ما هو جماع الاقطن What is cotton intercourse وما هي مخاطره على كلا الزوجين؟ فالعلاقة الزوجية بين كلا الشريكين قائمة على مجموعة من القواعد والأحكام والقوانين التي شرعها الله ونص عليها الدين الإسلامي، لكن نجد أن هذه الأحكام والقوانين قد تختلف باختلاف الديانات والأجناس والمجتمعات، لكن الدين الإسلامي الحنيف نص على كل ما هو فيه مصلحة للبشر في مختلف أمور الحياة، ومنها العلاقة الحميمية، والتطرق إلى حكم جماع الأقطن الذي حذر منه الدين لما يحمله من أذى صريح لكلا الزوجين، وسوف نوضحه بالتفصيل من خلال مقالنا، فتابعوا معنا.
ما هو جماع الاقطن
جماع الأقطن هو جماع المرأة مع الزوج غير المختون، وهذا الجماع فيه كراهة كبرى، حيث إن الزوج خالف السنة النبوية ولم يختتن، أو ما يُطلق عليه في بعض البلدان مُسمى الطهارة، ولقد حث رسول الله- صلى الله عليه وسلم – على الختان فقال” خمس من الفطرة وذكر منها (الختان)”.
بناء على ذلك نجد أن الختان أو الطهارة للرجل تعتبر من ضمن الأحكام الشرعية الهامة التي يجب أن ينفذها المسلم عن طاعة ومحبة وخضوع لله عز وجل واقتداء بسنة رسوله الكريم، وطلب للأجر والثواب من عنده تعالى.
مخاطر جماع الأقطن
في إطار التعرف على ما هو جماع الاقطن، نجد أن هناك إثباتات علمية أكدت أن هذا الجماع له العديد من المخاطر الجسمانية على كل من الرجل والمرأة، وذلك لأن الإفرازات البيضاء الناتجة خلال الجماع تتجمع بين منطقتي القلفة عند الرجل، ومنطقة الحشفة عند المرأة تسبب تخريشًا مستمرًا في عنق الرحم عند المرأة ، وأيضًا في جلد القضيب.
نتيجة هذا التخريش يصيب الرجل بأمراض عديدة في العضو الذكري، وكذلك للمرأة في عنق الرحم وغيرها من الأمراض التناسلية، لذلك شرع الله تعالى الختان من أجل طهارة البدن وحمايته من الأذى.
ما هو جماع الاقطن والختان
انطلاقًا من التعرف على ما هو جماع الاقطن، سنلقي الضوء على مفهوم الختان الذي يعتبر إجراء جراحي يُجرى للذكور وهم في سن صغيرة من أجل إزالة الجلد الموجود أعلى القضيب، وهذه العملية شائعة كأمر أساسي في المجتمعات المسلمة باعتبارها من أنواع الطهارة.
فالجزء الذي يتم إزالته تتجمع تحته الإفرازات والقاذورات، مما ينجم عنها الإصابة بأمراض والتهابات خطيرة في المسالك البولية، وقد تتضاعف احتمالات الخطر وتصل إلى الإصابة بسرطان القضيب بحسب ما ورد عن إحصاءات لمراكز دراسات عالمية.
موقف الدين الإسلامي من الختان
إن ختان الذكور هي واحدة من السنن المتبعة منذ عصر سيدنا إبراهيم الخليل -عليه السلام- كما أنه بعد انتشار الدين الإسلامي أثنى على هذه العادة الفضيلة، وتأكيدًا لهذا أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم الخليل بالختان كما جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم”.
القدوم تعني الآلة التي تم الختان بها، ولهذا ظل الختان متبع بين المسلمين في شتى بقاع الأرض، وحذر الإسلام أشد التحذير من جماع الأقطن لما فيه من أذى ومخاطر عديدة، على المسلم تجنبها باتباع شرع الله وسنة نبيه الكريم.
