مواضيع وابحاث

لماذا سمي أبو الهول بهذا الاسم 

أبو الهول

أبو الهول (sphinx) أحد أهم وأقدم الآثار المصرية القديمة التي بناها قدماء المصريين منذ آلاف السنين لتكون الآن من أهم معالم مصر التي لها سر غامض حول بناؤها، وهو عبارة عن تمثال ضخم يتمتع بالشكل الغريب الاسطوري  الذي يوحي بالهيبة كما أن له العديد من القصص التي يمكن أن نتعرف عليها من خلال الأسطر التالية، ومن بنى التمثال ولماذا سماه بهذا الاسم وما أهم المعلومات عنه.


من هو أبو الهول 

يعتبر من أقدم المنحوتات التاريخية الضخمة الموجودة في مصر على هضبة الجيزة غرب النيل، ويوجد بعض الأقوال حول بناء أبو الهول ليكون معبدا للشمس في غرب النيل، ومن المعتقد أن التمثال كان عبارة عن حجر قبل أن يتم نحته على شكل التمثال الذي يتكون من جسم أسد ورأس إنسان يرتدي غطاء الرأس الملكي عند الفراعنة ليوحي بقوة الفرعون ينظر في اتجاه الشرق مصنوع من الحجر الجيري.

بني ليكون حارساً للأهرام التي بناها الفراعنة القدامى خوفو وخفرع قبل بناء هرم منقرع، يبلغ طول التمثال حوالي ٧٣,٥ متر، منها ١٥ متر طول قدميه الأماميتين، وعرضه حوالي ١٩,٣ متر ويبلغ ٢٠ متر ارتفاع عن سطح الأرض عند قمة رأسه، احتاج حوالي ٣ سنوات من العمل والبناء من قبل ١٠٠ عامل باستخدام المطارق الحجرية والمطارق النحاسية.

يتكون التمثال من طبقات مقاومتها مختلفة للعوامل الجوية والرياح، لذلك تجد التمثال قد وصل إلى مرحلة متدهورة في جسمه.


أبو الهول بالانجليزي 

أبو الهول
أبو الهول

يطلق على تمثال أبو الهول باللغة الإنجليزية اسم Sphinx، وينطق سفنكس وهي تحريف بكلمة شسب عنخ أي التمثال الحي أو الصورة، ويعني الاسم sphinx في اليونانية القديمة الكائن الأسطوري الذي يحمل جسم حيوان ورأس إنسان، لهذا أطلق عليه اسم sphinx.


من بنى أبو الهول 

يعتقد علماء الآثار أن التمثال يبلغ من العمر ٤ آلاف عام، ويعود إلى الأسرة الرابعة حيث تم بناءه على يد الملك خفرع ابن الملك خوفو في الفترة بين ٢٥٣٢ قبل الميلاد حتى ٢٥٢٥ قبل الميلاد حيث أن التمثال يشبه الملك خفرع.

ولكن يعتقد علماء آخرون أن بناء التمثال يرجع إلى جدف رع الأخ الأكبر للملك خفرع، وقد أمر ببناءه في الفترة من ٢٥٥٠ قبل الميلاد حتى ٢٤٥٠ قبل الميلاد، وذلك تكريماً لوالده الملك خوفو.

اقرأ أيضًا السياحة في اسبانيا افضل 7 مدن سياحية استمتع بزيارتها


أنف أبو الهول

أبو الهول
أبو الهول

من المعروف أن أنف التمثال قد كسرت حيث يظن الكثيرون أن التمثال كان له أنف طويل يبلغ طوله حوالي ١ متر وقد كسرت، ويوجد الكثير من الاعتقادات حول هوية من كسر أنف التمثال، ومن أهم القصص في هذا الصدد ما يلي: 

  • اعتقد البعض أن نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية وجه المدفعيات على ابو الهول، وقد أنكر نابليون هذه الواقعة كما وجد الصور التي تسبق الحملة الفرنسية للتمثال ولم تكن الأنف موجودة.
  • اتهم شخص يدعى صائم الدهر بكسر الأنف في القرن الخامس عشر الميلادي، وذلك لرفضه حالة التقديس التي يوجهها الناس للتمثال، فكسر الأنف.
  • ويمكن أن يكون سبب كسر الأنف هو عوامل التعرية والأمطار.
  • قد رأى بعض العلماء أن التمثال لم يكن له أنف من البداية.
  • ممارسة رياضة الرماية عند المصريين القدماء بالقرب من التمثال أدى إلى سقوط الأنف.
  • في الحقيقة لم يكن أنف التمثال هو الذي كسر ولكن ذقنه كذلك قد كسر وتم اكتشاف جزء صغير منها فيما بعد.

لماذا سمي أبو الهول بهذا الاسم 

أشار المصريين قديمًا الى الاسد باسم روتي كرمز للحماية وقد أطلق على هذا الرمز فيما بعد باسم أبو الهول، لأن التمثال كان رمزاً للحماية والهيبة فقد أطلق عليه المصريين لقب ابو الهول.

