علاج ارتجاع المريء في المنزل بخطوات بسيطة

علاج ارتجاع المريء في المنزل(Treating esophageal reflux at home)؛ غالباً ما تكون العلاجات المنزلية لارتجاع الحمض كافية لتهدئة الإحساس بالحرقان في الصدر والذي يحدث عندما تتحرك محتويات المعدة خارجةً إلى المريء، خاصة إذا اقترنت بتغييرات في نمط الحياة، لذا سنتعرف على العلاجات المنزلية للارتجاع الحمضي، مع كيفية مساهمة الأطعمة وتغيير نمط الحياة في تخفيف الإصابة بمرض الارتجاع الحمضي الشديد أو المتكرر، وكيف يمكن للتغييرات التي تجرى اليوم أن تقلل من النوبات المستقبلية.

ما هو ارتجاع المرئ؟

تنجم حرقة المعدة أو ارتجاع المريء عن ارتداد إفرازات المعدة من المعدة إلى المريء، فأحماض المعدة ضرورية لتكسير الطعام الذي تتناوله، وهو أمر لا تواجه معدتك صعوبة في التعامل معه بسبب الأغشية التي تبطنها، لكنها تجعل المريء متهيجًا ويمكن أن يتعرض للإصابة الشديدة في حال ارتجاع الحمض إليه.

وللحفاظ على محتويات المعدة الحمضية داخلها، هناك حلقة دائرية من العضلات في قاعدة الأنبوب، تسمى العضلة العاصرة المريئية السفلية، وهي تعمل كصمام، عندما يكون هذا الصمام مسترخياً، يسمح للطعام الذي تم استهلاكه بالمرور إلى المعدة، وعند الانقباض، يمنع هذا الصمام الطعام والحمض من العودة إلى المريء، فإذا استرخى هذا الصمام بشكل غير طبيعي وتم السماح لمحتويات المعدة بالعودة إلى المريء، يحدث ارتجاع الحمض والذي يتمثل بالحرقة وهي العرض الاشهر للارتجاع المريئي.

أعراض ارتجاع المريء

يمكن أن يختلف الشعور به اعتمادًا على شدته، ولكن تشمل أعراض حرقة المرئ ما يلي:

• إحساس بالحرقان في الصدر.
• ألم حارق يرتفع نحو الحلق.
• وجود طعم مرير أو حامض في الفم.

يحدث أحياناً الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة بسبب حالة طبية كامنة، أو حتى بسبب الدواء الذي يتم تناوله في بعض الحالات، ولكن في أغلب الأحيان يتم تحفيزها بسبب أشياء مثل النظام الغذائي ونمط الحياة، مما يجعل نوبة حرقة المعدة العرضية شائعة بشكل كبير.

علاج ارتجاع المريء في المنزل

يمكن علاج ارتجاع المريء في المنزل، وتم وصف الكثير من العلاجات الطبيعية لتخفيف حرقة المعدة أو ارتجاع الحمض، لكن هذه العلاجات عمومًا لا يوجد دراسات كافية حولها ويجب استخدامها بحذر، حتى المواد الطبيعية يمكن أن تسبب آثاراً جانبية سلبية وتفاعلات دوائية.

العلاج بالمواد الطبيعية

يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات الغذائية والعشبية، التي تستعمل في علاج ارتجاع المريء في المنزل بشكل طبيعي وهي تشمل:

