بحث عن التنمر Research on bullying؛ والذي يعد واحد من أكثر المشاكل التي يتم التعرض لها في المجتمع وخاصة بين الطلاب في المدارس، وهذا ما جعل العديد من المؤسسات التعليمية في مختلف المراحل العمرية تقوم بالتركيز على هذه المشكلة، وبدأت تظهر عواقبها وتأثيرها السلبي على الشخص في المستقبل، وقد حذرت العديد من الأديان السماوية منها.
مقدمة بحث عن التنمر
التنمر واحد من السلوكيات التي تخالف العقيدة الإسلامية، والتي تخالف العديد من الأديان المختلفة، وعلى الجميع أن يكونوا على علم بأن الله تعالى هو من خلق جميع الأشياء على وجه الأرض، وكرم الإنسان عن جميع المخلوقات الأخرى، فالسلوك التنمري من الأساليب التي تحمل في طياتها الكثير من العدوان الكراهية، وقد نهى الله تعالى عن ذلك في كتابه العزيز وقال (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) فلا يوجد فرق بين الناس سوى بالتقوى.
بحث عن التنمر
البحث الخاص بالتنمر من الأبحاث التي تتحدث في مضمونها عن أحد أكثر ظواهر العنف التي انتشرت بشكل كبير في الوقت الأخير بين العديد من المجتمعات المختلفة، وبين الأشخاص بمختلف مراحلهم العمرية، ويوجد للتنمر العديد من الأشكال والأنواع المختلفة، والتي تؤثر بشكل سلبي على إنشاء جيل واثق من نفسه بسبب إصابته بالعديد من الأمراض النفسية المختلفة، وهذا ما سيتم توضيحه في بحث عن التنمر، ويقصد بالتنمر ما يصدر من الأشخاص سواء كان قول أو فعل لشخص أخر ضعيف، ويكون الغرض منه الترهيب أو التخويف له، فقد انتشر التنمر بشكل كبير في الآونة الأخيرة وخاصة في المدارس، حيث تم تسجيل العديد من الوقائع الخاصة بالتنمر بين الطلاب.
أسباب التنمر
بناءً على الدراسات الاجتماعية التي تم إجراؤها على المتنمرين من خلال بحث عن التنمر تبين أن هناك مجموعة من الأسباب التي تدفعهم إلى القيام بالتنمر ومن بين تلك الأسباب ما يلي:
عوامل أسرية
يرجع ذلك إلى تعرض الطفل للإساءة من احد والديه منذ الصغر، أو تعرضه للعنف بشكل مستمر من قبلهم، كما أن هناك بعض الوالدين الذين يقومون بالتنمر على أبنائهم دون وعيهم بذلك، مثل المقارنة بينهم وبين الآخرين من حولهم، أو تفضيل شخص على أخر، كما أنهم يقومون أيضًا بإتباع أسلوب التهديد والترهيب في تربيته، وهذا ما يجعلهم يلجئون للتنمر من أجل التعبير عن ما يشعرون به بداخلهم ولا يستطيعون التحدث عنه.
التكبر
تبين من خلال الدراسات التي تم إجراؤها أن اغلب الأشخاص المتنمرين هم أشخاص متكبرين يحبون انفهم، ويظنون أنهم الأفضل على الإطلاق، ولا يوجد مثلهم في الحياة، فيقومون بالسخرية ممن هم اصغر أو اضعف منهم، كما أنهم يقومون بالتنمر بشكل كبير مع زملائهم في المدرسة.
الغيرة
يمتلك معظم الأشخاص الذين يقومون بالتنمر صفات الغيرة والحقد، فيقومون بإهانة وانتقاد من حولهم، ويحاولون أن يقللوا من شانهم، كما أنهم يقومون بالتنمر بشكل كبير على الأشخاص المحبوبين بين الناس أو الذين يمتلكون مكانة كبيرة في المجتمع، إلى جانب الأشخاص المتفوقين دراسيًا.
عدم تقدير الذات
إن معظم الأشخاص الذين يقومون بالتنمر أشخاص لا يقدرون ذاتهم، وذلك لأنهم يعانون من نقص في شخصيتهم أو مظهرهم، وهذا ما يجعلهم يسعون لاستكمال هذا النقص من خلال تنمرهم على غيرهم، أو توجيه العنف لمن هم أضعف منه أو من هم تحت سلطته.
