بحث عن الزواج المبكر وأسبابه وطرق الحد من هذه الظاهرة

بحث عن الزواج المبكر Research on early marriage؛ الزواج المبكر أو ما يسمى زواج الأطفال هو قضية عالمية يغذيها عدم المساواة بين الجنسين، والفقر، والأعراف الاجتماعية، وانعدام الأمن، ولها عواقب مدمرة في جميع أنحاء العالم. تعرف معنا خلال بحث عن الزواج المبكر عن هذه الظاهرة وأسبابها وطرق علاجها.

مقدمة بحث عن الزواج المبكر

الزواج المبكر هو الزواج الذي يكون فيه أحد الطرفين أو كليهما أطفالًا تحت سن 18 عامًا. وبينما من المرجح أن يحدث الزواج المبكر للفتيات، فإنه ليس من غير المألوف أن يتزوج الأولاد قبل سن 18 عامًا في بعض البلدان. في أغلب الأحيان، تتزوج الفتاة الأصغر سنا من رجل أكبر منها.

الزواج المبكر غير قانوني في كل البلدان تقريبًا. ومع ذلك، نادراً ما يتم تطبيق قوانين الزواج المبكر في العديد من البلدان، وغالباً ما لا تدرك الأسر والفتيات وجود مثل هذه القوانين، ووفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، فإن الزواج القسري والمبكر يحرم الأطفال من حقهم في الحماية من الممارسات الضارة والإيذاء والاستغلال، ويسلبهم حقهم في النمو إلى أقصى حد، من خلال بحث عن الزواج المبكر سنتعرف على أسباب هذه الظاهرة وأساليب الحد منها.

أين يحدث الزواج المبكر؟

من الصعب أن نتخيل أنه لا تزال هناك دول تعتبر الزواج المبكر قانونيًا. ولكن الحقيقة هي أنها لا تزال منتشرة على نطاق واسع وخاصة في الدول النامية. فهو يتجاوز الخطوط العرقية والثقافية والدينية أيضًا. يمكن العثور على البلدان التي يحدث فيها زواج الأطفال في كل منطقة من مناطق العالم تقريبًا من أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ومن آسيا إلى أوروبا والأمريكتين. وينتشر الزواج المبكر في الغالب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

وتشهد النيجر، الواقعة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، أعلى معدل لزواج الأطفال على مستوى العالم. وتتزوج 76% من الفتيات قبل سن 18 عاماً. كما تشهد البلدان المجاورة، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد، زواج أكثر من ثلثي جميع الفتيات قبل بلوغهن سن 18 عاماً .

“اقرأ أيضاً: بحث عن البراكين وأهم المعلومات عنها“

أسباب حدوث الزواج المبكر

أسباب الزواج المبكر معقدة ومتنوعة، وتحفزها عوامل مختلفة عبر المجتمعات والمناطق وفي بعض الأحيان، حتى داخل نفس البلد. غالباً ما يكون زواج الأطفال مدفوعاً بالتقاليد الراسخة والفقر. فبالنسبة للأسر الفقيرة، فإن أفضل فرصة لها للبقاء على قيد الحياة قد تتطلب تزويج بناتها، فقط لأنها لا تستطيع تحمل تكاليف الاحتفاظ بهن. تأتي الغالبية العظمى من الزوجات الأطفال من أكثر دول العالم فقراً، ومن خلال بحث عن الزواج المبكر سنتعرف على أسباب هذه الظاهرة:

الفقر

بالنسبة للآباء والأمهات الذين لديهم العديد من الأطفال أو الذين يعيشون في فقر مدقع، فإن زواج الأطفال هو مجرد وسيلة للمساعدة في التخفيف من الظروف الاقتصادية اليائسة التي يجدون أنفسهم فيها. وفي المجتمعات التي يتعين فيها على أسرة الفتاة دفع المهر، قد يعني الزواج المبكر في سن أصغر تكلفة أقل. ومن المفترض أن تحصل الفتاة الأصغر سناً على المزيد من الوقت لتكريسه لأسرتها الجديدة وإنجاب المزيد من الأطفال، لذا فإنها قد تجلب مهراً أعلى للعروس وهو المبلغ الذي يدفعه العريس في بعض المجتمعات لوالدي العروس.

في بعض الأحيان، يتم تزويج الفتيات للمساعدة في سداد الديون أو تسوية النزاعات أو كبديل للمال. والأسوأ من ذلك أن الأسر قد لا يكون أمامها خيار سوى ترتيب زواج الابنة الصغرى مع أختها، إذا أمكن الحصول على “صفقة شاملة” أرخص. يعد الفقر أحد الأسباب الرئيسية لزواج الأطفال، ولكنه أيضًا نتيجة مستمرة. بعد حرمانها من فرصة النمو والتعلم وتحقيق إمكاناتها بالكامل، تصبح العرائس الأطفال غير قادرات.

العادات والتقاليد

يمكن أن يتأثر الزواج المبكر أيضًا بالأعراف والمعتقدات. ففي بعض المجتمعات، الزواج ليس أكثر من مرحلة من مراحل الأنوثة. بمجرد أن يبدأ الحيض، يُنظر إلى الفتاة على أنها امرأة ناضجة، وبالتالي فإن الخطوات المنطقية التالية لها في الحياة هي الزواج والأمومة. قد يُنظر أيضًا إلى الفتيات الأصغر سنًا على أنهن أكثر قابلية للتكيف، ويسهل تشكيلهن كزوجة مطيعة.

