لغات الحب الخمس (The five love languages) تختلف من كل شخص إلى آخر، كما تختلف وسائل التعبير عن المشاعر بين الأشخاص حسب احتياجاتهم وثقافتهم وطبيعة الشخصية وأكد ذلك الكثير من استشاري العلاقات الزوجية، كما أكد بأن جميع الأشخاص يتعاملون مع هذه اللغات لكن كل شخص يمتلك لغة هي الأفضل للتواصل عاطفيًا معه، وعدم إدراك الطرف الآخر في العلاقة للغة الحب الأساسية قد يؤدي إلى الإنهاء بهذه العلاقة، وسنقوم بتوضيح لغات الحب الخمس لكم.
ما هي لغات الحب الخمس
تم تأليف كتاب لغات الحب الخمس من قبل الكاتب الدكتور تشابمان في عام 1992 وقد تم بيع أكثر من 12,000,000 نسخة من ذلك الكتاب منذ أن تم نشره للمرة الأولى، وقبل أن يقوم الدكتور بكتاب ذلك الكتاب كان يراقب شريكين عاطفين ويطلب استشارتهما دائماً للكشف عن الأنماط المختلفة للغات الحب، وأدرك أن الأزواج يسيئون فهم شخصيات بعضهما البعض، لذلك قام باكتشاف كلمات لغات الحب الخمس والتي يستجيب لها غالبية الأشخاص في العلاقات العاطفية وهذه اللغات هي التالي:
كلمات التشجيع
تعتبر كلمات التشجيع هي أقوى لغات الحب الخمس وتتمحور هذه الكلمات حول تعبير الشخص عن عواطفه تجاه الشخص المراد قول هذه الكلمات له والثناء والتقدير عليه، وينبغي أن تكون هذه الكلمات نابعة من القلب فعندما تكون كلمات التشجيع هي لغة الحب الرئيسية لفرد ما فإنه يستطيع الاستمتاع بسماع كلمات الدعم من شريك حياته كما يحس أصحاب تلك اللغة بالفرحة الشديدة عند سماعهم للعبارات التي تمدحهم وتزيد من معنوياتهم، وكلمات التشجيع يمكن قولها في رسائل حب أو من خلال رسائل نصية لطيفة.
تخصيص الوقت
يعتبر تخصيص الوقت من وسائل التعبير عن المحبة والعاطفة القوية عن طريق الاهتمام بالشريك وإعطائه الانتباه لفترة من الوقت ويدل ذلك على تركك للهاتف الجوال وعدم تشغيل الحاسب أو أي أعمال أخرى والتركيز مع شريك حياتك بشكل كلي ورؤية عيونه والإصغاء إلى مشاكله وتفاصيله الصغيرة، لذلك ينبغي عليك أن تكون حريص على التواصل البصري دوماً مع الشريك وعدم الامتناع عن تقديم النصائح له، حيث إن تخصيص الواقع من أهم لغات الحب الخمس التي تحدث فاعلية كبيرة في العلاقات العاطفية.
توفير الخدمات
يشعر الشخص بأنه محبوب ومقدر جداً عندما يقوم شريك حياته بالكثير من الأشياء اللطيفة من أجله مثل مساعدته في الطبخ أو تنظيف الأطباق أو تأدية المهمات المنزلية أو ملء سيارته بالوقود أو مساعدته في وظيفته، حيث يحب الشخص أن يقوم شريك حياته بمساعدته في أبسط الأمور.
الاتصال الجسدي
يشعر الفرد الذي يحب لغات الحب الخمس بأنه محبوب وجميل عن طريق العلاقة الجسدية وليست العلاقة الحميمية، حيث يعتبرون أن الاتصال الجسدي هو من لغات الحب الخمس الأساسية والتي تشعرهم بأنهم محبوبون جداً وشريك حياتهم متمسك بهم، ومن الممكن الاتصال الجسدي مع الشريك عن طريق إعطائه تدليك لطيف يخفف عنه التعب والمشقة في نهاية اليوم أو من خلال معانقته والموعد الغرامي المثالي للشريكين يتجسد بالموعد الذي يحتوي على الأحضان عند الجلوس على الأريكة ومشاهدة الأفلام الممتعة التي تساعد على تقاربهم جسدياً.
الهدايا
تقديم الهدايا إلى شريك حياتك يدل على المحبة والمودة، لذلك نجد أن الهدايا هي من لغات الحب الخمس الخاصة والشريك لا يقدر الهدية بما تحتويه فقط بل يهتم بالوقت والجهد المبذول في صنع هذه الهدية ولا يريد الحصول على هدايا باهظة الثمن أو ضخمة بل يريد أن يشعر بأن شريك حياته يهتم به ويعرف ذوقه في تحديد الهدية التي تفرحه، لذلك ينبغي عليك أخذ وقت كافي في اختيار الهدية التي تخص شريك حياتك كي تسعده.
