دعاء الصفا والمروة (The supplication of Safa and Marwa) الذي يقرأ في الحج لا يختلف عن دعاء الصفا والمروة الذي يقرأ في العمرة، وينبغي على كل من ينوي أداء تلك المناسك الدينية معرفة الأدعية التي يجب قراءتها أثناء الطواف والسعي لأنها تعد ركن من أركان الحج والعمرة، لذلك تابعنا لكي تتعرف على صيغة الدعاء بشكل صحيح وفضل الدعاء عند المرور بين الصفا والمروة.
دعاء الصفا والمروة
يعد ترديد دعاء الصفا والمروة من الأفعال الواجبة التي يجب القيام بها وذلك من خلال الآتي:
- (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده).
- الصفا والمروة من أركان الحج والعمرة الأساسية وقد قال الله تعالى:
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).[سورة البقرة، آية:158].
- جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
(فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ: مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ).
فضل السعي بين الصفا والمروة
أثناء ترديد دعاء الصفا والمروة فإن المسلم ينال فضل عظيم ويتمثل فضل السعي بين الصفا والمروة في الآتي:
- ينبغي أن يستشعر الحاج أو المعتمر الحكمة من السعي بين الصفا والمروة، وهي طلب الرحمة والمغفرة من الله تعالى.
- السعي بين الصفا والمروة به امتثال لأوامر الله تعالى والخروج من الأسباب الدنيوية.
- يسأل العبد الله تعالى دخول الجنة وغفران الذنوب أثناء السعي بين الصفا والمروة.
- الطواف بين الصفا والمروة يعد رسالة ربانية يطلب فيها العبد من الله تعالى دخول الجنة كما جاء في الآية الكريمة قول الله تعالى: “ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مومن فأولئك كان سعيهم مشكورا” سورة الإسراء.
أقرأ أيضا…(ما هو فضل سورة الملك)
دعاء السعي بين الصفا وَالْمرْوَةَ حصن المسلم
هناك بعض الأدعية المأثورة التي يستحب أن يقرأها المسلم عند السعي بين الصفا والمروة ومنها:
- الدعاء بقول الله تعالى: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة:201].
- “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
- “اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار”.
- أيضا “اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قولٍ وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل”.
- نقرأ “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد” ويكرر هذا الدعاء ثلاثة مرات.
- كذلك ترديد: ” سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
ماذا يقال عند الضوء الاخضر في الصفا والمروة؟
أثناء السعي بين الصفا والمروة يمر المعتمر أو الحاج بين ضوء اخضر وعليه أن يردد دعاء الصفا والمروة الآتي:
(ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم، واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد الصفا كبر عليها، وذكر الله ثلاثًا، ودعا ثلاثًا، وكرر، يقول: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) ويتم تكرار هذا الدعاء 3 مرات.
أقرأ أيضا…(ما هو فضل سورة الكهف)
آداب الدعاء
عن فضالة بن عبيد قال عن أن النبي صلى الله عليه وسلم، سمع رجلًا دعا، ولم يحمد الله، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم قال: “عجل هذا ثم قال: إذا دعا أحدكم؛ فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء”.
ومن هذا الحديث النبوي الشريف فإن من آداب الدعاء بشكل عام ما يلي:
- حمد الله تعالى والثناء عليه.
- الصلاة والسلام على رسول الله.
- استحضار القلب واليقين الكامل بأن الله تعالى سوف يجيب الدعاء.
- الخشوع والتضرع والتذلل إلى الله تعالى عند الدعاء.
- جهر الصوت عند الدعاء، بحيث لا يكون الصوت مرتفع أو منخفض جدا.
- تجنب التكلف في الدعاء: وقد ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ماذا تقول؟ قال: أسأل الله الجنة، وأستعيذ به من النار، فقال صلى الله عليه وسلم: “حولهما ندندن”.
شروط السعي بين الصفا والمروة
بجانب قراءة دعاء الصفا والمروة يجب معرفة الشروط التي يجب توافرها قبل السعي بين الصفا والمروة وهي:
- ينبغي قطع المسافة بالكامل بين الصفا والمروة في كل شوط، وذلك وفق ما أكده فقهاء المذاهب الأربعة، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك.
- مراعاة الترتيب بين الصفا والمروة بحيث يتم البدء بالصفا في البداية وبعدها يختم بالمروة، وذلك وفق ما ذكر جابر -رضي الله عنه- الذي وصف فيه حجّ النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال: (فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، … ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ).
- تقديم الطواف عن السعي وذلك باتفاق علماء الفقه والشريعة لما نقل عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: (إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا طَافَ في الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، أَوَّلَ ما يَقْدَمُ سَعَى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، ومَشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ).
- إتمام سبعة أشواط في الصفا والمروة وذلك وفق ما أكده المذاهب الأربعة وذلك لما روي عن ابن عمر: (سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: عن رَجُلٍ طَافَ بالبَيْتِ في عُمْرَةٍ، ولَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ أَيَأْتي امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ: قَدِمَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَطَافَ بالبَيْتِ سَبْعًا، وصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَطَافَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ سَبْعًا: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
سنن السعي في الصفا والمروة
هناك بعض السنن التي يجب أن يحرص عليها المسلم أثناء السعي بين الصفا والمروة وهي:
- الحفاظ على الطهارة قبل الصفا والمروة.
- المشي على الرجلين عند السعي بين الصفا والمروة ولا يفضل الركوب إلا إذا دعت الحاجة لذلك.
- الجري أو الهرولة بين الضوء الأخضر.
- قراءة الأدعية المأثورة من السنة النبوية والقرآن الكريم.
- عند رؤية الكعبة يجب التكبير والتهليل.
دعاء الصفا والمروة هو الدعاء المأثور الذي يقرأ عند السعي بين الصفا والمروة ويعد الدعاء من السنن النبوية التي يجب أن يقوم بها المسلم في الحج أو العمرة، بجانب ضرورة الالتزام بسنن السعي والمروة ومعروفة الشروط التي يجب القيام بها.
