أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر 

أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر (Reasons for the spread of the phenomenon of human trafficking)؛ وهي واحدة من بين الظواهر الاجتماعية التي تحدث في كافة دول العالم ولاسيما في الدول التي تعاني من الفقر والجهل والعوز فهذه الأمور تمثل البيئة المواتية على تشجيع حدوث مثل هذه الظاهرة عن طريق استغلال حاجة الضعفاء وافتراسهم من قبل الأقوياء، وسوف نتناول أكثر أسباب هذه الظاهرة من النواحي المختلفة من خلال موقع الفصيح. 

تعريف ظاهرة الاتجار في البشر

ظاهرة الاتجار في البشر عُرفت وفقًا للبروتكول الدولي لمنع وقمع ومعاقبة هذه الظاهرة بأنه هو ” تجنيد أشخاص أو نقلهم وتنقيلهم أو استقبالهم عن طريق التهديد بالقوة أو استعمالها والاختطاف والتحايل والخداع، كذلك يعرف بأنه استغلال السلطة وحالة الفقر والاستضعاف التي عليها الأشخاص وإعطائهم مبالغ مالية من أجل نيل مزايا منهم أو استغلالهم”. 

هناك العديد من الأشكال المختلفة لهذه الظاهرة ومن بينها الاستغلال الجنسي، العمل القسري، عمل الأطفال، نزع الأعضاء أو التسول القسري، العمل تحت التهديد واستغلال وضعف حاجة الأشخاص” كلها صور من بين صور الإتجار في البشر.

أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر 

الاتجار في البشر هو واحدة من الظواهر السيئة للغاية والتي تعني استخدام الإجبار وفرض القوة وذلك من أجل استخدام البشر في العديد من الغايات التجارية أو الجنسية وذلك بغض النظر عن العرق أو العمر والجنس والدين، هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الاتجار في البشر ومن بينها: 

• الفقر والجهل 

الفقر والجهل هما من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الاتجار في البشر، الفقر المدقع يدفع الأسر إلى بيع الأطفال واستغلالهم من قبل التجار ومن ثم استغلال حاجتهم الماسة للمال ومعاملتهم مثل العبيد ولا يستطيع الأهل الدفاع عن الأطفال نظرًا لخوفهم من توقف المنفعة المالية. 

كذلك الجهل هو أيضًا من بين الأسباب التي تدفع الناس لدفع الأبناء من أجل العمل في أي من الفرص الوظيفية نظرًا للأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد وعدم الوعي الكافي بمقدار الأذى الذي يشعر به البشر من المعاملة السيئة. 

• تزايد الطلب على الجنس التجاري 

بعض الأشخاص يستخدمون البشر من أجل تحقيق غاية جنسية وذلك عن طريق الاتفاق مع الضحايا أو أولياء أمورهم وتقديم مبالغ مالية قليلة للغاية مقابل هذا الاتفاق، ومن ثم يتم إعادة بيعها مرة ثانية إلى التجار الذين يدفعون مبالغ أكبر. 

• العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 

العوامل والأسباب الاقتصادية والاجتماعية هي من بين أهم العوامل والأسباب التي تؤدي إلى انتشار مثل هذه الظواهر خاصة في المجتمعات التي تعاني الفقر والجهل.

ما الذي يجعل الشخص عرضة للاتجار بالبشر 

يمكن أن يحدث الاتجار في البشر لأي شخص لكن هناك بعض الفئات الأكثر عرضة للتعرض لهذه الظاهرة وعلى رأسها الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات العقلية أو متناولي المخدرات، بالإضافة إلى المهاجرين والمستوطين بلا مأوى هم بمثابة اختيارات مثالية للتجار من أجل الاستفادة منهم وتحقيق المكاسب المالية من وراءهم. 

وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن هناك نحو 7.8 مليون لاجئ هم عرضة للإتجار في البشر ومعظمهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى غيرهم من الفئات المهمشة الأخرى التي لا تحصل على معايير حماية اللاجئين من قبل مؤسسات حماية الإنسان.

