صناعة الفخار (Pottery)؛ التي تعد أحد أقدم الفنون اليدوية، التي تنتمي إلى آلاف السنين، وهي من الفنون التي تعتمد على مهارة وحرفية من يعملون بها، بجانب اعتمادها في الوقت الحالي على التقنيات الحديثة، التي ظهرت بعد أن بدأت عملية تصنيع الفخار، ويعتبر تصنيع الفخار من الحرف الممتعة، والتي يمكن تعلمها بطريقة سهلة للغاية، ومن خلال هذا الموضوع نشير إلى مجموعة من الأمور الشاملة المرتبطة بصنع الفخار.
صناعة الفخار
تعود أسس صناعة الفخار التي تعرف كذلك بصناعة الخزف، إلى ما يزيد عن 9000 عام، وهي من الصناعات المميزة بالألوان المتعددة، حيث:
- تنتشر داخل حرفة الفخار ألوان عديدة، مثل الأسود والرمادي والأحمر والبرتقالي.
- يغطى الفخار بطبقة شفافة أو غير شفافة، والتي تمنح الشكل النهائي المظهر الجمالي الخارجي الأنيق.
- مصطلح الفخار في الأساس يشير إلى جميع الأواني والأدوات المصنوعة من الطين، والتي جرى تشكيلها بواسطة النار.
- صنع الفخار من أقدم الحرف اليدوية التقليدية، وقد تم استخدامه منذ عصور قديمة مضت، إلا أنه استطاع أن يظل فترة طويلة في العديد من الدول.
- شهد تصنيع الفخار الازدهار والتطور في الحضارة العربية والإسلامية، وكان يعرف بفن صناعة الخزف.
- يطلق على المنتجات المنفذة من عملية صناعة الفخار “الأعمال الخزفية”، والتي تعتبر من أهم الصناعات اليدوية التي تعتمد بشكل كامل على المنتجات المصنوعة من الفخار.
أنواع الفخار
توجد أنواع مختلفة من الفخار في العديد من الدول، وهو الأمر الذي ساهم في إنتاج أعمال فخارية مميزة وعالية الدقة، ويأتي من بين تلك الأنواع ما يلي:
الفخار الخزف
ظهر هذا النوع بالتحديد في الصين في العصر الحجري، وكان هذا النوع يعتمد في تشكيله على درجات الحرارة المنخفضة، والتي تصل إلى 1200 درجة مئوية أو أقل. حيث تتم معاملة هذا النوع في نيران مفتوحة، وتمتاز المنتجات التي يتم الحصول عليها من هذا النوع بأنها غير مزخرفة أو مطلية، كما أنها تكون لها مسامية.
الفخار الحجر
ظهرت صناعة الفخار بواسطة هذا النوع بالتحديد في أوروبا في العصور الوسطى، وهو يعتمد في صناعته على نوع محدد من الفخار الخزفية، ويعتمد تشكيل هذا النوع وحرقه على أفران تتراوح درجة حرارتها ما بين 1100 و 1200 درجة مئوية.
يميز هذا النوع صلابته وقوته الخاصة، عند مقارنته بالفخار العادي، وهذا النوع غير مسامي لأي سائل، وكذلك تخرج منتجاته النهائية بشكل عملي ومتين وسهل الاستخدام.
البورسلان
يعتمد حرق وتشكيل هذا النوع على درجة حرارة تتراوح ما بين 1100 و 1400 درجة مئوية، ويميز هذا النوع من الفخار القوة والصلابة، بالإضافة إلى الشفافية العالية، كما أن لونها يكون أبيض لأنه يحتوي على مادة الكاولين.
اقرأ أيضًا: دليل الفنون الشعبية والحرف اليدوية في مصر
عوامل تؤثر في تصنيف الفخار
تلعب مجموعة من العوامل الهامة دورها في التأثير على عملية صناعة الفخار، ويعتمد تصنيع المنتجات الفخارية على الأخذ بتلك العوامل بعين الاعتبار، وهي كالتالي:
- الانكماش.
- المرونة.
- الليونة.
- مدى امتصاص الماء.