ثم أطلق المصريون على التمثال “حور أم أخت” أو كلمة حورس الصقر وتعني هذه الأسماء حورس في الأفق، حيث يعتقد المصريين القدماء الكثير من الاعتقادات ويظنون أن التمثال هو مظهر من مظاهر الإله على الأرض، وأنه إله الشمس على الأرض.

أما بالنسبة للاسم ابو الهول باللغة العربية فهو تحريف تسمية المصريين القدماء “بر حول أو بو حول” وتعني الجملة ملاذ حورس في مصر، وقد تم تحريفها بوضع ألف قبل كلمة بو، وتحويل الحاء إلى حرف الهاء.


قصة أبو الهول 

يوجد العديد من القصص عن ابو الهول ومن هذه القصص ما يلي: 

اكتشف الملك تحتمس الرابع أحد حكام الأسرة الثامنة رأس أبو الهول أثناء زيارة منطقة الأهرام في رحلة لركوب الخيل، وعندها ذهب ليرتاح قليلاً تحت ظل رأس التمثال الذي لم يكن يظهر منه سوى الرأس حيث كان جسد التمثال مغطى بطبقة من الجص الملون الذي يوجد له أثر حتى الآن.

بعدها أعلن الملك تحتمس أنه التمثال قد زاره وطلب منه أن يخرج جسده من الرمال حيث أنها تخنقه، كما وعده أنه سيصبح الملك، وبالفعل أصبح تحتمس الرابع حاكم لمصر في الفترة من ١٤٠١ حتى الفترة ١٣٩١ قبل الميلاد، وقد عثر على الرسالة التي يحكي فيها الملك تفاصيل الحلم والحقيقة بين أقدام التمثال متهالكة بتأثير الشمس والأمطار.


شكل أبو الهول الحقيقي 

أبو الهول
أبو الهول

يظهر جسم تمثال أبو الهول الآن بشكل مختلف عن الحقيقة حيث أنه قد خسر العديد من حقيقته مع مرور الوقت، من ما تعرض له التمثال ما يلي: 

  • وضع طبقات من الاسمنت على جسد التمثال، ليتم ترميمه مما أدى إلى سقوط حجر من الكتف الأيمن عام ١٩٨٨.
  • كما وضع في عصر الرومان كتل حجرية على جسد التمثال غير مناسبة للتمثال مع عدم مراعاة الأحجار التي يتكون منها التمثال والنسب التشريحية الموضوعة بعناية من المصري القديم.
  • ومن خلال الدراسات وجد أن التمثال مكون من ثلاث طبقات الاولى والثانية يتكون منها جسم الأسد، أما الطبقة الثالثة التي تكون الرأس والرقبة أكثر صلابة وقوة من الطبقتين الثانية والأولى.
  • تعرض التمثال للترميم من الجانب الجنوبي بأحجار مشابهة بأحجار ابو الهول تماماً، وبعدها تم إهمال التمثال تماماً واندثر تحت الرمال أكثر من مرة على مر تاريخه.
  • وعندما أزال تحتمس الرابع الرمال عن التمثال وجد بعض الأحجار التي كانت تكسو التمثال قد سقطت فبدأ بإعادة ترميمها.

قد يفيدك السياحة في سويسرا : افضل 6 مدن للسياحة في سويسرا


شكل أبو الهول من الداخل 

 ظهر جلياً على مر العصور صمت التمثال الذي  يختفي ثم يعود ويظهر مرة أخرى، وقد تم اكتشاف التمثال من الداخل في المرة التي اكتشفته الحملة الفرنسية على مصر، حيث اندثر تحت الرمال فلم يظهر من التمثال أي معلم، حتى هبت رياح ظهر من خلالها جزء بسيط منه أثناء الحملة الفرنسية.

وبعد إخراجه وترميمها وجد في التمثال ٤ سراديب تحت التمثال أولها تم اكتشافه في وسط ظهره على فتحة سرداب علوية وهو عبارة عن باب معدني قابل للفتح والإغلاق وعند محاولة اكتشافه لم يستطع أحد الدخول لاكتشافه ولكن وجد جزء من غطاء الرأس الملكي، كما يوجد سرداب في مقدمة التمثال وسط لوحة الحلم وصدر التمثال بسعة ٥ أقدام مربعة وغطاء حديدي يغطي عمق ٦ أقدام مربعة، أما بالنسبة للسرداب الثالث فهو عند مؤخرة التمثال والسرداب الرابع يقع في الجزء الشمالي من التمثال.


أبو الهول تمثال ضخم عظيم كان رمزاً الصمت والوقار على مر التاريخ، طالما كان رمزاً للقوة والحماية عند المصريين القدماء ودليل على عظمة المصري القديم في وقتنا الحالي، ملئ بالأسرار والعجائب خلال عمره الذي يبلغ ٤٥٠٠ عام.

السابق
كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد
التالي
طريقة عمل المطبق الخليجي

اترك تعليقاً