علاج الشاب المراهق وكيفية التعامل مع مشكلاته

علاج الشاب المراهق Treatment of young adolescents؛ الذي يمر بأصعب الفترات التي قد يصعب التعامل معها من قبل الآباء تجاه الأبناء، حيث ظهرت العديد من الدراسات التي تؤكد أن جميع الآباء يعانون من التوتر في معظم الوقت بسبب المعاناة في التعامل مع المراهقين، وذلك يرجع لأن تلك الفترة بها تغيرات عاطفية أو جسدية وهرمونية كثيرة وسلوكية أيضًا، فالمراهق يتبع أسلوب العناد الذي يظهر في شخصيته ولكن هذا أمر طبيعي وعلي الجميع تقبله.

علاج الشاب المراهق

قد يواجه معظم الأباء فترة تمر بمراحل أبنائهم وهي فترة المراهقة وقد يواجهون صعوبة في التعامل معهم فالبعض يتمرد والتي تظهر في قلة الالتزام بنصائح الوالدين، فهنا يبدأ كلا الطرفين بالمواجهة، ولكن حتى نتمكن من علاج الشاب المراهق يجب اتباع أساليب في هذه المرحلة الحرجة من عمرهم حتى تمر بسلام وذلك بالطرق الآتية:

الهدوء

لابد من الالتزام بالهدوء عند التعامل مع الشاب المراهق ومعرفة ما يدور معهم بكل هدوء لأنهم مازالوا أطفال، ويجب استخدام نبرة صوت هادئة و لغة جسد غير عدوانية وعدم إظهار القلق في الصوت حتى يتسنى لنا معرفة المشكلة والعمل على حلها بكل هدوء.

عدم استخدام العقاب القاسي

يجب أن نعلم جيدًا أن طريقة العقاب في مرحلة الطفولة تختلف تمامًا عن سن المراهقة لأنه في هذه الفترة يصبح شخص عدواني، وقد يحاول دائمًا اثبات شخصيته بفعل أشياء خاطئة بقصد التعمد والغرض منها التحدي، لذا يجب على الوالدين أن تتجنب دائمًا الدخول في المناقشات حادة أو التعامل بلغة العقاب القاسية أو حبسه أو منع سبل الترفيه التي يفضلها كعقاب.

التحدث معه كصديق

حاول دائمًا التحدث مع ابنك كصديق وحاول أيضًا أن تنظر إلى الأمور بعقله ومشاعره حتى تستطيع التوصل إلى كيف يفكر هذا الشاب المراهق، مع استخدام الكلمات والعبارات المناسبة التي تعبر عن مدى الصداقة بينهم وليست علاقة أبويه أو وجود أي تحدي بينه.

أساليب التعامل مع المراهق العنيد

كما تحدثنا ان فكره الهند من سمات الشخصية التي تظهر في هذه المرحلة حيث يكون التعامل مع المراهق صعب للغاية في كل الأحوال ويصبح أكثر صعوبة عند اعتياد سلوك العناد، لذا يمكن اتباع بعض الأساليب التربوية للتخفيف من صعوبة التعامل مع الشاب المراهق أهمها الآتي:

احترام الخصوصية

يبدأ معظم المراهقين في هذه الفترة بخوض تجارب تشعرهم بالاستقلالية الذاتية فهنا يبدأ بمحاولة خلق حالة من التحدي لكي يثبت مدى قوته وقوة تحمله في هذه المواقف ولكن يجب على الآباء وضع حدود للحفاظ على هذه العلاقة مع إقامة علاقة بناء في هذه الفترة ووضع قواعد وحدود يجب الالتزام بها كلا الطرفين معا، حتى يبدأ الشاب بالثقة في الطرف الآخر.

كن متوازنا معه

من الأساليب الخاطئة التي قد يتبعها الآباء هي محاولة الضغط على الأبناء وتلك الطريقة من أصعب الأشياء التي يمكن التعامل بها معهم والتي تؤدي إلى الاستفزاز وعصيان الأوامر وعدم الانصياع والاستماع لما يقوله الأباء أو ما يطلب منهم وقد يقاطع الكلام ويزداد غضبهم، وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى خرق كل القواعد التي يمكن الاتفاق عليها وإذا شعر المراهقة أن الآباء قد انزعجوا سوف ينتصر ويشعر بأن له سلطة، لذا ننصح بأن نبقى دائمًا في حالة توازن وهدوء قدر المستطاع حتى تمر هذه المرحلة بأمان.

اتباع طرق للتواصل

الاتصال هي لغة القيادة فإذا تريد أن تكن قائدًا عليك أن تتواصل بشكل جيد وبصورة تجعل بأن هناك ثقة بين الطرفين، لذا يجب أن نجد طرق للتواصل مع كل الأبناء بأسلوب أفضل والاهتمام دائمًا بما يحبه ويكرهه وذلك سوف يجعل سبيل للوصول إلى الأبناء بسهولة، ويفضل أن نجد عوامل مشتركة بين الطرفين حتى يجذب انتباهه ويشعر بالراحة في التعامل معه ويجب مشاركة ما يفكر فيه سويا وتوجيهه إلى الأفضل بأسلوب هادئ دون انفعال.

