ما هو النفاس What is postpartum النفاس لغة مأخوذ من النفس، وتتضمن كلمة النفس كثير من المعاني ومنها الدم، ويقال مرأة نفساء لخروج الدم منها بعد الولادة محملاً بقطع من بطانة الرحم وخلايا دم بيضاء وإفرازات دموية، ويطلق مصطلح النفاس على فترة ما بعد الولادة التي تتراوح بين ٦إلى ٨ أسابيع على الأرجح، وتختلف مدة النفاس بعد الولادة القيصرية عنها في الولادة الطبيعية لعدة أسباب سوف نتعرف عليها في هذا المقال، كما سنتحدث عن معلومات هامة حول هذا الموضوع.
ما هو النفاس
النفاس هو الفترة التالية للولادة وهي فترة انتقالية هامة، حيث يستعد جسم المرأة للعودة إلى طبيعته قبل تسعة أشهر وهي مدة الحمل، غالباً تستمر فترة النفاس وما يصاحبه من نزول دم وإفرازات مهبلية مدة ستة أسابيع، ولأن طبيعة كل امرأة تختلف عن الأخرى فقد تزيد المدة لتصل إلى ثمانية أسابيع وفي بعض الحالات تكون أقل من المعتاد، وبسؤال علماء الفقه عن ما هو النفاس من المنظور الشرعي اتفقوا على أن أقل النفاس لا حد له، أما ما زاد على الأربعين لم يعتبر دم نفاس وإنما دم فساد أو استحاضة.
يتعرض جسد المرأة أثناء فترة النفاس إلى تغييرات كثيرة من شأنها إعادة الجسم لحالته الطبيعية، تشمل تغيرات عكسية لتلك التي ألمت بالأم عند بداية الحمل، فيبدأ الرحم في الانكماش بالتدريج خلال هذه الفترة ليعود إلى حجمه الطبيعي بعد ٦أسابيع من الولادة ليصبح وزنه ٦٠جرام بعد أن بلغ١١٠٠جرام حتى لحظة الولادة
واستكمالاً لتوضيح ما هو النفاس فمن المهم الإشارة إلى حالة الأم النفسية خلال هذه الفترة التي قد تصاب بما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة، ولكي تمر هذه المرحلة بسلام يجب توفير الرعاية الصحية المتكاملة للأم وللمولود، وذلك بتجنب المرأة أي مجهود مع الحرص على النظافة الشخصية وتناول الطعام الصحي الغني بالعناصر الغذائية لتعزيز عملية إنتاج الحليب للمولود وأيضاً لسرعة التئام الجروح الناتجة عن الولادة، وكذلك الحرص على الحالة النفسية للوالدة حيث تحمل هذه الفترة كثير من التقلبات المزاجية، وأخيراً متابعة الطبيب خلال فترة النفاس للتأكد من سلامة جروح الولادة وعدم وجود مضاعفات.
أهم النصائح التي يجب اتباعها أثناء فترة النفاس
تتعرض الأم لكثير من التغيرات النفسية والفسيولوجية أثناء فترة الحمل، نظراً لتغير هرمونات الجسم، ولكن من الخطأ أن تظل المرأة فريسة للتقلبات المزاجية، بل عليها الحرص على صحتها النفسية والجسدية بشكل كبير، ولأننا بصدد توضيح ما هو النفاس نقدم بعض النصائح الهامة التي يمكن اتباعها خلال فترة النفاس وهي كالتالي:
- الحرص على الراحة والاسترخاء من أجل استعادة النشاط وتعزيز الصحة العامة للأم.
- شرب المياه والسوائل بكميات كافية.
- الاهتمام بالتغذية من خلال اتباع نظام غذائي صحي مع الإكثار من تناول الخضروات والفواكه والبروتينات الصحية.
- تناول المكملات الغذائية مثل حامض الفوليك والحديد واليود وفيتامين D
- ممارسة الرياضة المناسبة لهذه المرحلة مثل رياضة المشي والتمارين التنفسية البسيطة.
- العناية بتنظيف الجروح بالماء الدافئ والصابون وتجفيفها جيدا، ثم وضع دهان أو رزاز مطهر.
- الجلوس في حمام ضحل “حمام المعدة” المزود بالماء الدافئ والمطهرات لتهدئة منطقة الفرج وخصوصاً في الأيام الأولى من الولادة.
- التحدث إلى الطبيب فور الشعور بالضيق والحزن بطريقة متلاحقة لتقديم الدعم المناسب.
