ما هي الغيبة What is backbiting والتي تعد واحدة من أسوأ الصفات التي يمكن أن توجد في أي شخص، ولقد حرم المولى عز وجل الغيبة في القرآن الكريم، كما هناك العديد من الأحاديث النبوية التي حرمته أيضًا، لذلك يكون من الضروري معرفة ما هو المقصود بالغيبة على وجه التحديد حتى يمكنك الانتباه لها وعدم القيام بهذا الفعل، خاصة لأنه واحد من الذنوب والمعاصي الكبيرة التي يجب الابتعاد عنها والتوقف عن القيام بها على الفور.
ما هي الغيبة
الغيبة هي ذكر الإنسان بما يكره، سواء بالإشارة إلى عيب في بدنه كالقصر أو السمنة، أو في نسبه كأن يكون أباه فاسقاً، أو في أخلاقه، وهذا كله داخل في الحديث النبوي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الغيبة قال: «ذكر أخاك بما يكره». فقيل له: أرأيت إن كان في أخي ما ذكرته؟ فقال النبي: «إن كان في أخيك فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ففيه بهتان». (رواه مسلم).
كل ما يتضمن معنى السب فهو داخل في الغيبة، سواء كان بالقول أو الإشارة أو الكتابة، كما أن من استمع للغيبة يعتبر مشاركاً فيها إلا إذا أنكرها بلسانه أو بقلبه إذا كان يخشى أن يفعل ذلك في العلن، كما يجوز له مغادرة المكان الذي يتم فيه ارتكابه أو تحويل الموضوع إلى موضوع آخر، وفي جميع الأحوال يجب عليه إنكار الغيبة، وهذا بالطبع من واجبات المسلم تجاه الآخرين.
ما هي الغيبة وأنواعها
هناك أكثر من النوع من الغيبة، والتي يكون لكل منها تعريف مختلف عن الآخر:
- الغيبة المحرمة، والغيبة في الإسلام هي التحدث عن المسلم في غيبته، والقول بما لا يحب أن ينشر أو يذكر.
- الغيبة الواجبة، وهي التي تكون واجبة لمنع مصيبة كبيرة، مثل تحذير شخص من أشخاص قطاع طرق أو ما شابه ذلك.
- الغيبة المباحة، هناك بعض الحالات التي يكون متاح بها الغيبة، وحددها العلماء.
ما هي الغيبة المباحة
إن الكلام عن الإنسان في غيبته يجوز في أحوال معينة دلت عليها الأدلة الشرعية، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وفي هذه الحالات فلا حرج في أن يقول عنه ما لا يحب أن يقال، لأن في ذلك مصلحة لهذا الشخص، ويأتي من أهم هذه الحالات الآتي:
- الشكوى، فيجوز للمظلوم أن يشكو إلى الحاكم أو القاضي وغيرهما ممن لهم السلطة أو القدرة على تصفية المظلوم.
- الاستعانة على تغيير المنكر ورد المذنب إلى الصواب، فتخبر لمن يرجو القدرة على فعل شيء.
- طلب المشورة أو الفتوى.
- تحذير المسلمين من شر أحد، كإظهار ضعف بعض الرواة أو الشهود أو المؤلفين.
- من أظهر منكراً أو اتبع بدعة، كشرب الخمر، وأخذ أموال الناس بغير حق، جاز له أن يتكلم بما يفعل، ولا يجوز أن يتكلم عليه بغير ذلك.
- إذا كان يستشيرك أحد في الزواج من شخص لديه مشاكل، أو الدخول في شراكة تجارية معه، أو إذا اشتكى أحد إلى السلطات لوقف ظلمه.
- التعريف، إذا عرف شخص بكنية كالأعمى أو الأعمى أو الأعور أو الأعرج، جاز تعريفه بذلك، ولكن يحرم ذكره وذلك على سبيل الاستخفاف به، وإذا أمكن التعرف عليه بطريقة أخرى فهو أفضل.
أسباب الغيبة
هناك العديد من الأمور التي تؤدي إلى قيام الشخص بالغيبة، منها ما يلي:
- التخفيف من حدة الغضب أو الاستجابة له، وقد يقود الإنسان بغضبه إلى شخص آخر ليغتبه.
