الادوية الطبية

علاج الحموضة وأهم 5 خطوات للتقليل من الشعور بالحرقة

علاج الحموضة

علاج الحموضة(Acidity treatment)؛ تحدث الحموضة عندما يتسلل الحمض من المعدة إلى أماكن خارجها، حيث يؤدي الحمض إلى تهيج والتهاب الأنسجة داخل المريء، الذي يمتد من المعدة إلى الصدر إلى الحلق، ومن المؤكد أن هذا الألم اختبره العديد من الأشخاص فهو شائع بكثرة، ويعتبر الارتجاع الحمضي من حين لآخر أمرًا مزعجًا، ولكنه ليس مرضًا في حال عدم تكرره، لكن بعض الناس يعانون من الحموضة بشكل دائم، عندها يمكن أن يؤثر الارتجاع الحمضي المزمن بشكل كبير على جودة الحياة، كما يمكن أن يسبب ضرر حقيقي في الأنسجة، فكيف يتم علاج الحموضة؟.


ما هي حموضة المعدة؟

يرمز GERD إلى مرض الجزر المعدي المريئي، وهو المصطلح الطبي لحموضة المعدة، ويعتبر الارتجاع الحمضي مزمنًا إذا تكرر مرتين على الأقل في الأسبوع لعدة أسابيع، ومن الشائع حدوث الارتجاع المعدي المريئي غير المعقد (GER) ومرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) في بعض الأحيان، حيث يؤثر هذا المرض على حوالي 20% من البالغين و10% من الأطفال حسب التقديرات.


أعراض حموضة المعدة

قبل الحديث عن علاج الحموضة، لا بد من ذكر أعراضها، وتشمل أعراض حموضة المعدة والارتجاع الحمضي ما يلي:

  • الارتداد العكسي: حيث يتم ارتداد الأحماض أو الطعام أو السوائل من المعدة إلى الحلق بعد تناول الطعام، وهذا ما يسمى أيضا القلس، وفيه يشعر المريض بطعم حامض في الفم.
  • شعور بالحرقة: حيث حرق الحمض أنسجة المريء، فإذا كانت الحرقة في الصدر فهي تسمى حرقة المعدة، أما إذا كان الشعور أقرب إلى المعدة، عندها نسميه عسر الهضم الحمضي.
  • ألم في الصدر: جيث يشعر بعض الأشخاص بألم في المريء لا يشبه الشعور بالحرقان، وذلك لأن ألم المريء يثير نفس الأعصاب التي يثيرها الألم المرتبط بالقلب، لذا يظنه أغلب الناس كذلك.
  • الغثيان: حيث تشعر بالغثيان أو فقدان الشهية، وعلى الرغم من تناول الطعام منذ فترة، لكن تشعر أنه ما زال في معدتك.
  • إلتهاب الحلق: إذا ارتفع الحمض إلى الحلق يؤدي ذلك إلى التهابه، حيث تشعر وكأن هناك كتلة في حلقك، أو أنه من الصعب البلع، ويحدث الارتجاع إلى الحلق غالبًا في الليل.
  • أعراض الربو: يمكن أن يؤدي ارتجاع المريء إلى أعراض تشبه أعراض الربو، مثل السعال المزمن والصفير وضيق التنفس .
    وقد تكون أعراض ارتجاع المريء أسوأ في الحالات التالية:
  • في الليل أو أثناء الاستلقاء.
  • بعد تناول وجبة كبيرة أو دسمة.
  • عند الانحناء.
  • بعد التدخين أو شرب الكحول.

حموضة المعدة عند الأطفال

حموضة المعدة عند الاطفال
حموضة معدة الاطفال

من الطبيعي عندما يتقيأ الأطفال أن يكون هناك بعض الأحماض، ولكن عادةً لا يكون ذلك كافيًا للشعور بالانزعاج، بينما حموضة المعدة هي حالة أكثر خطورة تسبب الضيق أو مضاعفات التغذية، ويكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالارتجاع إذا ولدوا قبل الأوان أو كانوا يعانون من حالة تؤثر على المريء، قد يقوم طبيب الأطفال بفحص ارتجاع المريء إذا بدا أن الطفل منزعج ويعاني منه.

قد تشمل أعراض ارتجاع المريء عند الرضع أو الأطفال الصغار ما يلي:

  • البكاء بصوت عالٍ.
  • صعوبة النوم.
  • رفض الطعام.
  • نوبات قيء صغيرة.
  • الصفير أو بحة في الصوت.
  • رائحة الفم الكريهة.

