سن المراهقة

تربية المراهقين: كيف أتعامل مع الشاب المراهق العنيد ؟

الشاب المراهق العنيد

كيف أتعامل مع الشاب المراهق العنيد ؟! بدايةً، اطمئن .. لا يتعلق هذا السؤال بك فقط، بل هو سؤال متعلق بكل الآباء والأمهات تقريبًا. تمثل مرحلة المراهقة فترة صعبة للآباء والأمهات، وفي هذا السياق، تؤكد الدراسات أن المراهقين يواجهون مستويات عالية من التوتر خلال هذه الفترة.

تتميز سنوات المراهقة بتغيرات كبيرة في العواطف والجسم والهرمونات، مما يؤثر على سلوكيات الشباب. يعتبر العناد أحد السمات الطبيعية التي تبرز خلال هذه الفترة، ومن ثم، يجب علينا فهمه وتقبله كجزء مؤقت من رحلة حياة أبنائنا. وبالطبع، يمكن أن يساعد هذا التقبل في إيجاد حلول منطقية وفعالة للتعامل مع هذه المرحلة المحفوفة بالتحديات.

لماذا يكره المراهق والديه ؟

أو بالأحرى، لماذا “يبدو” أن المراهق يكره والديه ؟ هل يكره المراهق والديه حقًا ؟ يعيش المراهقون في هذه المرحلة بين الشعور بالنضج والبلوغ وبين جوهر الطفولة. وأثناء ذلك، تتسبب التغيرات الهرمونية والجسدية في صعوبة التعامل مع العديد من المواقف والظروف. خلال هذه المرحلة الحساسة، يحتاج المراهقون إلى الرعاية والاهتمام من أهلهم ومعلميهم، حتى وإن لم تبدو حاجتهم لذلك. في الغالب، لن يظهر المراهق هذا “الاحتياج” أبدًا!

عندما يشعر المراهقون بأن آباءهم ومعلميهم لا يقدمون الدعم المناسب لهم، ويتبنون المواقف النقدية المستمرة والعقوبات المتكررة دون خوض حوار حقيقي، ينجم عن ذلك شعور بالعزلة داخل بيوتهم ومدارسهم. وبالتبعية، قد تؤدي تلك الظروف إلى فقدان المراهقين القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، مما يدفعهم للتوجه نحو البحث عن الدعم والتأييد من أشخاص خارج نطاق الأسرة وهو ما لا يكون – غالبًا – في مصلحتهم.

المراهقون المتمردون

قد يهمك أيضًا: كيف أتعامل مع طفلي العنيد والعصبي: الإرشادات العملية

مرحلة المراهقة مرحلة مهمة في حياة كل فرد، وعلى الرغم من أنها تبدو وكأنها “شر لابد منه”، إلا أنها يمكن أن تنتهي بتجارب إيجابية تساهم في نمو ونضج الشخصية. بعد ذلك، قد يختلف مسار المراهقين؛ فقد يحصلون على مكانة إيجابية كبالغين ناضجين، أو قد يعانون من صعوبات مثل فقدان الهوية، وقلة الثقة بالنفس، والشعور بالضياع. وهنا يكمن دورك كأب، وتكمن الأهمية الحقيقية لسؤال: كيف أتعامل مع الشاب المراهق العنيد ؟ إليك الإجابة أدناه:

كيفية التعامل مع المراهق العنيد: 7 أساليب من علم النفس

يمكن أن تكون مواجهة تحديات التعامل مع المراهق معقدة، لكنها تصبح أكثر تعقيدًا عندما يتسبب سلوك العناد في البعد عن الحلول. ومع ذلك، هناك استراتيجيات تربوية يمكن اتباعها لتسهيل التعامل مع الشاب المراهق العنيد، من بينها:

1. التواصل: أسلوب القيادة الحقيقية

إذا كنت تسعى لتولّي دور القائد في هذه المرحلة، اعلم أن التواصل الفعّال مع ابنك يمثل أمرًا حاسمًا. يجب عليك فهم اهتماماته وميوله، ومن ثم تبني جسر التواصل من خلال العثور على نقاط مشتركة تجمعكما معًا. من شأن ذلك أن يساعدك في بناء علاقة وثيقة معه، علاقة تُشجعه دومًا على مشاركتك أفكاره ومشاعره بأريحية.

2. تجنب الأحكام: أسلوب بناء الشخصية

يتجه المراهق نحو استكشاف مختلف التجارب لاكتشاف هويته. من المهم أن تتجنب الحكم على اهتماماته، حتى لو كانت تبدو صبيانية بالنسبة لك، لأن هذه الاهتمامات قد تتغير مع مرور الوقت. يجب عليك أيضًا أن تعلم أن ما يُمنع الآن قد يظل ماثلًا في ذهنه في المستقبل. لذا، دعه يخوض تجاربه في فترة المراهقة، وكن داعمًا مع الحفاظ على دورك كمراقب ومحافظ.

3. احترام الخصوصية: أسلوب منح الاستقلالية

من المعروف أنّ معظم المراهقين يسعون لتجربة الاستقلالية لاختبار حدودهم. في هذه الحالات، يكون وضع حدود وتحديد قواعد العلاقة مع ابنك المراهق أمرًا هامًا حقًا للحفاظ على علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والتواصل الفعّال.