- خلق مواضيع مع الضيوف أو الزملاء، وعلى سبيل المجاملة، قد يشترك الإنسان مع زملائه أو ضيوفه في غيبة الآخرين، معتقدًا أن ذلك من متطلبات العلاقات الاجتماعية الجيدة.
- رفع مكانة المرء عن طريق الحط من مكانة شخص آخر.
- المزاح فقد يغتاب الإنسان إنساناً لمجرد إضحاك الآخرين، بل إن هذا يمثل وسيلة لعيش بعض الأشخاص.
حكم الغيبة
لقد ارتكب المغتاب مخالفتين،ج الأولى على حدود الله ويجب تكفير ذلك بالتوبة والندم، والثانية في حقوق إخوانه وإذا وصل إلى الشخص خبر الغيبة، فيجب على المغتاب أن يعتذر له، وأن يعرب عن ندمه على ما قاله.
«من كانت له ظلم على أخيه من مال أو عرض، فليأت إليه فيصلحه، قبل أن يؤخذ وليس له درهم ولا دينار، إن كان له حسنة». فيؤخذ من حسناته فيرد إليه، وإلا أخذ من سيئات الآخر فطرح عليه». [البخاري]، وإذا لم يعلم الإنسان أنه اغتيب، فلا يجب على المغتاب أن يخبره، بل يجب أن يستغفر الله.
ما هي الغيبة وعلاجها
بعد أن تعرفنا على ما هي الغيبة ينبغي أن يعلم الغائب أنه بغيبته عن الناس يعرض نفسه لسخط الله تعالى وعذابه، وأن حسناته تذهب لمن اغتابه، فإن لم يكن له حسنات فسوف يحصل على ذنوب من اغتابه، لذلك عليك تذكر هذه الحقائق فهي علاج فعال للغاية لأي غيبة، فكلما أرادت أن تغتاب أحداً، بل عليك التفكير في عيوبك وكيفية إصلاح نفسك، وبهذه الطريقة قد تشعر بالخجل عندما تدرك أن لديك عيوبًا يمكن للآخرين رؤيتها، وحتى لو ظن الغائب أنه لا عيب فيه، فعليك أن تشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ولا تدنس نفسك بعيب من أقبح العيوب وهي الغيبة.
الأهم من ذلك هو أن تعالج الغيبة بالتغلب على السبب أو الأسباب المؤدية إليها، فمثلاً إذا علمت أنك تغتاب شخصاً بسبب غضبك منه فعليك أن تكظم غضبك وهكذا، وهنا يجب الانتباه إلى أن الغيبة قد تكون بالقلب، وهذا ما يمكن أن يسمى بسوء الظن بالآخرين، ولا ينبغي للمسلم أن يظن بغيره سوءاً إلا إذا علم منه ظاهراً من المنكر الذي لا يحتمل غيره، أو في حالة معرفته عن طريق مسلم مؤمن ثقة.
مع ذلك ينصح المسلم عمومًا بعدم الرد على الأفكار السيئة تجاه الآخرين، بل يجوز له أن يدعو لهم كلما دفعه الشيطان إلى ظن السوء بهم، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويصرفه، خوف من أن يعتاد على وسوساته الشريرة.
هل الفضفضة من الغيبة
سؤال يطرحه العديد من الأشخاص، وذلك لأن في الكثير من الأحيان نضطر إلى التحدث لأحد المقربين لنا عن بعض الأمور التي تسبب لنا الضيق، وفي الأغلب تتعلق هذه الأمور بأحد الأشخاص الآخرين وتضطر إلى ذكر بعض العيوب الموجودة بهم، ولكن هناك بعض الحالات التي أباح بها الشرع التحدث عن الآخرين والتي يكون من أهمها التحدث عنه من أجل إيجاد حلول لهذه المشكلة للواقعة بينكم، بقي هذه الحالة لا يكون هناك ذنب.
ما هي الغيبة وعواقب القيام بذلك التي تحدثنا عنها، وهي واحدة من الأمور التي يجب مراعاتها قبل التحدث عن الآخرين واغتيابهم، وذلك لكونها من الصفات البشعة التي يكرهها المولى عز وجل.
