ادعية واذكار

دعاء العهد مكتوب مع الشرح

دعاء العهد

دعاء العهد(Covenant prayer)؛ هو دعاء للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، ويستحب أن يبتهل به المسلم ربه أربعين صباحاً، فقد رُوِيَ عَنْهُ (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ : ” منْ دعا إِلَى اللَّه أَرْبعِين صَبَاحاً بِهذا الْعَهْد كَان مِنْ أَنْصَار قَائمنا ، فَإِنْ مات قَبْله أَخرجهُ اللَّهُ تعالَى مِنْ قبرهِ وَ أَعْطاهُ بكلِّ كلِمةٍ أَلْف حسنةٍ وَ محا عنهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، لذا فقد كان فضل قراءته عظيم عند المسلمين، تابع القراءة للتعرف على مضمون دعاء العهد.


دعاء العهد

فضل دعاء العهد
فضل دعاء العهد

اللهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ وَرَبَّ الكُرسِيِّ الرَّفِيعِ وَرَبَّ البَحرِ المَسجُورِ وَمُنزِلَ التَّوراةِ وَالإنجِيلِ وَالزَّبُورِ وَرَبَّ الظِّلِّ وَالحَرُورِ وَمُنزِلَ القُرآنِ العَظِيمِ وَرَبَّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالأنبياءِ وَالمُرسَلِينَ.

اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِنُورِ وَجهِكَ المُنِيرِ وَمُلكِكَ القَدِيمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ أسألُكَ بِاسمِكَ الَّذي أشرَقَت بِهِ السَّماواتُ وَالأرَضُونَ وَبِاسمِكَ الَّذي يَصلَحُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، يا حَيا قَبلَ كُلِّ حَيٍّ وَ يا حَيا بَعدَ كُلِّ حَيٍّ وَ يا حَيا حِينَ لا حَيَّ يا مُحيِيَ المَوتى وَمُمِيتَ الأحياءِ يا حَيُّ لا إلهَ إلاّ أنتَ.

اللهُمَّ بَلِّغ مَولانا الإمام الهادِيَ المَهدِيَّ القائِمَ بِأمرِكَ (صلوات الله عليه وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ) عَن جَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ في مَشارِقِ الأرضِ وَمَغارِبِها سَهلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحرِها وَعَنّي وَعَن وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرشِ اللهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَما أحصاهُ عِلمُهُ وَأحاطَ بِهِ كِتابُهُ.

اللهُمَّ إنّي أُجَدِّدُ لَهُ في صَبيحةِ يَومي هذا وَما عِشتُ مِن أيامي عَهداً وَعَقداً وَبَيعَةً لَهُ في عُنُقي لا أحُولُ عَنها وَلا أزُولُ أبَداً.

اللهُمَّ اجعَلني مِن أنصارِهِ وَأعوانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنهُ وَالمُسارِعِينَ إلَيهِ في قَضاءِ حَوائِجِهِ وَالمُمتَثِلِينَ لأوامِرِهِ وَالمُحامِينَ عَنهُ وَالسَّابِقِينَ إلى إرادَتِهِ وَالمُستَشهَدِينَ بَينَ يَدَيهِ.

اللهُمَّ إن حالَ بَيني وَبَينَهُ المَوتُ الَّذي جَعَلتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتماً مَقضياً فَأخرِجني مِن قَبري مُؤتَزِراً كَفَني شاهِراً سَيفي مُجَرِّداً قَناتي مُلَبِّيا دَعوَةَ الدَّاعي في الحاضِرِ وَالبادِي.