• خل التفاح: من المواد المتوفرة في كل منزل، وتؤكد العديد من الأبحاث قدرته على تخفيف شعور الحرقة.
• صودا الخبز: مادة قلوية طبيعية، تدعى بيكربونات الصوديوم وتساعد على تحييد حمض المعدة الزائد لتخفيف حرقة المعدة.
• الزنجبيل: يعتبر الزنجبيل علاج حقيقي وفعال لحرقة المعدة.
• عصير الصبار: أظهرت المنتجات المركبة التي تحتوي على عصير الصبار نتائج واعدة في علاج حرقة المعدة.
• الموز الناضج : الأطعمة القلوية مثل الموز الغني بالبوتاسيوم يساعد في مقاومة حمض المعدة المهيج.
• البابايا: أظهرت الدراسات أن البابايا تؤدي إلى تحسينات طفيفة في علاج حرقة المعدة.
• الكركم / الكركمين: المنتجات المركبة التي تحتوي على توابل الكاري نتائج جيدة ضد حرقة المعدة.
• منزوع الجليسيرهيزين أو جذر عرق السوس: يحمي عرق السوس المريء من التلف عن طريق زيادة المخاط وتغليف المري حتى لا يصاب بالأذى.
• ليمونين : هذه المادة تأتي من زيت الحمضيات الأساسي، حيث أظهرت الأبحاث المحدودة فعاليته في تخفيف ارتجاع المريء.
• العسل : تشير الدراسات إلى أن العسل يزيد من المخاط ويعزز الشفاء، مما قد يساعد في علاج الارتجاع وتلف المريء.
• الجينسنغ الأمريكي: أجريت بعض الأبحاث على الحيوانات وهي تؤكد أن هذا النبات يساعد في تخفيف أعراض ارتجاع المريء.
• جذر الخطمي: أظهرت هذه العشبة نتائج ممتازة في الدراسات التي أجريت على الحيوانات باعتبارها فعالة في حماية المعدة.
• الدردار الزلق: جميع المنتجات المركبة التي تحتوي على مواد من هذه الشجرة فعالة ضد حرقة المعدة.
  ويجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب الخاص بك قبل تجربة أي علاجات طبيعية لحرقة المعدة أو الارتجاع الحمضي أو ارتجاع المريء.

 علاج ارتجاع المريء في المنزل بتغيير النظام الغذائي

إن تغيير نوعية الطعام ومتى يتم تناوله وكميته يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تخفيف حرقة المعدة، وقد تكون بعض هذه التغييرات ملحوظة على الفور، بينما قد يستغرق البعض الآخر وقتًا حتى تشعر بالفرق، ومن هذه التغييرات نذكر:

تجنب الأطعمة المحفزة

في كثير من الأحيان، تكون بعض الأطعمة هي السبب وراء نوبات الارتجاع الحمضي، لذا فإن تحديد وتجنب تلك الأطعمة يمكن أن يقلل من الأعراض، وتشمل المحفزات الغذائية الشائعة ما يلي:

• الأطعمة الحمضية (الحمضيات والطماطم والأطعمة التي تحتوي على الطماطم).
• الكحول
• الكافيين (من القهوة والشاي ومصادر أخرى).
• الشوكولا.
• الأطعمة المقلية أو الدهنية.
• النعناع.
• الطعام الحار.
•  الحلويات والأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع (أي تلك التي تهضم بسرعة) والوجبات الساخنة جدًا قد تؤدي إلى حرقة المعدة.
• الأطعمة التي ترفع نسبة السكر في الدم .

الحصول على وزن صحي

من طرق علاج ارتجاع المريء في المنزل فقدان الوزن، فهو يساعد بشكل كبير في تقليل أعراض حرقة المعدة، حيث أظهرت بعض الأبحاث وجود روابط قوية بين زيادة الوزن أو السمنة ومرض الارتجاع المعدي المريئي، حيث يصل معدل ارتجاع المريء لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة إلى 79%.

يزيد اكتساب الوزن من مخاطر الإصابة بالارتجاع، ويبدو أن فقدان الوزن يقلله، ويعتقد أن هذا يرجع إلى تأثير الدهون الزائدة في الجسم على عملية التمثيل الغذائي والتغيرات الجسدية حول المريء والمعدة، لذا يجب الحديث مع الطبيب عن النظام الغذائي وخطة التمارين الرياضية التي يمكن أن تساعد في الوصول إلى وزن صحي.

عدم الإفراط في تناول الطعام

يرتبط الإفراط في تناول الطعام بالحرقة والارتجاع، لذا يجب الحرص على عدم الإفراط في تناول الطعام، قد يكون الأمر صعباً في البداية خاصة في حال عدم الانتباه إلى إشارات الجسم التي تشير إلى امتلاءه، لكن يمكن استخدام تقنيات ما يسمى الأكل الواعي، أو اليقظة الذهنية التي تعني الانتباه بطريقة معينة، وبشكل مقصود، وفي اللحظة الحالية إلى كمية الطعام المتناول، وتخصيص الوقت للتركيز على هذا الموضوع، وتشير بعض الأبحاث إلى أنه يمكن أن يساعد هذا على تناول كميات أقل واختيار الأطعمة الصحية.

يجب عدم التفكير في تناول الطعام في حال عدم الشعور بالجوع، والابتعاد عن الأشياء السلبية أثناء تناول الطعام، مثل القراءة أو تصفح الهاتف أو مشاهدة التلفزيون أثناء تناول الطعام حتى تكون أكثر وعيًا بالشبع.