في بعض المناطق، يكون الزواج المبكر أمرًا سياسيًا. يتم ترتيبه لبناء أو تعزيز العلاقات بين القبائل أو المجتمعات. وفي مكان آخر يتعلق الأمر بشرف العائلة. مثل تجنب عار وجود ابنة غير متزوجة أو حامل خارج نطاق الزواج. وفي العديد من الثقافات، تعتبر الفتيات اللاتي فقدن عذريتهن “غير مناسبات” للزواج. لذلك يجوز للوالدين ترتيب اتحاد لابنتهما عندما تكون صغيرة للتأكد من أنها تظل عذراء ولتعظيم سنوات الإنجاب.

وسيلة للنجاة

بالنسبة لبعض العائلات، يعتبر الزواج المبكر بمثابة استراتيجية للبقاء. وإذا لم يتمكنوا من إطعام وتعليم كل أطفالهم، فإن تزويج الفتيات سيكون من أفض الأمور، وفي البيئات التي تشهد حروبًا أو أزمات مستمرة، يُنظر إلى الزواج المبكر أيضًا على أنه وسيلة مشروعة لحماية الفتيات في بيئة معادية. عندما يُجبر الناس على ترك منازلهم، تكون حماية الزوج أفضل من التعرض لخطر الاعتداء الجسدي أو الجنسي من الغرباء في مخيمات اللاجئين أو مستوطنات الخيام غير الرسمية.

ضعف الثقافة والتعليم

تظهر الإحصائيات عن الزواج المبكر أن الفتيات اللاتي لا يذهبن إلى المدرسة يواجهن خطرًا أكبر في أن يتزوجن في سن الطفولة. وتزيد احتمالات زواج الفتيات اللاتي لم يحصلن على أي تعليم قبل سن 18 عاما بثلاثة أضعاف مقارنة بالفتيات اللاتي التحقن بالمدارس الثانوية أو أعلى. فعندما تحصل الفتيات على التعليم، فإنهن يكتسبن المعرفة والثقة اللازمة لاتخاذ قرارات حياتية مهمة لأنفسهن – بما في ذلك ما إذا كان سيتزوجن ومتى ومن سيتزوجن.

قلة الوعي الصحي

للزواج المبكر والقسري عواقب وخيمة على صحة الفتاة ونموها. وفي الواقع، الأم والطفل أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة. وفي عام 2017 وحده، توفيت حوالي 295 ألف امرأة أثناء وبعد الحمل والولادة . وكانت غالبية هذه الحالات (86%) في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

كما أن العديد من الفتيات الصغيرات ليس لديهن فهم لصحتهن أو حقوقهن الجنسية والإنجابية. عندما يتزوجن من رجال أكبر سناً، قد يكون من الصعب عليهن التعبير عن احتياجاتهن، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل منع الحمل وتنظيم الأسرة. وهم أكثر عرضة للتعرض للعنف المنزلي أو الاستغلال حتى في سياق الزواج.

“تعرف المزيد: بحث عن اليوم الوطني السعودي“

ما هي الحلول لإنهاء الزواج المبكر؟

من خلال بحث عن الزواج المبكر لا بد من التطرق إلى أساليب الحد من هذه المشكلة، ويمكن الحد من ظاهرة الزواج المبكر بعدة طرق وأهمها ما يلي:

• تعليم الأطفال

التعليم أمر حيوي في منع الزواج المبكر. وعندما تتمكن الفتاة من البقاء في المدرسة، تقل احتمالات زواجها ويمكنها اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للعثور على عمل ووسائل إعالة أسرتها.

• تثقيف الآباء

في العديد من البلدان التي يحدث فيها الزواج المبكر، غالبًا ما يواجه الآباء صعوبة في فهم الأضرار الناجمة عن زواج الأطفال. غالبًا ما يعتقدون أن زواج الأطفال يحمي أطفالهم، ولكن في معظم الحالات يكون العكس هو الصحيح. عندما نقوم بتثقيف الآباء، يمكننا مساعدتهم على فهم الآثار السلبية التي يمكن أن يخلفها الزواج المبكر على حياة الفتاة الصغيرة.

• تنمية المجتمع

غالباً ما يكون الفقر والعادات والتقاليد بين الأجيال السبب الرئيسي لزواج الأطفال. لكن المنظمات الاجتماعية يمكن أن تساعد الملايين من الفتيات في العالم النامي اللاتي يقعن في فخ الزواج المبكر من خلال نشر الوعي والثقافة. لأن الطريقة الأكثر فعالية لتغيير حياة الأطفال هي تغيير مجتمعاتهم وأسرهم، والمنطقة المحلية. ويحدث التحول الحقيقي ويستمر عندما يتم تمكين المجتمعات من تغيير ظروفها الخاصة، ويكون بمقدورها الحفاظ على هذا التغيير والبناء عليه.

خاتمة بحث عن الزواج المبكر

تعود جذور ظاهرة الزواج المبكر إلى عدم المساواة بين الجنسين والاعتقاد بأن الفتيات والنساء أدنى مرتبة من الأولاد والرجال. ويتفاقم الوضع بسبب الفقر ونقص التعليم والأعراف والممارسات الاجتماعية الضارة وانعدام الأمن. وتختلف دوافعها بين المجتمعات وتبدو مختلفة في جميع أنحاء العالم.

بحث عن الزواج المبكر الذي يهدد حياة الفتيات وصحتهن، ويحد من آفاقهن المستقبلية. وكثيراً ما تحمل الفتيات اللاتي يتم الضغط عليهن من أجل زواج الأطفال وهن مراهقات، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة. وهذه المضاعفات هي السبب الرئيسي للوفاة بين المراهقات الأكبر سناً.