4. حس الفكاهة: أسلوب الحفاظ على العلاقة

عندما يكون المراهق في موقف صعب، حاول أن تظهر بعض التعاطف معه بطريقة خفيفة وداعمة، دون اللجوء إلى ردود فعل مفرطة. يمكنك استخدام الدعابة أو الابتسامة بدلًا من العبوس أو الغضب.

5. الهدوء: أسلوب التعامل مع المراهق المستفز

غالبًا ما يحاول المراهقون استخدام أساليب مثل الضغط عليك أو استفزازك. في تلك اللحظات، يمكن أن يشعر المراهق بأنه يملك السيطرة على الوضع من خلال استفزازاته أو تجاهله لتوجيهاتك. وحينها، يكون الرد بهدوء وثبات مفيدًا حقًا.

عندما يتجاهل ابنك المراهق توجيهاتك، قد يكون الأمر محبِطًا لك، ولكن من المهم ألا تفقد هدوءك. حاول تكرار الطلبات بلطف وثبات حتى يفهم الأمر ويتبع التعليمات، واعلم أن رد فعلك الهادئ يمنعه من التمادي في العناد وقد يساعده في الانصياع للأوامر الآن وفي المستقبل.

6. الدعم: أسلوب اكتساب ثقة الشاب المراهق العنيد

عندما يبلغ الأطفال سن المراهقة، قد يقل حديثهم مع الأهل، لكن ذلك لا يعني بأنهم لن يتحدثوا معك أبدًا. قد يحتاج ابنك للتحدث معك في أي لحظة، ولذا يجب أن تكون متاحًا له في أي وقت. من المهم أن تبدي استعدادك للتحدث معه والاستماع إليه دون مواعيد محددة، لأنك لا تعرف بالضبط متى سيحتاج إليك.

7. التقدير: أسلوب إخبار الشاب المراهق العنيد أنه لا يحتاج إلى لفت الانتباه

يسعى المراهق لجذب الانتباه، بطرق مختلفة ربما يعتقد أن البالغين لا ينصتون إليه. يمكنك دعمه وجعله يشعر بأهميته عبر دعوته للمشاركة في المحادثات وطلب رأيه في مختلف القضايا. أيضًا، يمكنك فتح نقاشات جادة معه بين الحين والآخر.

ساعد ابنك المراهق في فهم أن قيمته لا تعتمد على السلوكيات العنيدة التي قد يتبناها لإظهار وجوده. أظهر له أنه مرغوب ومقبول بغض النظر عن السلوكيات التي يظهرها. احرص على شعوره بالأهمية بغض النظر عن السلوكيات العنيدة وبدون الحاجة إلى إثارة انتباهك.

سن المراهقة

كيفية عقاب المراهق العنيد

ما رأيك في تجربة “العواقب” بدلًا من “العقاب” ؟ هل تتساءل عن الفرق بينهما ؟ تُظهر العواقب لأولادك أن تصرفاتهم وأفعالهم لها تأثيرات وتبعات. من خلال تجربة العواقب، يتعلم المراهقون كيفية التفكير في النتائج وكيفية تأثير تصرفاتهم على أنفسهم وعلى الآخرين. تساهم هذه العواقب في تنمية مهارات الاستقلالية وتعزيز قدرتهم على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.

يمكن تصنيف العواقب إلى نوعين:

  • العواقب الطبيعية: لا تحتاج هذه العواقب إلى تدخل الوالدين؛ إنها نتيجة مباشرة لسلوك المراهق. على سبيل المثال: إذا لم تضع ملابسك في سلة الغسيل، فلن تكون لديك ملابس نظيفة لارتدائها.
  • العواقب المنطقية: تنتج هذه العواقب مباشرةً عن سلوك عدم الامتثال للقواعد. على سبيل المثال: إذا عدت للمنزل متأخرًا، فلن تكون هناك فترة خروج مماثلة لك غدًا.

وعند شرح العواقب المرتبطة بعدم اتباع القواعد لأولادك، يُفضل اتباع بعض الخطوات:

  1. توضيح مفهوم سوء السلوك: اشرح لأولادك تتوقع منهم، وما يعتبر سلوكًا جيدًا وما يعتبر سلوكًا مشينًا.
  2. تحديد العواقب: حدد بوضوح ما ستكون النتائج عندما يقومون بسلوك سيء، على سبيل المثال، “إذا قمت بـ …، سأقوم بـ …
  3. تطبيق العواقب: في حال عدم الامتثال للقواعد، قم بتطبيق العواقب المحددة بعد إعطائهم تحذيرًا واضحًا وربط السلوك بالعواقب.
  4. تقدير الالتزام: عندما يلتزمون بالقواعد، قم بإظهار التقدير والثناء لتعزيز سلوكهم الجيد.

قد يهمك أيضًا: كيفية بناء الشخصية القوية: دليلك الشامل

الخاتمة

لا تنس أنّ سعادة الطفل تبدأ بسعادة من يُربيه. استثمر في رعاية نفسك كأب أو أم، وتعلم كيفية التعامل مع الغضب وإدارة الضغوطات عند التعامل مع الأطفال. ستساعدك هذه الخطوات في خلق بيئة أكثر سعادة وهدوء لنمو طفلك. ويمكنك الحفاظ على راحتك من خلال أمور بسيطة مثل زيارتنا بشكل دوري أو ترك ما لديك من استفسارات بالتعليقات، ودمتم بخير.

المراجع

يونيسف

السابق
علاج الشاب المراهق|ما بين استشارة الطبيب ودعم الأهل 
التالي
تفسير حلم الثعبان في المنام

اترك تعليقاً