اسباب حموضة المعدة

لكي يصل الحمض إلى المريء، يجب أن يمر عبر الصمام الموجود في الجزء السفلي من المريء، والذي عادة ما يمنع الأشياء من العودة للأعلى، ويُسمى هذا الصمام العضلة العاصرة للمريء السفلية، ويحدث الارتجاع الحمضي عندما تضعف العضلة أو تسترخي بما يكفي للسماح بمرور الحمض، وهناك اسباب كثيرة يمكن أن تساهم في إضعاف هذه العضلة، إما بشكل مؤقت أو دائم، وفي بعض الأحيان يتحول الارتجاع الحمضي العرضي إلى ارتجاع المريء المزمن عندما تتداخل هذه العوامل أو تستمر لفترة طويلة، وتشمل الأسباب الشائعة لحموضة المعدة ما يلي:

  • فتق الحجاب الحاجز: يحدث عندما يندفع الجزء العلوي من المعدة للأعلى، عبر الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز حيث يمر المريء، فيضغط عليهما ويحتجز الحمض، كما أنه يحرك العضلة العاصرة المريئية السفلية فوق الحجاب الحاجز، ويفقد بعضاً من دعمه العضلي، إن فتق الحجاب الحاجز شائع جدًا خاصة مع التقدم في السن، وعادة تحدث هذه الأعراض تدريجيًا.
  • الحمل:  هو سبب شائع للارتجاع الحمضي المؤقت، ويمكن أن يؤدي الضغط والحجم في بطنك إلى دفع وتمدد وإضعاف عضلات الحجاب الحاجز التي تدعم LES، كما قد تشجع هرمونات الحمل أيضًا هذه العضلة على الاسترخاء،  ففي الحمل تكون هناك مستويات عالية من هرمون الريلاكسين، الذي يريح العضلات حتى تتمكن من التمدد لإفساح المجال للجنين، كما أن المستويات العالية من هرمون الاستروجين والبروجستيرون، تؤدي أيضًا إلى استرخاء العاصرة.
  • البدانة: تزيد السمنة من الضغط والحجم في البطن، مما يؤثر على LES بشكل مشابه لكيفية تأثير الحمل، فالسمنة تستمر لفترة أطول من فترة الحمل، مما قد يؤدي إلى إضعاف العضلات بشكل دائم، وهي عامل مساهم شائع في الإصابة بفتق الحجاب الحاجز، نظرًا لأن الأنسجة الدهنية تفرز هرمون الاستروجين الذي يسبب ارتخاءها.
  • التدخين: يعمل التدخين على استرخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، سواء كنت الشخص الذي يدخن أو تتعرض للتدخين السلبي، حيث يؤدي التدخين أيضًا إلى السعال، مما يؤدي إلى فتح العضلة العاصرة المريئية السفلية، حيث يؤدي التدخين والسعال المزمن إلى إضعاف عضلات الحجاب الحاجز والمساهمة في الإصابة بالفتق، وإبطاء عملية الهضم ويجعل معدتك تنتج المزيد من الأحماض.
    تشمل الأسباب المحتملة الأخرى للارتجاع المعدي المريئي ما يلي:
  • عيوب خلقية مثل رتق المريء والفتق.
  • أمراض الأنسجة الضامة، مثل تصلب الجلد على عضلات المريء.
  • عملية جراحية سابقة قد تتسبب الجراحة في الصدر أو الجزء العلوي من البطن في إصابة المريء.
  • الأدوية حيث يمكن أن يكون لبعض الأدوية تأثير مريح للعضلة العاصرة، بما في ذلك البنزوديازيبينات، وحاصرات قنوات الكالسيوم، ومضادات الاكتئاب.

الأطعمة التي تسبب الحموضة

اطعمة تسبب الحموضة
حموضة المعدة بعد الاطعمة

قبل الحديث عن علاج الحموضة، يجب أن نذكر بعض الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تساهم في حدوثها، دون أن تكون سبباً بمفردها، ومن هذه الأطعمة نذكر:

  • الشوكولا.
  • القهوة.
  • الكحول.
  • النباتات مثل النعناع والثوم والبصل.
  • الأطعمة الدهنية.

يجب التنويه إلى أن الأطعمة الدهنية تزيد من حمض المعدة وتستغرق وقتا أطول للهضم، لذلك هناك فرصة أكبر لخروج الحمض، لأنه عند تناول وجبة عشاء ثقيلة، لا يكون هناك وقت لهضمها قبل الاستلقاء.


