الثقة بالنفس (Self confidence) تكون من خلال ثقة الإنسان في قدراته وتقييمه للأمور وصفاته، وهي إيمان الإنسان بإمكانياته وقدراته وطرق اتخاذ قراراته، أي الإيمان بذاته، ويقصد بالإنسان الواثق بنفسه في علم النفس بأنه الشخص الذي يقدر ويحترم ذاته ولا يعرض نفسه للأذى ويحبها، ويكون واثقا بقدراته في اتخاذ القرارات الصحيحة وإدراك كفاءاته.
ما هي الثقة بالنفس؟
تعتبر الثقة بالنفس من الصفات المهمة التي يحتاج إليها الفرد، وهي حالة ذهنية تحدد ما يشعر به المرء حيال نفسه وقدراته، والتي تعد من أهم الصفات التي يجب اكتسابها من أجل تطوير الشخصية، وتعد العمود الفقري لشخصية الإنسان ودونها يفقد احترامه لنفسه، ويكون عرضة للانتقاد واستغلال الأشخاص ممن حوله، ويترتب على ذلك عيشه حياة بائسة، وذلك على عكس الشخص الذي يتمتع بثقته بنفسه الذي تجده محط أنظار واحترام الجميع وتكون نظرته متفائلة للحياة.
كما أنه يجب الوضع في الاعتبار أنه لا يوجد شخص لا يخطئ أبدا، حيث إنه عند ارتكابه خطأ ما لا يجب أن تهتز ثقته بنفسه، ويتصف الشخص الواثق بنفسه بالتفاؤل والاطمئنان وقدرته على تحقيق الأهداف وتقييم العلاقات والأشخاص بشكل صحيح وفقا لنظرته لنفسه وتقديره لها، أيضا تكون على مدار الأعوام بدءا من ولادة الشخص وانتهاء بمرور أول تجارب الحياة والانطباعات في حياته المدرسية ومع أفراد أسرته وحياته الجامعية مع المعيدين والدكاترة والطلاب ومع المدرسين والأصدقاء وحياته العملية في مكان عمله ومع مديره وزملاء العمل.
طرق تعزيز الثقة بالنفس
هناك عدة طرق يمكنك اتباعها من أجل تعزيز ثقتك بنفسك، وهي كما يلي:
- العمل على تحديد نقاط الضعف والعمل على تحسينها وتطوير الذات.
- البحث عن نقاط القوة والعمل على استغلالها وتنميتها وإبرازها بصورة جيدة.
- التحلي بالشجاعة والإقدام على كل ما هو نافع وجديد وتشجيع النفس إذا أخطأت والعمل على مكافأتها إذا نجحت.
- ارتداء الملابس الأنيقة والاهتمام بالمظهر الخارجي وعدم الإهمال في النظافة الشخصية.
- متابعة كل ما هو جديد والمواظبة على القراءة من أجل اكتساب المعرفة والقدرة على التفكير بصورة أفضل.
- البعد عن الأشخاص والأصدقاء السلبيين المنتقدين، والبحث عن أصدقاء جدد إيجابيين في الثناء والدعم.
- العمل على ممارسة الهوايات المحببة وممارسة هوايات جديدة أيضا.
- المشاركة في الحوارات والمناقشات العائلية وما بين الأصحاب والعمل على إبداء الآراء بشجاعة كبيرة واكتساب مهارات الحديث.
- القيام بتشجيع النفس وتذكيرها بالخطوات الإيجابية ونقاط القوة واستبدال الكلمات السيئة بأخرى تشجيعية تحسن الحالة النفسية وتزيد القوة.
- حُب النفس وعدم كرهها أو الانتقاص منها وعدم التفكير في الأحداث المزعجة والتي حدثت في الماضي.
كيف ننمي الثقة بالنفس
هناك أمور عديدة يمكنك اتباعها من أجل تنمية الثقة بالنفس، وهي كما يلي:
- مساعدة الآخرين والتواجد في مكان هادئ في الطبيعة.
- تصفية الذهن من الطاقة والأفكار السلبية والقيام بالتأمل للتحرر من الانفعالات.
- تحديد الأشياء التي تقلل من الثقة بالنفس والمخاوف الداخلية ومواجهتها بشجاعة وعدم تجنبها.
- عدم مقارنة النفس بالأشخاص الآخرين أو المؤثرين.
- الحرص على وضع أهداف واقعية صغيرة يومية والسعي إلى تحقيقها، مثل ممارسة الرياضة أو تحضير طريقة طعام صحية أو التنزه مع الأصدقاء مع مكافأة النفس عند تحقيقها تلك الأهداف.
- تحديد الإنجازات ونقاط القوة بما يفيد في تنمية الموهبة والشعور بالرضا وتعزيز الثقة بالنفس.
- عمل قائمة بالإنجازات التي حققها الفرد في حياته ومهما كانت بسيطة، مع إضافة كل إنجاز جديد يتم تحقيقه للقائمة، لما لذلك من أثر في تذكير الشخص بالأشياء المذهلة التي يحققها ومن ثم التغلب على قلة ثقته بنفسه.
