لا شك أن هذا من أهم أسرار هذه الأيام العشرة المباركة من شهر ذي الحجة، التي يسعى إليها المسلمون في هذا الوقت من العام والتي تقترب بسرعة، لهذا يتساءل الكثير عن فضل صيام العشر من ذي الحجة The virtue of fasting the ten days of Dhul-Hijjah، لكي يدرك هذا الأجر دون أن يضيع يوما واحدا، فإنه يمكن القول أنه في الطاعات عموما، ومع كثرة الفتن، معرفة الأجر من صيام عشرة أيام يمكن أن تكون أيام ذي الحجة حافزاً كبيراً لنا لنستمتع بفضائل الصيام في شهر ذي الحجة، لعلنا نجد من خلاله راحة، وتزول الهموم من قلوبنا، ويزول الهم، وسوف تخفف من خطايانا، ويتسارع العد التنازلي بشكل كبير، وجعل أجر صيام عشر ذي الحجة غنيمة قريبة لا تفوت ولا تعوض.
فضل صيام العشر من ذي الحجة
يوجد العديد من الدلائل التي تدل على فضل صيام العشر من ذي الحجة وهذه الدلائل هي كما يلي:
- أكدت دار الإفتاء أنه ثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصوم تسعة أيام من ذي الحجة، وفي «سنن أبي داود» وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم اليوم التاسع من ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، مع يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.
- عن حفصة رضي الله عنها قالت: «أربعة لم يكن يتركهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عاشوراء، والعشر أيام وثلاثة أيام من كل شهر وركعتين قبل الفجر» رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.
- حديث هنيدة بن خالد عن بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ويومي الاثنين والخميس». رواه أبو داود، وهذه صيغته، وأحمد والنسائي في رواياتهما: «والخميسان» اهـ.
أحاديث عن فضل صيام العشر من ذي الحجة
قد ثبت أن هناك أحاديث في فضل ذي الحجة، وخاصة العشر الأوائل منه ويستحب صيام هذه الأيام لأنها من الأعمال الصالحة التي نتقرب بها إلى الله، ومن الأحاديث في فضل صيام العشر من ذي الحجة يلي:
- ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟ قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء”.
- روى ابن حبان رحمه الله في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أفضل الأيام هو يوم عرفة”.
أسباب صيام عشر ذي الحجة
يستحب صيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة لعدة أسباب، منها أن الله تعالى خص عبادة الصيام عند الطوائف بفضائل وخصائص كثيرة، وهي:
- الصيام لله عز وجل وهو يجزيه، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عزل وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي.
- للصائم فرحتان يفرح بهما، كما ثبت في البخاري (1904) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه.
- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك”.
- وعد الله الصائمين بابا إلى الجنة لا يدخل منه أحد غيرهم، كما رواه البخاري (1896) ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد”
العبادات المستحبة في أيام العشر من ذي الحجة
ينبغي للمسلم أن يستمتع بعشر ذي الحجة بعبادات وأعمال كثيرة، منها:
- أداء مناسك الحج والعمرة، وهي أفضل العبادة في ذي الحجة، حيث ثبت في الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
- الصيام، وخاصة صيام يوم عرفة، حيث قال النبي – صلى الله عليه وسلم – عن فضل الصيام: “صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”.
- التكبير والتحميد والتهليل والذكر والتوبة والاستغفار والابتعاد عن الذنوب والمعاصي.
- التقرب إلى الله بالصلاة والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الأضحية، قد ثبت عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما”.
- القيام بالأعمال الصالحة المختلفة، مثل: الصدقة، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصلة الأرحام، وحفظ اللسان، وبر الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السنة، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من أفعال الخيرات.
فضل صيام العشر من ذي الحجة، حيث حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإكثار من الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة، والصيام من هذه الطاعات والأعمال الصالحة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟ قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء)، الصيام من أفضل أعمال أيام العشر من ذي الحجة، لأن كلمة “أيام” في الحديث الشريف تدل على أن العمل الصالح يستغرق اليوم كله، ويبدأ النهار من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فكان الصيام من أفضل الأعمال لأنه يستغرق نهاراً كاملاً في ذي الحجة، إلى جانب أهمية الأعمال والطاعات الأخرى.
اقرأ أيضًا:
هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة السرية في الليل ولم يغتسل
خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم ومن هم الفئات الثمانية المستحقة
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
مناسك العمرة خطوة خطوة بالصور – دليل شامل لأداء عمرة صحيحة
الأسئلة الشائعة
هل يجوز الفطر في العشر الأوائل من ذي الحجة؟
نعم، هذه الأيام سنة مستحبة للصائمين والمقيمين الليل في هذه الفترة المباركة.
هل يجوز صيام يومين فقط من ذي الحجة؟
أشار إلى أنه إذا تمتع الحاج وليس لديه ما يذبح به، فصام ثلاثة من هذه الأيام العشرة ثم صام السبعة التي تليها، فهذا مستحب لغير الحجاج، يريد الحاج الصيام، فإذا كان عليه أن يضحي ولم يجد ما يذبح به الأضحية، جاز له أن يصوم ثلاثة أيام.
