ثقافة عامة

أهمية صناعة الخزف على مر العصور وما هي مراحل تصنيعه وتطوره

صناعة الخزف

صناعة الخزف (Ceramics)؛ التي تعتبر من الحرف التقليدية التي كانت تعتمد على اليدين والطين فقط، والتي تمكنت من التطور بشكل ملحوظ، من خلال إدخال الآلات الصناعية في تلك الحرفة، ولاتزال بعض الدول تعتمد كذلك على الطرق التقليدية المتبعة منذ القدم في تلك الصناعة، والتي ساهمت في ازدهار اقتصاد العديد من الدول العربية وعلى رأسها دولة تونس.


صناعة الخزف

ترتبط أسس صناعة الخزف باتباع نهج محدد، يعتمد على الضغط على كرات الطين باليدين لتشكيل المنتج النهائي المطلوب، حيث:

  • يعتبر تصنيع الخزف من أوائل الحرف التي عرفتها البشرية، والتي اعتمدت بشكل كبير على المزج بين المعاصرة والأصالة.
  • تقوم آلية تصنيع الخزف بالاعتماد على لف الطين في حبال طويلة، إلى حين الوصول إلى الارتفاع المطلوب، ثم يتم تنعيم ذلك الطين في وقت لاحق.
  • تعتبر من الحرف التقليدية اليدوية الشاقة، والتي تعتمد على فنون النار التي لا يتمكن من القيام بها، إلا من أحبها وارتبط بها بعمق.
  • تنعكس محبة صانع الخزف على ما يقوم به من إنتاجات فنية مبدعة، كذلك تختلف المنتجات الخزفية اليدوية عن صناعة الخزف ومنتجاته الصناعية.
  • يعتمد تصنيع الخزف بشكل أساسي على إنتاج شكل جمالي في النهاية، وقد ارتبطت تلك الصناعة بفن صناعة الفخار فترة طويلة من الزمن.
  • ساهمت كلا الحضارتين الصينية والإسلامية بشكل كبير في ازدهار تلك الصناعة، وكان الخزف كغيره من العلوم التي تتأثر وتؤثر في الحضارات بطريقة مباشرة.
  • ارتبطت تلك الصناعة أيضاً بمجالات عدة، مثل مجال الصيدلة وحفظ السوائل والأدوية والمستحضرات العلاجية، وكذلك مجال المعمار والتزيين.

اقرأ أيضاً: دليل الفنون الشعبية والحرف اليدوية في مصر


تاريخ الخزف

تاريخ الخزف

يعتبر الخزف من أقدم المواد التي عرفها الإنسان على مر التاريخ، والفخار والخزف والبورسلان والسيراميك، تعتبر أدوات متشابهة إلى حد كبير، لكنها تختلف في طرق التصنيع والمواد المستخدمة في كل صناعة، كما تختلف فيما بينها كذلك في درجة الحرارة، وصناعة الخزف تختلف في المواصفات عن غيرها من الصناعات الأخرى.

عثر العديد من العلماء وخبراء التاريخ على المخلفات الخزفية المتنوعة، التي خلفها الإنسان القديم، الذي كان يعتمد على الفخار كأواني لحفظ أو تناول الطعام، وتعني كلمة “الخزف” الطين الذي تم حرقه على درجة حرارة معينة في النار.


خصائص الخزف

يمتلك الخزف مجموعة من الخصائص الأساسية التي سهلت العمل عليه وتشكيله، مما ساهم في إنتاج العديد من القطع الخزفية المميزة للغاية، ومن تلك الخصائص:

  • الخصائص الميكانيكية: الخزف مع المواد الضعيفة للغاية تحت تأثير قوى الشد عند تواجدها، وتعتبر خصائص الخزف الميكانيكية ضعيفة نسبياً بالمقارنة بالفلزات.
  • الخصائص الحرارية: يقاوم الخزف عملية انتقال الحرارة من سطح لآخر، وصناعة الخزف تتيح استخدامه في مجالات حرارية متنوعة، وتحديداً استخدامه كعازل للحرارة.
  • الخصائص الكيميائية: يقاوم الخزف التآكل بطريقة عالية.
  • الخصائص الكهربائية: تتمثل أهمية الخواص الكهربائية للخزف في التطبيقات المسماة (تقنية النانو).

