علاج المغص للرضع بطرق طبيعية من المنزل

علاج المغص للرضع Colic treatment for infants؛ إذا كان طفلك يبكي دون توقف لأكثر من ثلاث ساعات يومياً، على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع، فقد يكون مصاباً بالمغص. حيث يعتبر المغص من المشكلات الشائعة بين الأطفال حديثي الولادة، وتواجه العديد من الأمهات صعوبة كبيرة في تخفيف أعراضه، لأنه يسبب للأطفال الرضع ألم في المعدة ويشعرهم بعدم الارتياح وهذا ما يدفعهم إلى البكاء المستمر، تعرف معنا على أفضل الطرق التي يمكن أن تساعد في علاج المغص للرضع.

ما هو المغص عند الأطفال الرضع؟

المغص هو مشكلة طبية تدفع طفلك الذي يتمتع بصحة جيدة لأن يبكي بشكل مفرط دون سبب واضح. ويعرف الأخصائيين المغص بأنه البكاء الشديد لأكثر من ثلاث ساعات يومياً، على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع، لأكثر من ثلاثة أسابيع. وفي كثير من الأحيان، لا يوجد شيء يمكنك القيام به لتخفيف بكاء طفلك. فجميع الأطفال يبكون، لأنها الطريقة التي يعبرون بها عن احتياجاتهم. لكن الطفل الذي يعاني من المغص لا يمكن عزاءه لأنه يصرخ دون أي سبب واضح.

عادة ما يبدأ البكاء فجأة في نفس الوقت تقريبًا كل يوم، غالبًا في فترة ما بعد الظهر أو في المساء. ومع ذلك، عندما لا يبكي طفلك، يتصرف بشكل طبيعي تمامًا. ففي حين أن المغص عند الأطفال غير ضار ويمر بسرعة، إلا أن الحالة يمكن أن تكون محبطة للآباء. إن التحكم في مغص الطفل يزيد من التوتر والتعب الناتج عن الأبوة الجديدة. وقد ربط الباحثون هذه الحالة باكتئاب ما بعد الولادة ومتلازمة هز الطفل . لذلك، إذا كان طفلك يعاني من المغص، فمن المهم أن تطلبي المساعدة إذا كنت في حاجة إليها.

متى يبدأ المغص عند الرضع؟

يبدأ المغص عادة خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. ويبلغ ذروته بين 4 و 6 أسابيع من العمر. وبعد ذلك، عادة ما ينتهي الأمر فجأة عندما يبلغ طفلك من العمر 3 إلى 4 أشهر. والمغص حالة شائعة جدًا فهو يؤثر على حوالي 20% من الأطفال في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى أن المعدل أعلى من ذلك. لكن مغص الرضع هو السبب وراء 10% إلى 20% من زيارات طبيب الأطفال خلال الأسابيع الأولى من حياة الطفل. حيث يؤثر المغص على جميع الأطفال بالتساوي، بغض النظر عن الجنس والعِرق والوضع الاجتماعي والاقتصادي والتغذية وترتيب الولادة.

“اقرأ أيضاً: أفضل علاج للكحة الجافة من الصيدلية وطرق الوقاية منها“

أعراض المغص

في الحديث عن علاج المغص للرضع يمكننا القول أنه يعاني الأطفال المصابون بالمغص من فترات متكررة من البكاء الذي لا يطاق دون سبب واضح. لكن يمكن أن تختلف أعراض المغص عند الأطفال، فالأطفال المصابون بالمغص هم أطفال أصحاء يعانون من فترات متكررة من البكاء الذي لا يمكن تهدئهته ويمكن أن تستمر نوبات البكاء هذه لساعات دون توقف. وقد تشمل أعراض المغص ما يلي:

• قبضه محكمة أو مشدودة.
• أرجل ملتفة فوق البطن.
• تقوس الظهر.
• بطن صلب ومنتفخ.
• الغازات.
• نظرة “مؤلمة” على وجوههم.
• تحول الوجه إلى اللون الأحمر الفاتح أو إلى درجة أغمق بعد فترات طويلة من البكاء.

