اسباب الجاثوم Causes of gnats؛ التي تتعدد وتختلف باختلاف طبيعة الأشخاص واختلاف الأعمار، فشلل النوم قد يصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية، حيث لا يوجد سبب محدد وراء الإصابة به ولكن هناك مجموعة من الأسباب أو العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، لذا في حال الإصابة بنوبات الجاثوم فلا داعي للقلق أو الخوف ومن المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الكامن وراءه وعلاجه إن أمكن أو الوقاية منه.
ما هو مرض الجاثوم
الجاثوم هو ظاهرة فسيولوجية غامضة يطلق عليها (Sleep paralysis) أو أبو رابوص، تصيب الإنسان أثناء انتقاله من مرحلة النوم إلى مرحلة اليقظة، حيث يفقد السيطرة على الحركة أو الكلام، بينما يبقى واعيًا تمامًا لما يدور حوله، علاوة على الشعور بالشلل وعدم القدرة على تحريك الجسم أو أي جزء منه، بالإضافة إلى الإحساس بالضغط على الصدر أو ضيق في التنفس.
أحيانًا قد يصاب بعض الأشخاص بهلوسة سمعية أو بصرية أثناء الجاثوم، نتيجة الشعور بالخوف والقلق الشديدين، ولا يوجد سبب محدد لحدوث الجاثوم، ولكن هناك بعض العوامل المحتملة له، كما يعد الشباب والمراهقين أكثر عرضة للإصابة بالجاثوم، حيث تشير الدراسات إلى أن 60% من الأشخاص الذين يعانون من الجاثوم هم ما بين 15 و 30 عامًا.
شاهد أيضًا: ما هو مرض الجذام ؟ انتبه عند ظهور طفح جلدي
اسباب الجاثوم
يعتقد البعض أن الجاثوم يرتبط فقط بمشاكل النوم، ولكن في الحقيقة، قد يحدث الجاثوم عند الأشخاص الذين لا يعانون من أي مشاكل مرتبطة بالنوم، وذلك لأن هناك بعض الاسباب التي تزيد من خطر الإصابة به، ومن اسباب الجاثوم ما يلي:
- أنماط النوم غير المنتظمة: مثل النوم في أوقات مختلفة كل ليلة، أو العمل في وظائف تعتمد على نظام المناوبات، تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالجاثوم.
- النوم القهري أو التغفيق: هو أحد اضطرابات النوم التي تزيد من اسباب الجاثوم ، حيث يعاني الأشخاص المصابون بالنوم القهري من نوبات مفاجئة من النعاس والنوم في أوقات غير مناسبة.
- العوامل الوراثية: حيث تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة اسباب الجاثوم، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الجاثوم هم أكثر عرضة لوجود أفراد من العائلة يعانون من نفس الحالة.
- اضطرابات الصحة النفسية: حيث تؤدي بعض اضطرابات الصحة النفسية، مثل اضطراب القلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الهلع، إلى زيادة الإصابة بالجاثوم.
- النوم على الظهر: يعتقد أن النوم على الظهر قد يزيد من خطر الإصابة بالجاثوم، بالإضافة إلى أن بعض الأدوية مثل الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، تسبب الإصابة بالجاثوم.
- تعاطي المخدرات: فالأدمان يؤدي إلى مشاكل النوم المختلفة، مثل تشنجات الساق الليلية، والتي تتسبب في الإصابة بالجاثوم.
- عدم الحصول على القسط الكافي من النوم: فالحرمان من النوم هو أحد أهم اسباب الجاثوم، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للإصابة بالجاثوم من غيرهم.
أهم أعراض الإصابة بالجاثوم
تختلف شدة أعراض الجاثوم من شخص لآخر، وذلك نظراً لإختلاف اسباب الجاثوم أيضًا حسب الاشخاص، فقد لا يصاب جميع الأشخاص بجميع الأعراض المذكورة، لذا من المهم عدم الخوف من الجاثوم، ومن أبرز تلك الأعراض:
- الشلل الجزئي أو الكلي لعضلات وعظام الإنسان يعتبر العرض المحوري للجاثوم، حيث يفقد الشخص القدرة على الحركة أو الحديث عند النوم أو الاستيقاظ لمدة تتراوح بين بضع ثوان إلى حوالي دقيقتين.
- الخوف الذي يعد من أكثر الأعراض شيوعًا في الجاثوم، حيث يشعر الشخص بالخوف الشديد من عدم قدرته على التحرك أو الكلام.
- يصاب بعض الأشخاص بالهلوسة أثناء الجاثوم، والتي قد تكون سمعية أو بصرية أو شعورية، وقد يشعر الشخص أيضًا بضيق في التنفس أو ضغط على الصدر، وآلام في العضلات والتعرق بشكل مفرط.