مضاعفات حموضة المعدة

حمض المعدة هو مادة قوية، مصممة لتكسير الطعام الذي نتناوله من أجل عملية الهضم، وتحتوي المعدة على بطانة داخلية صلبة لحمايتها من الحموضة، لكن الأعضاء الأخرى لا تتمتع بهذه الحماية، لذا فإن المضاعفات المحتملة للحموضة تشمل ما يلي:

  • التهاب المريء: حيث يسبب الالتهاب المزمن ألمًا ومضاعفات مزمنة مثل تقرحات المريء، ويمكن أن يسبب تغيرات في الأنسجة مثل التندب أو الحؤول المعوي، وهي حالة سابقة للتسرطن.
  • مريء باريت: وهو اسم الحؤول المعوي للمريء، ويعني أن الأنسجة المبطنة للمريء تتغير لتبدو مثل بطانة الأمعاء، ويحدث هذا التغيير بعد التعرض لفترة طويلة للأحماض والالتهابات، وهو أيضاً عامل خطر للإصابة بسرطان المريء .
  • تضيق المريء: قد يتكون لدى المريء أيضًا أنسجة ندبية لحمايته من الالتهابات والإصابات المزمنة، حيث يتسبب النسيج الندبي في تضييق المريء، وبالتالي صعوبة البلع، مما قد يجعل الأكل والشرب صعبًا.
  • الارتجاع الحنجري البلعومي: وهو الارتجاع الذي ينتقل إلى الحلق، حيث يتسلل الحمض إلى حلقك أثناء النوم مسبباً تورمًا وبحة في الصوت وتضخم في الحبال الصوتية.
  • الربو : قد يؤدي الحمض الموجود في مجرى الهواء إلى تفاقم الربو الحالي، أو يسبب أعراضًا تشبه أعراض الربو لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أي أمراض تنفسية موجودة مسبقًا بسبب تهيج القصبات الهوائية.

 تشخيص حموضة المعدة

تشخيص حموضة المعدة
تشخيص الحموضة

سيقوم طبيب الجهاز الهضمي بتقييم المريء لتشخيص حموضة المعدة والارتجاع قبل علاج الحموضة، وتشمل الاختبارات ما يلي:

  • مخطط المريء: تصوير المريء هو نوع من فحص الأشعة السينية، ويتطلب الأمر أشعة سينية متحركة للمريء أثناء البلع، ولإجراء الاختبار يجب ابتلاع سائل طباشيري يسمى الباريوم.
  • التنظير العلوي: يتضمن التنظير العلوي النظر داخل المريء باستخدام الكاميرا، توجد الكاميرا في نهاية أنبوب رفيع يمر عبر فمك أثناء نومك تحت تأثير التخدير الخفيف.
  • اختبار الرقم الهيدروجيني للمريء: يقيس هذا الاختبار محتوى الحمض داخل المريء من خلال جهاز استقبال لاسلكي صغير، يقوم مزود الخدمة الخاص بك بوضع جهاز الاستقبال في المريء أثناء التنظير الداخلي.
  • قياس ضغط المريء: يقيس هذا الاختبار نشاط العضلات في المريء، باستخدام مستشعرات الضغط المدمجة في أنبوب أنفي معدي، يمكن أن يؤكد ما إذا كانت عضلات LES أو العضلات الأخرى لا تعمل بشكل صحيح.

علاج الحموضة بالأدوية

علاج الحموضة دوائيا
ادوية علاج الحموضة

يجد بعض الأشخاص أنه بإمكانهم تقليل حموضة المعدة والارتجاع الحمضي من خلال تعديلات نمط الحياة، مثل تغيير العادات الغذائية وتقليل الكحول والتبغ وفقدان الوزن، ويشجع الكثير من الأطباء هذا الحل.

ولكن في حال المعاناة من ارتجاع حمض المعدة المزمن أو ارتجاع المريء، يوصى أيضًا بأدوية لتقليل حموضة المعدة، وبالتالي يكون الارتجاع أقل ضررًا، وتشمل أدوية علاج الحموضة ما يلي:

