هل يجوز بيع القطط (Is it permissible to sell cats?) من أكثر الأسئلة التي طرحها الكثيرون في الفترات الأخيرة فيريد الكثير من الأشخاص معرفة الحكم الديني لعملية بيع القطط، حيث إنها من الحيوانات الأليفة وقامت دار الإفتاء المصرية بتوضيح إجابتها على ذلك السؤال عبر مواقع الفيسبوك بعدما تساءل أحد الأشخاص حول بيع القطط هل هو حرام أم حلال؟ حيث إن القطط تأكل أكل خاص بها ولا تأكل من طعام الأشخاص الآخرين، ويقوم بعض الأشخاص بإنفاق الكثير من الأموال عليها لرعايتها، وسنوضح لكم الإجابة على ذلك السؤال بشكل تفصيلي عبر مقالنا هذا.
هل يجوز بيع القطط
قام أمين فتوى دار الإفتاء محمود شلبي بالإجابة على ذلك السؤال، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان ينهى عن بيع القطط، وذلك جعل الكثير من الأشخاص يعتقدون بأن بيع كافة أنواع القطط محرم، وليس ذلك كان مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، حيث أضاف محمود شلبي بأن القطط تكون مملوكة للشخص أو غير مملوكة له، فقطط الشوارع ليست ملك لأي شخص ولا يجوز ولا ينبغي علينا بيعها.
لكن الشرط الأساسي للبيع هو أن يكون الحيوان الذي يتم تربيته ملك للشخص، كما أضاف بأن الحديث الذي نهى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن بيع القطط يخص القطط التي ليست ملك للإنسان، فهو لا يستطيع بيعها أما القطط التي يربيها الإنسان في منزله ويملكها فيستطيع بيعها دون أي حرمانية.
وجدير بالذكر بأن دار الإفتاء المصرية قد أعلنت على موقعها الرسمي عن حكم بيع القطط، وأوضحت بأنه يجوز شرعاً، وتستطيع الانتفاع بنسب بيعها إذا كنت بحاجة لذلك المبلغ ومن الممكن إهداؤه لأي صديق للخروج.
حكم تربية القطط في الإسلام
تعد الكلاب والقطط من الحيوانات الأليفة الممكن تربيتها في البيوت، كما أنها من الحيوانات التي يتعامل معها الشخص بكثرة بفضل طبيعتها الحيوانية التي تقبل الترويج، كما يسهل استغلال الناس لها خلال حياتهم اليومية، حيث يتم اتخاذ الكلاب للحراسة ويتم الاستئناس بالقطة وترويضها لمطاردة القوارض، وجاء في الكثير من النصوص والأحاديث النبوية الشريفة ما يؤكد لنا بأهمية الرعاية والاهتمام بالحيوان بالأخص القطط.
أمر تربية القطط يجوز للمسلم، حيث يستطيع المسلم الانتفاع بكافة المباحات طالما أنه يمتلكها ويجوز تربية القطط والاستئناس بها طالما أنك لم تعتدي على أي حق من حقوق الأشخاص الآخرين كأن تكون القطط ملك لفرد آخر أو مريضة بأمراض تؤدي لانتشار العدوى المضرة بالأشخاص، وبالتالي ضرر المجتمع ككل، لذلك إذا كنت تمتلك القطة وتريد أن تطعمها وتربيها وتسقيها وتعتني بها جيداً ولا تعذبها، فتستطيع تربيتها دون أي حرمانية.
وجدير بالذكر بأن القطط من الحيوانات الطاهرة حتى وإن لامست لعابها وفمها، فهي لا تنجس أي إناء تأكل منه ولا تجعل أي طعام تلمسه متسخ، وإذا شربت القطة من أي إناء موجود بالمنزل أو أكلت من طعامك، فهي لا تنجسه، ويستطيع صاحب الإناء الأكل من ذلك الطعام الغير نجس أو تركه وتغييره.
أقرأ أيضا…(هل الاغاني حرام شرعا)
حكم بيع القطط في المذاهب الأربعة
أجاز الإمام النووي رحمة الله عليه بيع القطة، وأكد بأن لا خلاف على ذلك عند الشافعية كما أكد جماهير العلماء وهم أبو حنيفة والعلماء المعروفين بأنه يجوز بيع وشراء القطط طالما أنها مملوكة ولا حرج في ذلك، بينما قال الإمام أحمد بن حنبل بأن ذلك الفعل مكروه وينبغي على أي مسلم الابتعاد عنه.
أقرأ أيضا…(هل يجوز تأخير صلاة العشاء)
ثواب تربية القطط
أمر تربية القطط من الأفعال المحمودة في الدين الإسلامي، فهي تعود عليك بالكثير من الفوائد وإليكم أهم فوائد تربية القطط:
سبب أساسي لغفران الذنوب ودخول الجنة
يعتبر أمر الرفق بالقطط هو من العبادات الدينية وأكدت الكثير من النصوص الدينية بأهمية الإحسان إلى الحيوان، لأن ذلك قد يكون السبب في غفران الله تعالى لجميع ذنوبك ورفع درجتك في الجنة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:”بَيْنمَا رَجُلٌ يَمْشِي بطَريقٍ اشْتَدَّ علَيْهِ الْعَطشُ، فَوجد بِئراً فَنزَلَ فِيهَا فَشَربَ، ثُمَّ خَرَجَ فإِذا كلْبٌ يلهثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ العطشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ قَدْ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَملأَ خُفَّه مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَه بِفيهِ، حتَّى رقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَه فَغَفَرَ لَه. قَالُوا: يَا رسولَ اللَّه إِنَّ لَنَا في الْبَهَائِم أَجْراً؟ فَقَالَ: “في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ”.
الحصول على الثواب والأجر الكبير
أمر الاهتمام بالقطط ورعايتها وسقيانها وإطعامها يعتبر من الأمور العظيمة والتي يثاب فاعلها على ذلك، وحرمت شريعتنا الإسلامية قتل القطط أو ضرب الحيوانات، وأي شخص يقوم بذلك قد تكون سبب في دخوله إلى النار، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”.
تحصيل رحمة الله تعالى
أمر الاعتناء والاهتمام بالقطط هو من الرحمة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، وكلمة الراحمون في ذلك الحديث تدل على أنه ينبغي الرحمة بأي شيء في الأرض إن كان طائر أو إنسان أو حيوان وأن الله سبحانه وتعالى يرحم كل من يرحم الحيوانات ويتفضل عليهم بالاهتمام والعناية.
هل يجوز بيع القطط من الأسئلة التي ينبغي علينا جميعاً معرفة إجابتها، حيث يستطيع المسلم بيع القطة ولا حرج في ذلك وفق مجموعة من الشروط والتي تم توضيحها في مقالنا، وينبغي علينا الانتباه جيداً إلى هذه الشروط لعدم مخالفة قواعد ديننا الإسلامي والأحاديث النبوية الشريفة، حيث يعتبر أمر بيع القطط هو من المسائل الفقهية التي انشغل بال الكثيرون بها.