- مكونات وعناصر الطين الخام المستخدم في التصنيع.
- قدرة العمل الفخاري على التقلص في الحجم عند إزالة الماء.
مراحل شوي الفخار
لا تختلف الخطوات التي تطبق على الطين بهدف تصنيع الفخار من مكان لآخر، حيث تتم مراحل التصنيع بالاعتماد على مجموعة محددة من المراحل، والتي نتعرف عليها فيما يلي:
- تعريض الطين إلى درجة الحرارة العالية والتي تتراوح ما بين 600 و 1600 درجة مئوية، وذلك في الفرن أو الحفرة أو الموقد المجهز للتصنيع.
- تتيح الخطوة السابقة إمكانية زيادة قوة وصلابة الجسم الفخاري، كما تعتمد حالات تصنيع أخرى على حرق الطين في حرارة تصل إلى 600 في الحفر أو النيران المفتوحة.
- بعد الانتهاء من عملية الحرق داخل مراحل صناعة الفخار؛ يتم تحويل الطين إلى ألوان، مثل البني أو الأسود أو البرتقالي أو البني المحمر، ويستطيع الحرفي تزيين الفخار قبل أو بعد الحرق.
اقرأ أيضًا: ما الذي تشتهر به سلطنة عمان – أنواع الحرف اليدوية الأصيلة
كيفية تصنيع الفخار
يتمثل تصنيع الفخار في تحويل الطين إلى أعمال فخارية غاية في الروعة، وذلك بالاعتماد على مراحل أساسية لا يمكن أن تتم عملية تصنيع الفخار بدونها، وذلك كما يلي:
خلط المواد الطينية
يبدأ التصنيع بواسطة خلط الطين، من خلال وضع كميات مناسبة من الطين داخل خزان مناسب، ثم خلطه بالماء، وتتيح هذه العملية إمكانية استعمال وتشكيل الطين بطريقة سهلة، وبعدما يتم التخلص من الطين؛ يبدأ ضغط الطين بواسطة الفلاتر، وذلك للتأكد التام من خروج الماء الموجود به.
يتم بعد ذلك وضع الطين على الطاحونة المخصصة لصناعة الفخار، والتي تحتوي على الاسطوانات المخصصة لتثبيت الطين وتشكيله عليها، وبعد أن تبدأ الطاحونة في الدوران، يقوم الحرفي بتشكيل الطين على النحو المطلوب.
عمل التجويف
يقوم الحرفي بعمل تجاويف في الأواني الفخارية بالنحو والعمق المطلوب، وفي تلك الخطوة يمكنه استخدام الأدوات المخصصة التي تساعد على عمل التجويف، وتعتمد أسس تلك الخطوة على دوران الاسطوانة، التي يجب أن تساير حركة الطين المثبت بها.
يقوم الحرفي بالاستمرار في تشكيل الطين لحين الحصول على عمق التجويف المرغوب، وكما يتمكن الحرفي من استخدام القوالب الجاهزة التي قد تساعده على عمل التجويف بطريقة سريعة تمنحه نفس النتائج.
صناعة المنتجات الفخارية
تستلزم عملية صناعة الفخار بشكل دقيق اتباع مجموعة محددة من الخطوات الرئيسية، والتي عبر الالتزام بها يمكن الحصول على العمل الفخاري المرغوب، ومن تلك الخطوات:
صبّ الفخار
يجري صبّ الفخار في القوالب المصنوعة من الجبس،. تتمثل فائدة تلك الخطوة في زيادة متانة الفخار، ويأتي السبب من استخدام الجبس في تلك الخطوة لقدرته على امتصاص الماء المتبقي والغير جاف في طين الفخار.
غالباً ما تكون قوالب الجبس مزخرفة بطريقة محددة، ويجري استخدامها في تزيين الشكل الخارجي الخاص بقطع الفخار.
التزجيج
يتم من خلال تلك الخطوة التأكد التام من جفاف الفخار، بحيث يكون العمل جاهزاً للطلاء أو التلوين، ويمكن استخدام لون محدد أو عدة ألوان، للعمل على زيادة جمال العمل الفخاري، كما يمكن رش ألوان الطلاء بطريقة سهلة.