أسباب المغص عند الأطفال

لا يعرف الباحثون السبب الدقيق وراء إصابة الأطفال بالمغص، لكن هناك عدة عوامل قد تلعب دوراً في ذلك ومن الضروري معرفتها من أجل علاج المغص للرضع:

• الغازات

يعاني العديد من الأطفال المصابين بالمغص من الغازات، ولكن يمكن أن تكون الغازات نتيجة للبكاء، حيث يتم ابتلاع الهواء عندما يبكي الطفل أو يرضع، وكل الهواء المحبوس يمكن أن يجعل طفلك يشعر بعدم الارتياح.

• مشاكل في الجهاز الهضمي

يمكن أن يشمل ذلك ما إذا كان الجهاز الهضمي لطفلك لا يزال متخلفًا أو أن هناك خللًا في توازن البكتيريا الصحية في الجهاز الهضمي.

• الطبع

يولد الأطفال بسمات شخصية معينة، وقد يكون بعض الأطفال أكثر حساسية أو سرعة انفعال من غيرهم.

• حساسية للتحفيز

إذا كان الجهاز العصبي لطفلك غير ناضج، فقد يكون طفلك أكثر حساسية للتحفيز. على سبيل المثال، قد تكون جميع العلامات والأصوات الجديدة التي يتعرض لها طفلك مرهقة، ولأن طفلك لا يستطيع بعد تهدئة نفسه بشكل فعال، فقد يبدأ في البكاء.

• الارتجاع الحمضي أو مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)

نظرًا لأن العضلة التي تغلق المعدة من المريء عند الطفل لا تزال في مرحلة النضج، فقد ينتقل السائل الموجود في بطن طفلك إلى الأعلى باتجاه الحلق. فالانزعاج من هذا قد يسبب البكاء. على الرغم من أن جميع الأطفال تقريبًا يصابون بالارتجاع من وقت لآخر، إلا أنه إذا أصبحت الحالة مزمنة (وهذا ما يحدث كثيرًا)، فإنها تسمى ارتجاع المريء. ويمكن أن تشمل أعراض الارتجاع الحمضي أو ارتجاع المريء تقوس الظهر، والتجشؤ الرطب، والتهيج، ورفض تناول الطعام أو تناول القليل فقط.

• الإفراط في التغذية أو نقص التغذية

يمكن أن يتسبب الشعور بالجوع والشعور بالشبع الشديد في شعور طفلك بعدم الارتياح، وقد يعبر طفلك الصغير عن هذا الانزعاج بالبكاء.

• عدم مساعدة الطفل على التجشؤ

يساعد تجشؤ طفلك على إزالة بعض الهواء المحبوس الذي يبتلعه أثناء الرضعات أو أثناء البكاء. فإذا كنت لا تساعدين طفلك على التجشؤ بشكل كافٍ أثناء الرضعات، فقد يؤدي هذا الهواء المحبوس إلى شعور طفلك بالغازات وقد يؤدي الانزعاج إلى البكاء.

• الحساسية الغذائية أو عدم تحمل الحليب.

إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فقد يكون طفلك حساسًا لشيء ما في نظامك الغذائي. وإذا كان طفلك يتناول الحليب الصناعي ، فقد يكون حساسًا لأحد مكونات الحليب الصناعي.

• التعرض لدخان التبغ

يمكن أن يكون للتدخين أثناء الحمل أو تعريض طفلك للتدخين في منزلك تأثير على مدى نشاط الجهاز الهضمي لطفلك وعمله على النحو الأمثل، وهذا بدوره قد يزيد من خطر الإصابة بالمغص. يعد الحفاظ على منزلك وبيئة طفلك خاليين من التدخين أمرًا ضروريًا أيضًا لحماية طفلك من أمراض الجهاز التنفسي.

