أصبحت مشاكل المراهقة في الثانوية Adolescent problems in high school مثيرة ومليئة بالتحديات، فلقد ظهرت على السطح في عصرنا الحالي بكثرة وخاصةً في رحاب المدرسة الثانوية، فبين تحديات نفسية واجتماعية، وضغوط الدراسة، والرغبة في الاستقلال، وصراعات الهوية، يواجه المراهقين العديد من العقبات التي تؤثر على نموهم وتطورهم سواء الجسدي أو النفسي، لذا يجب عليك معرفة أساسيات مشكلات هذه المرحلة ومفاهيمها حتى يتخطى المراهق الاضطرابات النفسية، ويستطيع الخروج منها بسلام وبأقل تأثير سلبي يستمر معه مدى الحياة، كما يجب على الآباء مساعدة أبنائهم في تجاوزها بسرعة والخروج منها بشخصية سوية تتمكن من تخطيط مستقبلها بلا عقد وسلوكيات غير سوية.
مفهوم مشاكل المراهقة في الثانوية
لكي تفهم هذه المشكلات بدقة وتتعامل معها لابد من فهم معنى المراهقة أولاً، وما هي مراحلها وعلاماتها؟ ومعرفة أبرز مشكلاتها.
مفهوم المراهقة:
تعني كلمة مراهقة في اللغة العربية (الاقتراب) وتأتي من الفعل (راهق)، أي اقترب الشخص من النضج العقلي والرشد.
مراحل المراهقة:
تنقسم المراحل لثلاث أقسام لاختلاف المجتمعات ونظرتها لسن المراهقة، وهي كما يلي:
- تبدأ من سن 11 عام لـ 14 عام، وهي تتصف بالتغير البيولوجي الواضح والأولى للمراهق.
- ثم عمر 14 : 18 عام، وهي مرحلة وسطى يتضح بها نهاية التغيرات البيولوجية واكتمالها.
- وتنتهي بمرحلة أخيرة من سن 18 لـ 21 وفيها يكن المراهق شابًا أو شابة عاقلين في التصرفات وأكثر اتزانًا.
خصائص وعلامات المراهقة
ترتبط مشاكل المراهقة في الثانوية بظهور علامات على الطفل المراهق وخصائص جسدية واضحة ومن أبرزها:
- نمو جسمي كبير في الطول والوزن.
- النضج الجنسي والوصول لمرحلة البلوغ.
- تغييرات هرمونية تؤدي لتغيير المراهق نفسيًا ومزاجيًا.
ابرز مشاكل المراهقين واسبابها
يمر المراهق بمشكلات متنوعة تضغط على نفسيته وتؤثر بصورة بارزة على سلوكه سواء في المدرسة أو في المنزل، فهي تضغط عليه بأكثر من جهة، وسنبدأ بأبرزها وطرق حلها الواحدة تلو الأخرى، حتى تقف على أهم ما يمكن فعله لابنك المراهق.
مشاكل في المدرسة وحلها
- كراهية المناهج الدراسية والنفور منها: بسبب الروتين والملل الذي يصيب المراهق تجاهها فهي في نظره تهدم أحلامه وطموحاته لكثرة التكرار والجمود المصاب به المنهج العقيم.
- كثرة الواجبات.
- قلق المستقبل.
- ضغوط المدرسين والأهل.
- تنمر الزملاء.
- صعوبة عمل صداقات.
- الوحدة وشعور الرفض.
المشكلات الجسمية والصحية
طبعًا لا يعاني المراهقين من مشاكل مدرسية فقط بل يعانون أيضًا من مشكلات جسمية وصحية يتعرضون لها وقت بلوغهم مرحلة المراهقة وهي تندرج ضمن أبرز مشاكل المراهقة في الثانوية.
