ما هي الغيلان هي الكائنات الخرافية التي ورد ذكرها في القصص الشعبية والحكايات التراثية، ويتصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشية والضخامة، وغالبا ما يتم إخافت الناس بقصصها، وهو إحدى المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية في الجاهلية، لم تسافر العرب بسبب الغول، ولكن بعد أنتشار الدين الإسلامي نزع هذه الأفكار، وقيل أنها من أنواع الجان، ويعتقد أن الغيلان تعيش في الأماكن المهجورة والنائية مثل الصحاري والوديان والجبال، وكما يُعتقد أنها قادرة على التحول إلى أشكال مختلفة مثل الحيوانات أو البشر، وغيرها.
صفات الغيلان
إذا كنت تود معرفة صفات الغيلان، فسوف نوضح لك بعض الصفات التي تُنسب إلى الغيلان، وأبرز هذه الصفات هي:
- يُعتقد أن الغيلان كائنات ضخمة وقوية، ويمكنها أن تقتل الإنسان بسهولة.
- الشرور والخطورة لأنها من الكائنات الشريرة والخطيرة، والتي تسعى إلى إيذاء البشر.
- القدرة على التحول إلى أشكال مختلفة، مثل الحيوانات أو البشر.
- العيش في الأماكن المهجورة والنائية، مثل الجبال والوديان والصحاري.
أساطير حول الغيلان
هناك عدد لا حصر له من الأساطير التي تتحدث عن الغيلان، ومنها ما حدث بالفعل، ومنها ما هو من خيال البشر، وفيما يلي بعض الأساطير حول الغيلان:
- الغول لا يحب رؤية الهلال، ولهذا السبب يُستحب أن يردد الناس قول آمين عندما يرون الهلال، ويقال أن الغيلان إذا رأت الهلال في السماء، فإنها تتحول إلى أحجار.
- يخاف الغول من صوت الأذان، ولهذا السبب ينصح برفع صوت الأذان في الأماكن المهجورة، والخلاء، ويقال أن الغيلان إذا سمعت صوت الأذان، فإنها تهرب بعيدًا.
- الغول يحب أكل الأطفال، ولهذا السبب يُنصح بعدم ترك الأطفال وحدهم في الأماكن المهجورة، ويقال أن الغيلان إذا رأت طفلًا، فإنها تجذبه إليها وتقتله.
- يمكن للغول التحول إلى شكل إنسان، ولهذا السبب يجب الحذر من الغرباء الذين نراهم في الأماكن المهجورة، ويقال أن الغيلان إذا تحولت إلى شكل إنسان، فإنها تحاول إيذاء الناس.
أدلة على ظهور االغيلان من القران والسنه
هناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم التي تشير إلى وجود الغيلان على كوكب الأرض، وأبرز الأدلة التي وردت في القرآن الكريم هي:
- ورد ذكر الغيلان في القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية 130 في قول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (12) وَالْجِنَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (13). صدق الله العظيم.
ونفهم من هذه الآية أن الغيلان مخلوقات خلقها الله تعالى من نار السموم، وهي نوع من الجن كما فسر وجودها الإسلام.
الدليل من السنة النبوية
ورد ذكر الغيلان في السنة النبوية في عدة أحاديث، منها:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الغيلان لا تقريء القرآن”. رواه البخاري ومسلم.
- حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإنك يا رسول الله؟ قال: نعم، وإنه ليأمرني بالخير، وينهاني عن الشر”. رواه مسلم.
نفهم من هذه الأحاديث أن الغيلان كائنات حية، وأنها تعيش بين الناس، وأنها قد تؤثر عليهم بالخير أو بالشر.
الرأي الفقهي لوجود الغيلان
يرى جمهور الفقهاء أن الغيلان كائنات حقيقية، وأنها نوع من الجن، ودليلهم على ذلك ما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية، ويرى بعض الفقهاء أن الغيلان كائنات خرافية، ولا يوجد دليل علمي على وجودها.
إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ومعني هذا الحديث إذا رأيتم الغيلان في مكان ما، فبادروا إلى الأذان، فإن ذلك يطردها ويبعدها، وسبب هذا الحديث أن الغيلان مخلوقات شريرة، وتتمتع بقدرات خارقة، وقد تهاجم الناس وتؤذيهم، ولذلك، أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين باتخاذ ما يحميهم منها، ومن ذلك الأذان.
وهناك عدة تفسيرات لسبب خوف الغيلان من الأذان:
- التفسير الأول أن الأذان يتضمن ذكر الله تعالى، والذكر يطردهم ويبعدهم.
- التفسير الثاني أن الأذان يتضمن دعاء الله تعالى بالنصر والتمكين، وهذا الدعاء يدفع شر الغيلان.
- التفسير الثالث أن الغيلان لا تستطيع أن تتحول إلى شكل إنسان إلا في الليل، والأذان يعلن عن دخول وقت الصبح، وهو وقت انتهاء سلطة الجن على الإنسان.
وعلى كل حال، فإن هذا الحديث يدل على أهمية الأذان في طرد الشياطين والجن، وهو من الأمور التي يشرع فعلها عند رؤية الغيلان أو أي مخلوقات خارقة أخرى.
حقيقة ظهور غيلان في ليبيا
ينتشر في ليبيا العديد من القصص والأساطير حول الغيلان، وهي كائنات خرافية يعتقد أنها تعيش في الأماكن المهجورة والنائية، وهناك العديد من القصص التي تروي عن رؤية الناس للغيلان في ليبيا، أو تعرضهم للمضايقات من قبلها، وغالبا ما تكون هذه القصص مليئة بالمبالغات والتشويه.
ولكن هناك بعض القصص التي تبدو أكثر واقعية، وتروي عن حوادث حقيقية حدثت لأشخاص حقيقيين، ولعل أشهر هذه القصص هي :
- قصة رجل من مدينة سبها، والذي ادعى أنه رأى غولًا في الصحراء، وتعرض لهجومه.
- وهناك أيضًا قصة رجل من مدينة بنغازي، والذي ادعى أنه رأى غولًا في الغابة، وحاول أن يهاجمه، ولكن الرجل تمكن من الفرار منه.
ولكن من المهم أن نتذكر أن هذه القصص لا يمكن التأكد من صحتها، وهي تبقى مجرد روايات شفهية، وعلى كل حال، فإن ظهور الغيلان في ليبيا أمر محل خلاف بين الناس، فهناك من يؤمن بوجودها، ويرى أن القصص التي تروي عنها حقيقية، وهناك من لا يؤمن بوجودها، ويرى أن هذه القصص مجرد أساطير وخرافات.
نصائح الوقاية من شر الغيلان
يعتقد أن الغيلان مخلوقات شريرة، وتتمتع بقدرات خارقة، وقد تهاجم الناس وتؤذيهم، ولذلك، هناك العديد من النصائح التي يوصى بها لتجنب شر الغيلان، ومنها:
- الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، والمحافظة على الصلوات الخمس، وقراءة القرآن الكريم، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- الابتعاد عن الأماكن المهجورة والنائية، خاصة في الليل.
- عدم ترك الأطفال وحدهم في الأماكن المهجورة أو المظلمة.
- حمل التمائم أو الطلاسم التي تُعتقد أنها تحمي من شر الغيلان.
- التحدث بصوت عالٍ عند المشي في الأماكن المهجورة، حتى لا تظن الغيلان أنك إنسان خائف.
- الاستعاذة بالله تعالى من شر الغيلان عند رؤية أي شيء غريب أو مريب.
- قراءة الآيات القرآنية التي تُعتقد أنها تحمي من شر الغيلان مثل سورة الفلق، وسورة الناس.