معلومة مفيدة عن:
أعراض الحمل قبل الدورة بأسبوع عن تجربة
متى تبدأ أعراض الحمل بالظهور قبل الدورة
أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة – حالة الاشتباه
أعراض الغدة الدرقية عند النساء
علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها بعد الولادة
وبعد أن عرفنا ما هو النفاس وطرق حماية النفساء للوصول بها إلى مرحلة آمنة لضمان الحفاظ على صحتها وصحة المولود بشكل جيد، يجب أيضاً الانتباه لبعض العلامات التي قد تظهر أثناء فترة النفاس، والتي تشير إلى وجود خطأ ما يمكن التعامل معه فور اكتشافه لتفادي أي أخطار محتملة، ومن هذه العلامات ما يلي:
- آلام شديدة بالصدر مصاحب لسعال مع عدم القدرة على التنفس، قد يكون علامة على انسداد رئوي نتيجة انتقال جلطة دموية من مكانها الأصلي إلى الرئة.
- صعوبة في التنفس تشير إلى تسمم الحمل بعد الولادة.
- ألم حاد بمنطقة أسفل البطن، الأمر الذي يشير إلى التهاب بطانة الرحم.
- الشعور بالضيق والحزن والإحباط لمدة تتجاوز ١٠ أيام، دليل على الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، الأمر الذي يحول دون اهتمام الأم بنفسها وطفلها مما يعرضهم للخطر.
- احمرار وآلام في الجروح الناتجة عن الولادة سواء قيصري أو ولادة طبيعية، مع وجود إفرازات حول هذه المناطق، يشير إلى الإصابة بعدوى بكتيرية أدت إلى تلوث الجروح.
- زيادة في عملية التبول يصاحبه حرقة في المثانة، أو ألم أسفل الظهر، مما يدل على وجود التهاب المثانة أو التهاب الكلى.
- وجود كتل مؤلمة في الثديين مع خطوط حمراء بهما، مما ينبأ بالتهاب في الضرع بسبب انسداد قناة لبنية لدى المرأة.
- إفرازات مهبلية ذات رائحة مزعجة، ممكن أن تكون عدوى التهاب المهبل البكتيري الذي تتكون نتيجة وجود نوع معين من البكتيريا داخل المهبل بكثرة.
- نزيف أثناء الدورة الشهرية يزداد بمرور الوقت، قد يكون نزيف ما بعد الولادة، وهي حالة خطيرة اذا ما استمرت لمدة تصل إلى ١٢أسبوع بعد الولادة.
- الشعور بألم وتورم واحمرار بالساقين، وخاصة في عضلة الساق، الأمر الذي يحذر من الإصابة بجلطة الأوردة العميقة، ويحدث عادة في أسفل الفخذ أو أسفل الساق.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ وألم في المعدة، من الممكن أن يكون نزيف ما بعد الولادة أو الإصابة بأمراض القلب الأوعية الدموية.
مدة النفاس بعد الولادة
تتشابه فترة النفاس بعد الولادة القيصرية مع فترة النفاس بعد الولادة الطبيعية إلى حد كبير، غير أن مدة النفاس بعد الولادة الطبيعية قد تطول نسبياً لتصل إلى أربعين يوما في بعض الأحيان بدلا من ٤أسابيع وهو متوسط فترة النفاس، و يرجع الفرق في المدة الزمنية إلى عدم نزول المشيمة بشكل كلي بعد الولادة كما يحدث في الولادة القيصرية، فيحتاج الرحم إلى فترة زمنية أطول للتخلص من الدم وبقايا المشيمة بالإضافة إلى الإفرازات المهبلية.
أما عن إجابة سؤال ما هو النفاس من حيث المدة المستغرقة بعد الولادة القيصرية، فهذا الأمر يختلف من امرأة لأخرى، فبرغم من قيام الطبيب بإزالة المشيمة كاملة وتنظيف الرحم قدر الإمكان، مما يؤدي إلى تقليل فترة النفاس، إلا أن بعض النساء تعاني من طول هذه الفترة لأسباب طارئة تم ذكرها في المقال ضمن العلامات التحذيرية، لذلك يتوجب على المحيطين بالمرأة النفساء أخذ الحذر من ظهور علامات غير طبيعية تنذر بطول فترة النفاس عن مدة أقصاها ٦ أسابيع بعد الجراحة القيصرية، ومن المهم الالتزام بتوجيهات الطبيب المعالج بشأن التغذية المناسبة والراحة وتناول جرعات الدواء الموصوفة، وأيضاً القيام ببعض التمارين الرياضية المسموح بها خلال هذه الفترة.
ما هو النفاس حيث أن فترة النفاس تختلف من امرأة لأخرى، لأن هناك عوامل تؤثر على النفساء مثل طبيعة الولادة والحالة الصحية العامة. لذا على المحيطين بها تقديم الدعم النفسي والرعاية اللازمة حتى تستعيد المرأة صحتها في هذه المرحلة الهامة من حياتها.