اللهُمَّ أرِني الطَّلعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالغُرَّةَ الحَمِيدَةَ وَاكحُل ناظِري بِنَظرَةٍ مِنّي إلَيهِ وَعَجِّل فَرَجَهُ وَسَهِّل مَخرَجَهُ وَأوسِع مَنهَجَهُ وَاسلُك بي مَحَجَّتَهُ وَأنفِذ أمرَهُ وَاشدُد أزرَهُ، وَاعمُرِ اللهُمَّ بِهِ بِلادَكَ وَأحيِ بِه عِبادَكَ فَإنَّكَ قُلتَ وَقَولُكَ الحَقُّ: ظَهَرَ الفَسادُ في البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أيدي النَّاسِ فَأظهِرِ اللهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابنَ بِنتِ نَبِيِّكَ المُسَمّى بِاسمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظفَرَ بِشيءٍ مِنَ الباطِلِ إلاّ مَزَّقَهُ وَيُحِقَّ الحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ.

وَاجعَلهُ اللهُمَّ مَفزَعاً لِمَظلُومِ عِبادِكَ وَناصِراً لِمن لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيرَكَ وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحكامِ كِتابِكَ وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِن أعلامِ دِينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ، وَاجعَلهُ، اللهُمَّ مِمَّن حَصَّنتَهُ مِن بَأسِ المُعتَدِينَ اللهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) بِرُؤيَتِهِ وَمَن تَبِعَهُ عَلى دَعوَتِهِ وَارحَمِ استِكانَتَنا بَعدَهُ اللهُمَّ اكشِف هذِهِ الغُمَّةَ عَن هذِهِ الاُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّل لَنا ظُهُورَهُ إنَّهُم يَرَونَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اقرأ أيضاً: “دعاء الوتر كما ورد في السنة النبوية الشريفة


فوائد قراءة دعاء العهد

شرح دعاء العهد
شرح دعاء العهد

هناك عدة فوائد لدعاء العهد يمكن تعرفها من خلال شرحه:

 تحديد المصير

هذا الدعاء له بركات عديدة في الدنيا والآخرة، حيث نقل أحد المقرّبين من الإمام الخمينيّ قدس الله سره أنّه قال: “أحد الأمور التي أوصاني بها الإمام في أيّامه الأخيرة قراءة دعاء العهد”، حيث كان يقول: أن قراءة هذا الدعاء في كل صباح، له دورُُ في تحديد مصيرك.

 المداومة على قراءة الدعاء

ذكر بعض العلماء أنّ من أهم آثار المداومة على قراءة هذا الدعاء:

  • من يداوم عليه يكون في خدمة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في وقت ظهوره.
  • ثبات وكمال محبّة الشخص للإمام عجل الله تعالى فرجه وإخلاصه وإيمانه.
  • التوجه الخاص للإمام عليه السلام ونظر الرحمة الكاملة إلى مواليه.

 تخطيط الحياة المهدويّة

تمّ ترسيم وتخطيط الحياة المهدويّة في هذا الدعاء؛ فهو يشتمل على السلام الخاصّ من طرف الداعين، وجميع الرجال والنساء، المؤمنين والمؤمنات، في  كل البقاع مشارق الأرض ومغاربها برّها وبحرها، وعن الوالدين والأولاد، إلى وليّ العصر عجل الله فرجه الشريف، يقوم القارئ بعدها بتجديد العهد والعقد والبيعة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ويظهر بقاءه على هذا العقد إلى يوم القيامة.

ثمّ يطلب في الدعاء من الله تعالى أنّه إذا وقع عليه الموت قبل ظهور الإمام أن يخرجه من قبره بعد ظهوره ليفرح بكونه من أنصاره ومواليه، وفي المقطع الأخير يطلب الدعاء بتعجيل الظهور والفرج وإقامة الحكومة الحقة، وإصلاح أوضاع البشر جميعاً، وإحياء حقائق أهل الإيمان.

 معرفة الله

يتألّف هذا الدعاء من ثمانية أقسام، أمّا القسم الأوّل فهو معرفة الله، لأن الدعاء يبدأ بعبارة “اللَّهُمَّ”، وقد تكررت 13 مرّة فيه، وهذا يعطي توجّهاً خاصاً للداعي إلى الله تعالى، بعدها جاءت كلمة رَبّ وقد تكرّرت ضمن الدعاء 5 مرّات، هذا يشير إلى أنّ الداعي عليه أن يتذكر الله دائماً وأبداً في جميع لحظات الدعاء، كما نتعلّم من هذا المقطع أنّنا لا بدّ من أن ننادي الله تعالى ونطلب منه بأدب كامل وبالصفة المناسبة لحاجاتنا.

