معالم العمارة القبطية في مصر وتأثيرها في الحضارة المصرية

معالم العمارة القبطية في مصر Landmarks of Coptic architecture in Egypt ؛ والتي تضم بداخلها مجموعة من أبرز المعالم الأثرية في العالم، والتي يستدل من خلالها عن الفنون الخاصة بالمصريين القدماء، كما أنها تعبر أيضًا عن تاريخهم وثقافتهم، وتتميز مصر بأنها تحتوى على العديد من الكنائس والأديرة والمنازل والمزارات المميزة التي يأتي إليها الكثير من الأشخاص من مختلف بقاع الأرض لزيارتها، كما أن كل منها يمتلك تاريخ خاص به يميزه عن المعالم الأخرى.

العمارة القبطية

يقصد بالعمارة القبطية عمارة الأقباط، وهم المسحيين الذين يشكلون غالبية المسيحيين في مصر، وتتنوع معالم العمارة القبطية في مصر ما بين الكاتدرائيات مثل كاتدرائية سانت مارك القبطية الأرثوذكسية، والأديرة مثل دير القديس انطونيوس، والكنائس القديمة مثل الكنائس المعلقة، والتي تمتلك كل منها مكانة خاصة في قلوب الأقباط بشكل عام.

معالم العمارة القبطية في مصر

يوجد في مصر العديد من المعالم المميزة للعمارة القبطية، والتي يوجد أغلبها في منطقة حصن بابليون، ومن بينها المتحف القطبي، وست كنائس القبطية المتنوعة لذا سوف يتم عرض أهم معالم العمارة القبطية في مصر فيما يلي:

الكنيسة المعلقة

توجد الكنيسة المعلقة في حي مصر القديمة بين أوسط مجموعة من الآثار القبطية، وتتميز بطلتها المميزة على شارع مارجرجس، فهي تعد من أهم معالم العمارة القبطية في مصر، وسميت بهذا الاسم لأنها أنشئت على أنقاض من برجين كبيرين من الأبراج التي بناها الإمبراطور تراجان في القرن الثاني للميلاد، ويتم الدخول إليها من خلال درجات السلم التي توجد بالقرب من البروج الأوسط.

هذه الكنيسة تعد من أقدم الكنائس التي ما زالت موجودة في مصر، والجدير بالذكر أنه في عام 749م تعرضت الكنيسة للعديد من الأضرار، ولكن الخليفة هارون الرشيد قام بتجديدها مرة أخرى، إلى جانب إعادة تجديد بناء جميع الكنائس الموجودة في هذه المنطقة، وقد تم تجديد هذه الكنسية أيضًا في خلافة العزيز بالله الفاطمي، حيث سمح للبطريرك افرام السرياني بتجديد جميع الكنائس الموجود في مصر.

كنيسة القديسة بربارة

توجد كنيسة القديسة بربارة داخل أسوار حصن بابل، حيث أنها توجد تحت مستوى الأرض بحوالي متر و42 سم، وحتى يتم الوصول إليها يتم النزول بالسلم الحجري عدة درجات، وتتميز الكنيسة بأنها مستطيلة الشكل، وبها مسطح يبلغ طوله 26 متر ونصف، أما عن عرضه فإنه يبلغ 24 متر ونصف.

كنيسة أبي سرجة

شيدت كنيسة أبي سرجة في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس، وقد قيل أنها قد بنيت في نفس المكان الذي كانت تعيش فيه العائلة المقدسة عندما قامت بالهروب إلى مصر من ملك اليهود وجه هيرودس، كما تعتبر كنيسة أبي سرجة من أهم معالم العمارة القبطية في مصر، ومن أبرز ما تتميز به هذه الكنيسة أنها أول كنيسة أنشئت في مصر بعد دير أبي مقار.

يقيم بها البطاركة القداس بعد أن تم تكريزهم في الإسكندرية، وفي القرن العاشر الميلاد تم هدم الكنيسة وبناؤها مرة أخرى في العصر الفاطمي، وفي أثناء البناء تم العثور على بعض من بقايا الكنيسة والتي كانت عبارة عن مجموعة من الأحجار المنقوشة، وأيضًا تم العثور على باب يعبر بشكل كبير عن جمال الفن القطبي، وقد تم نقل ما عثر عليه إلى المتحف القبطي في القرن الرابع.

كنيسة قصرية الريحان

تُعرف كنيسة قصرية الريحان باسم كنيسة السيدة العذراء والتي توجد في زقاق بني حصين، فهي تعد من أهم معالم العمارة القبطية في مصر، وقد أقام فيها أحد البطاركة في عام 865 م، ويبلغ طول الكنيسة 16 متر، وعرضها 14 متر، وبالنسبة لارتفاعها فإنه يبلغ ما يقرب من 10 أمتار، ويتميز هيكلها أنه مغطاة بالقباب المصنوعة من الطوب الذي تم تثبيته على الأعمدة الرخامية.

