سن المراهقة

علاج الشاب المراهق|ما بين استشارة الطبيب ودعم الأهل 

علاج الشاب المراهق|ما بين استشارة الطبيب ودعم الأهل 

نستعرض في هذا المقال بعضًا من الأمراض النفسية والعضوية، التي قد يتعرض لها الشباب فى فترة المراهقة، وكيفية علاجها، والتغلب عليها، وفي هذا المقال نجيب على بعض الأسئلة التي قد يتسائل عنها الأهل أو الشباب أنفسهم في تلك الفترة، مثل: ما الأعمار التي تشملها تلك الفترة؟ ما أكثر الأمراض انتشارًا في تلك الفئة العمرية؟ هل للأهل يد في معاناة بعض الشباب في تلك الفترة؟ كيفية علاج الشاب المراهق؟ في ذلك المقال نجيب عن تلك الاسئلة وأكثر، تابع معنا.

فترة المراهقة

تفسر منظمة الصحة العالمية فترة المراهقة، أنها الفترة بين العشرة أعوام والتاسعة عشر عامًا، وهذه الفترة على الرغم من تمتع الشخص فيها بحيوية وسعادة، إلا أنها فترة حرجة يمر بها الشخص، وتعتمد عليها صحته النفسية والعضوية في المستقبل، ولذلك يجب الاعتناء بالشباب في هذه الفترة لتجاوزها بأفضل طريقة ممكنة.

أشهر الأمراض العضوية والنفسية للمراهقين

نستعرض في هذه الفقرة الأمراض التي يعاني منها المراهقين، إيمانا بأن أولى خطوات علاج الشاب المراهق، تكمن في معرفة ما يمكن أن يتعرض له من أمراض، والتي تنقسم إلى نوعين: عضوية وأخرى نفسية.

الأمراض العضوية:

يعاني كلا من المراهقين والفئات الأكبر عمرا من نفس الأمراض، ولكن الفارق بينهم أحياناً أن المراهقين غالبًا ما يكون الجهاز المناعي لهم أقل كفاءة من الكبار، وتلك الأمراض مثل:

الأمراض النفسية:

يمكن تصنيفها من أكبر المخاطر التي يتعرض لها المراهقين، لأن بعضًا من تلك الأمراض لا تظهر أعراضها بوضوح، أو قد تكون أعراضها غير ملحوظة للأهل، مما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للمراهق ويصل إلى ما لا يحمد عقباه، وتلك الأمراض مثل:

  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه.
  • الاكتئاب.
  • اضطراب القلق العام.
  • الميول الإنتحارية.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطراب تشوه الجسم.

دور الأهل في معاناة بعض المراهقين

يعتقد بعض الأهالي أن أبنائهم لا يزالون فى فترة الطفولة، واحتياجاتهم النفسية لا تزال كما كانت في السابق ، وهذا في الحقيقة اعتقاد خاطئ كل فترة في عمر الشخص تتطلب نوع معين من الدعم من الأهل، وبعض المراهقين قد يحتاجون إلى طريقة معينة في التعامل لتجنب تعرضهم للمخاطر.

يظن البعض الآخر من الأهالي أن أبنائهم قد أصبحوا بالغين، ولابد من التعامل معهم على هذا النهج، ما يترتب عليه مسؤولية لا يمكن للمراهق تحملها في هذا السن، وتمثل ضغطا نفسيا له، ولذلك في حالة عدم وعي الأهل باحتياجات أبنائهم في تلك الفترة، مما يزيد صعوبة علاج الشاب المراهق مما يمر به.

تأثير التغيرات الهرمونية على المراهق

تتزامن فترة المراهقة مع فترة البلوغ،إذ تبدأ فترة البلوغ للفتيات من عمر الثامنة، والفتيان من عمر التاسعة، وفي هذه الفترة يبدأ إفراز الهرمونات بشكل أكبر للتغيير من الشكل الظاهرى، مثل:

  • ظهور الشعر بالوجه والجسد.
  •  تغيير نبرة الصوت.
  • بدء فترة الحيض للفتيات.

تؤثر تلك الهرمونات على المزاج العام للمراهق، فيظهر أحيانًا سعيد و نشيط، وأحيانًا أخرى سريع الغضب وحزين، ويظن الأهل أن المراهق أصبح صعب السيطرة عليه، وفي حالة عدم تدخلهم بقسوة قد ينجرف المراهق فيما قد يؤذيه، وتظهر الخلافات بين المراهق والأهل، نتيجة لعدم فهم كليهما الفترة التي يمر بها المراهق.

التغيرات العقلية للشاب المراهق 

يمر الشخص على مدار حياته بنمو وتطور فى وظائف المخ، ومع كل فئة عمرية ينضج جزء معين في المخ، وأثبتت الدراسات أن الجزء الأمامي من قشرة المخ، لا ينضج قبل منتصف العشرينات، وهذا الجزء المسئول عن التخطيط، وترتيب الأولويات، والتحكم في الانفعالات.