إعطاء المراهق قدر من القيمة

ساعد ابنك دائمًا على أن يدرك أن له قيمة جيدة ليس لها علاقة بالسلوكيات العنيدة التي قد يتبعها حتى يثبت وجوده، ولكنه بالفعل يمتلك شخصية قوية وقيمة ورأي معتد به، وتشعره دائمًا بأنه مرغوب فيه ولا يحتاج أبدا إلى أن يخلق مواقف حتى تشد انتباه الآخرين إليه.

تجنب النقد

الابتعاد كل البعد عن النقد الهادم فقد يميل الشاب المراهق إلى خفض تجارب لاكتشاف الهوية فدائمًا حاول ألا تحكم عليه وعلى اهتماماته مهما كانت درجتها حتى ولو كانت صغيرة ولكنها بالنسبة له كبيرة جدا، وعليك تقدير ذلك فإذا شعر بأن ليس له أهميه أو الاستهزاء بما يفكر فيه سوف يتخلى عنك عاجلا أم أجلا لذا أعطيه وقت في اكتشاف ذاته ودعمه لأنه إذا قمت بمنعه من خوض تجربة معينة سوف يظل معه هذا الشعور حتى سن الرشد، و لذا دعه يعيش سنه ويكون دورك هو المراقبة والحماية وتقديم النصائح بأسلوب هادئ.

كيفية التعامل مع مشكلات المراهقين النفسية

حتى تتمكن معاملة الأبناء في فترات المراهقة بشكل صحيح دون حدوث أي عقبات في هذه الفترة يجب أن تتعلم كيف تتعامل مع كل المشكلات التي تواجههم ألا وهي:

كن متاحًا من أجله

من الأشياء الخاطئة التي قد نقع فيها كثيرا هي قلة الحديث مع الأبناء وبالأخص عند بلوغ سن المراهقة، لكن ذلك لا يعني ان لا نتحدث معهم على الإطلاق ولكن قد يحتاج الابن لحظة للحديث مع الآباء، لذلك عند الاحتياج يجب أن تكون متاحا في أي وقت فإذا تجاهلت ابنك سوف يكون الأمر محبط بالنسبة له.

لا تنسحب

قد يكون الأمر ليس بشكله الجديد عندما يتجاهل الابن أوامر الوالدين ولكن عليك ألا تغضب وعليك أن تقرر طلباتك بشكل هادئ حتى يطيع أوامرك، وإذا قمت بالانسحاب سوف يعطيه الضوء الأخضر حتى يزيد من عناده وقد يخالف أوامرك في وقت لاحق.

امنحه فرصة اثناء النقاش

يحاول الشاب المراهق لفت الانتباه إليه جيدًا وذلك قد يكون من خلال تصرفاته على نقده بأنه مهمل ولا يستمع إليه أحد ولكن عليك أن تعرض عليه خيارات أثناء المراقب المشاركة ثم ناقشه في الأمر واطلب منه دائمًا أن يأتي برأيه، وعليك أيضا أن تفتح موضوعات جديدة والنقاش معه وظل حتى نهاية الأمر وأنت مستمع جيد.

الحفاظ على حس الفكاهة

يمر على الشاب المراهق ببعض الأوقات الصعبة فعليك دائمًا أن تقف بجانبه وتشعر به وتقدم له كل سبل الدعم والتعاطف الممزوج الدعابة والفكاهة والمرح، ولكن عليك ألا تبالغ في رد فعلك فيمكن أن تبادر بابتسامه بدلا من الغضب، فعندما يواجه المراهق مشكلة يجب التعامل معها بكل هدوء حتى يتم التوصل إلى حل دون إلقاء اللوم بشكل مستمر عليه.

الاستعانة بأهل الخبرة

يتطلب الأمر في بعض الأوقات أن نحتاج إلى أهل الخبرة في تربية أبنائنا وبالأخص في فترات المراهقة والشباب، وذلك لمعرفة ما هي متطلبات هذه المرحلة وبالأخص يمكن اللجوء للأشخاص الذين مروا بهذه التجارب بشكل مشابه أو يمرون به، ولكن دائمًا عليك أن تختار الأساليب والقواعد التربوية الصحيحة التي تتناسب معك ومع أسرتك.

اتباع الأساليب والطرق الصحيحة في علاج الشاب المراهق يساعد في تخطي تلك المرحلة بدون عقبات أو عواقب شديدة قد تؤثر على الشاب المراهق فيما بعد ويزيد ذلك في قدرته على انتهاء تلك المرحلة بأمان.