النبي الذي ولد مرتين من هو وما هي صفاته؟

النبي الذي ولد مرتين The prophet who was born twice؛ أرسل الله سبحانه وتعالى على رسله وأنبيائه الكثير من المعجزات التي لا يستوعبها العقل البشري إلا برؤيتها، وقد صدقناها بسبب ورود ذكرها في القرآن الكريم الذي هو معجزة عظيمة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يخبرنا من هو النبي الذي ولد مرتين، حتى وإن كانت ولادة الشخص مرتين هي أمر مستحيل علمياً، فتلك الكلمة تقال مجازاً، كما أن هناك إجابتين على سؤال من هو النبي الذي ولد مرتين، فالأولى تتعلق بنبي ولد مرتين بسبب إرساله إلى قومين مختلفين، والثانية حول نبي خرج من بطنين الأولى هي رحم أمه والثانية بطن كائن حي آخر.

من هو النبي الذي ولد مرتين؟

النبي الذي ولد مرتين هو سيدنا إدريس، فبعد الفتنة التي انتشرت في بني آدم وخاصةً في قوم قابيل، وبعد قيامهم بنشر الفساد في الأرض وعصيانهم لأوامر الله تعالى ورسوله شيث عليه السلام، حتى بعد موته وموت النبي آدم عليه السلام، بعث الله النبي إدريس. وقال تعالى:

“واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا * ورفعناه مكانا عليا”

وإدريس هو أحد الأنبياء الذين أخبرنا الله تعالى عنهم في بضعة مواضع من القرآن، واسمه باللغة العبرانية خنوخ وبالعربية أخنوخ، ولكن سمي إدريس لكثرة عبادته.

وفي حياة إدريس رأيان، الرأب الأول بينهما أنه حين قام بدعوة بني آدم إلى عبادة الله ظل المفسدون في الأرض يعتدون عليه والمؤمنون معه، فشرع الله له الجهاد، فكان إدريس أول من جاهد في سبيل الله تعالى، وأول من غنم الغنائم، ولكنها لم تكن حلالاً لأحد حتى قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فجهز جيشه وذهب لمحاربة قوم قابيل وهزمهم. أما الرأي الثاني في حياة إدريس عليه السلام أنه أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر في العمر آتاه الله النبوة.

فنهى كل المفسدين من بني آدم عن مخالفة شريعته فأطاعه عدد قليل وخالفه جمع غفير، فنوى الرحيل والابتعاد عنهم، وأمر من أطاعوه بذلك فثقل عليهم الرحيل عن بابل التي كانوا يعيشون فيها طوال حياتهم، فقال لهم إذا خرجنا رزقنا الله غيرها، فخرجوا معه حتى وصلوا إلى أرض مصر، وهنا يكون قد بعث إلى قومين، فلذلك أتى التعبير بالولادة مرتين، وهذا يكون جواب السؤال: من هو النبي الذي ولد مرتين، لأن إدريس عليه السلام دعا قومه في البداية ولكنهم لم يؤمنوا به، ثم اتجه بعدها إلى مصر وبدأ بدعوة الناس هناك إلى عبادة الله تعالى وحده لا يشرك به أحد.

“اقرأ أيضاً: ما هو الرياء وحكمه وحديث النبي عنه وعلاقته بالشرك”

نسب النبي ادريس عليه السلام

هو إدريس ابن يارد ابن ‏مهلائيل بن قنين ابن أنوش ابن شيث ابن آدم عليهم السلام، ولد نبي الله إدريس عليه السلام في حياة النبي آدم وأدرك منها 308 سنوات وقيل أيضاً 120 سنة وهذا يعود لأن نبي الله آدم عليه السلام قد عمّر كثيراً ويقال أنه قد عاش ما يقارب الألف سنة، وبذلك يكون قد أدرك العديد من أحفاده ومنهم نبي الله إدريس عليه السلام، ويقول البعض أن إدريس هو ثالث نبي على الأرض بعد آدم عليه السلام وهو أول ‏البشر والأنبياء ثم يليه نبي الله شيث ثم إدريس عليه السلام ‏وهو والد جد نوح نبي عليهم السلام.