- إحساس الشخص بأنه على وشك الموت، علاوة على ذلك يعاني البعض من الصداع، والبارانويا، أو جنون الارتياب.
شاهد أيضًا: ما هي الغدة الدرقية اسباب فرط وقصور هرمون الغدة
كيف يمكن تشخيص الجاثوم
يعتبر التشخيص الدقيق للجاثوم أمرًا ضروريًا للحصول على العلاج المناسب، وقد يختلف مسار التشخيص والعلاج من شخص لآخر، لذا من المهم الرجوع للطبيب والتعاون معه والإجابة على جميع أسئلته بصدق، وإتباع خطوات التشخيص بالشكل التالي:
- الذهاب إلى الطبيب المختص مع ذكر عدد مرات حدوث نوبات الجاثوم له ومدة استمرارية كل نوبة، ومتى ظهرت أول نوبة من هذا المرض.
- تسجيل الأعراض وكل ما يمر به الشخص المعني، وكذلك طريقة نومه وتفاصيله، وتفاصيل نوبة الجاثوم لمدة أسبوعين على الأقل.
- معرفة التاريخ الطبي كاملًا للشخص المعني بما في ذلك طبيعة الأدوية التي كان يأخذها أو ما زال يأخذها، علاوة على إن كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالمشكلة ذاتها.
- يحتاج الطبيب في بعض الحالات إجراء ما يعرف بتخطيط النوم أو اختبار النوم المتعدد (Polysomnography)، وفي بعض الأحيان لا يحتاج لإجراء فحوصات طبية لعلاج المصابين بالجاثوم المتكرر، لا سيما إذا لم يكن مصحوبًا بمشاكل صحية أخرى.
- يلجأ الطبيب لنوع آخر من الفحوصات يعرف باسم (Multiple Sleep Latency Test) وهو اختبار تأخر النوم المتعدد، وذلك في حال كان الشخص يشعر بالنعاس أو ينام كثيرًا خلال النهار.
كيفية علاج الجاثوم
يعتمد العلاج هنا على معرفة وتحديد اسباب الجاثوم الكامنة وراء الإصابة به، وفيما يلي بعض الأمثلة على علاج مجموعة من الحالات المسببة للجاثوم بالشكل التالي:
- إضطراب ثنائي القطب
يعتمد علاج الجاثوم في هذه الحالة على علاج اضطراب ثنائي القطب نفسه، من خلال أدوية يصفها الطبيب بما يناسب حالة المصاب وصحته، علاوة على المتابعة من قبل أخصائي نفسي أو طبيب آخر مختص، وكذلك أهمية إخبار الطبيب عن جميع الأعراض التي يشكو منها المصاب بما في ذلك نوبات الجاثوم وخاصة تلك المصحوبة بتشنج في الساقين أثناء الليل أو النوم، وذلك لأن بعض المصابين يعانون إثر تغيير أدويتهم ففي هذه الحالة، يجب إخبار الطبيب بأي مستجد يحدث.
- النوم القهري
يعتمد العلاج في حالة النوم القهري والذي يجعل الشخص ينام فجأة في أوقات غير مناسبة للنوم على استخدام مضادات الاكتئاب، فلا يعني أخذ مضادات الاكتئاب الإصابة بالاكتئاب، بل إن هذه الأدوية عرفت بقدرتها على علاج أو تقليل عدد مرات حدوث نوبات الجاثوم لدى الأفراد المصابين بالنوم القهري.
شاهد أيضًا: اسباب الصداع المستمر وكيفية علاجه والتخلص منه
أهم النصائح للوقاية من الجاثوم
تستند الوقاية إلى تجنب اسباب الجاثوم أو معالجة العوامل التي تحفز حدوث نوبات شلل النوم، مما يقلل من فرص حدوثه أو يمنع حدوثه بشكل تام، ومن أبرز النصائح المتبعة للوقاية منه ما يلي:
- الحصول على قسط كاف من النوم حيث ينصح بالنوم ما بين 6 و 8 ساعات كل ليلة، بالإضافة لتنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ بانتظام.
- الامتناع عن شرب الكحول والتدخين قبل النوم، علاوة على تجنب شرب أو تناول المشتقات المحتوية على الكافيين قبل النوم.
- تجنب تناول وجبات دسمة قبل النوم واتباع نظام غذائي صحي من خلال تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة، مع ممارسة الرياضة بصورة منتظمة بالإضافة لتجنب ممارستها قبل النوم ب 4 ساعات على الأقل.
- تجنب النوم على الظهر واختيار وضعيات للنوم تكون ملائمة.
اسباب الجاثوم تحدد طرق العلاج منه بالإضافة لكونها تساعد على تجنب تكرار الإصابة به، وتختلف اسباب الجاثوم من شخص لآخر وبالتالي يختلف أسلوب العلاج المتبع.