كنيسة ماري جرجس

كنيسة ماري جرجس من أجمل معالم العمارة القبطية في مصر في الحصن الروماني، وقد تم بناؤها من قبل الكاتب أثناسيوس في عام 684م، ولكن نشب بها حريق، مما كان ذلك سبب لبناء كنيسة جديدة مكانها، لأنه لم يبقي منها سوى قاعة الاستقبال التي كانت تعرف باسم قاعة العرسان، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، ويبلغ طولها 15 متر، وعرضها 12 متر، إلى جانب قاعة وإيوانين يوجدان في الإيوان القطبي، وتتميز نوافذ الكنيسة أنها مصنوعة من الخشب الذي يتميز بوجود نقوش بارزة فيه، وبالنسبة لجدرانها فإنها مصنوع من النقوش البارزة من الجب، وعلى سقفها يوجد الرسوم الملونة.

كنيسة القديس مارقويس أبو سيفين

توجد هذه الكنيسة بشارع أبو سيفين في مصر القديمة، وهي من أهم معالم العمارة القبطية في مصر، ومن أهم الآثار الباقية منها مغارة مظلمة يتم الوصول إليها من خلال سلم صغير، وقد قيل أن القديس الأنبا برسوم العيان قد جعلها مكان للعبادة لمدة 25 عام، ومن أبرز ما تتميز به هذه المغارة أنها رطبة بسبب انخفاضها، ومن أبرز ما تتميز به هذه الكنيسة عن غيرها من الكنائس انه يوجد بها العديد من الأيقونات القطبية المتميزة والفريدة من نوعها، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1491هـ، الموافق 1775م، ويوجد بعض منها أقدم من ذلك.

المتحف القبطي في مصر القديمة

يوجد المتحف القبطي في مصر القديمة، وهو من أهم الآثار القبطية في مصر، وذلك لما يضمه بداخله من مجموعة مميزة من معالم العمارة القبطية في مصر والتي يستدل من خلالها على تاريخ وثقافة المسيحية القبطية، وقد تم بناء المتحف في عام 1910م، وذلك على يد مرقس سميكة باشا والذي بذل الكثير من الجهد من أجل بنائه، كما انه أول مدير للمتحف، وقد افتتح المتحف بشكل رسمي في عام 1911م، ومن أبرز ما يتميز به المتحف تصميمه المميز والفريد من نوعه، حيث انه بني على شكل صليب، كما انه يتكون من ثلاثة أدوار، ويوجد بداخله حوالي 12 قسم يتم من خلالهم عرض الآثار القبطية الخاصة بالعصور المختلفة في مصر.

معالم العمارة القبطية في مصر خارج القاهرة

يوجد أيضًا مجموعة من معالم العمارة القبطية في مصر ولكن خارج القاهرة، وذلك بجانب المعالم التي توجد في مصر، وتتميز كل منها بمجموعة من المعلومات التي تميزها عن غيرها من المعالم الاخرى، وهذا ما سيعرض فيما يلي:

دير الأنبا مقار الكبير

يوجد دير الأنبا مقار الكبير في وادي النطرون، وهو من أهم وأبرز الأديرة القبطية في مصر، وقد تم تأسيسه في القرن الرابع الميلادي، وهو أيضًا من أهم معالم العمارة القبطية في مصر، ومن أبرز ما يتميز به تصميمه المميز والجميل، وموقعه الفريد، والجدير بالذكر أن دير الأنبا يوجد في منطقة صحراوية يحيط بها أشجار النخيل والبساتين الخضراء، ويحتوى الدير بداخله العديد من الكنائس والأديرة والمتاحف، لذلك فإنه يعد من أهم وأبرز المزارات الدينية للأقباط.

كنيسة السيدة العذراء مريم المحرق

توجد الكنيسة في قرية قسقام التابعة لمركز أسيوط، وهي من أهم معالم العمارة القبطية في مصر، وتتميز بتصميمات المميز وتاريخها العريق، ويعود تاريخها إلى القرن السادس ميلادي، وقد قيل أنها بنيت في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، وقد تم تجديدها لعدة مرات عبر العصور المختلفة، وآخر تحديث لها كان في القرن التاسع عشر، وتشتهر الكنيسة بزخارفها الفنية الرائعة، والتي يستدل من خلالها على إبداع المصريين القدماء، وتتميز الكنيسة بالزخارف الهندسية والنباتية التي توجد على واجهاتها، أما بالنسبة لجدرانها الداخلية فإنها تتزين باللوحات الجدارية التي يستدل من خلالها على تاريخ المسيحية القبطية وثقافتها.