صفات نبي الله إدريس عليه السلام

في الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي ولد مرتين، لا بد من ذكر بعض الصفات التي كان يتصف بها، حيث يقال أن نبي الله إدريس عليه السلام هو أول من خط بالقلم وكان أول من قام بخياطة الملابس وارتدائها وأيضاً أول من علم بعلم النجوم وسيرها، وقد كان إدريس عليه السلام يكثر التأمل في خلق الله عز وجل والتفكر في إبداعه، ومن صفاته الجسدية أنه كان طويل البنيان وكثيف اللحية وكثير النظر إلى الأرض في مشيته تواضعاً منه وخشية من الله، وكان نبي الله إدريس ينشر شريعة آدم ويبلغ الناس بها ويأمرهم ويدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده ولا يشرك به أحدا.

“تعرف المزيد: كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء“

مكانة نبي الله إدريس

قال الله تعالى في الذكر الحكيم (‏واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً) ومن هذه الآية الكريمة يتبين لنا بأن الله جل جلاله قد جمع للنبي إدريس صفتان وهما الصدق والنبوة، ثم قال عز وجل عنه (ورفعناه مكانًا علياً) وهذه الآية تحتمل من حيث قواعد التفسير وجهان، الوجه الأول رفع معنوي والوجه الثاني رفع حِسّيّ.

فمن قال بالرفع الحسي فسّر أن الله رفعه إلى السماء الرابعة بدليل حديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه التقى النبي إدريس في السماء الرابعة ومن قال أن تفسير الرفع الذي رفعه الله لنبيه إدريس رفع معنوي فهنا يقصد به رفعه بدرجات مختلفة، ومن المعروف أن لكل نبي من الأنبياء مكانة مميزة ومختلفة عند الله عز وجل.

النبي الذي ولد مرتين أي خرج من بطنين

إليكم الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي ولد مرتين أي خرج من بطنين، هو بالطبع سيدنا يونس عليه السلام فهو النبي الذي ولد مرتين لأنه خرج من بطنين، وهو الرسول الذي أرسله الله عز وجل إلى أهل نينوى الذين كذبو دعوته وتمردوا عليه وأصروا على كفرهم وعنادهم. فلما طال أمر قوم يونس شق عليه أمرهم، مما دفعه إلى الخروج من بينهم وترك قريتهم ووعدهم أن يأتيهم العذاب من ربهم بعد ثلاثة أيام، فلما خرج من قريتهم قذف الله في قلوبهم التوبة فتابوا إلى الله جميعاً وتم كشف العذاب عنهم.

لكن عندما ذهب سيدنا يونس عليه السلام غاضباً ركب سفينة في البحر ليرحل بعيداً عن قومه، فاضطربت السفينة وكادت أن تغرق في البحر، فتشاور ركابها أن يقترعوا ومن تقع عليه القرعة يرموه من السفينة، فوقعت القرعة على نبي الله يونس، لكنهم لم يسمحوا بإلقائه فأخذوا يعيدون القرعة، لكن نبي الله فهم أنها إشارة من الله تعالى لاختياره لهذا الأمر.

فلما ألقى يونس عليه السلام بنفسه في البحر بعث الله تعالى حوتاً عظيماً ليبتلعه، وأمر الله ذلك الحوت ألا يأكل لحمه أو يكسر عظامه، ثم طاف به البحار كلها، وحسب النبي يونس أنه قد مات ولكنه لمّا حرك جوارحه تحركت فشكر ربه تعالى وسبحه ثم سجد له، فاستجاب له الله ونجاه من الغم الذي كان فيه وأخرجه الحوت من بطنه على شاطئ البحر ثم عاد إلى قومه الذين آمنوا ونجاهم الله من العذاب.

النبي الذي ولد مرتين وأرسله الله إلى قومين مختلفين، هو إدريس عليه السلام وهو ثالث الأنبياء الذين أرسلهم الله بعد النبي آدم والنبي شيث، فقد كان يدعو الناس إلى شريعة شيث، فلما انتشر الفساد والكفر في ذرية قابيل وبدأوا بالإعتداء على المؤمنين، شرّع الجهاد وكان أول من قاتل في سبيل الله تعالى.