ما هي الباقيات الصالحات وعددها وفضلها

ما هي الباقيات الصالحات What are the survivors of righteousness سؤال نجيب عنه اليوم بالتفصيل فهناك مجموعة من الأمور يمكن لأي شخص القيام بها للتقرب من المولى عز وجل مهما كانت ظروفه، فيمكن أن يقوم بها المرضى والكبار والصغار، كما يمكنك القيام بها في أي وقت سواء وأنت مستلقي أو كنت في طريقك إلى العمل، لذلك سنتعرف على الباقيات الصالحات التي يجب أن يحرص كل شخص مسلم على القيام بها.

تعريف الباقيات الصالحات

ما هي الباقيات الصالحات والتي قد لا يعرفها الكثير وهي إشارة إلى جميع الأعمال الصالحة التي يمكن لأي شخص القيام بها في أي وقت على مدار اليوم، وذلك استناداً إلى  قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، ويفضل الحرص على قراءتها مرتين في اليوم مرة في الصباح وأخرى عند غروب الشمس، وأن تصبح عادة من عاداتك اليومية.

ما هي الباقيات الصالحات

هناك أكثر من أمر ضمن الباقيات الصالحات والتي تحدث عنها الرسول -صلى الله عليه وسلّم- لأبي الدرداء -رضي الله عنه- حيث قال: (قلُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبرُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، فإنَّهُنَّ الباقِياتُ الصالِحاتُ، وهُنَّ يَحطُطْنَ الخطايا كما تَحُطُّ الشجرةُ ورَقَها، وهِيَ من كُنوزِ الجنةِ).

لذلك يمكننا القول إن الباقيات الصالحات هي التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل والحوقلة، كما جاء رأي بعض العلماء أن الباقيات الصالحات إشارة إلى الصلوات الخمسة، والبعض الآخر اعتقدوا أنها الصيام والزكاة والحج، لكن هناك العديد من الأحاديث التي أكدت أنها إشارة إلى الأذكار.

ما هي الباقيات الصالحات وتعدادها

هناك أكثر من أمر يمكنك القيام به بعد أن تعرفنا على ما هي الباقيات الصالحات، وفيما يلي نتعرف على كل ذكر منهم بالتفصيل:

التكبير

يعد التكبير واحد من الأمور العظيمة والتي يكون لها ثواب كبير عند المولى عز وجل، وهناك الكثير من الكتب التي تحدثت عن ثواب التكبير، ويردد التكبير في كل صلاة، ولقد جاء في القرآن الكريم كلام مباشر عن التكبير في قوله -تعالى-: (وَقُلِ الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ وَلَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرهُ تَكبيرً).

التهليل

التهليل هو قول لا إله إلا الله، وهي تعتبر أصل الإسلام، وتشير إلى أن الشخص لا يعتقد في وجود أي إله غير المولى عز وجل بصفاته وعبادته وهو الوحيد الذي يستحق ذلك، كما قال -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ)، وقد روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دخلَ الجنَّةَ قلتُ: وإن زنَى، وإن سرقَ؟ قال: وإن زنَى وإن سرَق).

التسبيح

يتضمن في معناه الذكر أو الصلاة أو العبادة بشكل عام، ووجود التسبيح في حياة أي شخص يجعلها تمتلئ بالخير والبركة، بجانب رضا المولى عز وجل، كما جاء في قصة سيدنا يونس -عليه السلام- في قوله تعالى: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، وقال: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).

الحمد

يعتبر الحمد تعبير عن الامتنان والتعظيم والشكر للمولى عز وجل على كل النعم التي منحها لنا، ولا يستحق أي شخص هذا الحمد إلا الله سبحانه وتعالى، ولقد قال -تعالى- في الحديث القدسي: (يقولُ اللهُ تعالى: قسمتُ الصلاةُ بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال اللهُ: حمدني عبدي).

الحوقلة

تعني قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وهي تسير إلى تسليم الشخص أن القوة والعزة لله وحدة لا شريك له، وأنه إذا أراد شيئاً فيقول له كن فيكون، فلا يمكن أن يضر الإنسان إلا إذا أراد الله بذلك، ولو اجتمع الناس على ضرره دون إذن المولى عز وجل فلا يمكنهم إلحاق أي ضرر به، ومن فضل الحويلة ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (ألا أُعلِّمُك -أو ألا أَدُلُّك على- كلمةٍ من تحتِ العرشِ من كنزِ الجنةِ؟ تقول: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، فيقول اللهُ: أسلمَ عَبدي واستسلَم).

فضل الباقيات الصالحات 100 مرة

هناك فضل كبير لترديد الباقيات الصالحات 100 مرة كما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ (عند الحاكم: مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ)، أخرج النسائي والحاكم وصححه .

لذلك بعد أن تعرفنا على ما هي الباقيات الصالحات، يكون فضل المواظبة على قراءتها كما وصفها الله سبحانه وتعالى الآتي:

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، (رواه مسلم).
• قال صلى الله عليه وسلم: ((إن سبحان الله، والحمد لله، و لا إله إلا الله، والله أكبر تنفض الخطايا، كما تنفض الشجرة ورقها))، (حسنه الألباني).
• قال صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر))، (صحيح ابن تيميه).
• قال صلى الله عليه وسلم: (( لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس))، (رواه مسلم).
• قال صلى الله عليه وسلم: ((من قال: (سبحان الله) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ كان أفضل من مئة بدنة، ومن قال: (الحمد لله) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ كان أفضل من مئة فرس يحمل عليها في سبيل الله، ومن قال: (الله أكبر) مئة مرة، قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من عتق مائة رقبة، ومن قال: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله، إلا من قال مثل قوله، أو زاد عليه))، (حسنه الألباني).

ما هي الباقيات الصالحات تعرفنا عليها بالتفصيل، كما تعرفنا على فضل تكرارها والمواظبة على ترديدها كل يوم، فهي واحدة من الأعمال الصالحة التي تقرب الشخص إلى المولى عز وجل.