أدباء وشعراء عرب

أروع قصائد المتنبي أهم دواوينه وأعماله

قصائد المتنبي

قصائد المتنبي (Al-Mutanabbi’s poems)؛ تعتبر من روائع الشعر العربي، واسمه الكامل أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي، ولد في قبيلة كندة، ويصنف كواحد من أبرز وأعظم شعراء العرب أدبًا ولغةً، اشتهر بمدحه للملوك في جل قصائده، وكان يتمتع بحكمة بليغة عند نظم الشعر، سوف نقدم لكم في هذا المقال نخبة من أشهر قصائد أبو الطيب المتنبي ومجموعة منقاة من أجمل ما أبدع به من شعر، وسيرته الذاتية، وأشهر أقواله أيضًا ما سنذكره لاحقًا.


السيرة الذاتية للمتنبي

جاء المتنبي إلى الحياة في بلدة الكوفة الواقعة بالعراق في سنة 915 م، وكان يعرف بفراسته وذكائه المتقد، كان يحمل في طيات شخصيته الشعور بالاعتزاز بنفسه، وقد تجلى هذا في قصائده، تطرق في محاوره الشعرية إلى عدة موضوعات، منها البسالة والتأملات في فلسفة الوجود وأيضًا وصف الحروب، وقد اتسمت شخصيته بالكبرياء الممزوج بالإقدام والعزيمة.

إنه الشاعر والفيلسوف العربي اللامع، المعروف بطبيعته المتفردة والغامضة التي تحيط به، وقد أثارت أشعار المتنبي حيرة الناس، إذ وجدوا صعوبة في تفسير مغازيها، وهذا ما دفع ابن رشيق إلى منحه لقب “مالئ الدنيا وشاغل الناس”.

خلفت قصائد المتنبي تراثًا ثريًا يضم مجموعة ضخمة من القصائد المختلفة التي وصلت إلى 326 قصيدة، وتعد هذه القصائد مرآة للتاريخ تعكس أحداث عصره في القرن الرابع للهجرة، كما أنها تشكل سيرة ذاتية للشاعر، يمكن للقارئ أن يستخلص منها كيف انسابت الحكمة على لسانه وتطورت، خصوصًا في قصائده الأخيرة قبيل وفاته.

اقرأ أيضاً: قصيدة عن الوطن مكتوبة 9 قصائد مختارة ومنوعة عن حب الوطن


قصائد المتنبي

قصائد المتنبي

اشتهر المتنبي بذاكرته القوية، وكان شاعرًا فذًا لا يضاهى، واستخدم هذه الميزة في حياته كلها ليصور ما يجري حوله، ويحصل من خلال شعره على المديح والهجاء، وهذا ما فتح له أبواب قصور الحكم العربي، فأمضى حياته متنقلًا من دولة إلى أخرى، ساعيًا لنيل رضا الأمراء والملوك لكي يجزلوا له العطاء والهبات، وأشهر ما قيل في قصائد المتنبي للمدح:

عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ

وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ

وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها

وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ

وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه

وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ

قال أيضًا

لكل امرئ من دهره ما تعودا

وعادات سيف الدولة الطعن في العدا

و يكذب الإرجاف عنه بضده

و يمسي بما تنوي أعاديه أسعدا

ورب مريد ضره ضر نفسه

و هاد إليه الجيش أهدى و ما هدى

ومستكبر لم يعرف الله ساعة

رأى سيفه في كفه فتشهدا

هو البحر غص فيه إذا كان راكدا

على الدر واحذره إذا كان مزبدا

فإني رأيت البحر يعثر بالفتى

وهذا الذي يأتي الفتى متعمدا

تظل ملوك الأرض خاشعة له تفارقه

هلكى وتلقاه سجدا

وتحيي له المال الصوارم والقنا

و يقتل ما يحيي التبسم والجدا

ذكي تظنيه طليعة عينه يرى قلبه في يومه

ما ترى غدا


أجمل قصائد المتنبي الخيل والليل

درس المتنبى اللغة العربية وآدابها في بلاد الشام بعد أن هاجر من العراق وهو لا يزال يافعًا، وباشر حياته المهنية بالعمل في صناعة العطور، ثم بدأ يستثمر قدرته الشعرية في تقديم الإطراء للأمراء والحكام، وتطورت قصائده لتصبح مملوءة بالثناء المبالغ فيه لسيف الدولة الحمداني، الذي كافأه بدوره بالثروات والهدايا، لكن بعد حادثة تلقى فيها المتنبى ضربة على رأسه بمفتاح من ابن خالويه، أحد علماء اللغة العربية البارزين، بسبب مناقشة لغوية تسبب فيها المتنبى بإساءة له، غادر الشام، وأشهر قصائد المتنبي الخيل والليل كالتالي:

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم

صحبت في الفلوات الوحش منفردا

حتى تعجب مني القور والأكم

يا من يعز علينا أن نفارقهم

وجداننا كل شيء بعدكم عدم

ما كان أخلقنا منكم بتكرمة

لو أن أمركم من أمرنا أمم

إن كان سركم ما قال حاسدنا

فما لجرح إذا أرضاكم ألم

وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة

إن المعارف في أهل النهى ذمم

كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم

ويكره الله ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان من شرفي

أنا الثريا وذان الشيب والهرم

ليت الغمام الذي عندي صواعقه

يزيلهن إلى من عنده الديم

أرى النوى يقتضيني كل مرحلة

لا تستقل بها الوخادة الرسم

لئن تركن ضميرا عن ميامننا

ليحدثن لمن ودعتهم ندم

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا

أن لا تفارقهم فالراحلون هم

شر البلاد مكان لا صديق به

وشر ما يكسب الإنسان ما يصم

وشر ما قنصته راحتي قنص

شهب البزاة سواء فيه والرخم

اقرأ أيضاً: قصيدة عن اللغة العربية وجمالها أروع الأبيات في حب لغة الضاد


قصائد المتنبي مع الشرح

قصائد المتنبي مع الشرح

انتقل الشاعر من بلاد الشام إلى مصر خلال الفترة التي كان يحكم فيها كافور الإخشيدي، وكان مقيمًا هناك لمدة أربع سنوات أمضاها في التغني بمدائح للحاكم، ونتيجة لذلك، رفعه الحاكم كافور إلى مرتبة مرموقة، ومع ذلك، بدأ يظهر لكافور الخوف من أن يطمح المتنبي في السلطة وأن يزعم لنفسه حكم مصر، كما ادعى من قبل النبوة، فقرر طرده من البلاد، ونقدم هنا بعض أبيات من قصائد المتنبي مع الشرح:

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِحتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُالخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـيوَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُصَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداًحتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

شرح أبيات المتنبي

  • (الجحفلين) أي العسكرين، والموجتين: هما صفتا العسكرين وأراد بالموج، الأمواج، فهو واحد من معنى الجمع، ولهذا قال: يلتطم، والالتطام لا يكون من واحد، ويجوز أن يكون الموج: جمع موجة.
  • يقول: رب سيف محدد شققت به الصفين، وضربت به الأعداء في حال اشتداد الحرب، والتطام موج الموت، وأراد به مقدمات الموت، من الضرب والطعن.
  • البيداء: الفلاة البعيدة عن الماء، والقرطاس: الكتاب فيه الكتابة.
  • يقول: أنا الجامع بين آداب السيف والقلم: فالخيل تعرفني بالفروسية لإدماني ركوبها، والليل يعرفني لدوام سيري في ظلامه، والبيداء تعرفني لإدماني قطعي إياها، ودوام سكناي فيها، والحرب يعرفني لكثرة مباشرتي له، والقرطاس والقلم يعرفاني لأني كاتب أديب، وقيل: أراد به أهل الخيل، وأهل البيداء الخ يعرفني.
  • القور: جمع قارة، وهي صرة من الأرض، فيها حجارة سود، وقيل: جبل صغير أسود كأنه مطلي بالقار، والأكمة: الجبل الصغير، وجمعها الأكم، والآكام، وقيل: هي ما ارتفع من الأرض.
  • يقول: إني لا أزال أقطع المفاوز وحدي، من غير أن يدلني أحد، وأراد بذلك وصف شجاعته، وقيل: أراد بذلك أنه بدوي، تربيته مع الوحش، بين الأكم والقور

