ما هو الدوبامين What is dopamine عبارة عن ناقل عصبي في الدماغ، يرسل الإشارات من الدماغ إلى الجسم ، كما أنه هرمون أصيل في خلقة الإنسان يفرزه الجسم للشعور بالمتعة والسعادة، ووجوده بصفة متوازنة في جسم الإنسان أمر مهم وضروري لتأثيره المباشر على حالة الإنسان المزاجية وطبيعة نومه وقدرته على التركيز، ولمعرفة المزيد عن هرمون الدوبامين وتأثيره على صحة الإنسان تابع معنا هذا المقال.
ما هو الدوبامين وما الدور الذي يلعبه في المخ؟
لمعرفة ما هو الدوبامين وكيفية عمله في المخ دعونا نلقي نظرة على بحث عالم الأعصاب أرفيد كارلسون الحائز على جائزة نوبل عام ٢٠٠٠ عن بحثه عن هرمون الدوبامين، والذي أوضح من خلاله أن الناقل العصبي له دور كبير في توليد النظام الحركي للجسم، كما أن نقص انتاج الدوبامين في الدماغ ممكن أن يصيب الإنسان بمرض باركنسون، والذي يعالج بأدوية تحفز انتاج الدوبامين، مما يدل على أهميته في وظائف المخ.
ما هو الدوبامين وكيف يتم إفرازه في الجسم؟
هرمون الدوبامين أحد الهرمونات الهامة في الجسم والذي يعتبرمن عجائب صنع الله في خلق الإنسان، وذلك لدوره الهام في المحافظة على الصحة العامة، ويصنع في الدماغ من منطقتين أساسيتين هما:
المادة السوداء
ينتج الدوبامين في منطقة تتوسط الدماغ تسمى منطقة المادة السوداء، ويعمل الدوبامين على توليد الحركة للجسم، وفي حالة تلف خلايا هذه المنطقة أو تعرضها لخلل ما يصبح الجسم عرضة للإصابة بمرض باركنسون، وكذلك يتعرض لصعوبة التحكم بالحركة.
المنطقة السقفية الباطنية
يفرز هرمون الدوبامين من هذه المنطقة عند قيام الإنسان بأعمال محببة إلى النفس كممارسة رياضة معينة، أوتناول وجبة مفضلة، عندئذ تتحفز هذه المنطقة لتمنح شعور بالسعادة والمتعة والفرح والذي يكون بمثابة مكافئة عن القيام بهذا النشاط، وهنا يقوم هرمون دوبامين بترجمة هذا الشعور للدماغ بأنه يستحق المزيد منه، الأمر الذي قد يؤدي إلى إدمان العادات الضارة أو المخدرات.
دور الدوبامين في الدماغ والجسم
يلعب الدوبامين دوراً هاماً في مسارات الدماغ، ويظهر تأثيره بوضوح على كثير من الوظائف المختلفة داخل الجسم بما في ذلك:
- الإثارة.
- الحركة.
- النوم.
- التعلم.
- تنظيم بعض الهرمونات والغدد.
- الذاكرة والانتباه.
- التعزيز والمكافأة.
- العواطف والحالة المزاجية.
ويجب الحفاظ على توازن مستوى الدوبامين في الجسم، لأن أي اضطراب في ارتفاع أو انخفاض مستواه، يؤثر بالسلب على الصحة النفسية والبدنية للشخص، الأمرالذي يؤدي إلى العديد من المشاكل.
ما هو الدوبامين وارتفاع مستواه
يعتبر ارتفاع مستوى الدوبامين في الدماغ سلاح ذو حدين، لأنه يحفز المشاعر الإيجابية فيزيد من طاقة الشخص ويعمل على زيادة تركيزه من ناحية، ومن ناحية أخرى قد يؤدي إلى شعوره بالقلق والضغط العصبي، بالإضافة إلى بعض المشاعر السلبية الأخرى:
- الميل إلى السلوك العدواني.
- النشاط المبالغ فيه والحركة المفرطة.
- الحرمان من النوم المنتظم.
- الاندفاع والعصبية الغير مبررة.
نقص هرمون الدوبامين
يرى البعض أن نقص الدوبامين لا يعتبر مشكلة كبيرة، ولكن الحقيقة على العكس من ذلك، لأنه يزيد من احتمالات الإصابة بالعديد من الأمراض البدنية والنفسية ومن أهمها:
- ارتجاع المريء.
- الالتهابات الرئوية المتكررة.
- انخفاض الدافع الجنسي.
- الرغبة في الانتحار.
- احتقار النفس والإحساس بالدونية.
ما هو الدوبامين وكيف أزيده في الجسم بشكل طبيعي؟
يعمل الدوبامين على تحسين الحالة المزاجية للشخص بصفته أخد الهرمونات الأربعة التي تعمل جنبا إلى جنب عل شعور الشخص بالسعادة، وهي الإندروفين والسيروتونين والأكسيتوسين، لذلك فإن نقص هذا الهرمون في الجسم يرتبط بأمراض قد تؤدي إلى الاكتئاب، ولكن هناك أسباب طبيعية تستطيع تزيد منه بطريقة آمنة:
- الحرص على تناول أطعمة غنية بالماغنسيوم والتروزين، لأنها من أهم العناصر المنتجة للدوبامين.
