مؤلفات الجاحظ العلمية والأدبية والاجتماعية والدينية

مؤلفات الجاحظ Al-Jahiz’s works ؛ الذي يعد من أحد الأدباء العربيين، فهو من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، والذي حرص على تلقي العلم في وقت مبكر من عمره، وتتلمذ على يد مجموعة مميزة من كبار الشيوخ والعلماء، وتعلم منهم العديد من العلوم والمعارف المختلفة، وقد أضاف الجاحظ للمكتبة العربية العديد من المؤلفات العظيمة في مجال الأدب، وتحديدًا في النقد والشعر والنثر 

من هو الجاحظ

هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري، ولد في البصرة عام 159هـ، وقيل أنه ولد في 163هـ، في خلافة المهدي، وقيل أن أصله عربي من قبيلة كنانة، كما قيل أيضًا أنه زنجي، وكان جده ملى لرجل من قبيلة بني كنانة، وقد لقب أيضًا بالحدقي بسبب وضوح جحوظه في حدقتيه، ولكنه عرف بلقب الجاحظ أكثر، ولكن الفقر كان عائقًا أمامه، فأصبح بائع للسمك والخبز في النهار، وفي الليل يقف على أحد دكاكين الوراقين فيقوم بقراءة ما يتمكن، تعلم اللغة العربية وآدابها على يد أبي عبيدة والأصمعي، أما النحو فقد تعلمه على يد الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار البصيري.

مؤلفات الجاحظ

قام الجاحظ بتأليف العديد من الكتب التي من الصعب عدها، والتي قيل أنه عددها يبلغ حوالي 360 كتاب، والتي تنوعت ما بين الفلسفة والعلوم وعلم النفس، والأدب واللغة، لذلك أطلق عليها اسم بحر الجاحظ، ومن أشهرها ما سيتم عرضه فيما يلي:

مؤلفات الجاحظ العلمية

شملت مؤلفات الجاحظ العديد من المجالات المختلفة، ومن بينها الكتب العلمية التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومن بينها ما يلي:

الحيوان

يساعد هذا الكتاب القارئ في الحصول على العديد من العلوم والمعارف المختلفة، وذلك لأنه يحمل بين طياته العديد من المعلومات المميزة والدقيقة، ولم يتحدث الجاحظ في كتابة عن عالم الحيوان فقط بل تحدث أيضًا عن الإنسان والعادات السائدة في السائدة، كما تحدث أيضًا عن العديد من الأمراض المختلفة وطرق علاجها، إلى جانب العديد من القضايا التاريخية المختلفة.

البرصان والعرجان والعميان والحولان

تحدث الجاحظ في هذا الكتاب عن العديد من الإعاقات المختلفة التي يتم الإصابة بها من قبل الإنسان، والتي من بينها البرص والعرج وما نحو ذلك، كما قام بذكر أسماء أشخاص مصابين بها من الفرسان والشعراء والخطباء، وذلك حتى يقوم بعرض صورة مشرقة لهم للناس، وليس بهدف الإنقاص منهم.

مؤلفات الجاحظ الأدبية

كتب الجاحظ العديد من المؤلفات الرائعة في العلوم الأدبية، والتي تحمل في طياتها العديد من المعلومات الرائعة التي يستفيد منها القارئ بشكل كبير، ومن بينها:

البيان والتبيين

يعتبر البيان والتبين من أضخم مؤلفات الجاحظ بعد كتاب الحيوان، وذلك لأنه يتحدث بشكل عميق في مجال اللغة العربي وآدابها، من ناحية البيان والخطاب والتعبير، ويتضمن الكتاب في طياتها العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة ما بين القصائد والخطب وما نحو ذلك، ولهذا يعد هذا الكتاب من أكثر الكتب التي يتم من خلالها الحصول على علم البلاغة العربية والفلسفة حتى الوقت الحالي.

التربيع والتدوير

كتاب التربيع والتدوير من كتب الجاحظ الفريدة من نوعها، والذي يتحدث فيه الجاحظ عن غريم له يعرف بأحمد بن عبد الوهاب، وذكر فيه صفاته الخلقية، وقد اعتمد في كتابته على الأسلوب الساخر، وقام باستخدام العديد من الصيغ البلاغية المميزة، فقد كان الكاتب يتخيل بعض الصور أمامه، فقام بذكر مجموعة من أفعال بالصفات السيئة، واستشهد بذلك ببعض الآيات القرآنية والآيات الشعرية.

المحاسن والأضداد

يعرف بأنه رحلة أدبية بين محاسن الأشياء وأضدادها، وذلك لأن الجاحظ في هذا الكتاب كان يذكر شيء وضده، والتي من بينها محاسن السخاء ومساوئ البخلاء، وكان أسلوبه في الكتاب سهل حتى يكون الكتاب سهل ومميز للقارئ يستمتع بعملية القراءة أثناء قراءته.

