شخصيات اسلامية

اول شهيدة في الاسلام

اول شهيدة في الاسلام

اول شهيدة في الاسلام(The first martyr in Islam)؛ إن الصراع بين الخير والشر صراع مستمر عبر العصور، فعندما جاء سيدنا محمد برسالته إلى البشر تعرض هو والصحابة لأشد أنواع الظلم والعذاب، ولم يقتصر التعذيب على الرجال فقط، بل تعرضت النساء المؤيدات له والمؤمنات به للتعذيب أيضاً، وضيقوا عليهم وعلى عائلاتهم في شتى نواحي الحياة كالتجارة والزواج، حتى أن منهن من بذلت حياتها في سبيل إعلاء كلمة الحق ونالت شرف الشهادة، فمن هي اول شهيدة في الاسلام؟


اول شهيدة في الاسلام

الصحابية الجليلة سميّة بنت الخياط هي اول شهيدة في الاسلام، وهي زوجة ياسر بن عامر، وأم الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه، من السابقين الأوّلين الذين آمنوا بالرسالة ودخلوا في دين الإسلام، فقد كانت سميّة رضي الله عنها سابعةُ سبعةٍ في الإسلام، وقد قال عنها مجاهد:

(أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية)

وكانت رضي الله عنها ممن تعذّبوا أشد العذاب من قبل بني هاشم، فقد بذلت حياتها في سبيل إعلاء راية الحق ورفضت التراجع عن دين الإسلام رغم جميع الضغوط التي تعرضت لها.

اقرأ ايضاً: “ما هو فضل سورة الانبياء


زواج سميّة بنت الخياط

تزوجت سمية من زوجها رضي الله عنهما وهو ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قَيس بن الحصين بن الوذيم بن ثَعْلَبَة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس، وقد جاء ياسر بن عامر زوج سمية من اليمن إلى مكة قبل أن يتم زواجه منها، وكان قدومه بهدف البحث عن أخٍ له، وكان معه في ذلك الوقت أخواه الْحارِث ومالك، رجع الْحَارِث ومالك إِلَى اليمن وبقي ياسر مقيماً بمكّة، وحالف أَبَا حُذَيْفة بن المغيرة بن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم،وقد كانت سمية أمَةً عند أبي حذيفة فزوّجها لعامر بن مالك، وعندما ولدت له عمّار أعتقه أَبُو حُذَيْفة.


إسلام سميّة بنت الخياط

اسلام سمية بنت الخياط
اسلام سمية بنت الخياط

أسلمت سمية بنت الخياط هي مع زوجها ياسر بن عامر وابنهما عمار بن ياسر وأخوه عبد الله رضي الله عنهم جميعاً، في البداية سراً ثم جهروا بإسلامهم، ولما علم بنو مخزوم بإسلامهم غضبوا عليهم أشد الغضب، وصبّوا عليهم العذاب الشديد، ولم يرحموا أي منهم وخاصة سمية على الرغم من ضعفها كامرأة وكبر سنها، إلا أن هذا لم يشفع لها أن تكون قادرة على اتخاذ القرارات التي ترضيها وتخص حياتها.


قصة تعذيب المشركين لآل ياسر

بعد أن أعلن آل ياسر جميعاً إسلامهم، ابتدأت قصة تعذيبهم من قبل المشركين حتى يتركوا الدين الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، فصبروا جميعهم رضوان الله عليهم، واحتملوا الأذى في سبيل ديانة الإسلام وألّا يعودوا إلى الكفر، واحتسبوا أجرهم عند الله سبحانه وتعالى الذي لا يضيع عنده أجر الصابرين، وقد لحق سمية أذى شديد بسبب كفار قريش وقد كانت رضي الله عنها كبيرة في السن، ومع ذلك صبرت وثبتت أمام تعذيب أبي جهل.

كان النبي عليه الصلاة والسلام كلما مرّ بآل ياسر وهم في الصحراء يتم تعذيبهم على يد المشركين، كان يدعو لهم بالصبر والثبات، وقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام قوله لهم: (صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ)، وبعد أن اشتد العذاب على عمار وتعب منهم أظهر الكفرَ للمشركين في الظاهر، ولكن كان قلبه عامر بالإيمان، فنزلت آية كريمة في شأنه رضي الله عنه  فقد قال الله عز وجل:

(مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

اطلع على: “قصة اسلامية عن الكرم; معنى الكرم في الاسلام


استشهاد سميّة بنت الخياط

استشهاد سمية
استشهاد سمية

صبرت سمية بنت الخياط وتحمّلت أشد أنواع العذاب مع عائلتها من المشركين، مقابل الكفر بمحمدٍ عليه الصلاة والسلام، وبدينه الذي يدعو إليه ورسالته التي حملها، وكان يمرّ بهم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مطمئناً لهم يشدّ من أزرهم، فضربت سمية أروع الأمثلة في الصبر وتحمّل المصاعب والتمسّك بالدين الحق رغم كبر سنّها وضعف جسدها، وما ذلك إلا دلالةً على قوة إيمانها بالله تعالى، ورسوخ عقيدتها في قلبها وعقلها، وبذلك تكون سمية بنت الخياط قدوة عملية للمسلمات وخير مثال في طاعة الله تعالى، والثبات على دين الإسلام وعلى الحق، دون الانقياد والانجرار وراء الأهواء والتقليد الذي لا يوافق أمور الشريعة الإسلامية، فلا بدّ للمرأة المسلمة من الصمود والعمل على ما يرضي الله تعالى، فهي الأمان للبيت المسلم.

بعد العذاب والأذى الذي ألحقه المشركون بسمية بنت الخياط رضي الله عنها نالت الشهادة وكانت أهلاً لها، حيث طعنها أبو جهل بخنجر بسبب ثباتها على ديانة الإسلام، فماتت على الفور، وقد كانت رضي الله عنها امرأة عجوز، ولكنها أبت إلاّ أن تموت على الإسلام والهدى، وقد كان لموتها تأثير عظيم على الأشخاص من حولها، حيث ثبت على الدين كل من رأى حادثة استشهادها، لأنها المرأة العجوز الطاعنة في السن التي صبرت على العذاب والأذى في سبيل نصرة دين الحق وإعلاء كلمة الله، وإرضائه عزّ وجل.


اول شهيدة في الاسلام هي السيدة سمية بنت الخياط، التي كانت من أوائل الأشخاص الذين دخلوا في دين الإسلام وآمنوا برسالة سيدنا محمد صلوات الله تعالى عليه، وهذا ما عرضها للظلم من قبل المشركين بسبب ثباتها على آرائها مما جعل أبو جهل يطعنها متسبباً في استشهادها.

السابق
عصير فيمتو طريقة تحضيره ومكوناته وفوائده
التالي
بحث عن حاتم الطائي وما قصة كرمه

اترك تعليقاً