يمر المراهقون بتحولات صحية مختلفة بناءًا على التغيرات النفسية والهرمونية التي تطرأ عليهم، من تغير شكل الجسم وشعور بضعف ووهن صحي فهم يعانون مثلاً من:
- انتشار السمنة: تزداد السمنة بين الفتيات أكثر من الشباب في سن المراهقة، وهي تحدث بسبب المأكولات السريعة التي يصر عليها المراهقين مما تؤدي لسوء التغذية، مع قلة ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، وبالتالي يتعرضون لما تسببه السمنة من أمراض.
- قلة النوم: ارتفاع القلق والتوتر بسبب ما يعانيه المراهق من مشاكل المراهقة في الثانوية بالمدرسة وما يواجهونه من المطالبة بالالتزامات المدرسية المرهقة له بشدة.
- مشاكل البشرة: يتنشر حبوب الشباب بكثرة لديهم ولها أسباب عدة من تناول مأكولات غير صحية مليئة بالدهون مع كثرة الضغوط النفسية والتغيرات الهرمونية المؤدية لرفع معدلات الدهون بالبشرة فتظهر حبوب الشباب المزعجة.
- مشكلات بالجهاز الهضمي: كالإصابة بالإسهال أو الإمساك، وهي أيضًا بسبب الدهون المهدرجة التي يتناولونها في وجباتهم السريعة، وقلة الحركة والرياضة.
- الاضطرابات بالصحة النفسية: كثيرًا ما يعانون من الاكتئاب لتعرضهم للضغوط الاجتماعية والمدرسية،
المشكلات الأسرية
يحس المراهقون بشيء من الارتباك حول ما يحدث لهم من تغيرات، فيصاب بالقلق ويصبح متقلب المزاج، مما يؤدي لمشكلات مع الأهل مثل:
- التصادم مع الأهل: يتعامل الأهل دائمًا بخشونة معه وهو يرد بشكل غير لائق بسبب صعوبة التأقلم مع وضعه الجديد في الحياة، فهو يعاني من اضطرابات وتغيرات يجب عليك مراعاتها في التعامل معه، فالتعامل باللين وحسن الاستماع وعدم الترهيب والتقليل من الشدة أنسب وسيلة لطمئنة المراهق والوصول به لبر الأمان.
- الإحساس بالغربة بوسط بيئته الاجتماعية والأسرية: للبيئة الاجتماعية التي يوفرها الأهل حول المراهق أكبر أثر في تحسين حالته فكلما كان التفاهم أقل زاد عنده شعور الاغتراب بالرغم من التواجد معهم، عليك دائمًا تحسيسه بأنه له أهمية والأخذ برأيه فيما يخص أموره ودراسته ومستقبله وألا تتجاهل طلباته وآراؤه أبدًا.
- مشكلات تخص العلاقات والصداقات: يبحث دائمًا عن علاقة عاطفية تملأ الفراغ لديه ويحاول تكوين صداقات جديدة، مما يشغله عن دراسته ويقلل تحصيله الدراسي وبدوره يؤثر على مستقبله.
- المشاكل النفسية لقلة الثقة بالنفس: بناء الثقة في شخصية المراهق أمر صعب لأنه في هذه المرحلة العمرية يعاني من إحساسه بالضعف النفسي وقلة الثقة التي يمكن أن تكون بسبب حبوب الشباب والسمنة أو قلة التحصيل الدراسي، مع ضعف احترام الذات.
المشكلات الاقتصادية
يواجه المراهق ضمن مشاكل المراهقة في الثانوية بعضًا من الاضطرابات الاقتصادية التي تشتمل على نقص في الأموال، لأنه لا يعمل ومصروفه لا يفي بمتطلباته في هذه المرحلة، مع شعوره بالحرج أمام أصدقائه لعدم قدرته على شراء الأشياء باهظة السعر، كما يرغب في ارتداء الملابس والمقتنيات الماركات العالمية والباهظة الثمن، ولا يستطيع وهو ما يؤثر بدوره على زيادة مشاكله النفسية.