سلوة الحريف بمناظرة الربيع والخريف

يتحدث الجاحظ في هذا الكتاب عن الربيع والخريف، وقام بالتعبير عن بعض البدائع في هذين الفصلين بطريقة أدبية مميزة وجذابة، وقد ألقى الضوء في كتابة على فن مميز من الفنون الأدبية وهو فن المناظرة، وهو أحد أشكال النقاش، فقام الكاتب بالتحدث عن فضل الربيع ويرد أمامه بمناظرة عن فصل الخريف.

مؤلفات الجاحظ الاجتماعية

كتب الجاحظ أيضًا مجموعة من المؤلفات الاجتماعية التي يحتاج إليها الإنسان بشكل عام في حياته، ومن بينها ما يلي:

البخلاء

يعتبر من أهم وأضخم مؤلفات الجاحظ، وذلك لأنه تغلل في النفس البشرية، وقام بدراسة سلوكها ونفسيتها، وتحدث من خلال هذا الكتاب عن ظاهرة كبيرة انتشرت بشكل كبير بين الناس وهي ظاهرة البخل، وقد جاء هذا الكتاب من خلال طلب صديق له أن يحدثه عن البخل والبخلاء، والذي تحدث معه برواية مجموعة من القصص عن البخل مثل قصة سهل بن هارون، وقد قيل أن الجاحظ كان من البخلاء وهذا ما جعله يقوم بوصف البخلاء بشكل دقيق، وقد كان أسلوبه مشوق وسلسل، وتتكون قصصه في الكتاب من المقدمة والعرض والعقدة والحل والخاتمة.

رسائل الجاحظ

هي من أهم مؤلفات الجاحظ التي تم من خلالها الحصول على أعظم النوادر من الشعر العربي الاجتماعي، وقد قام بذكر وشرحها وقام بتقريب الغامض منها، وقد حمل هذا الكتاب في طياته سبعة عشر رسالة، ومن أكثر الرسائل المثيرة للجدل رسالة في الجد والهزل، رسالة مفاخرة الجواري والغلمان، ورسالة حنين إلى الوطن.

تهذيب الأخلاق

كان الهدف الأساسي للجاحظ في هذا الكتاب تفسير معنى الأخلاق الفلسفي، وقام بعرض تأثير على النفس البشرية، ومن هنا أصبح هذا الكتاب واحد من الكتب الهامة التي يتم من خلالها معرفة أفضل الأخلاق وأنبلها، والتي تساعد الإنسان على السمو بأخلاقه وصفاته حتى يكون إنسان على خلق ودين.

التاج في أخلاق الملوك

كتاب التاج في أخلاق الملوك واحد من أبرز الكتب النفيسة من التراث العربي وذلك للفكر الاجتماعي والسياسي، وذلك لأن الجاحظ تحدث فيه عن الملوك والسيادة، ووصف فيه سمرهم وسهرهم، وتحدث أيضًا عن قصص وليالي الأنس، كما أنه عرض أيضًا مجموعة من الأمور التي يجب إتباعها عن التعامل مع الملك ومن تبعه.

مؤلفات الجاحظ الدينية

كتب الجاحظ أيضًا مجموعة من المؤلفات الدينية المميزة، ومن بين أشهر تلك المؤلفات ما يلي:

الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير

يعتبر واحد من الكتب التي تحث القارئ على التفكير في الكون الذي يعيش فيه، فقد بدأ الكاتب كتابه بتوحيد الله عز وجل والتفكير فيما قام بخلفه، وقد اعتمد على الظواهر الكونية والمخلوقات المتنوعة ليستدل من خلالها على عظمة الله عز وجل وقدرته على كل شيء، وقد قام باستخدام الأسلوب البسيط في ذلك.

العثمانية

هو من الكتب التاريخية الدينية التي تحدث فيها الجاحظ عن مجموعة من العلماء العثمانيين، وتحدث فيه عن الروافض ومذهبهم، كما تحدث أيضًا عن علي بن أبي طالب وذكر بعض من أقوالهم فيه، وقام بعض مجموعة من الجدال والمواقف التي حدثت في ذلك الوقت، ومن هنا يتبين أن الهدف من الكتاب الحديث عن الأديان والمواقف التاريخية المختلفة، إلى جانب عرض مجموعة من القضايا المختلفة.

وفاه الجاحظ

توفي الجاحظ في عام 868 م، الموافق 255هـ، وهو قد تعدى عمره التسعون عامًا، وقد أصابه شلل في أحد الأيام، وكان جالساً على الكرسي وينظر إلى مكتبته التي تحتوي على الكتب التي يحبها، فوقع عليه صف من الكتب مما أدى ذلك إلى وفاته على الفور، فقد مات مدفونًا بين الكتب والمجلدات، تاركًا خلفه العديد من الكتب والمقالات الرائعة التي ما زالت خالدة حتى الوقت الحالي.  

يصل عدد مؤلفات الجاحظ المختلفة إلى 360 كتاب، فقد قام الجاحظ بكتابة مؤلفاته في العديد من المجالات المختلفة التي يستفيد منها في حياته بشكل عام، وقام بإتباع الأسلوب السهل والبسيط في كتابه، كما أنه استخدم بعض من الصيغ البلاغية فيها.