إسلاميات

ما هي اركان الايمان وكم عددها – حديث جبريل مع رسول الله

حديث أركان الإيمان

ما هي اركان الايمان What are the pillars of faith التي يجب على كل مسلم معرفتها بشكل جيد، ففي نسيج المعتقدات الإسلامية الواسع هناك ستة أركان أساسية للإيمان تعرف باسم أركان الإيمان، وهذه الركائز بمثابة الأساس الذي يقوم عليه نظام العقيدة الإسلامية بأكمله، ويمثل كل عمود جانب أساسي من عقيدة المسلم وفهمه، لذلك سنتعمق في أركان الإيمان الستة في الإسلام، ونستكشف أهميتها ومعانيها وكيف تشكل حياة المسلمين وتجعلها أفضل.


تعريف الإيمان

المقصود من الإيمان في اللغة هو التصديق، وفي الإسلام فهو يعني الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء، وهو صاحب صفات الكمال بعيداً عن أي عيوب أو صفات غير مستحبة، وهو وحده صاحب من يستحق كافة أنواع العبادة.

ما هي اركان الايمان 3
ما هي اركان الايمان

ما هي اركان الايمان وأحاديثها

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بينما نحنُ عندَ رسولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يومٍ، إذْ طلعَ علينا رجلٌ، شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشعرِ، لا يُرَى عليه أثرُ السفرِ، ولا يعرفُه منّا أحدٌ، حتى جلسَ إلى النبيِّ ﷺ، فأسندَ ركبتيه إلى ركبتيه، ووضعَ كفّيه على فَخِذيه وقال: يا محمّدُ، أخبرني عن الإسلامِ؟.

فقال رسول الله ﷺ: (الإسلامُ أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ، وأنَّ محمّداً رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلاً).

قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسألُه ويصَدِّقُه. قال: فأخبرني عن الإيمان؟

قال: (أن تؤمن باللهِ، وملائكتِهِ، وكتبِهِ، ورسلِه، واليوم الآخر، وتؤمِنَ بالقدرِ خير وشرِه).

قال: صدقتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان؟

قال: (أنْ تعبدَ اللهَ كأنّكَ تراه، فإنْ لم تكنْ تراه فإنّه يراك).

إلى أن قال: (يا عمر أتدري مَنِ السائل؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (إنّه جبريلُ، أتاكُم يعلّمكم دينكم). [مسلم-8].


ما هي اركان الايمان

توحد أركان الإيمان الستة المسلمين في جميع أنحاء العالم في معتقداتهم المشتركة، وتوفر خارطة طريق لعيش حياة مرضية وهادفة وفقًا للتعاليم الإسلامية، يسعى بها الإنسان لطاعة المولى عز وجل، لذلك نتعرف ما هي اركان الايمان بالتفصيل

ما هي اركان الايمان 1
ما هي اركان الايمان

الإيمان بالله

يتضمن ركن الإيمان هذا الإيمان بوجود الله وأسمائه وصفاته وحقه في العبادة وحده، لذلك يتعلق الأمر بمفهوم التوحيد، ويجب على الإنسان أن يقبل كل شيء من الله حتى يتمكن من تحقيق هذا الركن من الإيمان، وتأتي المعرفة عن الله مباشرة من القرآن والسنة.

كما قال تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.

الإيمان بالملائكة

الملائكة خلق الله يعبدونه، وهم يختلفون عن الإنس والجن في أنهم ليس لديهم إرادة حرة، وظيفتهم طاعة الله في كل أمر، وهذا ما خلقهم الله من أجله، والإيمان بالملائكة يشمل الإيمان بوجودهم، وبصفاتهم، ومن أكثر الملائكة المعروفين هم جبريل وميكائيل.

كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وجاء أيضاً عن الملائكة في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.

الإيمان بالكتب المرسلة

أرسل الله الكتب إلى أتباع أنبياء محددين، وبعد فترة من الزمن أفسد الناس تلك الكتب، فأنزل الله القرآن آخر وحي وهدى للبشرية، لذلك يجب الإيمان بجميع الكتب، وذلك كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ).

كذلك قوله تعالى ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾، وهي تضم أربعة من أركان الإيمان، كذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾.

الإيمان بالرسل

وهذا هو الركن الذي يميز الإسلام عن الأديان الأخرى، وذلك لأن اليهودية والنصرانية لا يعتقدان أن عيسى رسول الله، ويعتقد المسيحيون أن يسوع هو ابن الله، ويعارض الإسلام هذا الاعتقاد، وذلك لأن يسوع نبي الله، يريد أن يُرسل إلى بني إسرائيل ليعلنوا الإيمان وعبادة الله وحده، ويؤمن المسلمون بجميع رسل الله، لذا في الإسلام يجب الإيمان بجميع الرسل، وترك أي نبي أو رسول هو كفر بالإسلام.

دليل على ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً﴾.

الإيمان باليوم الآخر

ومن أركان الإيمان أيضاً الإيمان بيوم القيامة، في الإسلام كل شخص محاسب على ما فعله على الأرض، فيجب الإيمان بعذاب النار لمن لا يرضاه الله، والجنة لمن يرضى الله عنه، وإن يوم القيامة حق وسنحاسب جميعا على أعمالنا، ويجب على المسلم أن يؤمن بكل الأحداث التي ستحدث في ذلك اليوم.

وذلك كما جاء في قوله تعالى في سورة الكهف: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105).

يتعلق يوم القيامة أيضًا بقضية الصراط والإيمان باليوم الآخر والحساب، والصراط الذي يجب على كل مسلم المرور من خلاله، وهو أدق من الشعرة وأحد من السيف، البعض سوف يعبرها بسرعة لمح البصر، والبعض الآخر سوف يزحف عليها.

الإيمان بالقدر

الركن السادس من أركان الإيمان هو الإيمان بالقدر، كل ما نقوم به مكتوب بالفعل، يعني الله أعلم بما سيأتي، الله سبحانه وتعالى وحده من يعلم ما سيحدث في المستقبل، وهذا يعني أنه يعرف ما ستكون عليه خططنا وأفعالنا دون الحاجة إلى إقرارها، والقدر مكون من السيئ والحسن، فهناك لحظات جيدة وأخرى سيئة ستحدث في المستقبل، وإنكار القدر كفر، لأن هذا يعني أن الله لا يعلم ما سيأتي بعد، لكن الله يعلم كل شيء ولا شيء يغيب عن علمه.

من أهم الأدلة على ما جاء عن القدر قوله -عز وجل-: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)، كذلك جاء قوله تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ﴾.

ما هي اركان الايمان وأهم الأدلة التي تؤكد عليها وضحنا ذلك بالتفصيل، فيكون عليك الإيمان بالله وكتبه ورسله، والإيمان بالملائكة واليوم الآخر وبالقضاء والقدر.

السابق
ما هي النوافل التي يحبها الله – المؤكدة
التالي
ما هي الباقيات الصالحات وعددها وفضلها

اترك تعليقاً