قصيدة عن الغربة مؤثرة وقوية

قصيدة عن الغربة A poem about alienation؛ التي تعتبر من أصعب المشاعر التي يمر بها الانسان في حياته،  فما أصعب أن يترك الإنسان أهله وأحبابه في مكان ويذهب إلى مكان آخر طالبًا للرزق أو العلم، وقد وصفه الرسول الكريم بأنه قطعة من العذاب، ولا يمكن للإنسان أن يصف ما يشعر به في الغربة ولهذا فإن العديد من الشعراء قاموا بوصف تلك المشاعر في مجموعة من ابيات الشعر الرائعة.

قصيدة عن الغربة

عندما يبتعد الإنسان عن وطنه يشعر بالشوق الشديد له، ولا يعرف قيمة ذلك إلا كل من سافر وأبتعد عن وطنه وبلده، وقد قيل في ذلك أروع أبيات الشعر ومن بينها:

طال اغترابي فلا ترسو السفينة بي

إلا على بلد منها إلى بلد

فارقتكم زاعما أني أخو جلد

لكن يوم النوى قد خانني جلدي

فاضت دموعي وما دمعي سوى حرق

قد قطرت من لهيب النار في كبدي

غالبت جيش النوى فاغتالني ومضى

وصرت في ذلة الأسفار للأبد

أشكو وهل تنفع الشكوى أخا ولهٍ

غريب دار بعيد الأهل والولد

من للغريب إذا جن الظلام وأوى

يسامر الكتب لا يلوي على أحد

أبيات شعر عن الغربة 

غنى العديد من الشعراء بالغربة ومن بينهم الشاعر علي بن الجهم، والذي وصف الغربة بأجمل الكلمات، حيث قال:

وارحمتا للغريب في البلد           

النازح ماذا بنفسه صنعا

فارق أحبابه فما انتفعوا             

بالعيش من بعده ولا انتفعا

كان عزيزا بقرب دارهم             

حتى إذا ما تباعدوا خشعا

يقول في نأيه وغربته             

 عدل من الله كل ما صنعا

قصيدة عن الغربة مؤثرة جدا

غنى الشاعر عروة بن الورد بأبيات الشعر الرائعة عن الغربة، والذي اشتهر ببراعته في كتابة الشعر، فقد قال الشاعر:

إذا المرء لم يطلب معاشا لنفسه       

شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلا وأوشكت       

صلات ذوي القربى له أن تنكرا
وما طالب الحاجات من كل وجهة     

من الناس إلا من أجد وشمرا
فسر في بلاد الله والتمس الغنى       

تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا

أجمل ما قيل في الغربة

الغربة فاجعة كبيرة لا يدركها إلا من قام بتجربتها، وبسبب مرارة الغربة غنى العديد من الشعراء بأجمل أبيات الشعر، ومن بينها ما تغنى به الشاعر ابن معصوم المدني:

بانوا فَليت غَرامي بعدَهم بانا

واِستشعر القَلبُ بعد البَين سُلوانا

لا بل سَروا بفؤادي قبلَ سيرهم

وأَبدَلوا من جَميلِ الصَبرِ أَحزانا

هَل يَعلَم الصَحبُ أَنّي بعد فُرقتِهم

أَبيتُ أَرعى نجومَ اللَيل سَهرانا

أَقضي الزَمانَ ولا أَقضي به وَطَراً

وأَقطعُ الدَهرِ أَشواقاً وأَشجانا

ولا غَريبَ إِذا أَصبَحتُ ذا حَزَنٍ

إنَّ الغَريبَ حزينٌ حيثما كانا

أَرى فؤادي وإِن ضاقَت مسالكُه

بمدح نَجل رَسول اللَهِ جَذلانا

عمّار أَبنيةِ المجد الَّذي رَفَعت

آباؤُه الغرُّ من ناديه أَركانا

السيِّدُ الماجدُ النَدبُ الشَريفُ

ومن قد بذَّ بالفضل أَكفاءً وأَقرانا

سما به النسبُ الوضّاح فاِجتمعت

فيه المَحامدُ أَشكالاً وأَلوانا

يا واسعَ الخُلق إِفضالاً ومكرُمةً

وموسعَ الخَلق إِنعاماً وإِحسانا

فُقتَ الكرامَ بما أَولَيتَ من كَرَمٍ

لِلَّه درُّك مِفضالاً ومِعوانا

ما قلتَ في المجدِ قَولاً يوم مُفتخر

إِلّا أَقمتَ عليه منك بُرهانا

قصيدة شعر مميزة عن الغربة

تنوعت أبيات الشعر الرائعة التي قيلت في الغربة التي يحكى من خلالها عن مرارة الغربة، ومن بين هؤلاء الشعراء الشاعر بشار بن برد، والذي قال:

خليليَّ إنَّ العسرَ سوف يفيقُ

وإنَّ يساراً في غدٍ لخليقُ

ذراني أشبْ همِّي براح فإنَّني

أَرَى الدَّهْرَ فيه فُرْجَة ٌ ومضِيقُ

وما كنتُ إلاَّ كالزمانِ إذا صحا

صَحَوْتُ وإِنْ مَاقَ الزَّمَانُ أَمُوقُ

أدماءُ لا أستطيعُ في قلة الثرا

خزوزاً ووشياً والقليلُ محيقُ

خذي من يدي ما قلَّ إن زماننا

شموس ومعروف الرجال رقيق

لقد كنتُ لا أرضى بأدنى معيشة

ولايشْتكِي بُخْلاً عَلَيَّ رَفِيقُ

خليليَّ إنَّ المال ليس بنافع

إِذا لم يَنَلْ منه أَخٌ وَصَدِيقُ

وكنت إذا ضاقت علي محلَّة ٌ

تيممتُ أخرى ما عَلَيَّ تضِيقُ

وما خاب بين الَّله والنَّاس عاملٌ

له في التُّقى أو في المحامدُ سوقُ

ولاضاقَ فَضْلُ اللَّهِ عن مُتَعَفِّفٍ

وَلَكِنَّ أَخْلاَقَ الرِّجال تضيق

يصعب على الانسان أن يعيش في مكان آخر غير بلده الذي نشأ وترعرع فيه، فيجلس في غربته يفكر في بلده وينتظر الوقت الذي سيعود فيه إليها، وبيدأ بالاستماع إلى قصيدة عن الغربة لشاعره المفضل والتي تعبر عن ما يشعر به حتى يعود إلى وطنه سالمًا غانمًا من كل شر.