“تعرف المزيد: علاج الإمساك عند الرضع في الشهر الأول وما مخاطره؟“

تشخيص المغص

يمكن أن يؤثر المغص على الآباء الجدد والقدامى على حد سواء. فالضغط الهائل الذي يمكن أن يسببه المغص على الأبوين يمكن أن يؤدي إلى اكتئاب ما بعد الولادة ومتلازمة هز الطفل. لكن بغض النظر عن مدى نفاد صبرك أو غضبك، يجب ألا تهز طفلك أبدًا. لأن هز الرضيع يمكن أن يسبب العمى أو تلف الدماغ أو حتى الموت. ويمكن عادةً تشخيص المغص بناءً على نمط الأعراض لذلك يجب تسجيل الملاحظات بالحالات الآتية:

• عندما تحدث نوبات بكاء طفلك.
• عندما ينام طفلك.
• ماذا يأكل طفلك وكم مرة.
• نمط حركات الأمعاء لدى طفلك.

يقوم طبيب الأطفال بعدها بإجراء فحص جسدي لاستبعاد وجود حالة جسدية مثل ارتجاع المريء، أو العدوى، أو الحساسية وتشخيص مغص الرضع.

كيفية علاج المغص للرضع

على الرغم من أن نوبة المغص قد تكون مخيفة عند مشاهدتها وخاصة بالنسبة للآباء والأمهات لأول مرة، إلا أنها لا تضر بصحة الطفل. والأطفال الذين يعانون من هذه الحالة سوف يتغلبون عليها في نهاية المطاف، وعادة يختفي المغص عندما يبلغ طفلك من العمر 3 إلى 4 أشهر، لكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في تهدئة الطفل و علاج المغص للرضع وهي:

الاهتمام بتغذية الطفل

إذا كانت المرأة تعتمد على الرضاعة الطبيعية، فيجب متابعة جميع الأطعمة والمشروبات التي تتناولها. لأنها تنقل كل ما تأكله إلى الطفل، وقد يؤثر ذلك عليه. فقد تضطر إلى التخلص من منتجات الألبان والكافيين والشوكولاتة والمكسرات والبصل والملفوف وأي أطعمة أخرى قد تكون مزعجة من النظام الغذائي. بالإضافة إلى سؤال الطبيب إذا كان هناك أي أدوية يجب تجنبها.

لكن إذا كان الطفل يتناوا حليبًا صناعيًا، فيجب التفكير في تجربة علامة تجارية مختلفة. لأن الرضع يمكن أن يكونوا حساسين لبعض البروتينات الموجودة في الحليب. فإذا كانت حساسية الطعام هي التي تسبب الانزعاج، فمن المفترض أن يقل المغص خلال أيام قليلة من هذه التغييرات. كما يمكن محاولة إطعام الطفل وجبات صغيرة وتجنب إطعامه بسرعة كبيرة أو أكثر من اللازم.

تقديم العناية والراحة للطفل

تشمل الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل المصاب بالمغص ما يلي:

• المساج وملامسة الجلد.
• التأرجح، إما على كرسي هزاز أو بين ذراعيك وأنت تتمايل من جانب إلى آخر.
• تمسيد رأس طفلك بلطف أو التربيت على ظهره أو صدره.
• التقميط (لفه بشكل مريح في بطانية).
• الغناء أو التحدث.
• تشغيل الموسيقى الهادئة.
• المشي بهم بين ذراعيك أو عربة الأطفال.
• الركوب في السيارة. (تأكد من تثبيت طفلك بشكل صحيح في مقعد الأمان الخاص به).
• الضوضاء الإيقاعية والاهتزاز.
• التجشؤ لتخفيف أي غازات موجودة.
• حمامات دافئة (معظم الأطفال يحبون هذا، ولكن ليس كلهم).
• انخفاض التحفيز (استخدم الأصوات الهادئة وإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفزيون والهواتف).
• الضوضاء البيضاء والاهتزاز والحركة يمكن أن تكون مهدئة.
• إعطائهم اللهاية، في حين أن بعض الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يرفضون ذلك بشدة، إلا أنه يمكن أن يوفر راحة فورية للآخرين.
• إعطاء الطفل الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية يمكن أن تساعد في تخفيف الغازات.