أشهر قصائد المتنبي

غادر الشاعر المتنبي أراضي مصر متجهًا نحو بلاد المغرب الخاضعة آنذاك لحكم الفاطميين، لم تمتد إقامته هناك كثيرًا، إذ سرعان ما نسج الشاعر المدعو ابن هانئ خديعة ضده، ومن ثم استقر آخر أمره في بلاد فارس، حيث لقي حتفه على يد فاتك الأسدي قبل أن يتمكن من الوصول إلى العراق، أما عن أشهر قصائد المتنبي هي كالآتي:

قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ

فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ

لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا

وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ

وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً

أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ

لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي

شَيْئًا تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ

يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما

أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟

أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني

هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ

إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَة

وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ

ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ

أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ

أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِنًا وَيَدًا

أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ

إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ

عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ

جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ

منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ

ما يَقبضُ المَوْتُ نَفسًا من نفوسِهِمُ


شعر المتنبي في الحب والغزل

يُشكّل الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي قامة شامخة من بين صفوف رموز الشعر في الأمة العربية، إذ تتردد صدى قصائده عبر ترجمتها لأكثر من عشرين لغة عالمية في شتى بقاع الأرض، ومن قصائد المتنبي في الحب:

لما تقطعت الحمول تقطعت

نفسي أسى وكأنهن طلـوح

وجلا الوداع من الحبيب محاسنا

حسن العزاء وقد جلين قبيح

فيديو مسلمة وطرف شاخص

وحشا يذوب ومدمع مسفوح

يجد الحمـام ولـو كوجدي لانبرى

شجر الأراك مع الحمام ينوح

حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا

فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ

أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ

تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ

حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى

وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ

وَلَوْ حُمّلَتْ صُمُّ الجِبالِ الذي بِنَا

غداةَ افترَقْنا أوْشكَتْ تَتَصَدّعُ

بمَا بينَ جَنبيّ التي خاضَ طيْفُهَا

إليّ الدّياجي وَالخَلِيّونَ هُجّعُ

أتَتْ زائِراً ما خامَرَ الطّيبُ ثَوْبَها

وكالمِسْكِ مِن أرْدانِها يَتَضَوّعُ

فما جلَسَتْ حتى انثَنَتْ توسعُ الخُطى

كَفاطِمَةٍ عن دَرّها قَبلَ تُرْضِعُ

فَشَرّدَ إعظامي لَها ما أتَى بهَا

مِنَ النّوْمِ والْتَاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ

اقرأ أيضاً: قصائد بندر بن سرور وأجمل أبيات الشعر له


من أجمل قصائد المتنبي

من أجمل قصائد المتنبي

لا يختلف اثنان على أن الأدب الشعري العربي قد ارتقى إلى درجات من الروعة والفصاحة لم يسبق لها مثيل في قصائد المتنبي، الذي يعتبر علامة بارزة في عالم الشعر العربي، لقد أثرى الشعر بأسلوبه الفريد الذي لا يُضاهى، وتناولت قصائد المتنبي مختلف الأغراض الشعرية مثل:

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ أمّا

الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ

لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ

وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ

لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ

يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟

أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ

إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ

ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ

أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ

إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ

جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ

ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ

أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ

صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ

نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ

العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ

لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ

ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ

ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ

وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد

جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ

وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ

وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ


أشعار المتنبي عن الحياة

أبدع أبو الطيب المتنبي في تأليف الشعر بمختلف المجالات، من المديح والذم، ومن العشق والفراق، ومن الأحوال السياسية والنزاعات الحربية، وحتى في الافتخار والنعي، إذ لم يوجد موضوع إلا وخلدت في قصائد المتنبي الشعرية بصمات لا تزول من ذاكرة الأدب العربي، وفي النص الذي يلي، سنقدم انتقاءً لأفضل قصائد المتنبي فيما يلي:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ** وصدق ما يعتاده من توهم