ولذلك غالبًا ما نجد الشباب فى فترة المراهقة ما ينجرفون في تصرفات غير منضبطة، ولذلك يجب على الأهل تفهم المرحلة الحرجة التي يمر بها أبنائهم، وأن تصرفاتهم تنبع من كونهم غير ناضجين، ولذلك يفضل التوجيه للطريق الصواب بأسلوب يتناسب مع حدة الموقف، والابتعاد عن الحدة فى التعامل، التي قد ينتج عنها العند من المراهق.

كيفية علاج الشاب المراهق

تبدأ خطوات العلاج بالتشخيص، لذلك يجب على الأهل في حالة ملاحظة أي أعراض غريبة على الابن، التحدث معه بهدوء لتحديد إذا كانت مشكلة عضوية أم نفسية، ولكن أحيانًا يحدث اختلاط بين الأمراض النفسية أو العضوية، مثل: يعاني مريض الاكتئاب من فقدان الوزن، يختلط على الأهل أنه يعاني من سوء التغذية أو مشاكل بالجهاز الهضمى، لكن السبب يكمن في الاكتئاب.

نتجنب تلك المشكلة باللجوء أولًا للطبيب لعلاج العرض الملحوظ، وإذا ما كان هذا العرض ناتج عن مرض نفسي، سيقدم طبيبك على توجيهك إلى الطبيب النفسي، بعد التأكد من سلامة المراهق عضويا، وفي خلال تلك الفترة يجب تقديم الدعم النفسي، لأن حالته النفسية قد تؤدي إلى عدم استجابته للعلاج، أو تدهور حالته أكثر.

يجب على الأهل التطوير من أفكارهم من ناحية النظر إلى المرضى النفسيين، أنهم مرضى لا فرق بينهم وبين غيرهم، كلاهما يحتاج الطبيب والعلاج للتعافي، والعودة لممارسة الحياة، عدم إلقاء اللوم على المراهق اعتقادا أنه السبب فيما يمر به، وإعطائه الأمل أن ما يمر به فترة مؤقتة، وسيعود لحياته بشكل طبيعي.

إذا كان الشاب يعاني من مرض عضوي، مثل:مرض السكري يجب على الأهل الاعتناء به لفترة، وتوجيهه لطريقة استخدام الأدوية الخاصة به، وأن حياته لن تختلف بشكل كبير عن قبل اكتشاف المرض، بل على العكس قد يكون المرض طريقة للاهتمام بصحته بشكل أكبر وأفضل، وأنه لن يعيقه عن أي شئ، طالما يتناول الأدوية باستمرار.

دور الأهل فى علاج الشاب المراهق

يجب تثقيف الأهل بقراءة الكتب، وحضور الندوات، واستشارة الأطباء، للتوصل للطريقة المناسبة للتعامل مع المراهق فى هذه الفترة، والمرور منها لبر الأمان، دون آثار نفسية تصيب المراهق على المدى البعيد.

يفضل استخدام اللين فى التعامل مع المراهقين، حتى يشعر المراهق أن الحديث مع الأهل مساحة آمنة، وأن أخطاءه لن تجعلهم يفقدون الثقة به، وتعتبر مسئولية الأهل أيضا إعطاء مساحة للتجربة والتعلم، ولكن مع التوجيه باستخدام أسلوب الثواب والعقاب.

يجب على الأهل الحذر لأن هذه الفترة يترتب عليها بناء شخصيته، قد ينتج عنها شخص عصبى، أو جبان غير قادر على اتخاذ القرارات.

الدور الديني في علاج الشاب المراهق

ينصح زيادة الوازع الديني للشباب في هذه الفترة، بما أنها فترة يترتب عليها مستقبله، كما أن الشباب ذوى التربية الدينية السليمة غالبًا ما يتجنبون الأخطاء، ويسهل التعامل معهم، والتحدث إليهم إذا ما أخطأوا بشيء، لأنهم يدركون أن الأهل غالبًا ما يفضلون مصلحتهم، ولا يتحدثون معهم بغاية التضييق عليهم، ولكن بدافع الخوف والقلق عليهم.

يجب على الأهل أن يدركوا إذا كان أبنائهم يعانون من مشاكل نفسية، أن ارتباطهم بالدين لن يعالج المشكلة، وأن معاناة أبنائهم من تلك المشاكل ليست قلة دين، ولكنها كأي مشكلة عضوية تحتاج إلى استشارة طبيب، وعلاج فى بعض الأحيان، لتعود الأمور إلى نصابها الصحيح.

أخيرا يجب على الأهل التحدث باستمرار وبهدوء مع أبنائهم، لتقريب وجهات النظر، فيسهل على المراهق التحدث عن المشاكل التي تواجهها باستمرار، ليتمكن من حلها قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.

ويجب أن يدرك الأهل أن علاج الشاب المراهق قد يحتاج الوقت والمجهود، ولكن نتائجه تسهل المراحل القادمة من نضج المراهقين، وتسهل دخولهم فترة النضج بدون مشاكل نفسية تعيق مستقبلهم.

السابق
تفسير حلم المطر في المنام
التالي
تربية المراهقين: كيف أتعامل مع الشاب المراهق العنيد ؟

اترك تعليقاً