ما هي مكروهات الجماع في الإسلام؟
بجانب التعرف على ما هو جماع الاقطن ننتقل إلى شق آخر في غاية الأهمية حتى تكتمل الصورة بالشكل المطلوب، ولهذا نلقي الضوء على الأمور المكروهه في الإسلام بشأن الجماع بين الزوجين، ويتضح من خلال ما يلي:
1- الكلام أثناء الجماع
صرح أغلب الفقهاء عن كراهية كراهةِ كلام الرجل مع زوجته في أثناء الجماع، إذ اعتمدوا في ذلك الأمر على القياس ولا يُحفظ في ذلك نص محدَّدٌ، وأشاروا إلى أن الجماع مثل قضاء الحاجة والكلام عند قضاء الحاجة ممقوت، لكن يختلف الأمر إذا كان الزوج يتلطف إلى زوجته بالكلام العاطفي المحبب إليها بغرض التعبير عن الحب، وتلبية حاجة المرأة العاطفية.
أما بالنسبة للكلام الفاحش في الجماع مثل السب واللعن المنافي للعقيدة، وليس الكلام العاطفي فهو من المحرمات والفواحش، حيث يكره الله -تعالى- الفاحش البذيء، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ليس المؤمنُ بالطعَّانِ ولا باللعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ”.
2- النزع قبل الفراغ
من مكروهات الجماع في الدين الإسلامي نزوع الزوج قبل أن تُفرغ زوجته من حاجتها وشهوتها، فيقضي الرجل شهوته منها قبل فراغها، ويعتبر هذا الأمر من المكروهات تأكيدًا لقول الله تعالى في سورة النساء: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
2- التجرد من الثياب وتأخير الغسل
من ضمن المكروهات أن الرجل يجامع زوجته وهما متجردان تماما من الملابس، حيث يجب أن يغطي الرجل نفسه وزوجته ويستتر أفضل لهما، كما يجب الغسل بعد الجماع وعدم تأخيره، وذلك في حال الإيلاج وحتى ولو لم ينزل، والله في ذلك أعلى وأعلم.
آداب الجماع في الإسلام
في إطار توضيح ما هو جماع الاقطن سنوضح أيضًا بعض الأمور المهمة التي تتعلق بآداب الجماع في الإسلام، والتي ينبغي على كل زوج وزوجة مراعاتها عند الجماع، وتتمثل فيما يلي:
- إخلاص النية لله تعالى في هذه العلاقة الزوجية، وأن يتخذ نية حفظ نفسه وزوجته من الوقوع في الحرام.
- أن يقول الرجل دعاء الجماع حين يأتي أهله (بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).
- بدء الجماع مع الزوجة بالملاطفة والتقبيل والملاعبة والمداعبة.
- الالتزام بإتيان المرأة في قُبلها من أي جهة شاء، سواء كان من الخلف أو الأمام على شرط أن يكون في قُبُلها؛ أي في مكان خروج الولد، تأكيدًا لقول الله عز وجل: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}.
- يجب أن يعلم كلا الزوجين أنهما مأجوران على هذا العمل، بجانب ما فيه من اللذة، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” (وفي بُضع أحدكم صدقة) – أي في جماعه لأهله – فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال عليه الصلاة والسلام: (أرأيتم لو وضعها في الحرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر): [رواه مسلم 720].
هل ورد نهي عن المجامعة في أوقات مخصوصة؟
في إطار البحث عن ما هو جماع الاقطن، نجد أنه لم يرد في النصوص الدينية ما ينهى عن جماع الزوج والزوجة في أوقات مخصوصة بعينها، فيما عدا الأوقات الخاصة التي ترتبط بحالة التحريم مثل صيام نهار رمضان، وإتيان المرأة خلال فترة الحيض لما فيه من أذى كبير ومخاطر على كلاهما، وفيما عدا ذلك مباح للرجل الجماع مع زوجته في أي وقت كيفما شاء.
بالتعرف على ما هو جماع الاقطن، نجد أنه من الأمور التي حرمها الله تعالى، نتيجة ما يتبعها من أذى يصيب كلا الزوجين، مما يوجب علينا الالتزام بشرع الله والابتعاد عن نواهيه.