شاهد أيضًا: ما هي ظاهرة الكلاب البشرية

كيف يمكن مكافحة الاتجار بالبشر 

تسعى مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من أجل العمل على معالجة قضية الإتجار في البشر والقضاء على أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر، لذلك تم عقد إتفاقية تنص على منع هذه الظاهرة والتي وضعت مجموعة من المعايير الهامة التي تساهم في مكافحة أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر ومن بينها: 

• وضع الأساليب الأمنية والسياسية 

تم اتخاذ مجموعة من التدابير الكافية ووضع عقوبات صارمة على كل من يتورط في مثل هذه القضايا أو حتى من يتحايل على القانون، بما في ذلك تجنيد الضحايا ونقلهم واستعمالهم. 

• أساليب تربوية واجتماعية وثقافية 

هناك العديد من الجهود المبذولة من أجل منع ظاهرة تسول الأطفال أو تهريبهم عبر الحدود، بالإضافة إلى السعي من أجل تعزيز دور المجتمع المدني في تعزيز تطبيق التشريعات الخاصة لمنع الإتجار بالبشر عن طريق إنشاء لجان تنسيقية من أجل تنظيم جهود الدولة والإشراف على كيفية تطبيق القانون بصورة صارمة فيما يخص كافة التشريعات المضادة للإتجار في البشر. والعمل على تعليم الأطفال وتنشئتهم تنشئة دينية صحيحة ونشر الوعي بين كافة أفراد المجتمع والاهتمام بدور العبادة والرسالة التي تسعى من أجل إيصالها. 

• إجراءات اقتصادية ومالية 

ينبغي تضمين نظام العمل والعمال ووضع عقوبات صارمة على كافة أصحاب العمل والذين يمارسون أنماط من العمل القسري على العمال مع ضرورة إخضاع الخدم بالمنازل لكافة أحكام قوانين العمل، بالإضافة إلى ذلك يجب السعي من أجل مكافحة الفقر والتمكين الاقتصادي وإنشاء بعض المشروعات الصغيرة وتنمية الحرف اليدوية لوقاية الأسر من الفقر. كما يجب إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول كيفية الحد من أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر والقضاء عليها بصورة نهائية وجذرية والسعي لإنعاش الاقتصاد ودعم القطاع الخاص في مجال الاستثمار.

• أساليب نفسية وصحية 

أحد الطرق التي تحد من أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر هو وجود المنظمات التي تعمل في مجال إغاثة الضحايا وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وتوضيح حقوق الضحايا وتقديم أسس التعافي لهم.

الإجراءات الوقائية للحد من ظاهرة الاتجار بالبشر والعمل على منعها

هناك العديد من الإجراءات الهامة التي يتم إتباعها من أجل الحد أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشر والعمل على منعها ومن بينها: 

• التركيز على جعل التعليم مجانا للأطفال حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي على الأقل. 
• زيادة الوعي عند النساء والأطفال والعمل على حمايتهم والتوعية بحقوق الطفل. 
• دعم وتعزيز حقوق الطفل وذلك عن طريق تثقيف الأسرة ومساعدتها وزيادة الوعي حول مسؤولية الوالدين تجاه أطفالهم. 
• وجود العديد من البرامج الاجتماعية التي تزيد من الوعي حول مواجهة شبكات الاستغلال والإتجار بالبشر والاهتمام بكافة المواضيع الحساسة للأسرة. 
• تنمية وتقوية الإحساس لدى الآباء والأمهات بأهمية مرحلة الطفولة.
• تأكيد دور المؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية التي تدعو إلى نبذ كافة أشكال الإتجار في البشر.

أسباب انتشار ظاهرة الاتجار في البشرة عديدة ومتنوعة ما بين الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، لكن يظل العامل الأول وراء بيع الأطفال وانتشار هذه الظاهرة هو الفقر الذي تحيا فيه نسبة كبيرة من البشر لاسيما في دول العالم الثالث، لذلك لابد من تضامن كافة الجهات المعنية لمحاربة مثل هذه الظواهر ووضع القوانين الصارمة التي تحد منها.