ظاهرة الاورورا (Aurora phenomenon) تعتبر ظاهرة طبيعية ساحرة تحدث في سماء المناطق القطبية على الأرض، حيث إن تلك الظاهرة تتكون عند تفاعل الجزيئات الشمسية المتدفقة والمشحونة إيجابيا من الشمس مع الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض، ويكون ذلك التفاعل نتيجة إطلاق طاقة ضوء ملونة، والتي عادة ما تتنوع ألوانها ما بين الأصفر والأخضر والأحمر والوردي والأرجواني.
ظاهرة الاورورا
يظهر في ظاهرة الأورورا مزيج من الألوان الممزوجة حتى تشكل مظهرا جميلا وخلابا، والتي ينفرد قطبا الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي بها، حيث إنها تطلق عليها مسميات عديدة، مثل الأضواء القطبية والفجر القطبي والتي تتخذ عددا مختلفا من الأشكال البصرية، وتكون كما يلي:
- أقواس الشفق القطبي: وهي شبيهة بالستائر، وتتشتت وتتغير بسرعة كبيرة، وتملأ السماء بأشعتها بألوان جميلة وجذابة.
- الشفق المنتشر: ويتكون ذلك النوع من الشفق بوجود بقع عديدة تكون درجة السطوع الخاصة بها شبه عادية.
- الشفق نشر: ويعتبر ذلك الشكل البصري الأكثر توهجا، والأقرب لحدود الرؤية، ويتميز بمرافقة حدوثه لسحب مقمرة، ويتيح إمكانية مشاهدة النجوم بصورة كاملة، وذلك في وقت ذروة الشفق.
ألوان الشفق القطبي
تظهر ألوان ظاهرة الاورورا والمعروفة بالشفق القطبي في السماء بألوان عديدة ومختلفة، وهي كما يلي:
- اللون الأخضر: ويظهر عند اصطدام جزيئات الغبار الشمسي بجزيئات النيتروجين والأكسجين المنتشرة في الغلاف الجوي على ارتفاعات عديدة تتراوح ما بين 100 إلى 300 كم، والذي يعد من أكثر الألوان وضوحا وسيطرة في آن واحد في لوحة الشفق القطبي، حيث إنه كلما زادت جزيئات الغبار الشمسي المخترق للغلاف الجوي زاد وضوح وحدة اللون الأخضر.
- اللون الأحمر الغامق والوردي: يظهر اللون الأحمر الغامق والوردي في أكثر منطقة منخفضة يصطدم فيها غبار الشمس مع جزيئات النيتروجين، لذا فإنه يظهر اللون الأحمر الغامق أو الوردي لمن يشاهده عند الحافة السفلية من الشفق القطبي.
- اللون الأحمر: يظهر بشدة اللون الأحمر عند تعمق جزيئات الغبار الشمسي بالغلاف الجوي، وتصطدم بجزيئات الأكسجين المنتشرة في الغلاف الجوي على ارتفاعات تتراوح ما بين 300 لـ 400 كم، مما يجعله يظهر في الطبقة الموجودة فوق طبقة اللون الأحمر الغامق أو الوردي.
- اللون الأرجواني والأزرق: يظهر اللون الأرجواني والأزرق عند اصطدام جزيئات غبار الشمس بجزيئات الهيليوم والنيتروجين، حيث إنه يكون من الصعب على العين المجردة رؤية هذين اللونين بصورة واضحة في السماء عندما يشتد الظلام، إذ إنه من الممكن ملاحظتهما فقط عندما تكون السماء لونها فاتحا.
أقرأ أيضا…(عادات وتقاليد المجتمع الأسترالي للعيش حياة رائعة بعد السفر)
كيف تحدث ظاهرة الاورورا وأسبابها
تعتبر ظاهرة الأورورا أو ظاهرة الشفق القطبي ظاهرة طبيعية فلكية، والتي تحدث فور اختراق الغبار الشمسي الناجم عن الانفجارات الشمسية الطبقات العليا من الغلاف الجوي، مما يتسبب في اصطدامه بجزيئات الغازات المكونة للغلاف الجوي، مثل الهيدروجين والنيتروجين والهيليوم والأكسجين وينتج عن ذلك الاصطدام ألوان وأشكال متعددة تظهر في السماء كلوحة جميلة فنية وجذابة.
أما عن أسباب حدوثها، فإنها تحدث عند إطلاق الشمس جسيمات بطاقة عالية إلى الأرض، حيث إنها تتفاعل مع ذرات الغلاف الأيوني الأرضي وتقوم بتنشيطها، مما يتسبب ذلك في انبعاث أضواء بألوان متعددة ومتنوعة مثل الأزرق والأخضر والأحمر، والذي يتوهج كل لون منها على ارتفاع محدد، كما أن كل لون من ألوان الشفق القطبي ينجم بسبب تفاعل معين ما بين ذرات الغلاف الأيوني والإلكترونيات الشمسية، وذلك كما يلي:
- ينتج اللون الأخضر نتيجة تفاعل ذرات الأكسجين مع الإلكترونات الشمسية.
- يحدث اللون الأرجواني والأزرق بسبب تفاعل النيتروجين مع الإلكترونات الشمسية.