وهناك في القرآن دعاء مماثل حين قال النبيّ عيسى عليه السلام: ﴿اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء﴾ (سورة المائدة 112)، والمشركون يعلمون أن هذا كان معجزة غيبية إلهية.فمثل هذا الدعاء له سابقة في القرآن الكريم، وله دلالة على روح معرفة الله تعالى في الدعاء، والإنسان المنتظِر بحاجة إلى مجموعة معارف وأوّلها الذي ورد في بداية هذا الدعاء

الاستفادة من النعم المعرفيّة

إنّ الفرق بين الإنسان وسائر المخلوقات الأخرى هو قدرته على الاستفادة من النعم المعرفيّة الكبرى، ويكفينا ما يدعونا إليه الله تعالى في كثير من آيات الذكر الحكيم لكَسب المعرفة، ونرى ذمّه سبحانه وتوبيخه بشدّة للذين لا يتفكّرون ولا يتدبّرون ولا يعقلون، ومنعنا الله تعالى في كتابه العزيز أن نتّبع ما ليس لنا به علم في قوله ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ (الإسراء: 36)، وقد وصف أولئك الذين يسيرون بلا معرفة وتدبُّر بأنّهم صمٌّ بكمٌ عميٌ.

فالمعرفة هي التي تعطي القيمة لأعمالنا، وفي الإسلام تقاس درجات الأعمال والأفعال بمقدار المعرفة، وكلّما زادت معارفنا كلّما صارت قيمة أعمالنا أعلى وأرفع، فمعرفة الله، الأنبياء، الأئمّة، الوجود، أصول الدين وفروعه، أمر ضروريّ ولازم للمنتظرين.
كما يعرفنا الدعاء أن أوّل المسير الذي يخطّه هذا الدعاء للحياة المهدوية هو معرفة الله، وذلك لأنّ بداية هذا الدعاء هي بذكر الله عز وجل وصفاته، ومن يريد أن يعرف إمام زمانه عليه أن يعرف الله أولاً، وقد ورد الحثّ على قراءة دعاء: “اللهم عرّفني نفسك فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك”.

معرفة الله مقدّمة لمعرفة الإمام

كما هو معروف فإن معرفة الله مقدّمة لمعرفة الإمام، والإنسان الذي يبحث عن معرفة إمام العصر عجل الله تعالى فرجه، لا بدّ من أن يكون لديه معرفة توحيديّة ومعرفة بالله تعالى، والقاعدة الأساسية لجميع تحرّكات وتصرّفات المنتظرين للمهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف هي المعرفة الحقيقية لله تعالى والمعرفة العميقة لجميع التعاليم الدينيّة، وهذه النظرة تبعث على ملاحظة الملَكَة الباطنية في تطبيق جميع القوانين الإلهيّة، حيث يلاحظ الشخص المنتظر ذلك في مشيه، جلوسه وجميع أفكاره، ويقدّم رضى الله تعالى على كلّ شيء خلال حياته.

اقرأ المزيد عن: “دعاء قبل المذاكرة لاستذكار المعلومات ومنع نسيانها


دعاء العهد هو أحد الأدعية التي أمر الإمام جعفر الصادق بقراءتها في الصباح، لما له من فوائد في حياة المنتظر للقاء المهدي عجل الله فرجه الشريف، ولأهميته في معرفة الله وتوحيده، والتوسل إليه وطلب ما نحتاجه منه.

السابق
دعاء قبل المذاكرة لاستذكار المعلومات ومنع نسيانها
التالي
طريقة نقل ملكية السيارة في السعودية 2024

اترك تعليقاً