دير سانت كاترين

يوجد دير سانت كاترين في منطقة سانت كاترين، فهو يعد من أهم معالم العمارة القبطية في مصر، وقد تم تأسيسه في القرن الرابع الميلادي، ويقع الدير في منطقة جبلية يحيط به الجبال الشاهقة، ويحتوى الدير بداخله على العديد من الكنائس والأديرة والمتاحف، كما انه أيضًا من أهم المزارات الدينية للأقباط والمسيحيين من مختلف بقاع العالم.

تأثير العمارة المصرية في معالم العمارة القبطية 

أثرت العمارة المصرية بشكل عام في معالم العمارة القبطية في مصر، وذلك من خلال مجموعة من الأمور المتنوعة والتي سيتم عرضها فيما يلي:

التصميم العام

صممت العمارة القبطية بتصميمات مستوحاة من العمارة المصرية، وبشكل عام تتكون الكنائس القبطية من ثلاثة أقسام وهي:

• القسم الرئيسي: وهو أكبر قسم في الكنيسة والذي يشمل المذبح الرئيسي والكنيسة الرئيسية.
• القسم القبلي: والذي يوجد في الجهة القبلية من الكنيسة، ويحتوى على مصلى القديسة مريم العذراء.
• القسم البحري: والذي يوجد في الجزء البحري من الكنيسة، ويحتوي على مصلى القديس مارجرجس.

إلى جانب الأقسام الثلاثة التي تتكون منها الكنيسة الخاصة بالعمارة القبطية، فإنها تتكون أيضًا مما يلي:

• المدخل: يتميز بوجود الأعمدة التي تكون على شكل أبو الهول، والتي تم أخذها من أعمدة المعالم القديمة.
• القبة: حيث تتكون الكنائس بقبة أو بأكثر ، والتي تم أخذها أيضًا من قباب المعالم المصرية القديمة.
• الزخارف: تصمم الكنائس بمجموعة من الزخارف الهندسية والنباتية المميزة.

التصوير

يتميز التصوير أو ما يعرف باسم اللوحات القبطية بأسلوبها المميز والفريد من نوعه، والذي يتكون من العديد من العناصر المصرية القديمة ومنها:

• الألوان الزاهية: تمتلك اللوحات القبطية ألوان زاهية، مثل اللون الأزرق والأحمر والأخضر، والتي تتميز بأنها مستوحاة من الفن المصري القديم.
• المناظر الطبيعة: يوجد في اللوحات القبطية العديد من المناظر الطبيعة التي تم أخذها من المناظر الطبيعية المصرية القديمة.
• الملابس التقليدية: تضم اللوحات القبطية العديد من الشخصيات التي تقوم بارتداء الملابس التقليدية الخاصة بمصر القديمة.

الفنون التطبيقية

تتأثر الفنون التطبيقية في العمارة القبطية في مصر بمجموعة من العناصر الخاصة بالمعالم المصرية القديمة ومن بينها ما يلي:

الأيقونات

تضم الأيقونات العديد من العناصر المصرية القديمة ومن بينها ما يلي:

• الأشكال البشرية: والتي تشبه الأشكال البشرية في الواقع، مثل صور للمسيح والقديسين، والتي تعد مستوحاة من الأشكال البشرية الواقعة في مصر القديمة.
• الخلفية: والتي تتميز بخلفياتها الطبيعية، وتعد كذلك مستوحاة من الخلفيات الطبيعة الخاصة بالمعالم المصرية القديمة.

المخطوطات

تأثرت أيضًا المخطوطات القبطية بالعديد من العناصر المصرية القديمة ومن بينها ما يلي:

• الزخارف: والتي تنوعت ما بين الزخارف الهندسية مثل المربعات والمستطيلات والمثلثات، والزخارف النباتية مثل زهرة اللوتس والفرعون.
• الصور: والتي تتميز بوجود العديد من الصور بها.

معالم العمارة القبطية في مصر والتي تم إنشاؤها عبر مر العصور، وقد تأثرت العمارة القبطية بشكل كبير بالعمارة المصرية القديمة، فقد جاء تصميم المعالم الأثرية المتنوعة  بطريقة مستوحاة منها، وتضم مصر العديد من الكاتدرائيات العظمية، والأديرة، والكنائس القديمة، التي تعد المكان المميز للكثير من الأقباط من مختلف أنحاء العالم.