحبات العمرة فهي عديدة مثل حلق شعر العانة، وتقليم الأظافر، تطيب البدن، الاغتسال، رفع الصوت بالتلبية للرجل.
- من المستحب أن يقول المعتمر لبيك اللهم عمرة، وكذلك من الأفضل الاشتراط أن يقول اللهم إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
- أما مستحبات الطواف فهو تقبيل الحجر الأسود إن لم يكن هناك أي زحام.
- من مستحباته أيضًا الاضطباع حيث يقوم الرجل بإظهار كتفه الأيمن.
- مستحب عند السعي بين الصفا والمروة أن يقوم الرجل بالرمل وذلك في أول ثلاث أشواط.
- من الأفضل أن تُكثر من الدعاء والذكر.
- صلاة ركعتين بعد الطواف.
- أما في السعي فمن المستحب بعد الصعود على الصفا أن نقول: نبدأ بما بدأ الله به.
- نهرول بين العلمين الأخضرين.
صفة أداء العمرة
يشتاق الكثير من المسلمين إلى زيارة بيت الله الحرام وأداء العمرة باعتبار أن الحج أصبح من الأمور الصعب تحقيقها في هذا الوقت، ولكي يتمكن المرء من أداء العمرة عليه اتباع الخطوات التالية:
- الإحرام من الميقات أو من محاذاته في حال كنت وراء الميقات، ومن كان دونها فيمكنه الإحرام من حيث أنشأ، أما أهل مكة فيحرموا من التنعيم مثلًا.
- الشروع في التلبية إلى أن تصل إلى الكعبة وحين رؤيتها توقف عن التلبية.
- ابدأ بالطواف بالبيت ومن الأفضل أن تكون على طهارة، وبعد الانتهاء من الطواف قم بالصلاة خلف المقام ركعتين.
- تقوم بالسعي بين الصفا والمروة.
- بعد الحلق أو التقصير تكون قضيت النسك، وأصبح ما كان محظور عليك بمجرد الإحرام والدخول في العمرة حلال.