- الحرص على الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية مما يولد الحيوية والطاقة وينمي مشاعر الثقة بالنفس وحب الذات.
أنواع الثقة بالنفس
هناك أنواع عديدة من الثقة بالنفس، وهي كما يلي:
- الثقة غير المبررة: ويطلق عليها أيضا اسم الغطرسة المغرورة، ويظهر ذلك النوع بسبب الثقة من التقليل من حجم المهمة التي أمامك أو من خصومك المبالغة في تقدير قراراتك أو كلا الأمرين معا.
- الثقة الملصقة: ينصح معلمو التنمية البشرية بالوقوف كل يوم صباحا إلى المرآة وإخبار النفس بعبارات متعددة مثل “لا أحد يمكنه هزيمتي”، و”أستطيع فعل ذلك”.
- الثقة من نوع لقد فعلت ذلك بالفعل: مجرد قيام الشخص بفعل شيء ما لمرة واحدة فقط ستجده يتمتع تلقائيا بكثير من الثقة في المرة الثانية من فعله، ومع المرة المائة سيكون قد حقق ذلك بنجاح، وبالتالي سينسى الضعف والشكوك التي كانت تساوره في البداية، وسيكون الأمر تلقائيا بعد ذلك.
- الثقة من نوع الجهد ستؤدي إلى النتائج: يعد ذلك النوع هو الأكثر فائدة من الثقة، لأنه بمثابة الوقود الذي يأخذ الأشخاص من عدم القدرة على فعل شيء ما لإتقانه، ويتمثل ذلك النوع من الثقة في صورة يقين بأن العمل بجد سيترتب عليه بمرور الوقت تحقيق الهدف المطلوب.
طرق تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال
هناك طرق عديدة لتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، وتكمن في التصرف والتحدث مع الأطفال بإيجابية وجعلهم متفائلين، وعدم الانزعاج من الطفل عند خطئه، وتوضيح أن جميع الأشخاص يخطئون ولا بأس من حدوث الفشل أحيانا مع ضرورة التعلم من الأخطاء، أيضا مدح الأطفال ومكافأتهم على اجتهادهم بغض النظر عن النتيجة، ومنح الأطفال الحب والحنان وجعلهم يدركون تلك المحبة في جميع الحالات سواء كان ذلك في الخسارة أو الفوز.
نصائح لبناء الثقة بالنفس
توجد نصائح عديدة يمكنك اتباعها من أجل بناء ثقتك بنفسك، وهي كما يلي:
- النظر إلى ما قمت بتحقيقه بالفعل: يكون ذلك من خلال وضع قائمة بجميع الأشياء التي تفتخر بها في حياتك سواء كانت تعلم مهارة معينة أو الحصول على علامة جيدة، ومن ثم الاحتفاظ بالقائمة والإضافة إليها باستمرار كلما فعلت شيئا تفخر به، وعند انخفاض ثقتك بنفسك تقوم بإخراجها وقراءتها حتى تذكر نفسك بجميع الأشياء الرائعة التي فعلتها.
- فكر في الأشياء التي تجيد صنعها: وذلك من خلال تركيزك على نقاط القوة لديك، لأن كل شخص لديه نقاط قوة ومواهب أيضا، مما سيساعدك في التعرف على كل شيء تجيده وقدرة تلك الأشياء في تعزيز ثقتك في قدراتك.
- تحدث مع نفسك: احرص على التحدث مع نفسك في حالة وجود تعليق سلبي يدور في ذهنك ويخبرك أنك لست جيدا حتى لا يؤثر على ثقتك بنفسك، واحرص على أن تعامل نفسك كما لو كنت أفضل صديق لنفسك وابتهج لها.
أهمية الثقة بالنفس
تكمن أهمية الثقة بالنفس في عدة عوامل خاصة بعلاقات الشخص وتعامله وهي كما يلي:
- الحرص على إقامة علاقة إيجابية.
- مساعدة الشخص في التعلم من أخطائه السابقة وتجاربه والاستفادة منها وتداركها فيما بعد.
- تزيد قدرته على تحقيق الرغبات والأحلام والآمال والأهداف التي يطمح إليها.
- تحسن القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة للفرد، وزيادة أداء الأعمال المكلف بها بشكل أكثر إتقانا.
- تعمل على تطوير الذات والعزيمة والإصرار والقدرة الإنتاجية.
- تمنح الشخص الشعور بالسعادة.
الثقة بالنفس أغلى شيء تملكه، وتعتبر مفتاحك الأساسي للنجاح في حياتك، سواء كانت حياتك العملية أو الشخصية، لذا فإنها تستحق منك المثابرة والعناء من أجل تحقيقها، وهي السمة الأساسية التي تساعدك على إيمانك بنفسك وقدراتك أيضا، مما يجعلك أكثر ثقة ومرونة في التعامل مع تحديات الحياة.