أنواع الخزف

تطورت حرفة تصنيع الخزف على مر العصور، وأنتج الخزف الصيني أنواع عديدة من الخزف العالي الجودة، كما ظهرت العديد من المصانع المتخصصة بإنتاجها، ومن تلك الأنواع:

الخزف الأبيض

هو أحد الأنواع الأساسية المستخدمة في صناعة الخزف، وله العديد من المميزات، ومنها:

  • يعتبر أشهر أنواع الخزف الأبيض الكلاسيكي، وهو من الأنواع المميزة بالأسلوب البسيط والأنيق، بالإضافة إلى السطح اللامع الذي يشبه اليشم.
  • اعتمد تصنيع الخزف الأبيض في الصين قديماً على الأفران الشمالية، أشهرها فرن دينغ في مقاطعة هيبي، أما في الجنوب كانت جينغدتشن منطقة هامة لإنتاج.

خزف تانغ الملون

هو أحد أنواع الخزف القديمة التي تم استخدامه في العصور القديمة بفضل إمكانياته ومن مميزاته:

  • صناعة الخزف المصقول الملون كانت منتشرة في الصين القديمة، وهو لا يعتمد على 3 ألوان فقط، بالرغم من أن ألوانه السائدة كانت الأخضر والأبيض الفاتح والبني.
  • يعتمد تصنيع هذا النوع من الخزف على درجة حرارة أقل من أنواع الخزف الأخرى؛ حتى تُشكل عمل فني رائع وملون رائع
  • منطقة الإنتاج الرئيسية لهذا النوع كانت في Sancai وتحديداً مقاطعتي Henan و Hebei.

أنواع المواد الخزفية

تنوعت المواد الخزفية التي تدخل في تصنيع الخزف، الأمر الذي يتيح الحصول على أشكال فنية بالغة الروعة، ومن أنواع الخزف الشهيرة؛ ما يلي:

  • الخزف الأسود: تطور هذا النوع بشكل كبير حتى صار أساس خزف السيلادون، وهو يمتاز بالتركيز العالي من أكسيد الحديد الأسود، وظهرت أول الأنواع التي تدخل في صناعة الخزف الأسود في عصر شانج وتشو، لكنه لم يشهد الانتشار إلا في عهد أسرة سونغ، بعدما تراجعت شعبية هذا النوع؛ تم استخدامه كأحد المنتجات المنزلية من الدرجة الثانية.
  • الخزف الأزرق والأبيض: تطورت تقنية هذا النوع في عصر يوان، وأصبح مزيناً باللون الأرزق، واعتبر الخزف الأزرق والأبيض من أكثر وأشهر الانواع في الصين، ونشأت الكثير من أفران الخزف الأزرق والأبيض الشهيرة في جينغدتشن “عاصمة الخزف” في الصين.
  • الخزف المطلي بالمينا: ساد هذا النوع في عهد أسرة تشينغ، وهو من الأنواع التي صممت بالتحديد داخل محكمة تشينغ الإمبراطورية.
  • خزف سيلادون: يمتاز هذا النوع من الخزف بامتلاكه لون يشبه اليشم، وقد حاز هذا النوع على أسعار مرتفعة؛ قبل أن تحتل صناعة الخزف الأزرق والأبيض الصدارة، يعتبر من أنواع الخزف الصيني التقليدي المزودة بالطلاء الأخضر، وحظى بالتقدير الكبير داخل البلاط الإمبراطوري الصيني.

اقرأ أيضاً: ما الذي تشتهر به سلطنة عمان – أنواع الحرف اليدوية الأصيلة


تصنيع الخزف

تصنيع الخزف

تقوم آلية تصنيع الخزف بالاعتماد على مجموعة من المراحل الأساسية، مما يتيح خروج المنتج النهائي بالشكل المطلوب، وقد أوضح إحدى خبراء عملية تصنيع الخزف تلك المراحل بالتفصيل، حيث تبدأ أولى مراحل التصنيع بعمل قالب للشكل المرغوب من الجبس، ثم تبدأ مرحلة الرسم عليه، وبعدها مرحلتي الحفر والنحت.