حلول مشاكل المراهقين
نقدم لك خطوات حل مشاكل المراهقة في الثانوية لسهولة التعامل معهم وإحداث نقطة تواصل بينك وبين ابنك، لتساعده في الوصول إلى شخصية سوية ومستقبل باهر:
- الاكتئاب: لنبدأ بمشكلة الاكتئاب فلو أصاب ابنك المراهق الاكتئاب، يجب عليك فورًا التحرك وعدم اهمال الأمر، أكثر التحدث معه لتحديد المشكلة وإن لم تستطع مساعدته على التغلب على شعور الاكتئاب عليك بالتوجه للطبيب النفسي لطلب المساعدة وحل المشكلة.
- التنمر بالمدارس: الذهاب للمدرسة ومحاولة حل المشكلة مع المدرسين واستدعاء أولياء أمور المتنمرين لتعديل هذا السلوك لأبنائهم.
- السمنة: ارفع معدل تحدثك مع ابنك وانصحه بتقليل الوجبات السريعة وليس المنع التام لأن المراهق يتصف بالعناد، وتوجيهه إلى النادي لممارسة الرياضة بشكل سليم.
- التواصل الدائم الفعال: استمع له بدون مقاطعة واهتم بمشاعره دون نهر أو توبيخ، لا تستهر بما يقوله اجعله يرى منك الاهتمام والتقدير لما يقوله ويشعر به.
- التشجيع: قم بتشجيعه ليعبر عن رأيه من غير خوف ولا لوم واتهام.
- بناء الثقة: تعاطف معه دومًا بفهم وجهة نظره، واحرص على الوفاء بعهدك معه، ناقش معه مشاكله الاقتصادية، والتوصل لحل وسط فعال ومريح له.
- اعطه التقدير اللازم لانجازاته دون التقليل منها، حتى يشعر بالثقة والاحترام لذاته.
- حدد قواعد منزلية بالاتفاق معه عليها وكن صارمًا في تنفيذها خاصةً أنك جعلته يشارك في وضعها، فيتعلم الالتزام بما وعد به، فيرتفع لديه القيمة الذاتية والأخلاق العالية.
- تواجدك عند احتياجه لك يتيح له الطمأنينة والإحساس بالأمان، كن متاحًا له عندما يحتاج إليك.
- عبر عن حبك له بوضوح ليقل توتره وقلقه.
اسئلة شائعة
كيف اعرف ان ابني المراهق يعاني من مشكلة نفسية؟
إذا ظهر على ابنك أيًا من السلوك التالي: الانعزال – التهيج الشديد- فرط الحركة وعدم الجلوس ساكنًا – تراجع التفكير والذكاء – التورت والقلق الزائدين – الإصابة بالصداع الدائم وكثرة الشكوى المرضية، فهذا يعني أنه يعاني من مشاكل المراهقة في الثانوية، وعليك التحرك بسرعة لمعالجة مشاكله النفسية والصحية.
ما هو اكثر ما يؤثر في سلوك المراهق؟
هناك السلوكيات الخارجية مثل: العدوان والتهور وتعاطي المخدرات، لها تأثير واضح عليه، ولابد عليك اكتشاف الأمر قبل فوات الأوان، فهذه كلها عوامل تزيد من خطر حدوث مشاكل المراهقة في الثانوية، ومعها يزداد التوتر لو حدث عنف بالعقاب البدني للمراهق.
كيف يكون عقاب المراهق؟
لتعاقب ابنك المراهق عليك وضع قواعد محددة وتنبيهه لأنك ستقلل الامتيازات مع الأخطاء وبالاتفاق معه على القواعد وتقليص الامتيازات وتحفيزه على الخلق الجيد سيكون في أفضل حال.
يتعرض المراهق إلى مشاكل المراهقة في الثانوية ومنها خوف الذهاب للمدرسة، اقترح عليه بدائل، مثل تنمية موهبة وتوجيهه لفكرة التدريب المهني، فيستطيع تخطيط مستقبل باهر.