وما كل هاو للجميل بفاعل ** ولا كل فعال له بمتمم

عش عزيزا أو مت وأنت كريم ** بين طعن القنا وخفق البنود

بذا قضت الأيام ما بين أهلها ** مصائب قوم عند قوم فوائد

فإن قليل الحب بالعقل صالح ** وإن كثير الحب بالجهل فاسد

إذا غامرت في شرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير ** كطعم الموت في أمر عظيم

يرى الجبناء أن العجز عقل ** وتلك خديعة الطبع اللئيم

وكم من عائب قولا صحيحا ** وافته من الفهم السقيم

ولكن تأخذ الأذان منه ** على قدر القرائح والعلوم

لا تلق دهرك إلا غير مكترث ** ما دام يصحب فيه روحك البدن

فما يديم سرور ما سررت به ** ولا يرد عليك الفائت الحزن

ما كل ما يتمنى المرء يدركه ** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


أشهر أقوال المتنبي عن الحياة

أشهر أقوال المتنبي عن الحياة

ذكر المتنبي لفصاحته وخبرته الكبيرة العديد من الأقوال في الحياة ومصاعبها وطرق تجاوزها، وقد تم تخليد هذه الأقوال في قصائد المتنبي، وهنا يأتي ذكر بعضها:

  • لا بقومي شُرّفت، بل شُرّفوا بي، وبنفسي فخرت لا بجدودي.
  • على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم،
  • ذريني أنل ما لا ينال من العلا، فصعب العُلا في الصعب والسهل في السهل،
  • أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وأسمعت كلماتي من به صمم، يرى الجبناءُ أن العجزَ فخرٌ، وتلكَ خديعةُ الطبعِ اللئيمِ، وكُلُّ شجاعةٍ في المرءِ تُغْنِيْ ولا مثلَ الشجاعةِ في الحكيمِ.
  •  إذا كانتِ النُفوسُ كِبارًا، تَعِبَتْ في مُرادِها الأَجسامُ.
  •  ولَستُ أُبالي بَعْدَ إِدراكِيَ العُلَى، أَكانَ تُراثًا ما تَناوَلتُ أم كَسْبًا،
  • ما كل ما يتمناه المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

اقرأ أيضاً: قصائد مساعد الرشيدي أجمل ما كتب شاعر الخليج


وفاة المتنبي

يحكى أن الشاعر المتنبي وجّه نقدًا لاذعًا إلى ضبة بن يزيد الأسدي عبر إحدى قصائده الساخرة، وفي أثناء رحيله متجهًا نحو الكوفة برفقة بعض الأفراد، من بينهم ابنه محسد وخادمه مفلح، صادفوا فاتك بن أبي جهل الأسدي الذي هز خال ضبة، وكان مصحوبًا هو الآخر بجماعة من الناس،.

عندما نجح فاتك في ملاقاة المتنبي، أراد الأخير الفرار، فتوجّه إليه خادمه بالتذكير بقوله أتريد الهرب وأنت القائل “الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني … والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ- وهو بيت من أحد قصائد المتنبي- فرد عليه المتنبي وقال: ألا يا بن اللخناء، قتلتني قتلك الله، ثم قاتل حتى قُتل هو ومن معه.


قصائد المتنبي التي اشتهرت منذ القدم وما زالت إلى يومنا الحالي، تعرفنا على أشهرها بالإضافة إلى نبذة وافية عن سيرته الذاتية ومراحل حياته المختلفة وصولًا إلى أهم أقواله وحادثة وفاته.

السابق
من هو صاحب قصيدة الفياشية وما هي أهم أعماله
التالي
أروع قصايد بن فطيس11قصيدة مختارة من أهم أعماله

اترك تعليقاً