الأكل ببطء

يقال أن تناول الطعام بسرعة كبيرة يمكن أن يسبب ارتجاع المريء، لكن بعض الدراسات وجدت خلاف ذلك، ويقول الباحثون إنه يبدو أن سرعة تناول الطعام لا تؤثر على تكرار أعراض الارتجاع لدى الأشخاص المصابين بالارتجاع المعدي المريئي أو لدى النساء المصابات بالسمنة، لكن لا يمنع من تدريب من النفس على الأكل بشكل واعي.

علاج ارتجاع المريء في المنزل من خلال تغيير نمط الحياة

يمكن أن يساهم التوتر والنوم والعادات السيئة في الإصابة بالارتجاع الحمضي وحرقة المعدة، ويساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة في تقليل تكرار حرقة المعدة ومنع تفجرها في المستقبل، ومن هذه العادات:

تغيير عادات النوم

يمكن أن تساعد العديد من العادات الليلية في تخفيف أعراض الارتجاع الحمضي والارتجاع المعدي المريئي، ومن النصائح التي يجب الأخذ بها:

• عدم تناول الطعام لمدة ثلاث ساعات قبل الذهاب إلى السرير، فالاستلقاء والمعدة ممتلئة يمكن أن يسبب الارتجاع، لأن الجاذبية لم تعد تساعد على إبقاء محتويات المعدة في الأسفل.
• رفع رأس السرير حيث يوصي بعض الخبراء بزيادة تأثير الجاذبية من خلال وضع أشياء صلبة تحت أرجل السرير، أو استخدام رافعات السرير.
• النوم على جانبك الأيسر لأن المعدة على الجانب الأيسر من البطن، والاستلقاء على هذا الجانب يضع المعدة أسفل المريء، لكن عندما تستلقي على الجانب الأيمن، فإن محتويات المعدة تضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلية.
  يجب التنويه إلى أنه عادةً ما يُقترح رفع الرأس أثناء النوم فقط للأشخاص الذين يعانون من أعراض ليلية أو أعراض تمنعهم من النوم.

تجنب الملابس الضيقة

الملابس ذات الخصر أو الأحزمة الضيقة تضغط على المعدة، ومن الطبيعي أن يؤدي هذا إلى ارتجاع الحمض، يمكنك تجربة ارتداء ما يلي للتخفيف من الارتجاع:

• السراويل والتنانير ذات الارتفاع المنخفض.
• أحزمة خصر مطاطية.
• السراويل الأكبر بمقاس واحد مما ترتديه عادة.
• يمكن للسيدات تجربة الفساتين بدلًا من السراويل أو التنورة أيضًا.

تخفيف التوتر

يمكن أن يؤدي التوتر إلى ظهور أعراض الارتجاع لدى بعض الأشخاص، وهناك طرق مثبتة للمساعدة في إدارة التوتر، مثل:

• التأمل الذهني.
• استرخاء العضلات التدريجي.
• التنفس العميق.
• اليوغا.
• تخصيص أوقات للاسترخاء.

التوقف عن التدخين

أظهرت دراسة أن النيكوتين الموجود في السجائر وبعض محاليل التدخين الإلكتروني، يضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء، لذا إذا كان بإمكانك التوقف عن التدخين، فقد يساعد ذلك في تخفيف أعراض ارتجاع المريء والارتجاع المعدي المريئي، وفي حال وجود صعوبة في التخلص من النيكوتين، يجب التحدث مع الطبيب الخاص بك عن الطرق الفعالة للإقلاع عن التدخين.

التوقف عن تناول الكحول

يعتمد الكثير من الناس على الكحول لتخفيف التوتر والتواصل الاجتماعي، ومع ذلك، فإن شرب الكحول يمكن أن يؤدي إلى تلف العضلة العاصرة للمريء السفلية ويساهم في ظهور أعراض ارتجاع المريء، لذا يوصى بشدة بتجنب الكحول وقد ثبت أن تخفيفه يقلل الأعراض بشكل كبير.

علاج ارتجاع المريء في المنزل ليس أمراً صعباً، لكن تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي والعلاجات الطبيعية يمكن أن يساعد في ذلك، عادة ما تكون تجربة تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة آمنة، ولكن تأكد من التحدث مع الطبيب الخاص بك قبل تناول أي مكملات غذائية أو علاجات طبيعية كي لا يزداد الوضع سوءاً.