  • مضادات الحموضة: تعمل مضادات الحموضة على تحييد حمض المعدة بحيث لا يؤدي إلى تآكل المريء عند حدوث الارتجاع، وتكون فعالة بشكل كبير في حالات الارتجاع الحمضي العرضي، ولكن يمكن أن يكون لها آثار جانبية إذا تم تناولها بشكل متكرر، لذا فهي ليست حلاً جيداً على المدى الطويل.
  • الجينات: الجينات هي سكريات طبيعية مشتقة من الأعشاب البحرية، تساعد على منع ارتجاع الحمض عن طريق الطفو فوق الحمض، مما يخلق حاجزًا ماديًا بين الحمض والمريء، يمكن تناول الجينات بمفردها، ويمكن أيضًا الحصول على مضادات الحموضة باستخدام الجينات.
  • مضادات مستقبلات الهستامين (حاصرات H2): تعمل حاصرات H2 على تقليل حمض المعدة عن طريق منع المادة الكيميائية التي تخبر الجسم بإنتاجه ( الهيستامين )، ويمكن تناولها بشكل متكرر أكثر من مضادات الحموضة، لكنها لا تعمل دائمًا على المدى الطويل.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): هي حاصرات حمض أقوى تعمل أيضاً على تعزيز الشفاء، قد يصفها الطبيب الخاص بك كعلاج أول إذا كان ارتجاع المريء شديد نسبيًا، أو كانت هناك علامات تلف الأنسجة في المريء، وتعتبر فعالة بنسبة 90% في تقليل الارتجاع الحمضي.
  • باكلوفين: هو مرخي للعضلات، وغالباً ما يوصف للحد من تشنجات العضلات، ويمكن أن يساعد أيضًا في تقليل تكرار إحداث استرخاء العضلة العاصرة، مما يقلل من تكرار ارتجاع الحمض، لا يعد باكلوفين علاجاً أولياً لحموضة المعدة، ولكنه قد يكون جزءًا من خطة العلاج.

علاج الحموضة بطرق جراحية

في حين أن الأدوية يمكن أن تقلل من أعراض وآثار ارتجاع المريء، لكنها لا تمنع حدوثه، وقد تستمر الحالة الشديدة من ارتجاع المريء في إحداث مضاعفات على الرغم من تناول الدواء، في هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى علاج أكثر تحديداً للارتجاع الحمضي، مثل إجراءات تشديد LES، وهي إجراءات بسيطة لكنها فعالة جدًا مثل:

تثنية قاع نيسن

تثنية القاع هي الجراحة الأكثر شيوعًا لارتجاع المريء وحموضة المعدة، يتم إجراؤها كجراحة بالمنظار، مما يعني إجراء شقوق أصغر ووقت تعافي أقل، وفيها يقوم الجراح بلف الجزء العلوي من المعدة حول المريء السفلي ويثبته بغرز لتشديد الوصلة بينهما، هذا الإجراء يتم أيضاً لإصلاح فتق الحجاب الحاجز.

جهاز لينكس

هناك إجراء أحدث يقوم على زرع جهاز يسمى LINX أثناء الجراحة، وهو عبارة عن حلقة من المغناطيسات الصغيرة التي تساعد على إبقاء الوصلة بين المعدة والمريء مغلقة.


الوقاية من حموضة المعدة

الوقاية من حموضة المعدة
النوم على الجانب الايسر

هناك عدة خطوات يمكن اتباعها للمساعدة في علاج الحموضة في المنزل، مثل:

  • تناول وجبات أصغر لأن الوجبات الكبيرة توسع المعدة وتضغط على العضلة العاصرة، بينما يتم هضم الوجبات الصغيرة بشكل أسرع ولا تحفز المعدة على إنتاج الكثير من الأحماض.
  • تناول العشاء مبكراً حيث تلعب الجاذبية دوراً في إبقاء الحمض منخفضاً، لذلك من الجيد تناول الطعام قبل عدة ساعات من الذهاب إلى السرير.
  • النوم على الجانب الأيسر يؤدي إلى وضع العضلة العاصرة للمريء السفلي فوق محتويات المعدة، بينما الاستلقاء على الظهر أو الجانب الأيمن يغمر الصمام.
  • تقليل الضغط على البطن من خلال ارتداء ملابس فضفاضة أو فقدان الوزن.
  • الإقلاع عن التدخين والكحول.

علاج الحموضة ليس أمراً معقداً، فهي مشكلة متكررة يصاب الجميع تقريباً بها بشكل عرضي من وقت لآخر، ويمكن أن تتسب بالازعاج الشديد في حال زيادتها، لذا لا بد من الاطلاع على الأشياء التي تخفف الحموضة والتقيد بها، وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام، قبل أن تتحول إلى مشكلة مزمنة.

السابق
ما هي كفارة اليمين بالترتيب ومتى تسقط ؟
التالي
ما هى كليات علمى علوم بمجموع منخفض

اترك تعليقاً