- الالتزام بنظام غذائي يشمل الأطعمة المعروفة بزيادة تحفيز الدوبامين كالدجاج والشوكولاتة واللوز والتفاح والشاي الاخضر والبطيخ.
- ممارسة الأنشطة المختلفة التي تشعر الإنسان بالمتعة والفرح مثل القيام التمارين الرياضية والقراءة والتأمل.
- تجنب الأطعمة الدسمة والسكريات، وعدم الإفراط في تناول الكافيين.
- الحصول على قسط كافي من النوم.
كيفية العلاج بالأدوية
ما هو الدوبامين الذي يعمل بشكل إيجابي لمصلحة الإنسان؟ بالطبع كلنا يسعى للسعادة فلا أحد يرحب بالحزن، ولأن الدوبامين هو هرمون السعادة فلابد من الحفاظ على توازن مستوياته في الجسم، لأن اضطراب الدوبامين يجعل الإنسان عرضة للعديد من الاضطرابات الصحية والعقلية، لذلك يمكن اللجوء لاستخدام أدوية معينة تساعد في رفع أو خفض مستوى الدوبامين في الدماغ حسب الحالة، كما تساعد هذه الأدوية في علاج بعض الأمراض المتعلقة باضطراب الدوبامين مثل مرض تململ الساقين وممرض باركنسون وفرط برولاكتين الدم والاكتئاب، حيث تلعب هذه الأدوية دور الدوبامين وتعمل على تنشيط مستقبلاته في الدماغ وهي:
- ميرابريكس ( براميليكسول)
- طلب ( روبينيرول)
- Dostinex (كايرجولين)
ما هو الدوبامين الذي ينقذ الأرواح
ما هو الدوبامين الذي ينقذ الأرواح؟ هو الدوبامين الذي يصفه الأطباء لعلاج أمراض معينة تستجيب لهذه المادة الكيميائية، وبرغم أنها تلعب دوراً ثانوياً في الجسم، إلا أن لها دورا كبيرا في علاج بعض الأمراض منها:
- فشل عضلة القلب.
- ضغط الدم المنخفض.
- ضعف تدفق الدم إلى أعضاء حيوية من الجسم.
هل يؤدي تعاطي المخدرات إلى زيادة مستوى الدوبامين؟
نشر مركز الصحة القومي عام ٢٠١٧ بحثاً وضح علاقة بعض أنواع المخدرات بزيادة مستوى الدوبامين مثل مخدر الكوكايين، ولأن الدماغ يعمل على تقليل مستقبلات الدوبامين المستمرة ليبطل تأثيرها بالتدريج، فقد يؤدي التعاطي لمدة طويلة إلى فقد المتعة، بسبب زيادة إنتاج الدوبامين باستمرار بعد تعاطى جرعة المخدرات، لذلك وجب الحذر من السعي وراء السعادة المزيفة جراء الإدمان.
كيف يؤثر الرضا والامتنان على جسدك ليجعلك أكثر سعادة؟
أثبتت الدراسات العلمية أن الشعور بالرضا والامتنان له أثر عظيم عل الصحة الجسدية والنفسية، وبالرجوع إلى ما هو الدوبامين سنجد أن الأشخاص المشبعون بالرضا والامتنان يميلون إلى ممارسة الأنشطة التي يميل إليها هؤلاء الذين يمتلكون مستوى متوازن من الدوبامين كممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية وشعورهم بالبهجة معظم الأوقات مع الرغبة على الحفاظ على الصحة البدنية باعتبارها منحة عظيمة من الله، ويرى العلماء أن مشاعر الرضا له تأثير قوى على الحالة النفسية لأنه يزيد من ثقة الإنسان بنفسه واحترامه لذاته، كذلك فإن الشعور بالامتنان يعمل على تنشيط الناقلات العصبية شأنه شأن الدوبامين المرتبط بمشاعر المتعة والفرح، الأمر الذي يعمل على تحسين الحالة المزاجية وتوطيد العلاقات الاجتماعية وتعزيز عرى التواصل بين أفراد المجتمع.
فيما سبق قمنا بتوضيح ما هو الدوبامين وعلاقته بالشعور بالرضا والفرح وكيف يتم إفرازه عند مرور الشخص بحالة من الشعور بالحب سواء لأشخاص أو أشياء، لذلك إذا افتقدت هذه المشاعر فقم بتجديد علاقاتك بأشخاص جمعتك بهم مشاعر حب وود يوما ما، ولا تتردد في التحدث إلى طبيبك الخاص إذا انتابك القلق بأمر مستوى الدوبامين في جسمك.
