من اول من صام من الانبياء(The first of the prophets to fast)؛ كتب الصيام على المسلمين كما كتب على الذين من قبلهم، وشهر رمضان هو شهر التقوى والعبادة الذي فرض فيه الصيام على المسلمين كركن هام من أركان الإسلام، لكن الصوم لم يعرف بدايةً في الإسلام، وقد ذكر العديد من الامثلة على أشخاص صاموا أياماً متفرقة قبل معرفة شهر رمضان، تابع القراءة للتعرف على من اول من صام من الانبياء؟ وطريقة الصيام قبل الإسلام.
من اول من صام من الانبياء
لم يفرض الصيام على المسلمين فقط، بل كان جميع الأنبياء يصومون أياماً محددة في كل شهر، وكان اول من صام من الانبياء سيدنا آدم عليه السلام، فقد كان يصوم الأيام البيض من كل شهر، وقوم سيدنا موسى اشتهروا بصيام عاشوراء، وكان الصيام ينتقل من جيل إلى آخر إلى أن نزل أمر الله سبحانه وتعالى بصيام شهر رمضان كاملاً.
ومن الأدلة على ذلك قول الله سبحانه و تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).
كما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنه كان يصام في عاشوراء : ( كانَ عاشُوراءُ يُصامُ قَبْلَ رَمَضانَ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضانُ قالَ: مَن شاءَ صامَ، ومَن شاءَ أفْطَرَ ) .
اقرأ أيضاً: “ الفرق بين النبي والرسول هل كل نبي هو رسول؟“
صيام الأيام البيض
عُرف صيام الأيام البيض قبل نزول أمر الصيام في رمضان، والأيام البيض هي الأيام التي نرى فيها القمر عند غروب الشمس، وسميت بهذه التسمية لأن وجود القمر ينير السماء والأرض بلونه الجميل، والايام البيض تكون ثلاثة أيام من كل شهر في التقويم الميلادي، هذه الايام هي ( الثالث عشر، و الرابع عشر، و الخامس عشر )، وقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث نبوي عن فرض الصيام في هذه الأيام : ( صيامُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهرٍ صيامُ الدَّهرِ، وأيَّامُ البيضِ صبيحةَ ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرة).
صيام عاشوراء
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم أيام عاشوراء مع المسلمين، إلى أن أتى أمر صيام شهر رمضان بعد ذهاب الرسول إلى غار حراء، حيث نزل عليه القرآن و عرف حينها أنه أصبح نبياً، و شهر رمضان هو شهر مبارك لأنه الشهر الذي نزل فيه كلام الله سبحانه و تعالى في كتابه القرآن الكريم، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الصيام كان معروفاً منذ وقت النبي نوح، الى أن نزلت أوامر الله سبحانه و تعالى بخصوص فرض صيام شهر رمضان المبارك .
لماذا فرض الصيام على الأنبياء
بعد أن عرفنا من اول من صام من الانبياء، يجب التذكير بأن الصيام ليس مفروضاً فقط على الأمة الإسلامية، بل هو فرض على الديانات الأخرى غير الإسلام وهذا دليل على المساواة الإلهية بين البشر والأمم جميعها، حيث لم يفرض الله الصيام على دين او أمة واحدة فقط، وللصيام أهمية كبيرة عند الله سبحانه و تعالى، وقد حقق هذه المساواة بين الشعوب لكي يكون الإقبال على الصيام مبنيا على الطمأنينة و الايمان، و ليس بالقوة و الاجبار، ولكي يكون التعب و العطش و الجوع سهلاً عليهم عند تذكر الثواب.
والصيام هو من العبادات التي تعود على صاحبها بالخير، و الثواب، و الصّلاح، و كذلك الصيام هو سنة من سنن الأنبياء على مرور الزمن، وقد كان المؤمنون يتبعون خطى الأنبياء و الصالحين في الصيام، و أيضاً يتبعون طرقهم نفسها في الصيام لأنهم قدوة للمؤمنين.
اطلع على المزيد حول: “كيفية الرقية الشرعية في الماء ابن عثيمين“
كيفية الصيام في الإسلام
الصيام في الإسلام يعني الامتناع عن تناول الطعام والشراب ولمس النساء خلال النهار في شهر رمضان المبارك، وذلك من طلوع الشمس حتى غروبها، حيث يتناول المسلمين طعام السحور قبل طلوع الفجر ويكون الإمساك عن الطعام عند سماع صوت آذان الفجر، ويمكن تناول الطعام عند آذان غروب شمس اليوم وحتى فجر اليوم الثاني وهكذا طيلة الشهر.
والصيام لا يعني فقط الامتناع عن تناول الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس على ترك جميع العادات السيئة التي تعود بالضرر على الفرد والمجتمع مثل السرقة والكذب والغيبة والنميمة، و هو سبب يجعل المسلم يرتقي في دينه، و يصل الى مرتبة عليا من كمال الإيمان، و الغاية الأساسية من الصيام هي تحقيق تقوى الله سبحانه و تعالى في النفوس ، لأن التقوى أمر يجب على كل مسلم أن يلتزم به، فهو يحث على تنفيذ أوامر الله.
فضل صيام رمضان
للصيام في رمضان فضل عظيم عند المسلمين، للعديد من الأسباب نذكر منها:
- الصيام يقوي الإنسان ويبعده عن شهواته، التي حرمها الله وعند الصيام يبتعد كل مسلم عن الأمور السيئة ويلتزم بالصلاة والعبادة والتقرب من الله.
- يساعد الصيام على تطهير نفس كل إنسان من الأمور المخلة بالأدب، و الأفعال المسيئة، و يبعد عن المسلم عن كل مافيه أذية لنفسه ومن حوله.
- الدعاء يكون مستجاب في رمضان خاصة وقت الإفطار لأن المسلم يكون قريباً من ربه، مبتعداً عن كل الأمور السيئة لذا قيل للصائم دعوة لا ترد.
- ينال الصائم المغفرة من الله سبحانه وتعالى والأجر العظيم.
- توحيد المسلمين في هذا الشهر على إقامة دين الله والصيام بشكل جماعي، وهذا ما يجعل المسلمين يفطرون ويقيمون الصلوات في نفس الوقت.
من النبي الذي صام الدهر؟
يقال أن النبي داؤود صلى الله عليه وسلم صام الدهر كله، لكن هذا ليس صحيحاً بشكل مطلق، فقد قيل أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله عبد الله بن عمرو بن العاص أنه نذر صيام الدهر كله فقال له الرسول أن في ذلك مشقة عليه، ولكن يمكنه أن يصم من الشهر ثلاثة أيام، فلما طلب عبد الله صياماً أعلى من ذلك، أرشده النبي الأمين محمد إلى صيام سيدنا داود عليه السلام، فلما طلب عبد الله ما هو أعلى من صيام داود وأفضل، قال له النبي الأمين: إنْه لا يوجد أفضل من ذلك.
حيث جعل النبي محمد عليه الصلاة والسلام أعلى درجات الصيام وأفضلها هو صيام سيدنا داؤود عليه السلام، فقد كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، والقصة مذكورة في صحيحي البخاري ومسلم، أما صيام السنة كلها فلم يثبت عن نبيّ من الأنبياء بسند صحيح.
من اول من صام من الانبياء هو سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، حيث كان يصوم الأيام البيض من كل شهر، فالصيام كان موجوداً منذ بداية التاريخ ثم أصبح فرضاً على المسلمين جميعاً بعد نزول القرآن في شهر رمضان المبارك، وأصبح أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يصح الإيمان بدونها.