أضاف كذلك أن مرحلة النحت تعتبر كمرحلة تكوين القالب الجديد من الجبس، وبعدها تأتي مرحلة تشكيل العمل الفني بالطين، ثم تأتي المرحلة النهائية والتي يتم فيها وضع العمل بالفرن، وأوضح الخبير أيضاً أن تلك المراحل تعتمد على فريق عمل متخصص ومتكامل.


مكونات الخزف

تدخل مجموعة من المكونات الأساسية في مراحل تصنيع الخزف، حيث يدخل الفلسبار والفخار في تصنيع الخزف، وفيما يلي نتعرف على تلك المكونات بالتفصيل:

  • الصوان: يعد من أنواع الكوارتز الصلبة.
  • الفلسبار: يعتبر من المعادن التي في الغالب تتكون من سيليكات الألمنيوم.
  • السيليكا: يدخل في تركيبه الأكسجين والسيليكون، وهي تعد من أكثر العناصر وفرة في قشرة الأرض.

مرحلة تصنيع الخزف

تعتمد أولى مراحل عملية تصنيع الخزف على طحن وسحق وتنقية المواد التي تدخل في تكوين الخزف، والتي فيما بعد يتم خلطها مع الماء، وبعدها تبدأ مرحلة  الترشيح المغناطيسي التي تهدف لإزالة معدن الحديد من العجينة.

يقوم الحرفيون بعد ذلك بتشكيل الخزف على هيئة تحف أو أواني أو غير ذلك، ويجري وضعها على درجة حرارة منخفضة بشكل تدريجي، بهدف تبخير جميع الملوثات المتطايرة المحتمل تواجدها، أو بهدف تقليل عملية الانكماش أثناء تعريضها للنار.

يجب العلم أن تصنيع الخزف يعتمد على درجة حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية، وهناك أفران مخصصة تقوم بعملية تصنيع الخزف، وبعد تعريضه للحرارة العالية يتم تبريده تدريجياً حتى يبرد ويتصلب؛ مما يجعله يتخذ الشكل النهائي المميز بالرابطة القوية بين حبيباته البلورية.

اقرأ أيضًا: كيف تصنع ميدالية من الورق لطيفة للمفاتيح بأبسط الطرق


استخدامات الخزف

استخدامات الخزف

يدخل الخزف في العديد من المجالات والصناعات، ويعتبر تصنيع الخزف من الحرف المميزة للغاية والتي تدخل في الكثير من الاستخدامات، منها:

  • صناعة التماثيل وأطباق الطعام وأدوات الزينة مثل المزهريات الجميلة، وغيرها من الصناعات الخزفية الزخرفية الجميلة.
  • تدخل استخدامات الخزف في مجال المعمار، حيث يتم استخدامه في العديد من انواع المباني، وفي الأرضيات والجدران سواءً في الخارج أو الداخل.
  • يستخدم الخزف تحديداً في المطابخ والحمامات، فهو يقاوم الرطوبة ويعمل على مقاومة الماء، كما يمنح الخزف الأرضيات المتانة المطلوبة.
  • تتمثل حالياً أشهر استخدامات الخزف في الوقت الحالي، في صناعة جسور وقشرة الأسنان المسماة بالبورسلان، والتي تعتبر من المواد المقاومة بشدة للبقع والتصبغات.

صناعة الخزف أو الفخار تعتبر من أوائل الحرف التي عرفتها البشرية، والتي كانت من الحرف اليدوية التقليدية الصعبة، التي أدى التطور الصناعي إلى العمل على تسهيلها بشكل كبير في عصرنا الحالي.

السابق
أين تقع زنجبار والمدن القريبة من زنجبار – أفضل الفنادق بها
التالي
افضل دول اجنبية للعمل والعيش وفرص لامحدودة

اترك تعليقاً