حرق الفخار
يعتبر الحرق هو آخر خطوات تصنيع الفخار، وهي تعتمد على أفران الفحم أو الأفران الكهربائية، ويأتي الهدف من تلك الخطوة للعمل على تجفيف الفخار بشكل تام، وتجفيف الطلاء الموضوع عليه، وبذلك يكون العمل الفخاري قد تم على أفضل نحو، ويكون جاهزاً للاستخدام.
طرق تشكيل الفخار
هل يتم تشكيل الفخار بطريقة يدوية فقط؟ وما هي المعدات المتاح استخدامها أثناء تصنيع الفخار وزخرفته وتشكيله؟ فيما يلي نشير إلى تلك الأمور:
- التشكيل باليد: تعتبر من أوائل الطرق المستخدمة لتشكيل الأواني الفخارية.
- التشكيل باستخدام العجلة.
- الزخرفة: تعتمد خطوة الزخرفة على أدوات متنوعة، مثل الأدوات الحادة والطباشير.
- الصقل والتشطيب: يتم باستخدام أدوات خاصة تجعله أكثر نعومة.
اقرأ أيضًا: كيف تصنع ميدالية من الورق لطيفة للمفاتيح بأبسط الطرق
الأدوات الشائعة المستخدمة في تشكيل الفخار
ينبغي أن تتم عملية تصنيع الفخار بالاعتماد على عدد هام من الأدوات، وبالتحديد الأدوات المخصصة لتشكيل الفخار، ومن أهم تلك الأدوات المستخدمة في التصنيع:
- سكين الفخار: تعد الأداة الحادة المستخدمة في تقطيع وتشكيل الطين.
- القوالب: يتم في العادة استخدام القوالب لعمل الأشكال المتنوعة من الفخار بشكل سريع ومتكرر.
- الفرادات: تعتبر من الأدوات الدوارة المتخصصة التي تستخدم في تشكيل الفخار.
- الأدوات الحادة: تستخدم الأدوات الحادة مثل الطباشير والسكاكين لعمل التفاصيل والزخارف المطلوبة على الفخار.
- فرن الحرق: يتم استخدام الفرن المختص بحرق الفخار في عملية التصنيع.
طرق تزيين الفخار
يعتمد تزيين الفخار قبل تعرضه للحرارة أو بعدها، باستخدام عدد محدد من الأساليب المتبعة أثناء تصنيع الفخار، والتي تسهل على الحرفي في تنفيذ عمل فخاري بمنتهى الروعة، وتشمل تلك الطرق:
- الزخرفة.
- النحت السطحي للجسم.
- التطويق.
- التغليف.
- التهذيب.
تصنيع الفخار في العصر الحديث
لا يزال تصنيع الفخار من أهم الصناعات الجميلة للغاية، فهي من الصناعات التي تمتاز بالبساطة والرفاهية، وفي العصر الحديث يجري تصنيع الفخار كما نشير فيما يلي:
- يكون تصنيع الفخار بالأشكال الفخارية المستخدمة في العصر الحاضر، مثل أوعية الجر المستخدمة لتجفيف التمور والأسماك المجففة.
- كذلك يوجد الحبّ الفخاري المستخدم تحديداً في تبريد مياه الشرب في البيئات مرتفعة الحرارة، أو في المناطق الصحراوية المميزة بالمناخ الجاف.
- تقوم أسس تصنيع الفخار بالاعتماد على معرفة جميع أنواع الطين المستخدمة في الصناعة، حيث تلعب جودة الطين دورها في تنفيذ عمل فخاري رائع ومميز.
- يعتمد تصنيع الفخار أيضاً على الاستفادة من التقنيات الفنية المتطورة التي تضمن جودة ودقة العمل الفخاري في النهاية.
صناعة الفخار التي تعد أحد أقدم الحرف التي عرفها التاريخ، والتي شهدت التطور الكبير تحديداً مع ظهور العديد من الأدوات والمعدات التي ساعدت على تنفيذ العديد من الأعمال الفخارية البارعة، والتي سهلت خطوات تصنيع الفخار وتشكيله وزخرفته.