“اطلع على: علامات الشفاء من الصفراء عند الرضع“

علاج المغص للرضع بعد عمر 6 أشهر بالأعشاب

هناك بعض الأعشاب التي تستخدم في علاج المغص للرضع، لكن يجب الانتباه إلى أن هذه الأعشاب لا ينبغي تقديمها للرضع من أهم أقل من ستة أشهر، وأهم هذه الأعشاب ما يلي:

• البابونج: هو من الأعشاب التي تستخدم في علاج المغص الرضع بالليل لأنه يساعد على تهدئة تقلصات وتشنجات الطفل ومنحه نوم جيد، فهو مهدئ طبيعي.
• النعناع: يساعد على الهضم الجيد، كما يقلل من حدة التشنجات الهضمية، لأن له خصائص مهدئة تساعد الطفل على النوم.
• الشبث: يعمل على التقليل من الغازات والانتفاخات لدى الطفل.

أدوية علاج المغص للرضع

يمكن تجربة بعض الأدوية التالية بعد استشارة الطبيب للحصول على أفضل نتيجة:

•  سيميثيكون نقط

هو دواء مضاد للغازات يستخدم في علاج المغص للرضع واضطرابات الجهاز الهضمي الحادة، فهو يساعد على التخلص من الغازات المحبوسة عن طريق إخراجها أو التجشؤ فيخفف الألم الناتج عن احتباسها. أما الجرعة من عمر يوم إلى سنتين تتراوح بين نصف قطارة إلى قطارة 4 مرات يوميًا بحد أقصى.

• شراب سايميدل 

شراب مضاد للتقلصات ويستخدم في علاج المغص للرضع والأطفال، لأنه يساعد في علاج عسر الهضم كما أنه مضاد للانتفاخات وطارد للغازات. أما الجرعة اليومية فهي نصف ملعقة صغيرة (2.5 مل) من مرة إلى 3 مرات يوميًا وعند النوم حسب الحاجة.

• أكوا بلس

أكوا بلس شراب هو دواء يُستخدم في علاج مشكلات الجهاز الهضمي وعدم الشعور بالراحة الناتجة عن المغص عند الرضع. فهو يحتوي على مجموعة من المواد الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في في علاج الانتفاخات والمغص والغازات عند الرضع وهي (مستخلص الكاموميل، زيت الشبت، زيت الكراوية، الشمر الطبيعي). أما الجرعة اليومية من شهر إلى 6 أشهر تكون نصف ملعقة صغيرة (2.5 مل) 3 مرات في اليوم.

• ماء نونو

هو شراب يستخدم في علاج المغص للرضع وحديثي الولادة ويساعد في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي وأيضاً لحل مشكلة فقدان الشهية ومن مكوناته (بيكربونات الصوديوم، زيت بذرة الكراوية، زيت بذور الشبت). أما الجرعة اليومية للرضع أقل من 6 أشهر تكون 2.5 مل وهو ما يعادل نصف ملعقة صغيرة مرة واحدة ثلاث مرات يوميًا. ومن 6 إلى 24 شهر تكون 5 مل وهو ما يعادل ملعقة صغيرة ثلاث مرات يوميًا.

• دنتينوكس Dentinox 

دنتينوكس شراب يستخدم للرضع لعلاج حالات المغص وعسر الهضم، فهو يحتوي على السيميثيكون الذي يخفف الألم الناتج عن وجود غازات في البطن ويقلل من الانتفاخات. لكن يجب مراجعة الطبيب قبل استخدامه، وجرعته المعتادة هي 2.5 مل ثلاث مرات يوميًا.

علاج المغص للرضع والمغص هو مصطلح يشير إلى فترة البكاء المنتظم وغير المبرر التي تحدث لدى الأطفال كل يوم وتكون عادةً بين عمر الأسبوعين تقريبًا والـ 16 أسبوعًا. وقد تستمر نوبات البكاء هذه لمدة ثلاث ساعات أو أكثر وتحدث غالبًا في فترة ما بعد الظهر والمساء. حيث يؤثر المغص على واحد من بين كل ثلاثة أطفال تقريبًا. والسبب غير معروف، لكن لحسن الحظ أن المغص يتوقف دون علاج بعد بضعة أسابيع.