البيئة المحيطة
يساعد بشكل كبير مشاهدة الأفلام أو الألعاب الالكترونية المختلفة التي تحتوي على العنف على توليد التنمر في نفوس الأشخاص، ومن أكثر الأسباب التي كانت السبب في نشر التنمر بشكل كبير وفي وقت قصير بين الناس وهو انتشار الانترنت.
أنواع التنمر
التنمر له العديد من الأنواع المختلفة، فمنها ما هو لفظي ومنها ما هو جسدي، كما يوجد منها أيضًا الاجتماعي والالكتروني، ومن خلال بحث عن التنمر سوف يتم توضيح تلك الأنواع:
أولا: التنمر اللفظي
التنمر اللفظي من أكثر أنواع التنمر انتشارًا بين الناس، فمعظم الأشخاص في المجتمع قد تعرضوا لهذا النوع وإن كان بصورة غير مباشرة، ويكون هذا التنمر من خلال توجيه مجموعة من الكلمات السيئة على الشخص، سواء كانت شتائم أو تشبيهات أو ألقاب وما نحو ذلك، كل ذلك بهدف التقليل من الشخص أو استفزازه.
ثانيًا: التنمر الجسدي
التنمر الجسدي من أكثر أنواع التنمر التي تلحق الضرر على الإنسان، وتظهر أثاره على المدى البعيد، ويكون من خلال ضرب الشخص بطريقة تلحق الأذى به، مثل عرقلته أو شد شعره، أو ضربه على وجهه، أو أي فعل بدني أخر يكون الغرض الأساسي منه وهو السخرية.
ثالثُا: التنمر الاجتماعي
التنمر الاجتماعي من أنواع التنمر التي تحمل الكثير من الحقد بداخلها، حيث يعتمد الشخص المتنمر على إحراج الشخص أمام الآخرين سواء في التجمعات العائلية أو بين الأصدقاء، كما أنه يقوم بتحريض الآخرين على أن يساعدونه على ذلك ولا يكونوا ودودين معه، كما يتم ذلك أيضًا من خلال نشر العديد من الإشاعات الكاذبة على الشخص بغرض تشويه صورته بين الناس.
رابعًا: التنمر الإلكتروني
ينتشر التنمر الالكتروني بشكل كبير بين الأشخاص المراهقين، ويكون التنمر في هذه الحالة لفظي، سواء من خلال المحادثات الخاصة بين الأشخاص أو من خلال التعليقات المسيئة أو المهينة بين الناس في التعليقات العامة وما نحو ذلك.
الآثار السلبية للتنمر
هناك العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن التنمر، ومن بين تلك الآثار ما يلي:
- تحول الشخص من شخص ذو أخلاق حسنة إلى شخص عدواني.
- هروب الشخص ممن حوله بالنوم.
- تغير الحالة المزاجية والنفسية للشخص.
- تحول الشخص من شخص هادئ إلى شخص عصبي.
- إصابة الشخص بالقلق والخوف.
- تعرض الشخص للاكتئاب، ورغبته في الجلوس منفردًا منعزل عن المجتمع الذي يعيش فيه.
- يصبح الشخص غير مهتم بنفسه وبمظهر ولا بدراسته كما كان من قبل.
- رغبة الشخص وإقباله على الانتحار بسبب ما تعرض له في حياته من أذى نفسي بسبب التنمر.
طرق معالجة التنمر
يمكن معالجة التنمر بالعديد من الطرق المتنوعة ومن بينها:
- تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم منذ الصغر.
- إبعاد الأطفال عن أي مظهر من مظاهر الضعف منذ الصغر.
- تقوية العلاقة بين الأطفال ووالديهم.
- تربية الأطفال تربية دينية على الأخلاق الحميدة.
- مراقبة ما يقوم الأطفال به منذ الصغر.
- معاقبة كل شخص يقوم بالتنمر في المدرسة أو في المنزل أو في أي مكان.
- إخضاع الشخص للعلاج النفسي سواء كان متنمر أو متنمر عليه.
التنمر في الإسلام
حرم الدين الإسلامي التنمر بين الناس واعتبره إثم كبير على من يقوم به، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الحجرات “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنّ خيرًا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
في نهاية بحث عن التنمر يتبين أنه من السلوكيات الاجتماعية الضارة التي تلحق الضرر بالإنسان، لذلك يجب على كل أسرة أن تقوم بتوعية أبنائهم وتحذرهم من هذه الظاهرة، وأن يكونوا حريصين أثناء التعامل معهم، حتى لا تتحول المشاكل المنزلية معهم إلى سلوكيات عدوانية.