أقرأ أيضا…(كلام عن التفاؤل والسعادة)
فوائد لغات الحب الخمس في العلاقات العاطفية
تختلف وسائل التعبير عن المشاعر والحب من فرد إلى آخر، وينبغي علينا أن نفهم ذلك الاختلاف بشكل كبير، وإليكم بعض الأفكار التي تمكنك من معرفة لغة الحب التي تفيد علاقتك بشريك الحياة كالتالي:
- تعزيز الإيثار: فعندما تكون ملتزم بمعرفة لغة الحب الخاصة بشريك حياتك فسوف تركز على كل ما يحتاجه وينبغي على جميع الأزواج والأشخاص العاطفيين الاهتمام بمعرفة لغة الحب الخاصة بالشريك الآخر بدلاً من محاولة إقناع الشريك بتعلم لغتك الخاصة.
- خلق التعاطف والمودة: فعندما يتعلم أحد الشريكين عن الآخر فإنه يتعاطف مع الشريك الآخر لكن ينبغي عليه الالتزام بتعلم لغات الحب ورفع مستوى الذكاء العاطفي لشريك الحياة ووضعه أولوية في حياته.
- المحافظة على شعور الألفة: حيث إن الشريكين يتكاملان بطريقة منتظمة عندما تكون قلوبهم مليئة بالحب والمودة، وذلك يجعل قلوبهم متواصلة بشكل أعمق وتجعل علاقتهم أكثر حميمية من قبل.
- اعتماد لغات الحب كنمط من أنماط الحياة: حيث من الممكن أن تطبق على علاقتك مع زملائك في العمل أو أصدقائك أو أطفالك، وتستطيع فعل ذلك عن طريق قول كلمات الحب للطفل لتؤكد اهتمامك به ومدحه المستمر.
- تعزيز النطق الداخلي: فعندما يعطي فرد شخص آخر أولوية فوق نفسه ذلك يعمل على تعزيز النطق الداخلي، وكثيراً ما نجد أن الأشخاص يندفعون للانغماس بأنفسهم وعدم الاهتمام بأي شخص آخر خارج نطاق ذاتها، لكن نظراً لأن لغات الحب الخمس من أهمها تقديم الحب للطرف الآخر بشكل غير مألوف فإن ذلك يجبرهم بشكل تلقائي على التغير إلى الأحسن والنضج.
أقرأ أيضا…(قصائد ترحيب قصيرة وأجمل الأبيات الشعرية الترحيبية)
تجربة الوقوع في الحب وما بعدها
عند الوقوع في الحب نشعر بالسعادة الغامرة لأنه من الأحاسيس الخادعة عندما نبدأ بالعلاقة الحميمية، حيث نشعر أن كلا الطرفين ينتمي إلى الآخر ونعتقد أننا سنتغلب على أي مشكلة كما نحس بالغيرة، والبعض يعتقد أن ذلك الإحساس من الأحاسيس الأنانية والخطيرة، كما نجد أن الحب هو الدافع الرئيسي للإنجاز والنجاح وتحمل المهام الصعبة ويحتاج الكثير من الأشخاص للإحساس بأنهم مرغوبين ومحبوبين، وبمجرد أن تأخذ تجربة الوقوع في الحب الدورة الطبيعية لها يعود شريك الحياة إلى عالم الواقع ويبدأ في إثبات قوته والتعبير عن رغباته لشريك حياته، وهذه الرغبات تختلف من شخص إلى آخر.
اكتشف لغة الحب الخاصة بك
إذا كنت في علاقة عاطفية من قبل وتريد أن تعرف مدى حب شريك لك، فتستطيع معرفة ذلك إذا قام شريك حياتك بالتالي:
- أخبرك بأنه يحبك ويعشقك ويحب كل شيء تفعله.
- يفاجئك بالهدايا التي لها معاني عميقة وجميلة بالنسبة لك.
- يذهب معك إلى رحلات أثناء العطلة الأسبوعية كما يساعدك في تأدية مهام المنزل أو التنظيف.
- يمسك يدك عندما تمشيان سوياً كما يلمح لك بالحب طوال الوقت.
انتقادات لمفهوم لغات الحب الخمس
بالرغم من أن لغات الحب الخمس تساعد الكثير من الأشخاص في معرفة طريقة التواصل العاطفي مع الشريك إلا أنه تتواجد مجموعة من القيود لهذه اللغات فالكثير من الأشخاص لا يجيدون استعمال لغات الحب ويجعلونها تخلق الشعور بالضغط والتقيد في العلاقة العاطفية بالرغم من أن لغات الحب الخمس تعتبر طريقة لفتح الود بين شريكي وللتواصل بشكل كبير.
لغات الحب الخمس قد تودي إلى الإجهاد النفسي بين الشريكين عند عدم استخدامها بشكل جيد فينبغي عدم الضغط على شريك الحياة بطريقة مستمرة للحصول على الحب منه، كي لا تكون عقبة في حياته لذلك ينبغي بذل مجهود يتناسب مع مستوى العلاقة العاطفية كي لا تضغط على الشريك.