- ينجم اللون الوردي بسبب تفاعل النيتروجين المحايد مع الإلكترونات الشمسية.
- ينتج اللون الأزرق عند تفاعل ذرات الهيدروجين مع الإلكترونات الشمسية.
أقرأ أيضا….(انواع الاسماك في السعودية)
حقائق عن الشفق القطبي
هناك عدد من الحقائق التي ترتبط بها ظاهرة الاورورا وهي كما يلي:
- يبدأ الشفق القطبي على بعد 148 كيلو مترا في مركز النظام الشمسي، حيث إن الشمس تنتج رياحا مشحونة بالجسيمات، ألا وهي الإلكترونات.
- تنتشر الإلكترونات بسبب التفاعل ما بين الإلكترونات الجسيمات الضوئية “الفوتونات” والذرات والتي ينتج عنها تباعا ضوء الشفق القطبي.
- تعد الألوان الأساسية للشفق القطبي هي الوردي والبنفسجي والأخضر الفاتح.
- تحدث الأورورا ضمن منطقة المجال المغناطيسي للأرض، والذي يعمل على حماية الكرة الأرضية من الرياح الشمسية.
- تحدث أيضاً في القطب الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية، ويمكنك رؤيتها بصورة واضحة من الفضاء.
- تحدث ظاهرة الشفق القطبي على كواكب أخرى بخلاف الأرض، مثل أورانوس ونبتون وزحل والمشتري.
- تظهر ظاهرة الأورورا على ارتفاع 150 كيلو مترا، وتمتد إلى 1000 كيلو متر فوق سطح الأرض.
أنواع الشفق القطبي
هناك أحجام وأشكال مختلفة يظهر بها الشفق القطبي، وذلك على حسب نوعه، حيث إن هناك 5 أنواع رئيسية له، وهي كما يلي:
- الشفق القوسي: ويبدأ ذلك النوع من الشفق في الظهور في صورة قوس من القطب إلى القطب، ويعتبر الأكثر شيوعا، ويمكنك مشاهدته أيضا عندما يكون نشاط الشمس منخفضا، لأن نشاط الشمس العالي يقوم بتشويه شكل الشفق القوسي.
- الشفق المترابط: وهو يشبة بشكل كبير الشفق القوسي، إلا أنه يعمل على إظهار منحنيات بصورة أكبر، ويمتاز بسرعة تحوله من شكل القوس المليء بالمنحنيات حتى يغطي نطاقات كثيرة وفي دقائق معدودة بسبب النشاط الشمسي.
- الشفق التاجي: ويكون ذلك النوع من الشفق في شكل تاج، ويمتاز باشتماله على ألوان كثيرة بسبب التفاعلات ما بين الذرات المختلفة والإلكترونات، ومن أشهر الألوان التي يمكن مشاهدتها في ذلك النوع من الشفق اللون الأزرق والزهري والأبيض.
- الشفق المشع: وتكون أشعة الشفق القطبي في هذا النوع في صورة خيوط ملتفة على نفسها وشبيهة بالستائر، ويعتبر ذلك النوع من أشهر الأنواع خاصة عندما يكون نشاط الشمس عاليا.
- الشفق المنتشر: يعتبر ذلك النوع أكثر الأنواع ندرة من الشفق القطبي، حيث إنه يرى بصورة نادرة، ويمتاز بأنه لا يأخذ أي شكل محدد، كما أنه يحتاج إلى معدات متخصصة من أجل مشاهدته ورصده.
أفضل مناطق مشاهدة ظاهرة الاورورا
هناك بعض المناطق التي يمكنك من خلالها رؤية ظاهرة الشفق القطبي بصورة أوضح عن غيرها من المناطق الأخرى، وهي كما يلي:
- كندا: تعتبر أفضل المناطق لرؤية ظاهرة الأورورا، وذلك نتيجة وقوعها على خط العرض الشمالي وخفض نسبة التلوث الضوئي بها، وتكون أفضل الأوقات لرؤيتها فيها بدءا من بداية شهر أغسطس وانتهاء إلى بداية شهر مايو.
- شمال فنلندا والسويد: أي منطقة لابلاند في فنلندا، وكيرونا في أقصى شمال السويد، ويعد أفضل وقت لرؤيتها من نصف شهر سبتمبر وحتى نهاية شهر مارس.
- النرويج: وبالتحديد في ترومو بالشمال، أي على بعد 394.2 كيلو متر شمال القطب الشمالي المتجمد، ويعد أفضل وقت لرؤيتها من نصف شهر سبتمبر وحتى آخر شهر مارس.
ظاهرة الاورورا يمكنك مشاهدتها في المناطق القطبية على الأرض، ألا وهي مناطق القطب الجنوبي والقطب الشمالي، حيث إن الشفق القطبي في القطب الشمالي يعرف بالأورورا بورياليس، أما في القطب الجنوبي فإنه يعرف بالأورورا أوستراليس، كما أنه بإمكانك مشاهدة الأورورا في فصلي الخريف والربيع، عندما يكون الليل أكثر طولا، وذلك في مناطق بقرب القطبين.
